متى يعود الجيلي ؟؟؟؟

نمريات

*عندما جاءه صوت والدته على الطرف الاخر ،لم يتردد لحظة( الجيلي صلاح الجيلي) ،في الاستجابة لطلبها بالعودة ومواصلة الدراسة بوطنه الام ،بعد غربه زادت عن الثلاثة سنوات بالهند لدراسة الصيدله هناك ، خاصة وان مرض شقيقه الاصغر كان يتمدد يوميا في مساحة كبيرة من تفكيره ، ،جعله يواصل السؤال عنه بلا ملل وكان دافعه الثاني للحضور …فعلا حزم الجيلي امتعته وودع اصدقاؤه ومعارفه الكثر الذين اظهروا جزعا لفراق صديق ،عرف عنه طيب المعشر وسماحة الاخلاق واغاثة الملهوف بقلب يسع الجميع حبا ..

*جاء الجيلي الى السودان ، الوطن الذي حمله في دواخله عشقا وحنينا وقبل ان تطأ اقدامه ارض المطار ،سبقه الشوق للاهل ولوالدته وشقيقه وألحف في نفسه بكثرة السؤال عن احوالهم جميعا ،نبهته المضيفة الى ربط الحزام استعدادا للهبوط في مطار الخرطوم ، خرج( الجيلي) من المطار تسبقه الامنيات برؤية الاهل والاحباب والجيران والاصدقاء القدامى وقبلهم والدته التي لايشبع من دعائها الصافي ب(العفو والرُضا) .

*صافح الجميع بحرارة وعانق شقيقه وهو يكرر السؤال عن صحتعه التي شغلته كثيرا في الغربه ، توافد الناس للتنهئه بسلامة العودة فقابلهم ببشاشته المعهودة ، باسما حينا وضاحكا حينا اخر ، لم يبد ضجرا وقد انتصف اللليل ،ودع اخر زواره وادى صلاته حامدا شاكرا ونام ملء جفنيه ،وتفاؤل بغد افضل يناغم دواخله الشابة .

*كان( الجيلي) اول من وصل لمنزل خاله في حي الدوحه بام درمان لتناول طعام العشاء ، احتفاء بمقدمه الميمون للوطن والاهل ، جلس داخل الصالون الفاخر يحمل البشارة في قلبه الندي ، والامل في عام جامعي محفوف بالتوفيق ،ولكن لم تمر لحظة، الا وكان هاتف الجيلي على الطاوله يعلن بالحاح اهمال صاحبه الذي انسل من بين الحضور ولم يعد… في ليلة التاسع والعشرين من اكتوبر 2013 بدأ البحث عن الجيلي في ازقة وشوارع حي الدوحة بام درمان ، تم توالى البحث ساعة اثر ساعةن حتى ظهرت خيوط الفجر، و(الجيلي) يشكل غيابا ،ممزوجا بالقلق، في منزل اسرته التي مازالت تلح في السؤال اين( الجيلي) ياترى ؟؟؟؟

*قلب (ام الجيلي ) الان يتوه في مزالق السؤال عن ابنها البكر ، ليبلغ الاجابه بصدى سؤالها ، يتكرر في دواخلها سرا ثم يخرج للعلن بانسياب مر ، تغالب الاهات والدموع وتفاصيل حزن طال تفضحه العيون التي تنتظر الاوبه ، مقترنة بلسان ذاكر وقلب عامر، وكف تسال المولى في ضراعة عودة الغائب سالما غانما ، ومن بين كل هذا يطل الطيف الولوف ،ولايزال السؤال اين (الجيلي) ياترى ؟؟؟؟

*مع كل اشراق شمس تطالعنا الصحف بخروج هذا الصبي او تلك الفتاة من منزل ذويها ، نتمعن جيدا الصورة المرافقة للخبر علنا نرد البسمه للشفاه بمشاركتتنا في البحث والتفرس في وجوه الاشباه ، ولكن في النهاية نكتفي بذات سؤال( ام الجيلي ) اين هؤلاء الان ؟؟؟ليعقب ذلك ، هل فعلا تنتظم الخرطوم ( جماعات متخصصه) في سرقة الاطفال والشباب ، تباشر الاستثمار في بيع اعضائهم ؟؟؟ حديث يتناقله (العامه ) في جلسات (خاصة)، بدا في نطاق ضيق حتى اتسع كثيرا بل تمدد بحثا عن الاجابة .اسئلة اخرى تترى وتتقافز، هل فعلا (تتكاسل ) و(تتلكأ) جهات الاختصاص في البحث عن المفقودين ؟؟؟ وهل ياترى يلتمس صاحب البلاغ (حماسا ) يؤكد (جدية ) البحث ؟ وهل فعلا تؤخذ الاسباب جميعها في ملف البحث عن المفقود ؟؟

* خروج هذا وعدم رجوع ذاك ايقظ في المجتمع الدهشة والاستغراب والسؤال ، عن دخول بعض الثقافات التي لم تكن يوما احدى تفاصيله الاصيله ،فالسب والانتقام تفشى في قلب المجتمع حتى صار مصدر وجع حارق واليم ،كما ان بعض من زادت سلطته بمقدار بنان الطفل الصغير ، اصبح هو الاّمر الناهي والمتوعد الاخير ،فتداخلت الاختصاصات والسلطات،وودع البعض الضمير الى نومه الابدي ، باخر كلمات السلامه..

* سيدي وزير الداخليه اجعلها بدايه ميمونة مع انطلاق صافرة التغيير ، في ان تنام عين (ام الجيلي ) بعد رهق السهر الذي تواصل لشهور اربعة ،بفتح بوابات البحث على مصراعيها ، فربما كان يخبىء القدر( مفأجاة) ،يتم بموجبها شطب البلاغ رقم( 240) تحت المادة (47 أ) شرطة محلية كرري.

*همسة

تنام على كف القمر …رسالتي

وتنتظر على الشاطىء الاخر ..حكايتي ..

وبينهما …

تسافر على وسادة الغمام …بدايتي ….

اخلاص نمر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وزير داخلية شنو؟ ديل جايبين خبر دي حكومة الانقاذ والاجر على الله دولار ريال شيك سياحي وبس ؟ الواحد ان ما بيخاف الكذب زولك الناشدتيه دا ان لا قاهو الجيلى في الشارع ما يرجعوا لأهله ؟ دي حكومة ادخلت الشعب في نفق اضيق من سم الخياط … البلد الكان تتسع لكل الناس الان الأب بقي خايفه من ولده والينت من ابوها ….
    دي حكومة انتقامية والله الدفتردار ما عمل العملتوا في الناس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..