مقالات وآراء سياسية

لن نبرح مكاننا المظلم إن لم نتجاوز العقبات

برير القريش

قبل الحديث عن أي انتخابات قادمة في السودان يجب ان نتأكد تماما اننا بذلنا كل الجهود وانجزنا خلال الفترة الانتقالية المحددة ثلاثة اهداف رئيسية محورية مزمنة تمثل قمة التحديات امام كل الخطط المستقبلية والمشاريع واللبنات الاولى الموضوعة لبناء الدولة السودانية ونهضتها ووحدتها : –

اولا – السرعة وتكثيف الجهود في التركيز  على ازالة التمكين وتفكيك جسد النظام السابق وخصوصا كتائبه واذرعه الأمنية وخلاياه المدسوسه في مؤسسات الدولة العامة والعسكرية والأمنية .

ثانيا – السعي الحثيث والدؤوب لازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وطمأنة المستثمرين واصدقاؤنا في الخارج  بان جميع مؤسساتنا المالية قد تحررت من آثار وقيود تلك العقوبات استعدادا للانطلاق ليفتح العالم تعامل مؤسساته الماليه أمامها بثقة ودون عوائق.

ثالثا – -ضرورة النجاح في مساعينا الحالية الجادة لوقف كل اشكال التوتر والاقتتال والحروب والاختلافات بين ابناء الوطن الواحد في اقاليم السودان المختلفة بأقناع قادة كل تلك الحركات الثورية والفصائل ومواطنينا هناك بأهمية إغتنام هذه الفرصة التاريخية السانحة لبناء سودان جديد آمن ومستقر يسع كل ابنائه بمختلف اطيافهم والوانهم ولغاتهم لينعموا بأمنه ويتقاسموا فيه كل موارده وخيراته وذلك لن يتأتى الا بالحرص على تماسك هذا الوطن وتوقيع اتفاق سلام شامل دائم يحفظ وحدة البلاد ويشيع الاستقرار في ربوعه وبواديه.

فإن لم تتحقق تلك الاهداف في ظل الحكومة الحالية سوف تتضاءل فرص حلها  في المستقبل  والافق القريب وساعتها يجب ان نفكر جادين كشعب في تمديد الفترة الانتقالية لهذه الفترة وليس لجر انتخابات مبكرة لاننا نرى ان هذه الحكومة الحالية التي يقودها السيد رئيس الوزراء/ عبدالله حمدوك هي حكومة ثورة  تتمتع بأعلى شعبية متفاعلة على الارض في تاريخ السودان وتملك المؤهلات والخبرة والمراوغات السياسية واتخاذ القرار والحيز الوافر من الحريات والليونة وعدم الوصاية وعدم الخضوع والارتهان لأي اطراف داخلية كانت ام خارجية لحل تلك العقبات ودون اعتراض من نواب اخرين مجهولين ستأتي بهم يوما حافلات الديمقراطية المنتظرة على ظهور مجموعة احزاب سياسية كثيرة تدب على الارض وعلى مسرح الاحداث في انتظار ذلك التاريخ ويفوق عددها 140 حزبا يتباينون في المواقف والرؤى.

نتمنى ان توفق حكومة الفترة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري والتي مازال لديها بعض الوقت في انجاز ما عجز عنه الاخرين حتى لا ندخل في حسابات مستقبلية معقدة “ومشربكة” وخيوط تمسك باطرافها احزاب سياسية وقوى سياسية رأيناها تتصارع منذ استقلال السودان على مصالحها وعلى كراسي السلطة دون الانتباه والاكتراث لهذا الوطن الذي ينزف من شدة قسوة ضربات ابنائه الموجعة عليه.

 

برير القريش

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..