دماغي كده

دماغي كده

الفاتح جبرا
[email][email protected][/email]

هذه الأيام أقوم بقراءة كتاب إسمو “دماغى كده” و هو كتاب رائع يحوى الكثير من المقالات التي جمعها الكاتب المصري الساخر الدكتور : أحمد خالد توفيق حول مواضيع مختلفة…إخترت لكم منها هذا المقال الذي من الواضح أنه كتب في عهد (الفرعون) :

لا يوجد ثقاب يا حضرات .. هذه هي الحقيقة المريعة التي أدركتها بعد البحث في عشرة أماكن، والسبب كما قال لي البقال هو أن سعره سيرتفع ليصير جنيهين إلا الربع للكاروصة بعد ما كان جنيهًا. كما تعرف تكفي أية إشاعة في مصر عن ارتفاع سعر شيء ما كي يختفي من على ظهر البسيطة. قال لي البقال هامسًا: “هل تصدق أن المشابك الخشب اختفت كذلك ؟”ـ
لا أعرف أهمية المشابك الخشب ولست مستعدًا للغضب من أجل اختفائها .الثقاب شيء تافه، وهذه الزيادة لعب أطفال بالنسبة لما حدث للزيوت والمكرونة واللحم والبنزين، لكن هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي فرحت أردد
ـ”ربنا ياخدهم أو ياخدنا !! “ـ
والبقال ينظر لي في دهشة من ذلك الطبيب الذي فقد أعصابه لأن سعر الثقاب ازداد خمسة وسبعين قرشًا. لابد أنه تساءل عن مدى شُح هؤلاء الأفندية. لكن الثقاب ليس كل شيء بل هو آخر قائمة مرهقة من الأعباء التي تتضاعف يومًا بعد يوم وبسرعة لا تصدق بعد العلاوة إياها، حتى أن نفس البقال قال لي ذات يوم ساخرًا
ـ”سعر الزيت النهارده كذا .. أصل أسعارنا بتتغير كل يوم زي الصاغة !”ـ
ربنا ياخدهم أو ياخدنا .. هذا حل عادل بالنسبة لي، والثقاب مهم لنا إذا أردنا أن نحرق أنفسنا فلماذا يختفي ؟
ماذا يريد هؤلاء القوم منا ولماذا لا يتركوننا نحيا ؟… لماذا يصحون كل يوم من نومهم ليجعلوا الحياة أعقد ويتأكدوا من أننا نزلنا طبقة في السلم الاجتماعي ؟.. لماذا لا يكتفون ويرحلون بما سرقوه منا إلى جزر الكاريبي ليعيشوا كالملوك ، ويتركوننا نحيا بما تبقى في هذا البلد ؟ .. وما الفارق بين أن تكون ثروة الواحد منهم 20 مليارًا وأن تكون 21 مليارًا ؟. هم فقط يريدون أن يعتصروا الليمونة حتى آخر قطرة .. لن يركبوا الطائرات المتجهة إلى سويسرا قبل أن يتأكدوا من أن آخر موظف قد صار حافيًا وآخر طفل قد مات بسوء التغذية وآخر سنتيمتر مكعب من الغاز الطبيعي تم ضخه لإسرائيل، عندها فقط يسافرون وينسون كل شيء عن مصر .. ربما يظهر واحد منهم في التلفزيون السويسري ليتنهد ويقول: مصر أم الدنيا .. واحشاني قوي

المشكلة هي أنك قد تكون ميسور الحال نسبيًا، لكنك لا تضمن أي شيء من أي نوع. عرفت جراحين زملاء لا يكفون عن العمل والكسب، برغم هذا يشعرون بقلق مريع من الغد، ومن اليوم الذي قد يصيرون فيه عاجزين عن العمل، فالجراح مثل أي شخص آخر (شغال على دراعه). مهما ادخروا في المصرف فمن الوارد أن يفيقوا ليكتشفوا أن ما ادخروه صار يساوي 31 جنيهًا لا أكثر، أو أن المصرف ذاته لم يعد له وجود

كنت أمر جوار طابور من طوابير الخبز، عندما رأيت ذلك الرجل الأصلع ممزق الجلباب ذا الستين عامًا يخرج من الطابور بولادة عسرة حقيقية .. فمه مفتوح في لهفة والعرق يبلل جبينه وهو يحتضن كومة من أرغفة الخبز في حنان ووله حقيقيين .. صورة مجسدة للخلاص والفرحة والظفر
رأيته يتوقف إلى جوار الرصيف لحظة ليتأمل جيدًا في روعة ما حققه، وفي اللحظة التالية رأيت على دراجة ذلك الصبي الذي تشي ثيابه بأنه حرفي، ينقض على الرجل ليخطف بضعة أرغفة من الكومة وينطلق مبتعدًا بسرعة البرق. في ثوان تحول وجه الرجل إلى الحسرة المجسمة ودموع الغيظ احتشدت في عينيه لكنه صار عاجزًا عن الغضب أو السباب .. شيء ما في عينيه يشي بأنه فقد إنسانيته فلم تبق لديه من عاطفة إلا الجوع والظمأ

قلت لنفسي: الحمد لله أنني لست المسئول المباشر عن هذا الرجل ولا الفتى السارق !

كسرة :
قرأت في إحدي الصحف الإجتماعية مؤخراً أن أحدهم كان يسير بمدينة الثورة بأمدرمان وهو يحمل (كيس خضار) فإنقض عليه شخص وخطفه منه مولياً الأدبار وسط دهشة المارة … يعني أنحنا وأولاد بمبة الحالة (سيم سيم) !!

كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(ووو و ووو)؟

تعليق واحد

  1. والله دا خطف الكيس وجرى ولكن والله انا كنت في حافلة في طريق الامتداد ونزلت سيدة ومعاه كيس خضار معتبر وفي المحطة التالية اكتشفت سيدة ان كيسها اختفى واخذت تولول والكمساري الظريف يقول ليها كيسك شالته المرة اللي نزلت ولا استطيع ان اوصف لكم وجه هذه السيدة والتي اضاعت تحويشة الاسبوع في ثواني والغريبة المراة اللي نزلت شكلها بنت ناس والله السودان انتهي

  2. لا بأس أن يكتب الأستاذ جبرا عن كتاب قرأه لأحد الساخرين (حتى يزيد رصيده من المسخرة) ولكن الباس كل البأس أن يكتب في أمور لاتقدم بل تؤخر في مسيرة القضاء على هذا النظام الكارثة وأرجو أن لايكون هذا هو القصد والهدف من كتاباته وذلك مثل كلامه الذي لايمل من تكراره عن (ملف هيثرو) وهو يعلم عدم جدواه ومثل نقده لبرلمان نوابه يعلمون تماما أنهم مجرد أدوات ومرتزقة.. هل بإمكان الأستاذ أن يعفي الناس من هذه المسرحيات المملة حتى لا يصرفهم عن الجادة؟ شكرا ياأستاذ.

  3. يديك العافية مرة كنا نفطر في المدرسة تحت راكوبة بعدين الراكوبة وقعت وبعض الطلاب بلداخل

    فندها احدهم علي اخيه ان لايترك الخبز خلف وبل يخرج به معه ( همد ياه وهادي بافدقاوهادي بافدقا)

  4. كسرة :
    قرأت في إحدي الصحف الإجتماعية مؤخراً أن أحدهم كان يسير بمدينة الثورة بأمدرمان وهو يحمل (كيس خضار) فإنقض عليه شخص وخطفه منه مولياً الأدبار وسط دهشة المارة … يعني أنحنا وأولاد بمبة الحالة (سيم سيم) !!
    سيم سيم ياصديق

  5. تحية للأستاذ الكبير الفاتح جبرا وأرجو منه التكرم بالكتابة لقرائه عن السبب الذي جعل وزارة المالية تضـمن بعض المواطنين على نيل قرض مالي قدره خمسة ملايين دولار ليستفيدوا منه في إقامة مشروع خاص وأعني أبناء المرحوم حسن أحمد البشير.. أرجو أن يتناول الأستاذ هذا الموضوع بسـخريته المعهودة حتى يكشف للمواطنين عن هذه المهزلة التي لاتقل خطورة عن ملف هيثرو..

  6. يديك العافية يا أستاذ / جبرة
    ووين الحالة سيم سيم ناس سيم سيم ديل إقتصاد مابيتبدل الروبية بتاعتهم تطلع وتنزل بفروقات طفيفة جدا مش زى جنيهنا الدلدول البيتعبأ فى شوالات وبشيلوا فى شحنات علشان تمشى تشترى ليكمواد ما تتم ليك حلة يوم واحد رمضان كريم ياسودانا….

  7. موفق حصل قدامي راكب هايس ماشي من ميدان جاكسون الي امدرمان بجانبي شاب تظهر عليه النعمه ويبو انه كان حارج السودان ويحمل تلفون جلكسي ان يريد الاتصال وهو بجانب شبال الهايس واحرج موبايله فما كان من شاب خطف التلفون وهرب مستغلنا الظلام والزحمه وهرب واصبحنا في زهول فما كان من الشاب الي ان اخرج مندله ومسح به عرقه وقال سبحان الله

  8. يا جبرا والله كده بتظلم اولاد بمبه وياريت لو حسنى مبارك حكمنا مية سنه!! على الاقل حسنى مبارك كان (خبازا) والرجل سنواته الاولى شهدة مصر فيها شغل جامد لمصلحة المواطن المصرى والرجل إنتقل من منصب نائب رئيس الى رئيس مصطحبا خبره معقوله اهلته لمنصبه الجديد،وعندنا على عثمان والترابى جلبو لنا رئيس من أدغال الجنوب وكأن البلد كان ناقص قرود!!ورغم بقائه فى السلطه كل هذه الاعوام ورغم إحتكاكه بعدد من الروؤساء والملوك والامراء والرجل (مكانك سر)نشاف دماغ وبلاده و(غباء طبيعى) لم يتعلم ولا إعتقد أن لديه إستعداد للتعلم حتى ولو منح عمر (نوح عليه السلام) والمشكله ان غبائه وعن طريق التطبع إنتقل الى فريقه العامل معه ولا يجرؤون على تبصيره الى مواطن الخلل فى نظامه ورأس الرئيس (جزمه قديمه)لا مجال لترقيعها لاعادتها الى سيرتها الاولى أقصد الجزمه القديمه طبعا أما رأس الرئيس فلها الله !!والذى وصلنا اليه نتيجه منطقيه (فالعك) الذى بداء بكذبة منه عندما دخل القصر رئيسا وبتحريض من رجل مثل الترابى الذى ظل يوهم الناس بأنه (ظل الله وخليفته) فى الارض وكان يقول لنا أن الكذب حرام فينعق الاخرون من بطانته والقبر قدام!!وأنا شخصيا بدأت أشك فى ان غضب الله وسخطه ومقته حلة بجسد الرئيس وصحبه وإلا لماذا كل يوم هم يرزلون ليكون مصير الشعب من نفس المصير لعدم إعلانه (الجهاد) ضدهم من اول يوم!!0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..