من وحي العدوان: الوزير المظلوم..!!

ابراهيم منعم منصور

(1)

كان للاعتداء الاسرائيلي على السودان وعلى مصنع اليرموك وقعاً أليماً على قلب كل سوداني.. وقد عبرت كل طوائف البلاد الحاضرة والمغتربة عن مشاعرها في اجماع حميد اكد ان كل ابناء وبنات هذه الامة وطنيون وعلى قلب رجل واحد على السودان الذي بقى.

من هول المفاجأة للبعض ومن دافع الغيرة على الوطن لدى بعض آخر وقبل ان تتكشف الحقائق تنادت اصوات بادانة وسحب الثقة من وزير الدفاع الفريق اول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين.. صمت الرجال وتحمل في صمت ما وجه اليه من انتقادات في شجاعة الرجال

(2)

الآن وقد هدأت المشاعر وبانت بعض ? أن لم يكن كل الحقائق ? على الاقل ما جادت به الصحف الاجنبية والقنوات الفضائية الخارجية فان الرجل مظلوم ويبدو أنه تحمل عبء الحدث في شجاعة نيابة عن آخرين بعضهم يجلس الآن في مقصورة المسرح السياسي.. وبعضهم خارج المسرح كله.. فهل صمت حماية لهم؟؟.. وهل صمتوا هم حماية لانفسهم؟؟.. لماذا لم يفصح؟؟.. ولماذا لم يفصحوا؟؟.. فالمسؤولية أكبر من أن تتحملها شجاعة القلوب.. وشجاعة العقول.

(3)

قرار انشاء مصنع كالذي تتحدث عنه الفضائيات او ربما مصنع غيره سواء بالتعاون مع ايران اوغيرها لا يصدر وفقاً لما هو معروف في العمل في (مشروعات الحكومة).. وقد يكون – واقول قد يكون ? أكبر من مجلس الوزراء في اجتماع وتيني.. وأكاد اجزم انّ بعض الوزراء الذين (دخلوا) والذين (خرجوا) والذين (بقوا) لا يعلمون شيئاً عن انتاجه ولا عن طاقته ولا منتجاته ولا عن تكاليفه ولا مصدر معداته.. وقطعاً بما في ذلك وزير المالية في زمانه وربما غير زمانه.. وهل هذا المصنع كله تحت الارض؟؟.. أم انّ بعضه فوق الارض؟؟.. وهل هو سري؟؟.. ام سري للغاية؟؟.. أم ما زال مجرد مصنع ذخيرة كالذي اقامته حكومة عبود؟؟..

(4)

في احدى امسيات شهر من شهور رمضان المعظم وفي احدى السنوات تمت دعوة عدد من اعضاء المجلس الوطني لزيارة لاحدى المصانع للتعرف على التطور الذي قادته ثورة الانقاذ لحماية البلاد وليتأكدوا أن احاديث البعض عن سوء تصرف العسكر في اموال الدولة سببه الجهل بالنهضة العسكرية.. وقضى النواب ليلة كاملة بدأت بالافطار وصلاة التراويح ثم السحور وخرجوا مطمئنين ولكنهم لم يظلوا (صاميتن!!) رغم التحذير الذي تلقوه وهم أشخاص مسؤولون عن السرية وكعادة البشر باهى بعضهم من المؤيدين بما حققته الثورة فكانوا اشبه بالصديق (غير الواعي ولا أقول الجاهل)؟؟.. وبعضهم اسرّ الى بعض خلصائه حتى يقال انه من العالمين ببواطن الامور.. وآخرون قادتهم الونسة الى أن يرددوا في اعجاب ما رأوه.. وكانت المحصلة ان علم العديدون – وأنا منهم – ان هناك مصنع (سلاح) وليس مصنع (ذخيرة)

وقد يكون هذا المصنع هوالذي تم الاعتداء عليه وقد يكون مصنعاً آخر.. وربما تكون الذخيرة هي احدى منتجاته.. ولكنها وفقاً لروايات النواب ليست الوحيدة. وبعد سنوات صرّح عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع نفسه ? ربما في مباهاة وربما في لحظة صدق ? أنّهم تمكنوا من تصنيع طائرة من دون طيار.. فيا ترى هل هي كإحدى الطائرات التي ضربت مصنع اليرموك؟؟.. او مثل تلك التي ضربت بها حماس اسرائيل بعد اسابيع من ذلك التصريح؟؟.. وبالطبع لا يمكن ان يكون قد تمّ تصنيع هذه الطائرة في مصنع ينتج الذخيرة فقط؟؟.. فالصدق خير.. خاصة عندما تخاطب شخصاً ذكياً صابراً على البلاء والإبتلاء راجياً الفرج مثل الشعب السوداني.

في وقت زيارة النواب ? وعلى ما اذكر ? لم يكن الوزير المظلوم وزيراً للدفاع.. ومع ذلك فبعد ضربة اليرموك زادت ال(ونسة).. عن مصانع حربية أخرى.. تماماً مثلما حدث بعد ضرب مصنع الشفاء.. والافضل دائماً ان تصارح الحكومة أهل الوجعة قبل ان (تذيقهم الوجعة).

