مقالات سياسية

المتحدثون الرسميون..!!

كالعادة.. عند كل حادث أليم.. يحتد الجدل حول الخطاب الإعلامي الحكومي الذي يواكب الحدث.. أمس الأول في حادثة القصر الجمهوري.. التي أودت بأرواح بريئة.. صدر بيانان رسميان.. واحد من إعلام القصر الجمهوري.. والثاني من الناطق الرسمي للقوات المسلحة.
غالباً يلقي الجميع باللائمة على المتحدثين الرسميين ومسؤولي الإعلام.. وتعلق حول رقابهم خطأ الرسالة الإعلامية التي تبثها هذه البيانات الرسمية.
لكن في تقديري أن الأمر يتجاوز تماماً المتحدثين الرسميين ومديري إعلام الجهات الحكومية التي تضطر لإصدار بيانات ترتد كالسهام عليها.
الأمر في غاية البساطة.. المتحدثون الرسميون يفهمون جيداً (الوضع!!!) هم يعلمون أن ما صدر عنهم موجه في المقام الأول لرؤسائهم أكثر من الشعب.. فلا يلقي المتحدث الرسمي حين يلقي ببيانه إلا ونظره وتركيزه كله على ما يقدره من رد فعل من هم أعلى منه.. وليس الرأي العام الذي يذيع عليه البيان.
حسناً.. لنسقط هذه النظرية على حادثة القصر الجمهوري.. وقائع محددة جرت خارج وداخل أسوار القصر لبضع دقائق ربما في أقصى تقدير لا تتعدى نصف ساعة.. يصبح السؤال الخطير الذي يواجه المتحدثين الرسميين.. هل واجبهم أن يصفوا الوقائع.. أم رأيهم وتبريرهم للوقائع؟..
بالمنطق السليم. يفترض أن يكون تركيز المتحدثين الرسميين على تقديم الوقائع الصحيحة (المعلومات) دون أي محاولة للتغول في تفسيرها أو تبريرها.. ثم بث الإيحاءات اللازمة لنشر الطمأنينة وامتصاص الأثر السالب.
لكن البيانات الرسمية.. هرولت نحو (التبرير).. فكلمة (معتوه) قصد منها قطع أية صلة للحادثة بما قبلها.. فالمعتوه لا يتحرك بحيثيات منطقية أو مؤسسة على تخطيط مسبق.
الأجدر في مثل هذه الحادثة ترك المسرح كله للشرطة.. فلا متحدث باسم القصر ولا جيش لأن الحادث (جنائي) ومن صميم عمل الشرطة حتى ولو كان أحد أطرافه الحرس الجمهوري..
يتولى المتحدث باسم الشرطة تفصيل وقائع ما حدث.. بينما يتولى إعلام القصر الجمهوري الوجه الآخر.. الذي يتعلق بامتصاص أثر الحادث.. بنعي الأرواح السودانية التي فاضت في أرض القصر ومنها الرجل المسلح نفسه.. لأن المقام هنا لتعزية أسر الذين ماتوا في الحادث.. دون تصنيف.. مثل هذا الخطاب يمتص الأثر العكسي في نفوس المواطنين عامة.. قبل أسر الضحايا.
في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أقيم نصب تذكاري في الموقع الذي صدمته الطائرة في 11 سبتمبر 2001.. لفت نظري أن النصب التذكاري مسجل عليه أسماء كل العسكريين والمدنيين من منسوبي وزارة الدفاع الأمريكية الذين قتلوا داخل المبنى.. ثم أسماء كل ركاب الطائرة، بمن فيهم الخاطفون الذين نفذوا الهجوم.. فالنصب التذكاري نظر للأرواح الإنسانية التي سقطت في الموقع بغض النظر عن حيثيات الحادث.

التيار

تعليق واحد

  1. الرواية الحكومية من أساسها غير صحيحة

    مجرد عسكري مرتبك بالحرس الجمهوري اطلق النار على الثلاثة الذين احتد النقاش بينهم(احدهم العسكري السابق الذي جاء لمقابلة القائد الاعلى بغرض حقوقه المهضومة بالاضافة الي الحارسين الجمهوريين الاخرين)

    مجرد احتداد نقاش بين الثلاثة ارتبك زميلهم الذي يقف بعيدا و اطلق النار عليهم جميعا

    المظلوم الرقيب السابق صلاح لا يحمل اي نوع من الاسلحة -لا نارية و لا بيضاء

    اللهم عجل بتدمير حكومة البشير
    امين

  2. الرواية الحكومية من أساسها غير صحيحة

    مجرد عسكري مرتبك بالحرس الجمهوري اطلق النار على الثلاثة الذين احتد النقاش بينهم(احدهم العسكري السابق الذي جاء لمقابلة القائد الاعلى بغرض حقوقه المهضومة بالاضافة الي الحارسين الجمهوريين الاخرين)

    مجرد احتداد نقاش بين الثلاثة ارتبك زميلهم الذي يقف بعيدا و اطلق النار عليهم جميعا

    المظلوم الرقيب السابق صلاح لا يحمل اي نوع من الاسلحة -لا نارية و لا بيضاء

    اللهم عجل بتدمير حكومة البشير
    امين

  3. ومن الذى اكد لك يااستاذ ان الرجل مسلح؟؟؟
    طبعا تبنيت تفسيرات رهطك من الامن والجبهة
    الواجب ان تبعد عن هذه القضية مادامت جنائية حتى لاتجهجه الحقائق كما فعلت مع قضية سودانير
    ظبعا هذا غير ممكن لك وذلك لانك تؤدى دورك المرسوم لك نظير (الصحيفة)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..