الصراع الطلابي بين الجبهة الديمقراطية والاسلاميين

لم تهدأ جامعة الخرطوم منذ مقتل الطالب علي ابكر موسي ادريس في الحرم الجامعي في مارس الماضي ،ودخلت الجامعة في مناورات الاعتصام والاغلاق والاستئناف الجزئي للدراسة،وتضامن طلاب الجامعة بمختلف كلياتهم حول القضية المتعلقة بمقتل الطالب في الحرم الجامعي،وليست المرة الاولي قبل عامين قتل طالب من كلية التربية جامعة الخرطوم ،والقي بجثته علي قارعة الطريق،صب الطلاب جام غضبهم علي السلطات،وادارة الجامعة التي اتهمت التواطؤ ،وعدم قدرتها علي اتخاذ موقف بشأن قضية مقتل الطالب ،وفتح تحقيق حول قضية القتل،وكشف الجناة ،وتقديمهم للعدالة. اغلقت جامعة الخرطوم ومجمع شمبات في بحري،مع استثناء بعض الكليات.رفض طلاب تنسيقية جامعة الخرطوم القرار الاخير،واتهمت الادارة بالتهرب من مسؤوليتها،وضلوع جهات امنية بالضغط علي ادارة الجامعة،مع التأكيد علي تمسك الطلاب بقضيتهم الرئيسية ،واستقلالية الجامعة، والغاء قانون 1995. الحدث الاخير قاد الي حرق مجمع شمبات والشؤون العلمية،وبدأت الاتهامات تتبادل بين الاطراف الجبهة الديمقراطية وحركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين، وهذه المواجهة الاعلامية بين الطرفين اغضبت بعض من الطلاب والطالبات الذين لا انتماء سياسي لهم،ولكن لعبوا دورا كبيرا في قيادة الاعتصامات منذ اكثر من شهر في الجامعة بجميع كلياتها،ومن ضمنها تنسيقية طلاب جامعة الخرطوم والاحزاب الطلابية الاخري،ورأوا ان الصراع الاعلامي بين الطرفين الهدف منه تلميع الطرفين للاستفادة من المرحلة المقبلة ،ووصفت من قبل اللجنة التنسيقية بالانتهازيين المتاجرين …
ودعا بيان اللجنة التنسيقية لطلاب جامعة الخرطوم جميع الطلاب الالتفاف حول المطالب العادلة والمشروعة التي اقرت بعدالتها ومشروعيتها الجامعة،واساتذتها الموقرين بموجب الاتفاق الاطاري الذي انتزعه الطلاب عن طريق وحدتهم وتكاتفهم ،وايضا وقوفهم خلق مطالبهم،واوضح البيان ان اغلاق الجامعة لا يعني موت قضايا الطلاب ،بل يمنح دافعا اقوي للتشبث بهذه الحقوق،ولايثنيهم البطش والقتل والتشريد والاعتقال عن الوقوف بكل ما نملك من وسائل سلمية للدفاع عن الجامعة.وان المهمة كطلاب اكبر من حراك داخل الجامعة خصوصا مع غياب المنبر الطلابي ،واضاف هناك سعي لتمليك القضايا المغيبة كاملة لابناء الشعب السوداني ،ودعم الطلاب في انتزاع الحقوق المسلوبة ،ومع وحدة الطلاب ،وتخبط الجامعة يظهر جليا في مدي حوجتنا لاستقلالية الجامعة ،ورفض اغلاق الجامعة لا لعدم اكمال المقررات واجلاس الطلاب للامتحانات.
بينما يقول عضو اللجنة التنسيقية لطلاب جامعة الخرطوم انس محمد الطيب ان الاعلام خلق صراع وهمي بين طرفين لايمثلان كل الطلاب،وصفه بالصراع الثنائي بينهما،وانتقد الاعلام تركيز مايدور بين في الجامعة بين طرفين فقط،باعتبارهما الوحيدة في الجامعة،وهذا تجاهل للقاعدة الطلابية العريضة،واضاف انس لانسمح بتسلق اي تنظيم والمتاجرة بجهود وقضايا الطلاب،وبعض الانتهازيين ينتهزون الفرص لمصالحهم،واوضح انس ان الغرض من الاعتقال ،رسالة ارهاب للشباب ،ونرفض هذه السياسة كطلاب،واوضح هناك من لهم مصلحة في تحويل الاحداث التي جرت والجارية الان بين قطبين فقط ،وهذا تقليل لدور القاعدة العريضة التي ساهمت في نجاح الاعتصام ،واحبطت مخطط الطلاب الاسلاميين لكسر الاعتصام،الا بعد استخدام القوة،وهذا النجاح لم يأتي بمجهود تنظيم محدد،بل بالتحالف التنسيقي لجميع الطالبات والطلاب.
يقول الطالب فتحي محمد عبدو المنتمي لتنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، احتمال وجود تحالف مصلحي خفي بين الطرفين، بهدف حصر الحراك بين الجبهة الديمقراطية والطلاب الاسلاميين الوطنيين،واضاف فتحي ان هناك تحركات لتبخيس دور اللجنة التنسيقية لطلاب جامعة الخرطوم،وهي لعبت دورا كبر وفعال في انجاح كل الاعتصامات،وتفاعل معها جميع طلاب الكليات،واعتبرها خطوة للمطالبة بالدستور القادم،وطلاب النظام في السابق طالب بذلك ،واكد ان الجبهة الديمقراطية قالت في مرات سابقة انها لا تقبل بالحوار الا في حالة تغيير الدستور، واكد فتحي قضية الدستور لها علاقة اطلاقا بمواقف الطلاب الاخيرة في الجامعة ،وكانت الاولوية فتح تحقيق حول حادثة القتل،وتفريغ الجامعة من المجمعات الجهادية.وانتقد ان الحوار الاخير بين عضوي المؤتمر الوطني والجبهة الديمقراطية ، ان المتحدث باسم الجبهة لا يمثل طلاب جامعة الخرطوم ،ولكن يمثل نفسه فقط ،والهدف منه التلميع الاعلامي فقط .
واضاف محمد عمر دقنو ان الهدف من الثنائية والاتهامات المتبادلة فرصة لارسال رسالة ان الحراك الجامعي يقوده الشيوعيين فقط،وهذا ليس صحيحا،وتهدف الي خلق اجندة سياسية مبيتة ،ويتفق دقنو مع انس ان الطلاب في الفترة الاخيرة كانوا الوقود لنجاح الاعتصامات،واكد لا يحق لاي جهة ان تتبني الحديث باسم الاخرين،سواء كانوا شيوعيين او غيرهم ،وانتقد دقنو اسلوب الاعتقالات،وصفها بغير الناحجة ،لان الطلاب لهم قضية واضحة ،واغلاق الجامعة وفتحها تهرب من الحق ..
الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..