(5)

في السنوات الاولى لثورة مايو 1969م.. كان اللواء خالد حسن عباس القائد العام ووزير الدفاع عندما اقتحمت قوات الرائد هاشم العطا القيادة العامة واستولت على الحكم في 19 يوليو 1971م.. وبعد فشل الانقلاب في 22 يوليو 1971م واستقرار الاحوال تقدم اللواء خالد بالاستقالة من المنصبين ذاكراً أنه يتحمل المسؤولية رغم انه كان في زيارة رسمية خارج البلاد وقت الانقلاب وإزاء إصراره قبلها رئيس الجهورية والقائد الاعلى جعفر محمد نميري ودعا مجلس الوزراء لاجتماع عاجل واعلن لهم الخبر بصدور القرار.. وانه قام بتعيين (أخوكم اللواء عوض خلف الله قائد سلاح الطيران) في منصب القائد العام ووزير الدفاع.. تسابق أولاد (سنة اولى وزارة) كما كان يصفهم عمر الحاج موسى وزير الثقافة والاعلام الى تهنئة (اخوهم عوض خلف الله).. غير أن احد أولاد (سنة رابعة وزارة) الاستاذ احمد سليمان وزير العدل (أبوسلمون كما كان يحلو له ان يُلقب) أوقف سيل التهانئ وخاطب الرئيس نميري بان يراجع القرار لانه (ياريس الجيش لا يقوده طيار ولا يقوده بحار.. يقوده المشاة.. ويقوده ضباط المشاة).. وجمع كفيه وحركهما الى الامام علامة الزحف.. ثمّ اردف (ولا إيه يا أخ عوض).. كانت مفاجأة للجميع ولم يملك إزاءها الاخ عوض سوى الموافقة لانّها كانت وستظل الحقيقة (ضابط خريج الكلية الحربية ومن المشاة.. لا طيار ولا بحار).. وقد قام الرئيس نميري بالتأمين على ذلك وإحتواء الموقف لإنهاء الجلسة.. وبعد أشهر اعفى عوض خلف الله وقام بتعيين ضابط خريج الكلية الحربية بشير محمد على في المنصبين.. رحم الله (الانقاذ) فقد قضى ابو سلمون عليه واسع الرحمة قبل ان يكرر النصيحة.. ولكن هل كانوا سيسمعون؟؟.

إن وضع شخص لا تنطبق عليه هذه الاوصاف كما شرح لنا العالمون بعد الجلسة المذكورة في قيادة الجيش فيه ظلم للشخص وظلم للجيش والاكبر من ذللك ظلم للبلاد.. ولكي يقرب اولئك العالمون الامر لنا ذكروا وقتها ان منصور خالد يحمل لقب دكتور ولكن في القانون ولا يمكن ان نطلب منه اجراء عملية زائدة لان في ذلك ظلم له وللمريض.. ناهيك ان نطلب نفس الشيئ من ابوالقاسم محمد ابراهيم رغم أنه كان وزير الصحة.. فالوزير مظلوم.

(6)

من حسن أو سوء حظي أنّني عشت تحت ثلاثة حكومات عسكرية وعملتُ وتعاملتُ مع عسكريين وأغلبهم إن لم يكن كلهم اصبح يسبق رتبة كل منهم الحرف (م = معاش).. ولكنني أجد متعة في الاستماع اليهم والتعرف الى الثقافة العسكرية من أفواههم.. والضابط كما يكررون هو خريج الكلية الحربية (مصنع الرجال). وليس غيرها والذي يختار هو أو يختار له رؤساؤه طريق سلاح المشاة بمختلف فروعه ويسير في دروبه المختلفة ويرتاد دوراته المتعددة ويخوض معاركه هو الذي يكون في الوضع الذي يصبح فيه (سعادة القائد العام) وقد عشنا ذلك في مصاحبتنا وحواراتنا المختلفة مع حاملي اللقب (م).. وتأكد لنا من المشاهدات للافلام الحربية من روميل الى ايزنهاور الى مونتغمري الى احمد اسماعيل وابراهيم سليمان من كل هؤلاء وغيرهم من الذين قادوا الجيوش وكان الواحد منهم خريج الكلية الحربية (يعني ضباط أولاً.. لاطيار لا بحار.. بل مشاة).. وهو بهذه الصفة يعرف أولويات الجيش وكيفية الاستفادة القصوى من الامكانات التي تتيحها له بلده وفقاً لظروفها فيقوم ابتداءاً بتأهيل جنوده وتأهيل زادهم وعتادهم.. ثمّ تأمين وضع جيشه ووطنه.. وقدرته على الدفاع عنه أولاً وثانياً وثالثاً.. فنحنُ منذ أن عرفنا الجيش السوداني عرفناه باسم (قوة دفاع السودان) وجيش اسرائيل اسمه حتى الآن (جيش الدفاع الإسرائيلي).. أولاً (الدفاع) ثمّ (الردع) بمختلف أشكاله.. وفي ظروف العالم اليوم فإنّ التصدي للضربة الجوية يؤمن المنشآت القومية والبنيات الأساسية.. ويمهد للزحف العسكري وتتبع التحديث في الرادارات هو صمام الأمان الاول مهما كلف من مال ومهما كانت تقنيات العدو من التشويش.. فإنّ علمه بتتبع خصمه لهذا المجال يقلل حتماً من هول الصدمة.ولا بد أن نعترف وقد ذكر غيرنا ما كان سراً علينا.. أنّ إمكانات الدفاع الجوي عمرها أكثر من أربعين عاماً وكان من الممكن أن يكون عمرها عشر أو خمس أعوام.. لولا أنّ الاستفادة القصوى من إمكاناتنا اتجهت وفق تقويم القيادة – وهي من غير المشاة – الى أسبقيات أخرى.. مثل تشييد العمارات ما يسقط منها وما يصمد.. وإلي تعدد المستشفيات وانتشار الصيدليات والي التفنن في العمران الذي يتفوق على منشآت شركات الإتصالات والبنوك في الروعة وزاهي الالوان.. بل وربما بعض فيلل ومباني الخليج في جدة ودبي.

هذا هو الوقت الذي يعرف فيه العدو قبل المواطن أنّ الرادار الذي لدينا من مخلفات اللاسلحة الروسية التي وصلتنا سنة 1971م قبل أكثر من أربعين عاماً.. (وزير الدفاع) لا نلومه فهذه قدراته وقد أداها وربما زاد عليها وفقاً لمعرفته.. وتحت بصر من اتخذ قرار قيام المصنع.. وقرار اختيار الموقع و.. وقرار تعيين الوزير… فلا نعاتبه فهو مظلوم.

