مقالات ثقافية

أبو الحوادث .. موقف محرج يا اتحاد!

جســـــــور

رقية وراق

قررت انني، منذ اليوم ، لن أسمي حشرة ( أبو الدقيق ) بغير اسمها الذي اخترعته أمام ناظري وأنا أقود سيارتي ظهيرة اليوم . دخلت الحشرة الحمقاء من خلال زجاج النافذة المفتوح ، لتقوم بدورات مخبولة أمام وجهي وقريبا من ظهر عنقي وأنا أجاهد ألا تلمسني . انحرفت قليلا عن الشارع وقربت أكثر مما يجب من العربة التي كانت أمامي قبل أن أكبح السيارة لأتوقف ثم أغير اتجاهي لموقف سيارات صغير ركنتها فيه ، ثم بدأت أضرب بكتبي على مقدمة السيارة الداخلية خلف الزجاج قريبا من حيث حطت الحشرة علها تطير . من غيظي منها قلت طيري ، طيري ، ما أنت الا جلباب بني أغبر من جناحين في مقدمته رأس صغير لا يقبع فيه سوى الجنون والحماقة والرغبة في اثارة مشكلة شخصية لي ظهر اليوم .فجأة لم أعد أراها، ولأنني لم أرها تطير خارج السيارة ، فلم أفكر سوى في أنها اختارت ركنا آخر تريد أن تجهجهني منه مرة أخرى واضطررت لمواصلة البحث عنها ربما من استصحاب فكه لأمرين خطرا ببالي ، رغم الموقف الذي يصلح أن أطلق عليه محرج ، كما كنا نكتب في قوائم التعرف على الآخرين في طفولتنا .الأمر الأول انني تصورت ما كان سيكون من أمر منتم لقبيلة سودانية يذخر المحكي عنها شعبيا بقمة الشعور بالكبرياء و برفض الوقوع تحت تأثير أي كائن كان من أنس أو جن وحيوان وربما حشرات . تصورت أن فردا منها ربما دفعه الحنق والكبرياء للقبض على الحشرة اللعينة ودفعها لقيادة السيارة ثم زعزعتها بالطيران من حولها
شمالا ويمينا ليخيفها ويثير اعصابها كما اثارت هي اعصابه ليذيقها من كأس الحرج والخلعة .عشان تشوفي الجهجهة دي حارة كيف . ان لم تضحكك الطرفة يا قارئي الغالي ، فلا بأس رغم انني كنت أتوق للتسرية والمؤانسة معك ، ولكن حساسية قبلية ما معانا ، وأرجو أن تعد الأمر نكتة من نكات السلام ووحدة الوطن.

الأمر الطريف الآخرالذي تذكرته، كان استخداما غير مسبوق لكلمات لا تستخدم عادة في شعارات المظاهرات . كان ثمة أمر يتعلق بأحوال داخليات الطالبات بحامعة القاهرة الفرع ، فترة منتصف الثمانينيات ، فقد صعدت زميلة لنا على كرسي وبدأت في الصياح منددة باتحاد الطلبة والطالبات:
موقف محرج يا اتحاد .. موقف محرج يا اتحاد!
وتبعها في الهتاف من كانوا ضد قرار اتخذه الاتحاد ، ورغم قناعتي أن أغلب أمر الداخليات كان محرجا ومؤلما ، الا انني لم أتمكن من ترديد الهتاف العجيب لأني كنت ( ميتة) من الضحك على الصيغة الغريبة له ،وصرت أطلقها بيني وبين نفسي ومع بعض صديقاتي على ما يحدث من مفارقات الحياة اليومية من شاكلة تخويفي بعباءة ( أبو الدقيق ) الكالحة التي أوشكت أن تتسبب لي في حادث مرور ، موقف محرج يا اتحاد!

انجلى الموقف المزعج وعاد يومي الى تتابع تفاصيله المعتادة . وجدتني أفكر في حادثة اليوم . فكرت أيضا في حوادث المرور في السودان والتي تكاد تنافس الملاريا في حصد الأرواح لأسباب بينها حال الشوارع وأكثرها ازعاجا الاستخدام المبالغ فيه للهواتف المحمولة . ( نتيجة للسرعة الزائدة والتخطي) ، العبارة التي نسمعها أو نقرأها قبل أن نقرأ القائمة المحزنة لضحايا كانوا في طريقهم لحضور فرح أو تقديم واجب عزاء أو غير ذلك مما يضطر الانسان لركوب يفترض أن يكون آمنا وهيهات . ثبت رأسي بين يدي، فزعا ، وأنا تحت رحمة سائق حافلة نقل صغيرة (أمجاد) وأنا في اجازة قصيرة بالخرطوم ، وطلبت منه أن يهدئ السرعة ، وأنو كدة مامعقول ياخي ، فرد علي بالحرف الواحد : كدة يا دوب ح يزيد جنوني !طلبت منه أن ينزلني في الحال فقد ااكتفيت بمشهد الاستعراض عن الفيلم العجيب . وجدتني أيضا لا أقاوم التأمل الفلسفي في حادثة اليوم . الا يشبه اقتحام الحشرة ، ثقيلة الحضور كما شعرت ، اقتحام أشخاص يجدون لهم أماكن في حيواتنا دون أي رغبة منا أو دعوة؟ ورغم طفيليتهم ودخولهم المفاجئ من أي منفذ كان ، فانهم سرعان ما يبدأون بالتصرف في المساحات التي تخصنا، والتي هي أوقاتنا ورغائبنا وأمنياتنا وأمزجتنا ، فيعيثوا فيها فسادا كبيرا قبل أن نتنبه لهم بالكامل ، ونبدأ في هشهم ، بعيدا عنا، باتجاه أي مخرج ممكن ، بأسرع ما نستطيع . نخسر طاقة و ربما عمرا في عملية الدفاع والابعاد لمن يفرض وجودا ثقيلا علينا دون اذننا ، ولكنا على أي حال ، نقاوم التغول والتطفل واجتياح الخصوصية ، حتى يكون بمقدورنا ، في خاتمة المطاف ، أن نكسب أنفسنا من جديد .

