بذور شيطانية

كمال كرار

عندما حل موسم زراعة القمح بمشروع الجزيرة ، ألزمت إدارة المشروع المزارعين بالتوقيع علي تعهدات تبيح نزع الحواشة متي ما فشل المزارع في سداد مديونيته ? وهي التمويل البنكي زائدالفوائد .

ثم وزعت عليهم التقاوي المضروبة ? وهي من ضمن الديون ? وفتحت الترع لتسقي الحواشات وثمن الماء علي ( ضهر) المزارع ، والحراتة من قبل ذلك بالدين ، والسماد المرشوش علي الأرض برضو بالدين .

وانتظر المزارعون الأيام والليالي والبذور لم تنبت قمحاً ، ولا فتريتة ، وظنوا وبعض الظن إثم أنهم زرعوا الحصحاص أو اشتروا الترماي بدلاً عن الباص .

ولما عرفوا الحقيقة ، وجاءهم المنادي بالخبر اليقين ، ومفاده أن البذور التركية ( معطوبة) ، وأنها لا تنفع للزراعة ولا للأكل ، عرفوا سر التعهدات ، التي يراد بها نزع الحواشات في قادم الشهور والسنوات .

ونفي اتحاد المزارعين الحكومي مسؤوليته عما جري بشأن التقاوي الفاسدة ، وطلع بيان من البنك الزراعي ينفي مسؤوليته عن الجوانب الفنية ، ووزارعة الزراعة ركبت موجة النفي وكأنما البذور المضروبة أتت من شيطان تحت راكوبة .

وغض النظر عن الورجغة التي ستحدث هنا وهناك فإن القضية ستقيد ضد مجهول مثلما حدث في مسألة تقاوي البطاطس ، ومحاليل كور وطريق الإنقاذ الغربي وزيوت الأولين وصقر قريش وما أدراك ما صقر قريش .

أما النتيجة المؤكدة لما حدث فهو انهيار موسم القمح الشتوي ، والرابح طبعاً شركات استيراد القمح والدقيق .

والخاسر المزارع السوداني ، الذي سيلهث وراء المحاكم لاسترداد حواشته دون جدوي .

والرابح أيضاً البنك الذي باع السمك في الهواء للمزارع ، وبين أولئك وهؤلاء سماسرة قبضوا عمولتهم من فاتورة القمح المضروب ، وسدنة غضوا الطرف عن فحص القمح الوارد بميناء بورتسودان نظير رشوة معتبرة ، ومسؤولين وافقوا علي فتح خطاب اعتماد لسلعة فاسدة ، وكلهم مؤتمر وطني 100% .

وبينما ينعقد الملتقي الاقتصادي المضروب وشعاره نحو تنمية متوازنة ، وسدنته لا يستطيعون توفير اللقمة لنازحي معسكرات دارفور ، ناهيك عن زعم التنمية والمتوازنة كمان ، يغني السدنة والتنابلة ( عمولتي وعمولتك أسباب لوعتي ) ويهدونها إلي وكالة الدلالة والعقارات التابعة للمدعوة ست البنات ، والتي ستدق الجرس في الحواشات ، أما المزارعون فمكانهم الحراسات إلي حين أن يخرجوا منها بأمر الثورات والمظاهرات .

قال مزارع لسادن زرعنا التقاوي وما نبتت فقال السادن انتظر شهراً آخر فهي تقاوي باسطة ، كل حبة تنتج كيلو وبالسمنة كمان ، ومعناها كل مزارع حيبقي حلواني ، والبسبوسة بالصواني ، وخداري جافاني .

الميدان