مقالات سياسية

استدامة الكهرباء للتحكم في تعداد السكان

أسامة ضي النعيم محمد

هي كانت من بين أهداف بناء السد العالي ، بل علت علي أهداف أخري ، في خمسينيات وستينات القرن الماضي كان لكهربة الريف المصري كعبا عاليا من بين اهتمامات ثوار 23/يوليو/1952م . في الكتب الدراسية  للمنهج المصري سجلوا كهربة الريف تذكرة للأجيال من بين ثمار السد العالي، كهربة الريف وإدخال التلفزيون لإيجاد خيارات للفلاح المصري لشغل وقته وجهده ، الهدف النهائي التحكم في الانفجار السكني في مصر ، مساحة أرض محدودة مع مصادر مياه ربما دارت الدوائر وتحكم فيها آخرون عوامل حركت النظر عاليا لإدخال الكهرباء في الريف المصري لتنظيم الاسرة. 

نداء معالي الدكتور / عبد الله حمدوك – حفظه الله- رئيس مجلس الوزراء لتحفيز شركات الكهرباء لإصلاح المرفق هي صرخة الرائد الذي يري بعين الصقر من عل ، أعاد رنين معالي رئيس مجلس الوزراء لشركات الكهرباء السودانية مشكلة الفلاح في الريف المصري ، لله الحمد والمنة علي نعمائه – تنظيم الاسرة  في السودان  يأتي مختلفا عن النموذج المصري ، في نموذج أم الدنيا يقلق الساسة  مشكلة الانفجار السكاني ، في السودان يتحسب رئيس مجلس الوزراء ببعد نظره لعقبة مماثلة  ، قضية شعب تعداده متواضع في رقعة زراعية خصبه وبين شعوب أثيوبيا ومصر وتشاد هي من بين الاعلي كثافة  في العالم مقارنة بمساحات أراضي تلك الدول 

يهدف رئيس مجلس الوزراء من استدامة توفير الكهرباء الي رفع انتاجية الفرد السوداني أضعافا ، تحقيق ذلك يتم بتحقيق تناغم بين الانسان ومخترعات العصر ، ( السستم داون ) في بعض البنوك يرجع لقلة الخبرة في كوادر التشغيل المساندة للشبكات ، ادخال نظام الدفع الالي بموجب أورنيك 15 الالكتروني  تم منذ العام 2014م ولم نسمع بتقرير مهني يتحدث عن العقبات التي صاحبت النظام وكيفية معالجتها ، مشكلة النماذج  الملغاة والتعامل معها ، اصدار الجوازات عن طريق الحواسيب الالية صارت تحشر المراجعين  عند بوابات ادارة الجوازات وتتسبب في ضياع الوقت علي أقل تقدير ، توافق أجهزة الكمبيوتر مع العناصر البشرية العاملة يحتاج ابتداء لاستدامة التيار الكهربائي في جميع أنحاء السودان حتي تتوقف نغمة توقف الحركة لانقطاع التيار الكهربائي.

استدامة التيار الكهربائي لم تعد ترفا يصح لأهل المدن ولا حاجة للقري بذلك ، بل الاساس أن تصل الكهرباء للفرقان والفري لضمان  بناء منازل ثابتة ومفارقة رحلات الدميرة والنشوق ، الاحتفاظ بالحليب والألبان في درجة حفظ مناسبة الي حين مناولتها للمصانع المختصة المجاورة ، ادخال الزراعة كمهنة أيضا عند الراعي ليتكفل بزراعة البرسيم والقصب لسعيته بدلا عن النزاع مع المزارعين ، ايقاف رحلات البقارة والمسيرية الي داخل جمهورية جنوب السودان بتوفير مزارع في داخل حدود السودان ترعي فيها الانعام ، استدامة الكهرباء تحقق نقلة نوعية في انتاجية الفرد السوداني وهذا ما يهدف اليه نداء معالي رئيس مجلس الوزراء.

استدامة التيار الكهربائي لا يرفع فقط انتاجية الموظفين في الخدمة العامة والبنوك والمصانع  بل يساهم مباشرة في الاتجاه الي ادارة المزارع الكبيرة كما في استراليا وهولندا وأمريكا ، في حدود عدد متواضع من أفراد الاسرة تجد ربة المنزل تعمل أيضا في قيادة المحاريث ومعدات الزراعة جنبا الي جنب مع الاسرة في مساحات زراعية يرد فيها السراب البصر ، مصانع منزلية صغيرة لصناعة الاجبان والزبدة هي نقلة متفدمة لما كانت تصنعه المرأة السودانية اذ ( تخض ) الحليب لانتاج الفرصة ( الزبدة) والروب ( اللبن) ، نموذج مشروع الجزيرة يمكن تكراره في مناطق اخري من السودان في دارفور وطوكر وجبال النوبة وفي جنوب النيل الازرق .

شعوب الدول المجاورة من القرن الافريقي وأثيوبيا و تشاد لا تأتي الي السودان بغرض اللجوء بل للاستيطان ، أراضي واسعة وأنهار وخيران تجري بفضل الله و أمطار غزيرة مع وجود شعب قليل العدد ، اضافة ملايين الي عدده لا يحس به احدا ، تلك هي فكرة أجهزة المخابرات في تلك البلدان وهي تنظم هجرات اللجوء  لمواطنيها من بلدانهم ، في مصر يتمثل الزحف عبر شركات القوات المسلحة وهذا نوع مستحدث من حملات الباب العالي في الزمن الاول لجلب ريش النعام وذهب بني شنقول والرجال الاقوياء للجندية من السودان ، تغير الحال وأصبح الغذاء الذي يزرع بحصة السودان من المياه  وداخل أرض السودان ، هو هدف ومبتغي شركات القوات المسلحة المصرية.

مطالبة معالي رئيس مجلس الوزراء لشركات الكهرباء بتوفيرالامداد جاءت في وقتها لان الحصة وطن ، يدخل في استيعاب الدرس فلول النظام البائد ، تدفق هجرات الشعوب من حولنا الي السودان تنزع عنا الريادة في مقبل الايام وتركيا لم تعد هي البلد الخيار الذي يطمح ( الاخوان) للحصول علي جوازه والاستثمار فيه ، لا بد من التركيز علي رفع انتاج الفرد السوداني لتصبح أضعافا بتذليل الكهرباء لتغدو مطية نعبر بها كما نحلم جميعنا مع معالي رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..