لويا جرقا ..لمعارضتنا الجديدة قبل كل شيء!h

لويا جرقا ..لمعارضتنا الجديدة قبل كل شيء!

محمد عبد الله برقاوي.
[email protected]

الأحداث بصفة عامة في دنيانا الحديثة التي باتت أصغر من سوق ليبيا ، لاسيما السياسية منها كثيرا ما تفرض اثناء حدوثها مفردات ومصلحات تبقي جزءا من منطوق الناس على اختلاف ألسنتهم ، حتي بعد انقشاع الحالة أو زوال الحدث !
بالأمس كاتبني أحد الأخوة المعلقين الظرفاء من موسكو قائلا ان عبارة ( جرذان ) المستوحاة من خطب الراحل القذافي في غمرة استخفافه بالثوار ، أصبحت تكتب في الصحف الروسية الصادرة باللغة الانجليزية بذات المعني ولكن بالحروف اللاتينية ، مثلما يكتب الامريكان كلمة الجنجويد التي ربما لم يستدل الكثير من أهل السودان الى معناها الحقيقي ، الذي فسره لنا أهلنا في دارفور بانه وصف للجن الراكب على الجواد ، كناية على العصابات المغيرة . وأرجو أن يصححني من كان يملك تفسيرا أدق عن الذي تملكته من وسائل الاعلام خلال انتشار المصطلح مع لهيب الصراع الحارق في دارفور وقتها ولا زال وميضه تحت الرماد!
والكثير من الكلمات بات الاعلام والعامة يرددونها ومنها ( لويا جرقا ) التي انطلقت على خلفية الصراع الافغاني عقب سقوط حركة طالبان ، فاتجهت حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاى الى استقطاب زعماء القبائل في مؤتمر لهم أطلق عليه المصطلح اياه ، في سعي الحكومة لجعله تجمعا للصلح القبلى الذي يمد ذراعه لالتقاط مقاتلى الحركات المتشددة من سطوح وسفوح ومغارات الجبال الى خيمته في كابول .
الآن وقد ضرب السوس عصا نظام الانقاذ الميت سريريا ، ولا ينقصه الا نفخة قوية واحدة من افواه الشعب الناقمة ، وقد بلغ بها الضيق والقرف الحلقوم ، ولكنها تبحث عمن يقودها نحو الهدف ، فلا حراك بلا قيادة ، والثورات في عصرنا الحديث ، اتخذت لنفسها اسلوبا مغايرا يجارى وثبات التطور التقني العالية التي باتت تعزف عليها اصابع الأجيال بمهارة ، تختزل الكثير من العنت والمشقة والمسافات في التواصل!
وبما أن تلك القيادات التقليدية لمعارضتنا التي تحنطت على متحف السياسة كتراث ليس الا !
اما لأن الخرف قد اصابها بالقدر الذي جعلها خارج شبكة الحداثة ، فيما هي تسعي لتدوير ماكينة الثورة الشعبية ( بالمنافيلة ) وتطلق عبارات نريد التغيير وليس اسقاط النظام !
واما انها تربض خلف حافلة النظام المتهالكة التي لا زالت تحتفظ لها بشواغر في المقاعد الخلفية ، مثلما
لا حظنا في تأجيل شغل بعض المناصب في حكومة ولاية الخرطوم المعُينة بالأمس ، وفي حيرة أطباء ولادة الحكومة الاتحادية القيصرية التي يسعي اهلها الى تأجيلها لاستقطاب دايات تقليديات ربما يكن أكثر خبرة في انقاذ الأم والجنين أو احدهما على الأقل أو بأقل الخسائر ولو كانت الاكتفاء باقتلاع الرحم!
خلاصة الأمر اننا في حوجة ماسة ل( لويا جرقا ) لمعارضة حديثة تتجاوز موميات المشهد السياسي ، ويغذي شرايينها جيل جديد يجتمع شتاته على صعيد معطيات ومستجدات الواقع الذي يحرك المشهد العام في المنطقة التي ، ما حققت ثوراتها بالتمنيات ولا بالمهادنة باسلوب العصا النائمة والقائمة في ذات الوقت !
الان هنالك اساس قوي من التحالفات التي تشكل الذراع المسلح للثورة المضادة لنظام الانقاذ الذي اعتمد على ذات المعالجات الأمنية المسلحة استغلالا لمقدرات الأمة المادية وقوتها البشرية المتمثلة في القوات المسلحة تسخيرا لها في اتجاه نصرة نفسه ولو بتمزيق الوطن !
وذلك يتطلب ذراعا أخضرا وفتيا يخرج من صلب الجامعات وخلايا العمال والموظفين وكافة قطاعات المثقفين على مختلف مشاربهم والجنود النبلاء والزراع والغبش المطحونين تحت عجلة الغلاء ومشويين في شمس البلاء ،ومغلوبين في دوخة تسلط الطغاة !
لاامل لنا في تحقيق تلك النفخة القوية لسقوط عصا حكومة النظام التي سكنها سوس الفشل والتجريب ، فعادت بالبلاد الى ماقبل المربع الأول لمجيئها ، الا من مشروعات باتت تثقل كاهل اقتصادنا أكثر مما تسنده حتي أصبح المروجون لها يخجلون عن تريد هتافات تمجيدها لانهم ادركو حقيقة ورطتهم فيها ، سواء كانت سدودا باتت تسد حلق التشدق !
أو مشاريع خرجت من منظومة الانتاج القومي ، لترتمي كسيحة في مضمار الخصخصة ، كالبهيمة التي تنتظر التحليل ، وطبعا بسكين من خصخصوها لياكلوا لحمها وان كانت قاب قوسين أو أدني من الفطيس المحرم أكله!

