مقالات سياسية

التغيير بين إرادة الشباب وإرادة الشيوخ

** الحراك الذي يجري الان تحت شعار سلمية سلمية اثبت بما لا يدع مجالا للشك عبقرية شعب السودان العظيم ،وتجمع المهنيين الذي نجح في ان يكون الواجهة الحقيقية التي تقود هذا الحراك ونجح اكثر في ان يلتئم شمل كل القوى الشبابية والمهنية والحزبية في بوتقة واحدة تعمل على تغيير هذا النظام بالوسائل السلمية، فلم يكن من العسير ان تتجمع قوى نداء السودان مع قوى الاجماع مع الوسط للتغيير مع قوى الاتحادي المعارض والحزب الجمهوري وغيرهم تحت واجهة ميثاق الحرية والتغيير للعمل وفق هدف مشترك واخيرا يقول السيد الامام الصادق المهدي، اولا: لقد وقعنا مع تجمع المهنيين واخرين ميثاق الحرية والتغيير ، ووضعنا تفصيلاً للمطلوب نص ميثاق الخلاص والحرية والمواطنة وجرت مشاورات واسعة للاتفاق على نصه ، ويجري الان عرضه على مجموعات بلغت عشرين مجموعة سياسية ومدنية ومطلبية . ومن هنا تبدأ مسيرة جديدة ، وثانيا هذه المجموعات بعد دراسة الميثاق سوف توقع عليه امام مؤتمر صحفي دولي.

** اولا: نعرف ان تجمع المهنيين معرّض لمحاولات متعددة لوأده او اختطافه لكنه على وعي بالمخاطر المتعددة التي تواجهه ، وما يحسب لهذا التجمع انه لم يكن تجمعاً فوقياً بل نزل الى اصحاب العلاقة مباشرة لدى جموع الشعب وشبابه واصحاب المهن المختلفة ونؤكد على ان ذيل القائمة فيه القوى السياسية والقوى السياسية نفسها من المستحيل على اي حراك ان يتجاوزها وذلك لأنها صاحبة خبرة طويلة وضاربة بجذورها في الفعل السياسي السوداني لذلك قامت فكرة تجمع المهنيين بوضعيتها الخاصة والتي لم تستثني احدا من الفاعلين السياسيين، والمجموعات السياسية والمدنية والمطلبية كلها عندما تنادت خرجت الى الشارع وكسرت كل حواجز الخوف الموروث والمكتسب فإنها ارادت ان تعمل على التغيير السلمي والتحول الديموقراطي واستعادة وطن مسلوب.

** لذلك نؤكد توكيداً جازما بأن هذا الشباب الذي خرج الى الشارع أعزلاً من كل شئ الا قوة الحق وارادة التغيير، فأول ما ننعاه على خطاب السيد الامام هو انتظاره للتوقيع على الميثاق اما (مؤتمر صحفي دولي) فالشباب عندما خرجوا الي الشارع لم ينتظروا موافقة من المجتمع الدولي او رضاً منه ولا نظنهم في حراكهم ينتظرون شهادة على المؤتمر الصحفي فهم قد قدموا دمائهم وسلموا قيادهم لتجمع المهنيين فلماذا يريد السيد الامام شهادة من المجتمع الدولي ؟! دخول الامام نعتبره الان اضافة لكن كما تعودنا منه دائما ان هذه الاضافة يمكن ان تكون خصما في اول منعرج لكن لإلتزامنا تجاه الحراك فإننا نرجو ان تكون دفعة السيد الامام تراعي هذه المرة مصلحة اهل السودان ورغبتهم في التغيير بين ارادة الشباب والشيوخ.. وسلام يااااا وطن..

سلام يا

في مطلع العام ۱۹۸۰ كان الاسلاميون يتغلغلون في المشهد السياسي وكان الاستاذ محمود محمد طه بنظرته الثاقبة يقول: ادعموا نظام مايو في اركان النقاش صمت اخي المرحوم متوكل مصطفى الحسين علي مضض، وقلت له يا استاذ يفترض ان نكون اول من يدق مسماراً في نعش نظام مايو، ابتسم وقال: لو عارفين البجيكم بعد مايو تعضوا عليها بالنواجذ، وبالفعل جاءت الانقاذ وبعد كل هذا المخاض الاليم رأينا منها ما رأينا والآن نقول : تسقط بس.. وسلام يا..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..