[email protected]

تعليق واحد

  1. لك الود الاخت رقية .. تعرفى يارقيه امثال ابو الدقيق وسواق الامجاد موجودين بكثره والآن متمركزين
    والامر بيدهم ولابد من كنسهم . ربيع عبد العاطى .. مصطفى اسماعيل .. الجاز .. عبد الرحيم احمد حسين
    وده قراده اصعب من ابو الدقيق والقائمه تطول والغبى الكرور البشير والرجل المامفهوم الترابى وغايتو
    خليها على الله البلد مليانه شديد من الحشرات الضارة نسال الله السلامه

  2. قالوا ليك يارقية في واحد من أقارب الأحمق الإفتراضي هذا الذي تتوقّعين منه أن يجبر الحشرة علي قيادة السيارة ثم الطيران من حولها لإزعاجها ، هذا الواحد، يارقيَّة، كان يعاني شديداًً من إلم بأحد الأضراس حتى إضطُرّه الأمر لزيارةالطبيب فشكى له معاناته من الألم بكبرياء زايد فقال له الطبيب ( وهو يستهدف أبو الدقيق الذي فيه) : لازم نقلع الضرس دا عشان ما يؤلمك .. ألم الضرس حار لا يحتمل . فاستُفِزَّ صاحبنا في كبريائه القبلي العتيق فجمع أشلاءهُ المضعضعة ثمّ وقف متعباً كطاؤوس مبلول بالماء وصرخ : عشان شنو ؟ أفو .. حرّم كان تقلع سنوني ديل كلهن وتخلِّيهو براهو ينتح لامن نشوف أخرتا معاهو ،حرّم الليلة يا أنا يا هو .
    يارقية يا فريع وراق (!)
    أمتعتيني بهذا الحكي اللطيف ، ليك وحشة والله .
    دمتى صديقتي.
    محمد عبد الملك

  3. شوفوا وصلنا وين نحن

    في عهد السفاح البشير فاقد الغيرة والوطنية وعديم الرجولة وعدو شعبه

    سودانيون للبيع.. أسرار رحلة العبيد من الخرطوم إلى القاهرة وطرابلس

    كشفت مجلة “الأهرام العربي” عن تفاصيل وأسرار رحلة الجحيم التي يخوضها السودانيون الذين يهاجرون للخارج على أمل تحقيق حلم الثراء، حيث تنشط حركة سوق هجرة السودانيين ورحلتهم عبر الجحيم من السودان مرورًا بالقاهرة وحي العتبة، إلى ليبيا، بينما يهرب آخرون إلى أوروبا وإسرائيل.

    ويتضمن التقرير تفاصيل خطيرة عن عصابات مسلحة تقف وراء بيع السودانيين في سوق أشبه ما يكون بـ “سوق العبيد”، حيث يقوم رجال تلك العصابات باحتجاز السودانيين واعتقالهم وتعذيبهم، وتبيع الفرد منهم بـ 150 دينارًا ليبيًا.

    تسرد “الأهرام العربي” تفاصيل رحلة الجحيم والعذاب التي يقطعها السودانيون وتذكرنا بعصور الرقيق قبل مئات السنين، وتبدأ بالتعرف على السماسرة في الخرطوم، والذين يحصلون على “تحويشة العمر” من الشاب السوداني الذي قد يضطر للاقتراض على أمل الوصول إلى “أرض الأحلام”، وبعدها تبدأ رحلة العذاب، فبدلًا من الوصول إلى ليبيا والحصول على عمل مربح، يقعون فريسة سهلة في يد عصابات الاتجار بالبشر، ويتم احتجازهم وجلدهم حتى يأتي المشتري ويختار من بينهم.

    وتتضمن تفاصيل اختيار “الزبون” لمن يريده بعض الفحوصات التي تذكرنا بمشاهد الأفلام التي ترصد قصص العبيد، حيث يبدأ “الزبون” في فحص الشباب السوداني وتحسسهم، ثم بعد ذلك يختار من سيشتريه، أما الثمن فهو معروف ولا يتجاوز 150 دينارًا ليبيًا.

    المثير أن أجر العامل السوداني الذي يظل يعمل طوال اليوم، لا يحصل عليه، والأكثر من ذلك، أن السوداني بعد الانتهاء من عمله لا يكون حرًا ويستطيع أن يذهب لنيل قسط من الراحة، ولكنه يعمل في وظيفة أخرى، وهي تسلية الأولاد وإضحاكهم، حيث يبدأ الأطفال في التجمع حوله وقذفه بالحجارة وهم يمرحون ويلعبون ويسخرون منه.

    وتوضح المجلة تفاصيل رحلة السودانيين من السوق العربي بالخرطوم إلى العتبة بقلب القاهرة، ثم إلى السلوم على الحدود مع ليبيا، مرورًا عبر حقول الألغام، أما العائدون منهم والذين نجحوا في الهروب بأرواحهم، فيهربون عبر الجبال في رحلة تسلل عسكية من ليبيا إلى مصر.

    http://maktoob.news.yahoo.com/%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B9—%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3.html

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..