جنون الحب..!ا

اوراق متناثرة

جنون الحب!!

غادة عبد العزيز خالد

تعتبر (جيتانا ستيوارت) من القليلات حول العالم اللاتي لا يزلن يحملن الألقاب الملكية. فجيتانا، التي تجاوز عمرها الخامسة والثمانين عاما، هي دوقة البا الأسبانية، ترملت مرتان، وكانت تحيا بمستوى ينبئ عن لقبها الرفيع. فلدى الدوقة قصور ولوحات واشكال فنية لا حصر لها ولا عدد. أما عن الأموال، فلقد قيل انها تتراقص بين الستمائة والثمانمائة بليون يورو او ما يعادل قرابة الخمسة بليون دولار (لاحظوا الباء بدلا من الميم). وبما أن المال زينة الحياة الدنيا مع البنون، فلقد نعمت الدوقة بستة أبناء أنجبوا لها ثمانية من الأحفاد فاكتملت لديها زينة حياتها.
وقد يظن القارئ أن قصة دوقة اسبانيا هنا قد إنتهت، فالدنيا قد انعمت عليها بما تحب وأكثر. وبعمرها الذي إنتصف عقده التاسع بقى عليها ان (تلزم) سجادتها وتمسك (سبحتها) وتكثر من إستغفارها في إنتظار نهايتها. لكن للدوقة في هذا الأمر شأن آخر، فهي ترغب في أن تبدأ للتو حياتها. لقد وقعت دوقة البا في حب (الفنزو دياز)، وهو موظف من عامة الشعب يعمل بالحكومة ويصغرها بحوالي الربع قرن، وإتفقا سويا على الزواج. وثارت بالطبع ثورة العائلة، فهنالك من رمى الدوقة بالـ( خرف) والجنون، وهنالك من حاول أن ينبهها بان حبيبها وخطيبها وزوجها المرتقب لا يرمي سوى لنهب ثروتها الكبيرة. وحرصا من الدوقة على أن تثبت أنها وحبيبها جادان في أمر علاقتهما وأنهما لا يرغبان سوى في قضاء ما تبقى من عمريهما سويا، فلقد قامت الدوقة بالتخلي عن ثروتها بأكملها من اجل حب ملأ قلبها. ووقفت الدوقة أمام كاميرات المصورين والمحققين الصحفيين بشعرها الذي إمتلأ شيبا و بجانبها خطيبها وهي تقول بكل ثقة:» إن دياز لا يريد شيئا من ثروتي.. بل كل ما يرغب فيه هو أنا.»
ولا ادري لماذا ذكرتني قصة البارونة الجديدة بأخرى مماثلة صدمت العالم حين وقوعها. فلقد بهت العالم حينما قرر (إدوارد) ملك بريطانيا التخلي عن عرش الحكم من اجل التمتع بحب (واليس سيمسون)، المرأة التي إكتفى بان تربع على عرش قلبها. هل الحب حقيقة يصنع المعجزات؟ ام تراه هو الجنون الذي يدركه الجميع عدا أصحابه الذين يعيشون في خضمه. وحقيقة، لازلت في حيرة من أمر الدنيا التي فيها نعيش. فكنت دوما أتساءل انه إذا كان من المقدر للملك إدوارد ان يعشق (واليس سيمسون) ويتخلى عن العالم بأكمله على اثر حبها، فلماذا كتب عليه ان يلتقيها بعدما تزوجت من قبله رجلين ووضعته في موقف حرج أمام الكنيسة والعائلة الحاكمة؟ وكذلك أحيت قصة دوقة البا في نفسي ذات التساؤلات، لماذا جمعها القدر وحب عمرها، كما تقول، في وقت وهن فيه العظم وإشتعل الرأس شيبا. إن الأقدار حالها يغني عن سؤالها والرضى بها مع القسمة المكتوبة هو ديدن حالنا.و… الحمد لله!!

الصحافة

تعليق واحد

  1. ستمائة وثمانمائة بليون يورو
    لاحظوا الباء بدلاء من ال ميم
    (المشكلة ملاحظتنا مانفعتنا. روحتنا)

    والحساب التاني
    قالت الأستذاة
    أي ما يعادل
    قرابة الخمسة بليون دولار
    سبحان الله
    دي يحسبوها كيف دي يا ناس

    (تتراقص بين الستمائة والثمانمائة بليون يورو)
    نلبس لسان سوداني بلدي ونقول
    يعني لا حساب تعرف لا عربي تعرف
    يا أستاذة غادة
    المرة الجاية نرجوك ماتخلي الناس الزينا ديل يقدروا يقولوا حاجة في مقالاتك
    ياخي راجعيها شوية
    سمح؟

  2. و الله ليس لدينا غير ان نعلق على موضوعك يا بنت عبد العزيز بأن جبنا لكم و قلمكم كان سبب ففي قراءة موضوعكم لأن هنالك ماهو اهم منه بكثير في الساحة الوطنية و لم الصهينة منها جميعاً ! هل حتى ينهار المسرح فوق الرؤوس ؟ أم لأنك تعيشين بعيداً عن الوطن بلد "لا يوجد رصيد! 😎 ;( قلمك جميل استفيدي منه في طرح الجميل المفيد

  3. يا غادة ** يا طيبة ** بالله ما لقيتي ليكي موضوع غير هذا ** مشاكل البلدة العجيبة دا كلها ما شفتيها **

    لك نصيب الاجتهاد ولكن المرة الجاية شوفي ليكي موضوع تساهم بيهو للبلد المجروح 😎 :rolleyes: :rolleyes: :lool: ( ) 😡 :lool: 😎 😮 ( ) 😉 😮 ;( 😀

    سراج

  4. و الله العظيم يا غادة أنت أكثر كاتبة أحببناها حيث اصبحنا نخرم لصورتك و قلمك مع التحية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..