شرح العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة والرائد الذي لا يكذب اهله شرح اسباب الحريق الذي اندلع في مصنع اليرموك بانه يعود لإلتماس كهربائي.. وبما أنّه الوحيد الذي ينطق باسم الجيش فعلينا ان نصدق كل ما يقول.. فقد صدقتُ انا حديثه عن الكهرباء.. فالكهرباء تفعلها أحيانا.. رغم قطوعاتها فإنّها لا تنقطع عن مصنعٍ كهذا.. وثمّ خرج علينا المسؤول الأول عن أمن الولاية وأهلها ومافيها بان اسباب الحريق وقبل ان تتضح المعلومات يعود الى ماكنة وعامل لحام.. ورغم إختفاء البعض أو الكل فإنّ السؤال هو من الذي إختار موقع المصنع؟؟ ذلك أنّ خريطة منطقة المصنع التي نشرتها صحيفة (السوداني) ثم (أخبار اليوم) وبعض الفضائيات توضح خطأ لا يحتاج الى خبير في تخطيط المدن أو فني في اختيار المواقع.. ورحم الله الضباط الاداريين وضباط المجالس الذين توكل لهم المسؤولية بالعلم والتدريب بعد حسن الاختيار وليس بالولاء الذي لا تسنده حتى البصيرة العادية.. إنّ أي ضابط مجلس بلدي او مجلس ريفي مبتدئ لا يمكنه التصديق لاقامة مصنع ذحيرة فقط في هذا الموقع.. وإلا تعرض ليس فقط للمساءلة بل ربما للفصل الايجازي من الخدمة لتعريض الارواح والممتكلمات و=أرواح المواطنين وممتلكاتهم وممتلكات الدولة – للخطر.. حتى لو كان التصديق لماكينة لحام بالقصدير والكاوية وليس بالغاز.. حتى لو كان ذلك الغاز هو (أمان غاز). لا يتم التصديق بالقرب من أماكن السكن او الطريق العام الذي تطرقه السيارات او القوافل او المشاة.. بل إن كل القرى الكبيرة والمدن صغيرها وكبيرها بها أمكنة مخصصة للصناعات ليس فقط ذات الخطر على ممتلكات البشر بل حتى ذات الروائح الكريهة.. وتعرف باسم (فريق الحدادين).. ونستبعد أن يكون قرار التصديق بالموقع قد صدر من أي سلطة محلية لديها مواطنون ترعى أرواحهم وممتلكاتهم.. وتُسْتَجْوَّب امام مجلس مهما كانت درجته في الحكم او حتى لجنة شعبية قامت دون ارث قانوني او عرفي لخدمة الخلق.. أين المطالبون بمحاسبة عبد الرحيم محمد حسين؟؟. فليبحثوا عن غيره!!.. عن الذي أصدر قرارا بقيام المصنع.. ابحثوا عن الفيل.. وليكن الباحث لجنة قضائية حتى نصل الى المسؤول.. إذ قد يكون (المسؤول غير مسؤول).. وتعبير المسؤول غير مسؤول ابتكره الاستاذ مصطفى أمين احد أعلام الصحافة المصرية وقد قصد به جلالة الملك فاروق إذا أنّه كان لا يُسال بموجب دستور مصر رغم انه كان مسؤولاً عن بعض القرارات الكبيرة التي يامر بها بعض الوزراء وما يهمنا في امر الموقع هو أن عبد الرحيم محمد حسن مظلوم.. وأثناء البحث عن الفيل آمل أن نكون قد عرفنا الآن قدر أنفسنا لدى الأشقاء.. فإنّ حرارة التاييد والشجب أقل من حرارة ماكنة لحام.. او ماس كهربائي.. فالذي تابع حرارة ومواقف الرافضين لاعدام الضابط اللبناني اسامة الحسن عليه واسع الرحمة ومشيعي جثمانه الطاهر ثمّ يقارن ذلك بما عبر به الاشقاء في تا

تأييدنا يدرك أنّ ما تمّ التعبير به لنا كان من قبيل المجاملات.. مجاملات حذرة فاترة وجلها حتى من الوفود التي جاءت او تزامن وجودها بالخرطوم وقت الحدث.. أما شاهدتم حجم وحماس مواكب (حماس) لتأييدنا؟؟.. نحن وهم الذين ضُربنا من أجلهم.. وإذا عرفنا قدر أنفسنا لدى الاشقاء علينا ان نلتفت الى المسؤولية (وأكرر كلمة مسؤولية) والى واقعنا.. ونرصد امكانياتنا فالقائد سواء كان فرداً أو مجلس قيادي (بالمناسبةهل لدينا بالفعل مجلس قيادي كما يتردد؟؟) عليه أن يتعرف علينا كما شرح لنا ذات يوم الوالد الكريم اللواء محمد أحمد عروة طيب الله ثراه – قد كان وزيراً لي ثم صرتً جاراً – عليه ان يتعرف على قدراته قبل ان يدخل المعركة او حتي قبل أن يكون في عداءٍ مع غيره.. او حتى اذا اراد ان يخطط لنصرة جار او حليف مستجير.. عليه أن يدرك وضعه الجغرافي والبشري والمادي قبل وضعه العسكري.. كما عليه ان يرصد وضع وظروف جيرانه.. إذا قد يوقعوه من حيث لا يدري ومن حيث لا يقصدون في وضع يضعف ليس فقط من قدراته على قلتها بل قد يهدد كيانه.. وأتذكر احاديثه الثرة وفي الذاكرة حرب الستة ايام أو النكسة في العام 1967م التي أدت الى قفل قناة السويس في وجه الملاحة التجارية.. ومن حيث لا يدري السودان ولا يقصد الجار المصري اصبحت ميناء بورتسودان وهي لا تزال المنفذ البحري الوحيد للسودان أبعد ميناء من أوربا واصبح السودان بالتالي ابعد بلد من أوربا.. صادراتنا الى اوربا عليها ان تدور حول رأس الرجاء الصال في جنوب افريقيا واصبحت بذلك اكثر تكلفة في نولون النقل البحري وبالتالي قلت قدرتها على المنافسة في موقف لم يواجه مصر سبب المشكلة. وبالمثل فإنّ وارداتنا من أوربا واجهت نفس المشكلة واصبحت اكثر تكلفة وفي ذلك الزمان كانت تجارتنا الخارجية في غالبيتها مع أوربا وهكذا وضعتنا الجغرافية وبالرغم منا في أضيق زاوية. وعندما جلسنا وفكرنا في البديل لم يكن امامنا سوى البحر الابيض المتوسط في مصر أو عبر السكة الحديد من الشلال.. أو البحر الابيض في ليبيا عبر الصحراء ولعل الامر لا يختلف كثيراً الآن.. نسأل الله السلامة.

