
تعرضت في الآونة الأخيرة لكمية من المشاكل في العمل ، تعرضت للظلم وويلاته ، وتم استغلال السلطة والنفوذ من معدومي الضمير والفاقد الأخلاقي لتصفية حسابات شخصية لا أعرف أسبابها بمحاربتي في أكل عيشي ، كانت فترة قاسية تملكني فيها الإحباط ، لأنني لم أترك بابا إلا وطرقته في سبيل الحصول على حقي المنتزع جورا وللأسف لم أجد من ينصرني أو ينصفني ، وقف الناس مع الباطل ضد الحق دفاعا عن مصالحهم الشخصية ،
فترة عصيبة أرهقتني نفسيا للغاية وجعلتني أرى الدنيا أضيق من خرم الإبرة كما تقول أمي متعها الله بالصحة والعمر الطويل .
وجاءت الحرب بويلاتها ، وأضحت المدينة العامرة خواء وحطاما ، وأيقنت أن خرم الإبرة الذي تخيلته كان واسعا للغاية ، وأن وظيفتي المزعومة لا تساوي شيئا مقارنة بما فقده الناس في هذه الحرب الدامية، ندمت على الزمن ، الإرهاق الجسدي والنفسي الذي تكبدته، وأنا أحسب أنني أدافع عن لقمة عيشي كم كانت مشكلتي بسيطة وهامشية مقارنة بما يحدث الآن من دمار وخراب طال كل شئ ، قضى على الأخضر واليابس ، وفقدت الأرواح الغالية وسقيت الأرض بالدماء ، وضاع الأمان والاطمئنان وهيمن علينا التوجس والرعب ،
لسان حالي الآن يتحدث : لتذهب وظيفتي إلى الجحيم وليذهب معها كل الفاسدين الظالمين ، وليعود فقط الأمان والاطمئنان إلى خرطومنا الحبيبة ، أليس هنالك من أمل أن يكون كل ما يحدث الآن كابوسا مريرا نستفيق منه ، فنجد كل شئ كما كان؟ هل حقيقةً أصبحت بحري الحنينة الأمينة مدينة أشباح؟ . الخرطوم سكنتها الكدايس كما قال قائد المليشيا الهالك؟ وأم در حبيبة الكل قد دك سوقها الحبيب وصارت جميعها خراب؟؟؟ .
ألا يمكن أن أستيقظ فجرا لأجدني استفقت من الكابوس الطويل اللعين؟ .
أن أمارس طقوسي الغالية في ارتياد سوق الأحد والتجوال فيه والعودة محملة بأشياء لم أكن أنوي شراءها ، وقد قمت بتأجيل قائمة مشترواتي الأصلية للأحد القادم ؟ .
أريد أن أمارس ولعي الخيالي بالتسوق حتى وأنا مفلسة ، أريد أن أتجول في سوق بحري الذي أحفظه عن ظهر قلب ، أن أتفادي زحام شارع المعونة بالمرور عن طريق شارع المزاد، أن أمارس إدماني في شراء التسالي من الأطرش ، وإلا فتسالي المؤسسة هو البديل ، وأشتري البيض والفراخ من الشركة العربية ، وأجمع خضرواتي من السوق المركزي، أريد أن أشاقق بالحلفاية من جوة أريد أن أسير في طريقي كالعادة ، أن أجد كل شيء كما كان، أريد حياتي الهادئة المملة،
آاااااه .
موجعة هذه الحرب
????????????????