مقالات سياسية

المداولة …بعد…الحكم

المداولة …بعد…الحكم..

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

ابان شدة غربال الأنقاذ في سنواتها الأولي كانت الشوارع تنضح بالهلع والخوف جراء مطاردات الشباب من قبل حملات التجنيد والخدمة الالزامية .. وتجيش الجهاد المطرشق في حرب الجنوب التي بدأت بلغة البنادق وانتهت بقبلات السلام المرة..
تقول الطرفة ..ا ن أحدهم خرج في ذات صباح متوجها الي عمله ..فلاحظ ان الرجال يركضون في كل اتجاه..زرافات ووحدانا وأنفاسهم تحترق في صدورهم من شدةاللهاث..فسأل عن الحاصل فاجابه أحدهم وهو يجره حاثا اياه بالركض وطفق يحكي له .. بين انفاسه المتقطعة ..ونظراته الذائغة في كل اتجاه..ان الحكومة قررت ان ..تستأصل واحدة من كل رجل لديه ثلاث عجلات من ذات الدفع الذكوري.! ..فضحك صاحبنا متسائلا ولكن الرجال عندنا كما كل الذكور من اصناف البشر الأخري لديهم اثنتان فقط .. فلماذا يركض كل هؤلاء خائفين ..فرد عليه صاحبنا اللاهث .. صحيح كلامك ..ولكن المشكلة أن جماعة الانقاذ يعدونها للتاكد بعد القطع !!؟
راودني ذلك الشبال وأستميحكم عذرا بالطبع ..لان الطرفة التي لايمكن سردها بعباراتها المباشرة ..هي عميقة في معناها لذا فقد حاولت ايجاد المخارج من أصول مبناها .. لان مضمونها الساخر كناية علي سياسة التخبط في اتخاذ القرارات قبل اخضاعها للدراسة ..
بيد ان حكومة الانقاذ لازالت وفي كافة نسخها المكررة عبر شاشة واقعنا التعيس ومنذ عقدين ونيف .. تطبق سياسة .. وضع عربة المداولة قبل حصان الحكم.. وكثيرا ما أعيد النظر في مشروعات قامت باجتهاد عشوائي مرتجل بعيدا عن علمية دراسة الجدوي..وتكون النتيجة أما تراجعا عن المشروع بعد ان تتضح عدم فائدته ضمن اولويات الحاجة الملحة للصالح العام..وأما بلوغه كارثة الخسارة الفادحة التي تكلف الشعب اموالا طائلة من خزينة الدولة أو ادخال البلاد في قروض تتراكم فوائد خدماتها علي مدى سنين طويلة.. والأمثلة كثيرة ..سواء في السياسات الاقتصادية أو الصناعية أو التعليمية .. أو انشاء الشركات المضروبة ..وقس علي ذلك مصفوفة طويلة من سياسات التخبط في سائر ضروب الخدمات الأخري..
بالامس اصدرت الحكومة قرارا باضافة ولايات جديدة في دارفور بغرض تقصير الظل الاداري كما جاء في تبرير الاجراء.. وفي ذات الوقت هي تطرح فكرة استفتاء أهل الاقليم لابداء رأيهم .. حول بقائه مقسما الي عدة ولايات أم العودة به كما كان اقليما واحدا..؟ وهو أمر محير .. !!! ؟
اذ طالما ان القرار صدر بزيادة عدد الولايات الذي سيكون له تكاليف باهظة لاعداد هياكله الدستورية والتشريعية والادارية..أما كان الأحري التريث حتي يظهر ابيض خيط الاستفتاء ..من أسوده..بدلا عن تطبيق مبدأ الحكم الذي يتقدم المداولة.. والذي جعلنا نلهث أمام اخفاقات الانقاذ كل هذه السنوات…بدلا من محاولة الامساك بيد جراحّها البلدي و نزع مديته التي صدئت ..ولم تعد صالحة حتي لقطع شكه بيقينه ..في اننا لا زلنا ندخر له .. العجلة الذكورية الأضافية كا حتياط ليجرب فينا المزيد من القطع ..وجعلناه يستمرىء الاستمتاع ..بمنظر ركضنا خوفا من تلك المدية .. ولم نجروء حتي علي مجرد الالتفات لمواجهته بالحقيقة علي اقل تقدير…
والله المستعان في محنتنا مع دوامة الركض واللهاث خوفا من القطع الذي يسبق العد..وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. عبدالله برقاوي….. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    :confused: :confused: :confused: :confused: :confused: :confused: :confused: :confused:

    الله يجازي محنك ( عجلات الدفع الذكوري ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    والله جعلتني اضحك لدرجة انني لم استطيع اكمال قراءتي للموضوع

    وانا اغالب الضحك و الدمع السائل من مقلتي و اشياء اخري !!!!!!!!!!!

    لدرجة ان زوجتي وابنائي افاقوا مزعورين من نومهم

    ( ) ( ) ( ) ( ) ( )

    محمد عبدالله برقاوي!!!! شكرا جميلا يا مبدع بقامة بلادي

    😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉

  2. الحملات الاجبارية بحمد لله انتهت ولكن المشكلة في روجع الزمن الظاهر ان الحكومة نست مسألة ساعة الزمن الزائدة هل هي ضرائب ام زكاة ما الحل في تلك المسألة افتوني في الرأي :crazy: :crazy: :crazy: :crazy:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..