(9)

ونحنُ ندير المعركة لا بد لنا ان نتذكر الجغرافيا المحلية إذا أنه بجانب الصادر والوارد من السلع التقليدية فهنالك صادر جديد هو البترول وواردات جديدة هي آليات ومعدات حفر وتكرير البترول.. لقد تعرضت بورتسودان في المدينة والاطراف لما كان من الممكن أن يتعرض له سكانها وميناؤها.. نسأل الله السلامة.. بعضنا يعيش دوماً في أجواء التوتر والحرب ضد بعضنا – الحروب الداخلية – ناسين أن الحروب الداخلية تختلف تماماً عن الحروب الدولية التي لا تحتمل فيها دولة أن تفقد ثلث أرضها وسكانها وأكثر من ثلاثة ارباع دخلها.. دون أن يرف لها جفن ويهتز كرسي تحت حكمها.. هذا البعض ينفخ في البوق ويضرب في الطبل ويصرخ في المايكرفون علماً بأنّه لم يُخترع للصراخ.. ولا يعي للأسف ما يمكن أن تقود اليه أقوالهم وصراخهم.. لأنّهم في الحارّة بمنأى عن المخاطر ومآلاتها.. على سواد البشر حتى في غلاء وشظف العيش.. من حول هؤلاء وتحت سمعهم وامام بصرهم وباعلى من صراخهم تحطمت العراق وتقسمت وتحطمت ليبيا وتقسمت وتعيش مصر شبح التقسيم وبالمثل سوريا واليمن.. وفي الطريق الكويت والخليج والجزيرة العربية.. فالحرب الدولية لا تفرق ولاترحم.. إنّ الصواريخ التي ضربت بالتوالي بورتسوان.. وبالمثاني اليرموك ليست دغدغة ألفاظ بلا استهداف.. والابتلاء كأنما هذه التعبيرات لم تدخل قاموس اللغة إلا عن السودان.. يا قوم اعتبروا وقدروا ما سوف يصيب شعبكم واهلكم إذا لم تجلسوا وتراجعوا أمركم قبل أن تتراجعوفلا تجدوا ملاذا عند شقيق ولا جار ولا قريب.. إذا وصفتم انفصال الجنوب بأنه (بلا وانجلى).. فكروا من الآن في وصف يليق بإغلاق الميناء والمنفذ الوحيد في بورتسودان فليس لدينا أقرب من الصين وروسيا.. وماليزيا.

(10)

كيف؟؟..

هل نسيتم الجغرافيا الاقليمية؟؟.. كما قيل فقد اقلعت الطائرات الاسرائيلية من ميناء (إيلات) عند خليج العقبة.. لقد صدقنا أنّها في خيط سيرها الذي اوضحته الخريطة لم ترصدها خلاله جميع الدول الشقيقة.. سواء الاردن أو مصر أو المملكة العربية السعودية.. ولكن جميع هذه الدول لا بدّ ان تكون قد شاهدت – حتى الآن بدون تعليق من ايِّ جهة – السفن الايرانية الحربية راسية في الميناء الوحيد الذي نملكه في بورتسودان.. وإذا كان وزير خارجيتنا على كرتي لم يعلم بها كما صرّح بحديثه في قناة النيل الازق الا من خلال الصحف فإنّ جميع تلك الدول ومعها كل اوربا والولايات المتحدة قد علمت بها وراقبتها وهي تبحر ثمّ تقترب ثم ترسو ثم تتلقي الترحيب ويتجه طاقمها الى سلاح البحرية السودانية.. بل والى داخل مدينة بورتسودان يتبادلون الونسة والتحايا مع سكانها.. هل يا ترى إتخاذ الوزير المظلوم قرار الزيارة الاخيرة الحالية واستقبل مرؤوسه قائد سلاح البحرية السفن ورحب بها؟؟.. أم أنّ القرار قد اتخذه (مسؤول غير مسؤول) لان الحكومة العلنية سبق لها ان اعتذرت عن استقبال السفن كما اكد وزير الخارجية في حديثه للقناة.. الله يرحم (منصب وزير الخارجية).. لقد زينه لاول مرة عام 1956م مبارك زروق وتوالت النجوم عليه محمد أحمد المحجوب.. احمد خير.. محمد ابراهيم خليل.. منصور خالد.. أحمد ميرغني.. حسين سليمان أبو صالح.. وما كان يدور همساً ومستوراً في الجغرافية الاقليمية من البحرين المهددة الى جذر الخليج الثلاثة المحتلة.. الى الكويت المهددة والصامدة ولا أقول مروراً بالجزيرة العربية بل اقول وقوفاً بها وبالمنطقة الشرقية فيها.. التي هي ليست فقط قطعة أرض تتبع لحكومة المملكة العربية السعودية بل مضخة لاكثر من عشرة مليون برميل بترول يومياً قابلة للزيادة.. عشرة مليون برميل تهم كل العالم العربي والاسيوي.. وبعض العالم الغربي.. فهل تعتقدون أنّ هذه البراميل مجرد أرقام؟؟.. انها عصب الحياة.. وبدون مبالغة لكل العالم.. وقد وضح أثرها في أعقاب عام 1967م.. انّ هذه البراميل هي احدى دفعات حماية الدولار الامريكي والاحتفاظ بقوته من الانهيار.. ذلك ان الولايات المتحدة لا تسمح بأن يُباع البترول بغير الدولار حتى يظل الطلب دوماً عليه.. ويسعى الجميع للحصول عليه .. وقد حاولت ذات مرة مارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا ان تجعل المملكة السعودية تقبل بالجنيه الاسترليني ثمناً لمشترياتها من البترول فجاء نائب الرئيس الامريكي فجأة الى الرياض وأوقف المحادثات وقبل ان تنتهي الى نتيجة.. هذا بشأن بريطانيا.. فكيف بإيران؟؟.

