قسوة اللطمة .. وإلقام الحجارة ..!

الكاتب مثلي الذي يعتاد على معانقة عيون قراء ما يكتب على تواضعه يصبح كالسمكة التي تبتعد عن الماء فيتشقق جسدها شوقاً للإرتواء ..فالكتابة تظل المتنفس الذي يمتص إحتقان الوجدان والدواخل التي تراقب مأسي الوطن وهي تتجدد في إصرار هذا النظام وأهله المتسلطين على إختطاف إرادة الشعب ومقدرات البلاد في سفهٍ يحتاج الى وقفة تأمل طويلة حياله !
فعلى الرغم من إنشغالي طيلة الأسبوع الماضي مع الصديق الشاعر الكبير مختار دفع الله الذي زار الإمارات برفقة الفنان الشاب يسن عبد الله خالد .. ولكن هموم الوطن ظلت تشدُ الخاطر ونحن نتابع عبر الفضائيات مهزلة الإنتخابات التي كشفت عورة هذا النظام وخطل نظرته السياسية وقصور نخوته الوطنية وأكدت أن شعبنا الذي ظنه الطغاة قد مات جلده عن الإحساس بالطعن الطويل والضرب بسياط الإستفزاز اللفظي والمعنوي .. فرد الصفعة للذين لم يصغوا لصوت العقل الذي ورد اليهم من كل حدب وصوب .. فاصموا مسامعهم لكي لا ينفذ اليها رأي الحكمة القاضي بإلغاء هذه المسرحية التي فشلت جماهيريا و خسر الوطن تكاليفها المادية التي تبخرت دون طائل .. !
بيد أن المكسب الحقيقي منها هوالصفعة القوية التي تركت أثاراً لن تزول من على خد النظام من جراء هذه المقاطعة وقد جعلت نسبة المشاركة مخجلة ومخزية إن كان في الإنقاذ من يشعر بالخزي أو يعرف الخجل !
الحقائق بائنة كبينونة الشمس في رابعة النهار .. لم يمنتجها مخرج ليقال أنها ملفقة .. فكل الفضائيات الأجنبية التي غطت هذه الفضيحة رسمت للعيون بالصورة وللمسامع بالصوت بالقدر الذي جعل إعلام النظام المأجور يقف عاجزاً عن تضحيم الصفوف الهزيلة المتقطعة التي أمها حتى القُصّر الذين لم يبلغوا حلم التصويت !
نعم هو شعبنا الذي ظنه الجاهلون قد غاب عنه الوعي .. وهاهو يسدد لطمة قوية لمفوضية الكذب التي أتت بكشوفات الدفاتر القديمة ومن ثم ألقم أفواه كل الذين راهنوا على كثافة المشاركة حجارا .. سيان الآمر إن هم ابتلعوها وصمتوا الى الأبد أو تقياؤها بتزيف النتائج التي هي باطلة من أساسها طالما أن عشر من تم تسجيلهم أو يزيد قليلا هم من صوتوا وبشهادة بعض المرشحين المنسحبين أو المحبطين !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذ برقاوي كيف حالك وازيك

    وجودك مهم هذه الايام بالذات، نقدر

    ظروف غيابك خلال هذا الاسيوع لانك مضيوف

    ويمكنك ان تجبر الغياب ب (هدي)مع

    فتح الهاء وكسر الدال. وممكن نعفيك

    عن الهدي بتقديم ثلاثة مقالات في اليوم

    أي بمعني 3جرعات في اليوم عشان ننوم

    فكتاباتك انت هي التي تريحنا وتهدئ اعصابنا

    التي توترت وتشنجت.عموما الحمدلله الشفنا حروفك.

  2. انا شخصيا بعتبر اذا كان الحال كذلك فان المعارضه لا تحسن قراءه الوافع …. اذا كان كل الشعب مع المعارضه او جله كما وضح في عدم الاقبال نحو الصناديق لماذا اذا لم تخوض المعارضه الانتخابات ,,, نحن نري ان هنالك فئه من ابناء شعبي هي من نزلت الي الشارع الان … فئه ليس لوجوه المعارضه الحاليه سلطان عليها … فئه ستكون اوامرها للمعارضه والحكومه ارضا سلاح

  3. التحية القوية لموظفى الانتخابات الذين اتحفونا بصور واضحة عن كساد الانتخابات ، تحية لكم صغارا وكبار والله مااستقبلكم احد بكاميرا ليلتقط لكم صورة الا واستقبلتوه بنومة وشخرة وسوف يظل الحال هو مهما مددوا ايام الاقتراع واتمنى لكم نوما هنيئا فى يوم اخر ولقد وصلت صوركم لكل العالم.

  4. يا جماعة اى زول عنده حبة فهم بيعرف انه انتخابات بدون ان يسبقها حوار وطنى واطلاق حريات وجيش وشرطة وامن لردع المتفلتين مش ردع معارضى الحكومة التى اتت بانقلاب مسلح على شرعية كانت متجه لحوار وطنى ووقف اطلاق النار مع الحركة الشعبية هى انتخابات مضروبة وما فيها اى تنافس حقيقى وضياع اموال وجهد ووقت المواطن والاستحقاق الدستورى الحقيقى هو فى الحوار والتراضى والوفاق الوطنى لكيف يحكم السودان فى جو من الحريات ووقف العدائيات واى حاجة غير كده كلام فارغ وما عنده اى معنى!!!

  5. عشر شنو يا أستاذنا ، غايتو إلا كان قاصد عشرة تنفار في كل مركز، وحتى العشرة تنفار ذاتم ما شفناهم ، في غالبية المراكز الموظفين يضربوا فطور اللجنة وهاك يا نومة، نوما بي حلمو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..