صورة مقلوبة !!

حسن وراق

@ غالبية صحف نهاية الاسبوع ، أوردت علي صدر الصفحة الاولي  خبرين ملتصقين كالتوائم السيامية ، الخبر الاول  ،  قرار وزارة المالية ، إنهاء خدمة 285 موظفا وعاملا  بشركة الخطوط البحرية السودانية  التي تخضع للتصفية  وتم ابلاغهم بإنهاء وظائفهم . الخبر الثاني  جاء فيه ترقية 61 سفيرا و دبلوماسيا بوزارة الخارجية .إنهاء خدمة 285 موظف بالخطوط البحرية قبل حلول عيد الفطر المبارك ، حزن كبير تدخله الحكومة علي أكثر من 285 اسرة سودانية  فقدت  للأبد مصدر دخلها  تماما  و ما أشبه الليلة بالبارحة قبل 27 عاما عندما نُفِّذ حكم الاعدام بدم بارد في حق 28 ضابطا  قبل عيد  الفطر بيوم .

@ انهاء خدمة هؤلاء العاملين جاء نتيجة الانهيار الاقتصادي الذي تقوده حكومة الانقاذ منذ انقلابها علي الديمقراطية وحتي هذه اللحظة التي تتواري فيها خجلا من الاحتفاء بالذكري 27 لانقلابهم المشئوم . انهاء خدمة العاملين بالخطوط البحرية  يؤكد علي  فشل الانقاذ في ادارة الدولة ، جاءت الانقاذ  وكانت هنالك أكثر  من 15 ناقلة و باخرة  تعمل بكفاءة عالية  محققة اعلي ربحية  في مجال النقل  وفرت علي الخزينة العامة الكثير من الاموال  بالعملات الصعبة كانت تذهب نولونات و تكاليف نقل و ترحيل  للسلع والبضائع ، وصل الحال بالخطوط البحرية  الي أن تقلصت اوعيتها الي باخرتين فقط في طريقها الي  البيع .

@ ما حدث في الخطوط البحرية  ليس بسبب هجوم  من حرب الكواكب   او بفعل كارثة  بحرية  اغرقت اسطولنا الناقل ، انها سياسة التمكين التي دمرت كل القطاعات الحكومية وشبه الحكومية وافرزت  قيادات  تمكينية  تعوزها الخبرة  و التجربة و التأهيل ، عناصر جاءت لتفسد وتمارس السمسرة واستغلال السلطات  لتحقيق المكاسب و المنافع الخاصة  علي حساب النقل البحري وتبرير انهياره  بالمقاطعة و العقوبات الاقتصادية الامريكية التي اصبحت شماعة  لتقنين السرقة  و ممارسة الفساد في قطاع النقل مثل ما حدث في السكة الحديد  ، قيام (الخاصة) بالاستفادة من بنياتها الاساسية  وكذلك الحال بالنسبة للخطوط الجوية السودانية (سودانير) التي لا توجد بها غير طائرة واحدة  مستأجرة . عن أي إقتصاد ،  تتحدث الحكومة  و كل يوم تقوم بتصفية أكبر القطاعات المنتجة .

@ ماذا قدمت وزارة الخارجية للشعب السوداني في عهد الانقاذ منذ اليوم الاول  للإنقلاب وحتي الآن ، مسيرة 27 عاما  والبلاد معزولة عن العالم الخارجي  ولم تحقق  السياسة الخارجية  أي إختراق  في الملفات الهامة  المتعلقة بالحصار الاقتصادي و المقاطعة و قائمة الدول الراعية للإرهاب و ملف الاستثمار و خلق اسواق للصادرات السودانية  وعلي الرغم من وجود تمثيل دبلوماسي في غالبية دول العالم  إلا أن السودانيين  بالخارج  يشكون من غياب سفاراتهم ودورها السلبي  تجاههم علاوة علي  تحول السفارات والقنصليات السودانية  الي نقاط جبايات في الخارج و غالبية موظفيها أصبحوا  تجار غير تعاملهم القاسي مثل ما حدث مؤخرا في قنصليتنا بالسعودية بعد تعرض احد السودانيين للضرب و الاهانة  وسط الجمهور داخل مقر القنصلية وهنالك الكثير من حكاوي الاهمال والاستهتار  و أهمها عدم تفقد السودانيين في السجون والمستشفيات  وحلحلة مشاكلهم  وكثيرون منهم لا يجدون أي مساعدة في العودة النهائية لأرض الوطن .

@ ماذا سيحدث لو أن  وزارة المالية  مثل ما  أنهت وظائف  285 من العاملين في الخطوط البحرية ، فعلت نفس الامر  مع وزارة الخارجية و أغلقت كل السفارات والقنصليات السودانية  العاملة بالخارج  ؟ كثير من الفوائد سيجنيها الاقتصاد الوطني  بتوفير  ملايين الدولارات واليوروهات والحوافز وتذاكر السفر المجانية  لجيوش من العاطلين  بالخارج  جاءت   بهم (الكوسة ) ، يعملون  بلا مؤهلات وظيفية في سفارات وقنصليات السودان بالخارج التي آن الاوان لإعادة  النظر فيها  والاكتفاء  بعدد محدود من  السفارات وبأقل عدد من العاملين . الصومال  التي لا تختلف كثيرا عن السودان ،لا توجد لها سفارات كالسودان و(أمورها سالكة) ولا يشعر الرعايا  الصوماليين  في الخارج بأي حاجة لتمثيل دبلوماسي   شأنهم شأن السودانيين بالخارج الذين لا تشعر بهم  بعثاتنا الدبلوماسية . وزارة المالية  أصابها الحَوَل  وكان عليها ان تنهي  وظائف 61 سفيراً و دبلوماسياً بوزارة الخارجية يكلف الفرد فيهم شهريا  أكثر مما يكلفه 285 عامل و موظف  بالخطوط البحرية انهيت وظائفهم قبائل العيد و في ظلم يا أخوانا أكثر من كدا ؟

@ يا أيلا .. قناة الجزيرة الخضراء التلفزيونية (ما توب مرقة) مع فضائيات العالم   ، فضيحة بالصورة والصوت اسفيرياً  ،، كان ما قادرين تصرفوا عليها اغلقوا (الفضيحة) الان قبل الغد .

[email][email protected][/email]