ترى هل نحن واعون لما يدور حولنا؟؟.. هل لدينا رجال دولة أو حتى ساسة لهم اعينٌ يبصرون بها وآذان يسمعون بها وقلوب يفقهون بها؟؟.. فالحرب الباردة ضد ايران شملت معظم دول الغرب وحصار غزة وحماس تفرجت عليه معظم الدول العربية واذا قامت حناجر ساسة ودعاة السودان بتسيير قافلة واحدة الى غزة تحمل ما يساعدها على الصمود (قوت ودواء ومصاحف) وقادوها بانفسهم او بالوكالة ولوتعرضوا للقصف والشهادة التي تعرضت لها جماعات (انسانية) غير عربية وغالبيتها غير مسلمة.. لصدقناهم ولتبعنا المواكب مصفقين ومهللين ولكن.. وللا بلاش. هل فهمنا أسباب حرارة التأييد الذي غمرنا به الاشقاء والأقربون دماً وجغرافيةً وعقديةً.

(11)

كنت اتابع في اشفاق تحركات وزير الخارجية على كرتي وزير الخارجية بعد الضربة آملاً أن يجد من يساعده على احتواء الموقف بعد تفاؤل ساد حواراتٍ متعددة مع الولايات المتحدة الى ان صدمه قرار تمديد العقوبات على السودان لعام آخر والذي يتزامن مع قرب السفن الايرانية من المياه الاقليمية السودانية وبوصولها الى ميناء بورتسودان كنتُ أتوقع أن يتفهم دوفع وتوقيت القرار وتحرك السفن الذي لم يعلم به حتى هو من موقعه الرفيع.. ذلك بان الاسباب التي تذرعت بها الولايات المتحدة المتحدة معلومة بعد انفصال الجنوب حتى لرجل الشارع وهي دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وابيي.. إذن فتزامن توقيت اتخاذ القرار مع دخول السفن لا يحتاج الامر ? كما يقول الامام الحبيب ? الى درس عصر.. ومع ذلك فان على كرتي كسوداني يحق له ان ينفعل لوطنه وان تتقمصه روح ايام الدفاع الشعبي وساحات الفداء بعد أن راى وسمع قمماً في السلطة يقولون ما قالوا وبتضارب وتقاطع الحديث.. لا تعرف فيها من يمثل البلاد ومن يحكمها.. ومن يحق له ان يتحدث باسمها.. ومن يتحدث باسمها في ادقّ المسائل الحربية وارفع المسائل الدبلوماسية.

وبلغني أن على كرتي سوف يبتلع بعض ما قاله في لحظة غضب ويعود الى طاولة التفاوض مع الدبلوماسية الامريكية. فهو شخص مسؤول.. ومسؤول عن حياة الشعب الذي بقى غير أنه سيكون في وضع مثلنا نحنُ الجالسون على الرصيف وسوف يتساءل كما نتساءل : من يحكم السودان؟؟.. إذ أنّه وحتى قبل الضربة والعدوان كنتُ في صف الذين يتحدثون عن أولوية (كيف يُحكم السودان) وليس (مَن يحكم السودان)؟؟!!.. ولكن الآن أقول لدعاة الإجماع الوطني ولكل المؤيدين والمعارضين للحكومة يا أهل السودان اتحدوا لنعرف من يحكم السودان.. لنعرف منه كيف يتم اتخاذ القرارات وأين ومن هم الذين يحكموننا حتى دون علم وزير الخارجية.. بل ويخفون عنا القرارات.. إذا كان وزير الدفاع مظلوم وصمتَ فإنّ وزير الخارجية مظلوم وصرخَ.. تُرى كم العدد من الوزراء هو ايضاً مظلوم ومكتول كمد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..

الظلم مثل المقص له طرفان ظالم ومظلوم.. عرفنا المظلوم فاين الظالم؟؟.. اذا عرفنا كيف يُحكم السودان فسوف نعرف الظالم وبعد أن نعرفه.. سوف نعرفهم إن شاء الله.. يا رب.

ملحوظة:

وأنا أختتم الكتابة قرأتّ في الصحف أن المجلس الوطني ينظر في زيادة إعتمادات وزارة الدفاع ليمكنها من التصدي للعدوان.. لا أحد يُملي على المجلس ما يفعل.. ولكن آمل أن يقرأ أنّ أكثر من 70% من موازنة العام هذا خصصها هو للدفاع والامن وأنّه مع ذلك فإنّ وزارة الدفاع صنفها المراجع العام ضمن الوحدات التي تجنب المال العام.. اي تخالف القانون.. وتحصل على أكثر من مخصصاتها.. هل يمكن أن ينظر المجلس في زيادة اعتمادات وحدات غسيل الكلى (إن شاء الله يارب) فهي لا تحصل على مخصصاتها.

ابراهيم منعم منصور

(ملحوظة تأخر المقال في النشر)

تعليق واحد

  1. ولكن هناك من صفق لهذا الهجوم امثال بعض العنصريين من مناطق معينة وحملة جنسيات دول اخرى وبعض القابعين فى فنادق خمسة نجوم غى اوروبا

  2. السياسي المخضرم….ابراهيم منعم منصور….

    والله ما قصرت تب…. عملت العليك….. إلا النصيحة حااااارة…..