بالطبع ليس ذلك بخروج عن لب الموضوع ، وانما هو مثل لتداعيات مسلسل الانهيار العام ، الذي طال كل ضروب الحياة في ظل فشل المنظور لادارة البلاد من زاوية بعينها ، يتأبى ماسك المنظار أن يتيح الفرصة للآخرين لالقاء نظرة ولو خاطفة من موقعه الذي احتكره لسنين عددا ، لايريد الناس ان يروا الا ما يراه هو ! الى ان بلغ السيل الزبا ،ولامس الجرح بطون الناس في معيشتهم وأخلاقهم ووحدة وطنهم وسمعتهم الخارجية ،وهاهي سكين رفع الدعم عن المحروقات تتوغل في الرقاب الهزيلة وتمزق عروقها وشرايينها المتنشرة في كافة الجسد ، وهي وكما يعلم المجربون نقطة الارتكاز لسريان غرغرينا الغلاء ، في كل السلع والخدمات الأخرى بدعوي ارتفاع تكفلة ترحيل حتي الهواء الذي ينتقل باجنحته الذاتية !
فماذا ننتظر ، الا يلزمنا تلك( اللويا جرقا ) في أية زاوية كانت من زوايا الوطن لنلم شعث شارعنا الضائع ممثلا في طلائع جديدة وواعية ، ليتضافر مع الفرسان الذين وضعوا الرؤوس ببسالة في كف ، ويدهم الأخرى تحمل السلاح ؟
وتكون مهمة ذلك التجمع ، وضع الميثاق والتصورالعام للمراحل اللاحقة ، وتعيين الآليات الاعلامية واللوجستية لتحريك الثورة .
وما الناصر بعد اجتماع الكل على كلمة سواء الا الله .
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد.

تعليق واحد

  1. وتكون مهمة ذلك التجمع ، وضع الميثاق والتصورالعام للمراحل اللاحقة ، وتعيين الآليات الاعلامية واللوجستية لتحريك الثورة
    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

    ده الكلام الصحيح يا برقاوى أهم شيى للحركات وضع ميثاق مستقبل السياسة والتعايش بين السودانين ما بعد الانقاذين لنزع مخاوف المرجفين بألأخص الاحزاب ليعلم الاحزاب أن العزيمة على خلع النظام ليس عنصرى بل هى واجب على كل مظلوم فى عهد الانقاذ الضلالى أنا أعارض كلام واحد معلق اسمه البقارى لكننى بعد شرح ثروت قاسم ما تكنه الاحزاب العجوزة فى نقدهم فكرة قلع النظام بالقوة رأيى الشخصى إن الاحزاب المتكئة على العكاكيز فى المشى مشاركين النظام فعليا بالدعم والمساندة اللوجستية لإطالة عمر الاونطجية المنتهى صلاحيتهم قبل وبعد فصل الجنوب بالذات..

  2. التجرد .. الصدق .. الامانة .. هذه هي مفاتيح النجاح .. جربها عمر بن عبد العزيز , اردوغان , مهاتير محمد ,

    0912923816

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..