غلوتية سيري سماسيري

بشفافية

«غلوتية سيري سماسيري»

حيدر المكاشفي
.
٭ واليوم خميس وجماعات (الانقاذ)- حزباً وحكومة- ما يزالون يبيعون الناس (النبق) الرخيص على شارع (الحرية) على رأى من قالت تُعرّض بأحدهم (يا مرجخيص يا النبق الرخيص جابوه يوم الجمعة وباعوه بالخميس)، أكثر من واحد وعشرين عاماً وجماعات (الانقاذ) يعطون الناس الدنية في حرياتهم وكأن أمهاتهم لم يلدنهم أحراراً وكأنما لم يأتوا هم إلا لاذلال الناس، يسوسونهم بالعسف والعنف حتى قيلت فيهم كلمة ساركت بذكرها الركبان وصارت وصمة لن يمحها الزمان، (من أين أتى هؤلاء) أما ارضعتهم الامهات والعمات والخالات، هل ما زالوا يتحدثون عن الرخاء والناس جوعى، وعن الأمن والناس في ذعر، وعن صلاح الاحوال والبلد خراب، الخرطوم الجميلة صارت مثل طفلة ينيمونها عنوة ويغلقون عليها الباب، تنام منذ العاشرة، تنام باكية في ثيابها البالية، لا حركة في الطرقات، لا أضواء من نوافذ البيوت، لا فرح في القلوب، لا ضحك في الحناجر، الأمن مستتب كما يهدأ الموتى، الى آخر ما قاله أديبنا الفذ الطيب صالح رحمه الله، وما يزال الحال على ماهو عليه منذ أن قال فيه أحد ضمائر الامة واديبها اللوذعي الالمعي تلك الكلمات اللاذعة، هذا إن لم يزد الحال سواءاً وقتامة لا شك ستبلغ ذروتها بلانفصال الوشيك، ومن مصادفات مقولة «جابوه يوم الجمعة»، أن «الانقاذ»، «جابوها» يوم جمعة محمولة على ظهر دبابة، ومن يومها لم تبع الناس سوى الرخيص وبالاخص في مجال الحريات…..
أكثر من واحد وعشرين عاماً، لم يحدث خلالها أن سمحت السلطات يوماً لندوة أن تنعقد أو لمسيرة أن تخرج دون أن تكون صاحبة مصلحة فيها، سيّر مناصروها عشرات المسيرات المجلوبة والمصنوعة وعقدوا الاف الندوات والمخاطبات التي حشدوا لها حتى تلاميذ الاساس محروسة ومحمية بالعسس، ولم يحدث قط أن سمحوا لندوة أو مسيرة تحتج على خطل سياسي أو خطأ تنفيذي أو جليطة إقتصادية ارتكبوها وما أكثر ما ارتكبوا في ذاك وهذا وتلك، وعندما يحاول الناس إنتزاع هذاالحق المسلوب بقوة الجبروت، فالشرطة التي تكون بالامس حارسة وحامية لمسيراتهم وندواتهم دائماً ما تكون على أهبة الاستعداد وأتم الجاهزية للإ جهاز على الندوات والمسيرات غير المرغوب فيها والحجة دائماً جاهزة وهى عدم الحصول على تصديق لن يحصل عليه أحد أبداً، حتى باخت هذه الحجة وأخجلت أحد متنفذيهم فدعا هذه السلطات للتحلي بسعة الافق والموضوعية وعدم تغليب الاحترازات الامنية، ولهذا لم نكن ننتظر ان تجد مسيرة الثلاثاء السلمية التي دعت اليها مبادرة «لا لقهر النساء»، غير الذي وجدته كل المسيرات السابقة، فالذي يتقدم بطلب لتسيير مسيرة لن يحصل علي تصديق ولو دبج مئات الطلبات والذي يقيم مسيرة دون أن يتقدم بطلب يُلام على أنه لم يحصل على التصديق، فهل هناك «غلوتية» أعقد من هذه، «سيري سماسيري كن بجناحيك قومي طيري ما هي؟!»….

الصحافة

تعليق واحد

  1. الرائع جدا جدا جدا /ود المكاشفى حيدر
    قد سألت البحر يوما
    هل انا يابحرمنك
    ضحكت امواجه وقالت لست ادري
    معليش للكسرة القبلية والتي تبدو نشازا ..كانت لازمة وتأكيدا للرائع نجيب محفوظ
    \\"الامن مستتب والقيم مهدرة\\"

  2. لاياصديقي لم يزل الحال علي ماهو عليه . بل ازداد سوءا .

    حين قال الطيب صالح الرجل الصالح هذا الكلآم لم تكن جيوب قد انتفخت وكروش قد هبرت وبنيان قد تطاول ومثني وثلآث ورباع ينتظرن فارس الحوبة الذي لن يأتي أبدا .

    لاياصديقي لو عاش الطيب الرجل الطيب حتي الان لمات – مثلنا – كمدا وهو حي .

    فرحماك ياربي رحماك !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..