    ان شاء الله يكون في واااحد بس…. من المجموعة دي…. بيقرأ!… وأهم من كدا…. يفهم ما يقرأ!!

    أما عن سؤالك….من يحكمنا….. فاسمح لي بالاجابة:

    هم مجموعة….استخدمهم كبيرهم الذي علمهم (بعض ) السحر….لفترة زمنية ((محددة))…. وكان ناوي يكشهم!!!

    أها المجموعة دي…. استخدمت (بعض ) سحر كبيرها…. وتغدت به قبل أن يتعشى بها….

    المشكلة إنو….لا عندهم خطة…. ولا معرفة…..ولا…..ولا… باختصار….. ما عندهم التكتح في السياسة!!!!

    والنتيجة…. يا هو نحن كلنا بنعاني منها….. وربك يستر علينا….

    تحياتي

  3. ياخي نحن مماقمنا ماعندنا جيش بالمعني
    الحقيقي للجيوش وللمبادئ التي علي اساسها تؤسس الجيوش
    فالجيوش تؤسس للدفاع عن الوطن والمواطن لحماية الارض والعرض
    اما جيش الخنا الماصي مالنا ودمنا
    فحروبه ضد شعبه وسلاحه علي صدر الشعب وطلقاته علي رؤسهم
    فليذكرنا اجعص عسكري عن حرب خاضها جيشنا الهمام لتحرير ارض سودانيه من دوله اجنبيه ؟
    فليروي لنا عن تصدي جنودنا البواسل اطائرات عدو؟
    ماتقولوا لينا تحرير توريت وهجليج لانه دي حروب داخليه .. والجيوش لم تصنع للحروب الداخليه
    حدثونا عن بسالتكم في الفشقتين وحلايب وعن معركتكم ضد الانجليز وتحرير البلاد !
    حدثونا يامن تصرف عليكم وعلي اسلحتكم وسياراتكم الفارهه وبيوتكم العامره اكثر من 70٪ من مبزانية الغلابه والجوعي والمرضي
    عن دوركم في حرب دارفور وكيف حرقتم القري وقتلتم اهلها ثم حرقتم جثثهم لتغطية اثار جرمكم !
    حدثونا كيف تقتلون الاطفال والنساء في النيل الازرق وكردفان ياحماة الاوطان !
    حدثونا يامن اصبحت عارا وعالا علينا عن جرائمكم ضد شعبكم؟

  4. أتمنى أن يوضع هذا المقال فى عدد من البراوزير بخط مقاس 72 ويعلق فى مكتب كل وزراء الغفلة الذين يتقلدون المناصب فى الخرطوم حتى يتعلم هؤلاء السياسة من هذا العملاق 00 وعليكم ان تتصورا ياجماعة امثال الدكتور ابراهيم منعم منصور فى الظل بكل هذا العلم والفهم للسياسة وفى الاضواء امثال ناس كرتي وعبدالرحيم محمد حسين0 وجلال الدقير 00 وابو قردة 00 وابو الجاز 0 0 0 وناس جعلتي ووزارة الداخلية 00

  5. لك الشكر استاذي ابراهيم منعم منصور وزير المالية الاسبق. والله هذا الرجل اصدق مسئول رايته في حياتي وهو وطني بحق وحقيقة وصادق مع نفسه قبل ان يكون مع الاخرين . بالله ما رايكم في هذا المقال ؟ مقال ينضح بالوطنية والمسؤلية والمعرفة الدقيقة لكيفية ادارة شؤون الدول .

    طبعا عند بداية تطبيق الحكم الفدرالي اختير هذا الرجل ليكون المسؤول عن توزيع الدعم المركزي للولايات (اسمه صندوق دعم الولايات اذا لم تخني الذاكرة) بطريقة عادلة ونظيفة وشفافة تضمن لكل ولاية حقعا من المركز بدون محاباة ولف ودروان .

    ابالسة الانقاذ يعرفون مسبقا نزاهة هذا الرجل وعدم مجاملته في الحق لومة لائم. بدأ مسلسل عرقلة مهمتة قبل يجلس على الكرسي حيث تماطلوا فترة طويلة لكى يخصصوا له مكتب لهذا الصندوق، بعدها بدأوا بدأو يعرقلون مهمته في كل كبيرة وصغيرة حتى تقدم باستقالته واستبدل بواحد من ناس محور حمدي لذلك رايتم كيف ذهب الدعم لولايات معينة في حين ان بعض الولايات لم يصلها حتى رواتب موظفيها.

    نرجوا ان يواصل الاستاذ ابراهيم كتاباته فامثاله فنحن احوج لافكاره في هذه المرحلة العصيبة

    أخر مقال قراته له كان تشخيص دقيق جدا لمشكلة دارفور وخاصة ما يتعلق باستجلاب القبائل العربية من النيجر ومالي ودول غرب افريقيا لتحل مكان سكان دارفور الأصليين . ابحثوا عن هذا المقال في الانترنت وسوف ترون كيف شخص هذا الشخص الداء والدواء لمشكلة دارفور ولكن لا حياة لمن تنادي .

  6. ضرب اليرموك اسعدني جدا جداجدا
    لانو مصنع ضد مصالح الشعب السوداني
    لانز مصنع لضرب الشعب السوداني
    لانو مصتع تديره عصابة كلاب لهب لمصالحها
    الحاصة
    وهو على اقل تقدير
    ضرب للظالمين بالظالمين

  7. محاضرة ثرة وخارطة طريق لكن لقوم يفهمون أتمنى على السيد الناطق الرسمي باسم الحكومة أول من يطلع على هذه المحاضرة قبل أن يقسم الناس بين وطنيين وغير وطنيين

  8. يا باشا البلد يحكمها علي عثمان واسامة عبد الله ويرجوعوا احيانا للبشير ولهم ورزاء غير ظاهرين اما الباقين فموظفين ليس الا _هذا حال بلدنا

  9. ياحضرة الوزير المحترم مافي زول بشمت في بلدو من الناحية دي كلامك صاح،لكن وزيرالدفاع مامسؤل،طبعا مسؤل فني اللحام المات بدلا ان تساعدوا ابنائه وتدعوا له بالرحمةوالمغفرة اصبح كبش فداء ،وشماعة لدولة 73% ميزانيتها للدفاع،والله كلامك كلو كسير تلج وانشاءء علي الفاضي ،شكلك بتحلم بوزارة ولا منصب،بعدين كل اهالي جنوب الخرطوم اتاكدوا من الطائرات المقاتلة ،وانت بتقول من غير طيار،تبا للمزيفيين،اسرائيل ليس اول مرة تقصف اراضينا ونتمني انلا تتكرر؟؟؟؟

  10. اذا كان عبدالرحيم مظلوما وهو وزيرا للدفاع فهل كان مظلوما عندما شيد العمارات لوزارة الداخلية وهوالمهندس وحصل ماحصل والقصة معروفة؟

  11. التحية للوزير السابق ومقال اعجب به كل من قراه
    انت اشبه بزرقاء اليمامة ترى ما لايرون
    اسرائيل عندما تواجه بحرب تستدعى جميع رؤساء الاركان السابقين وقادة الجيوش وتترك لهم حرية التصرف فى ادارة الازمة اما نحن فحدث ولاحرج
    وصاحب القرار الاول والاخير هو عمر البشير يتصرف بمفرده ولو كان هنالك شخصا غيره لما توانى فى الاطاحة به كما فعل مع كبيرهم عندما قال امام الملا (ريسين بغرقو المركب) صدقنى هو الشخص الوحيد الدى يتخد القرارات المتضاربة وهو الدى يزور ايران ويستقبلهم بدءا من رفسنجانى وخاتمى وانتهاءا باحمدى نجاد
    وهانحن نرى بام اعيننا ريسا واحدا يغرق المركب
    قال لبيد بن ربيعة
    ادا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب
    وازيد(ومن يربط الكلب العقور ببابه فكل بلاء الناس من رابط الكلب)

    وليحمى الله بلادنا من شروره

  12. رد على ( ود المك من الانبطاح للانشتاح ) أمثالك لايستطيعوا فهم مايكتبه الدكتور ابراهيم منعم منصور – لان امثالك قد اصابهم تشويش العقول وأثر فى افهامهم اعلام الانقاذ الظلامي وسياسة الجهل بأبسط قواعد السياسة- فما بالك بحكم مضى عليه 23 عاما وقبل يومين فقط صدر منهم قرار يحدد وزير الاعلام فقط ليتحدث باسم الحكومة – بعدما أشبعونا فضائح بتصريحاتهم الفجة المتضاربة كل من وجد امامه ميكرفون يتحدث بكلام على هواه 000 وقرارهم هذا يذكرني نكتة مصرية وهي ( ان زوار حديثة الحيوانات بالقاهرة ذات يوم وجدوا الحيوانات جميعا تضحك بصوت عالي إلا الحمار ساكت ) وفى اليوم الثالث وجد زوار الحديقة كل الحيوانات ساكته الا الحمار يضحك بصوت عالي ) فسألوا احد عمال الحديقة عن السبب 00 فكان رده ( اصلوا القرد قال نكته أول امبارح فالحمار فهمها النهار ده ) 00 فجماعتنا بعد ثلاثة وعشرين عاما يادوب فهموا ان الخبر المعبر عن رأي الحكومة فى اي مجال يجب ان يكون موحدا 00 وعليك ان تراجع تصريحات مسئولينا عندما ضرب مصنع اليرموك00لتعرف الفرق الشاسع بين امثال دكتور ابراهيم منعم منصور وهؤلاء 000
    احد المعلقين قال طلب من الدكتورابراهيم منعم تولي منصب دعم الولايات فى هذا العهد الزاهر !!!!! وعندما تأكد لهم نزاهة ونظافة الرجل حلولوا المنصب لمن يناسبه 00 وانا اعرف الشخص الذي ولوه المنصب فى ذلك الوقت وهو اليوم سفير للسودان المسكين – وحتى مجرد اشتراك ذلك الشخص فى حكومة الانقاذ يدعوا لطرح الف استفهام حيث ان تعيين امثالثه فى نظام يدعي تطبيق الشريعة يكشف النفاق المدسوس بين اضابير المنهج 000 واخيرا اتضح للشعب بان الجماعة ماهم الا طلاب دنيا وجمع المال من اي طريق ولهذا الهدف قام عرابهم الكبير الترابي بتأثيث الجبهة الاسلامية قبل ستين عاما 00

  13. الوزير عبد الرحيم من خيرت ما انجبت بلادي فهو رجل صاحب فكر عالي وطور الجيش السوداني فهو يستحق كل يوم تكريم ….

  14. اعترف بتاريخك السياسى و اعترف ايضا بشجاعة اخيك المتقاعد و تضحياته و لقد برعته فى الدفاع عن وزير الدفاع وقداستخدمته المدح ما يشبه \\ وجرفته القارى باسلوب دفاعى منظم ليكون مدافعا عن المظلوم وليس مهاجما ولكن لم توضح لنا ماهى واجبات و مهام وزير و وزارة الدفاع و ما هى مسئولية الوزيرالتى ادى قسمها هل كل الاخفقات التى منيت بها القوات المسلحه مسئولية القادة و اقول لك احدى دوافع محاولة التغير الاخيره من اسبابها و دوافعها الوزير باهماله لواجبايه و اخفاقه الغير مبرر

  15. بخصوص الرادارات وتسويقك لشرائها…المانع شنوا الموضوع كلوا يكون انو فبركة من عدنان خاشوقجي أخر على الخط!!
    ما تحكي لنا انت التفاصيل وقصة الشيك التي ذكرها النجم منصور خالد بخصوصك؟؟
    ياخي نحنا في نفق مظلم بسبب حكومتك يادكتور لماذا لاتقبلوا انو الشعب قال رأيوا فيكم منذ مارس أبريل
    وتحلوا عننا
    فعلا شعب ذاكرتوا ضعيفة

  16. العم العزيز الدكتور ابراهيم منعم منصور
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    اتمنى من الله ان تكون في اتم الصحة والعافية
    عمي العزيز ،لعمري لقد لخصت مصيبة هذا البلد في قطعة ادبية قل ان يجود كتاب السودان بمثلها في هذه الفترة العصبية التي يمر بها وطننا العزيز ولا يجاريك في هذا السهل الممتنع الا مولاانا سيف الدولة، ولكن يا سيدي العزيز نحنا كنا من قبل امة تقرأ وتقرأ بنهم وتفهم ما بين السطور، ولكن للاسف لا حياة لمن تنادي، ماتت الوطنية وجاء زمن بقاث الطير، فوالله الذي بيده لقد رأيت بأم عيني فساد لم ارى ولن ارى مثله في كل العصور وفي كل البلدان لقد تفوقنا على جميع العالم في الفساد، فساد من كل الانواع. نسال الله السلامة

  17. يا سخافة كل من علق اجابيا علي هذا السادن، الم يكن احد وزراء مايو التي قتلت وشردت وعاونت وتعاونت مع كل اعداء الامة؟ اما الذي اعرفه عن هذا النزق بعد ان جمع تجار الفول محصولهم ورحلوه الي بورسودان اصدر قرارا تعسفيا بقفل باب تصدير الفول ، فظهر تاجر مغمور اسمه”ش،م،أ” معه قرض بنكي فاشري كل الفول الكاسد في بورسودان باقل من ربع التكلفة خوفا من تلفه الوشيك، بعد ان تأكد انه قام بشراءآخر شوال، تلفن للوزير عديم الاخلاق والضمير ليصدر قرارا بفتح باب التصدير بفارق اسبوعين فقط بين الفرارين، بسبب هذا القرار القذر ومن شخص اقذر توقف اكثر من ثلاثون تاجر عن العمل وهجروا التجارة بلا عودة تاركين العمل الشريف للرجلين الوضيعين.. لا نامت اعين الجبناء

  18. السيد/ ود الناظر حياك الله
    مقال رصين و تحليل واقعي لكن القياس مع الفارق فهؤلاء السفله الارازل اشك في سودانيتهم فما فعلوه في السودان و السودانين لم نسمع به الا في حكاوي الحكم التركي. اعتقد ان المرحله تتطلب ان يهب كل الشعب و يقف وقفة رجل واحد لازالة هؤلاء الازلام و ما تجربة الليبيبن مع المقبور ببعيده و صدقني لن يصمدوا كثيرا فقرائن احوالهم تشير بذلك

  19. عزرا للعم عبد المنعم منصور من كل الذين انتقدوا ( وأنا واحد منهم ) المشكلة السودانية تجاوزت. مرحلة شكل الكتابة إعلاة. وأصبحت مشكلة وجود
    وطريقة السياسة الزمن ولغتها ليست المطلوبة من الآن ، وكان العشم ان يكون الموضوع الحل شنوا . لكن الحاصل. شكلوا من ظظن بانهم أصحاب. الرأي
    والمشورة تطابقت معهم قصتين لجحا :
    الأولي :
    قالوا لجحا: إن الرجس في بلـدكـم يـا جـحـا. قـال: ألـيـس بـعـيـدا عـن
    حارتنا؟ قالوا: بلى: هو في حارتكم. قال: ولكنه بعيد عن دارنا. قالوا: بل في داركم. قال: ما دام بعيدا عني فلا شيء هناك. )
    والثانية :
    قيل ان جحا – أخذ من جاره »حلة« كبيرة وطبخ فيها، ثم وضع داخلها »حلة« صغيرة وأعطاه إياها􏰃 فقال له: ما هذا يا جحا..? قال: هي بنت »حلـتـك« ولـدتـهـا عندي :
    ثم طلبها مرة ثانية وخبأها فقال له جاره: أين »الحلة« قال: مـاتـت وهي تلد فقال له: هل تموت »الحلة« فقال جحا: وهل تلد »الحـلـة” ؟

    والمعني ان الـذي يأخذ الكسب يتحمل الخسارة ، ونحن سكان الركوابة لم نأخذ مكسب ولكن تحملنا الخسارة ( غربة ، تشرد ، قتل ، فقر ، ذل …. الخ )
    والآن بعد 23 سنة تكتب عن حقائق وقرارات إضاعة أرواح والآن سوف تضيع وطن .

    وربنا يكون في أهلنا وحسب الله ونعم الوكيل.

    ان ما متنا شقينا المقابر

  20. هذا الوزير السابق …. أحد أهم طاقم الطاغية الهالك/النميري الذي كان ولا يزال طامة كبرى على هذا الوطن المغلوب على أمره… فإي إصلاح أو فائدة منه أو كلامه … يكفي أن تناول القاتل المدية فتشارك
    في الجريمة… أجرموا في حق هذا الشعب البائس .. ويريدون ببعض الحروف أن يلبسوا شارة الحملان والماعز

  21. ضرب المصنع كان وقعه اليم على الكثير من السودانين الا ان 90% من معلقي منبر الراكوبة خرجوا عن اللياقة والوطنية واصبحوا يتهكموا ويتندرو كان المصنع ملك البشير وليس ملك الشعب السوداني وان البشير لا محالة زائل وسبقى السودان فيجب ان يعارض الانسان اي نظام يضطهد شعبه وهناك خطوط حمراء يجب ان لا يتعداها المعاض كان يتمنى تدمير كل الجسور والخزانات التي تمت تشيدها فهذه ملك الشعب وبنية تحتية تتعاقب عليها الاجيال القادمة ولك الله ايها الشعب المغلوب على امره وكفاك الله شر ابنائك

  22. وإذا عرفنا قدر أنفسنا لدى الاشقاء علينا ان نلتفت الى المسؤولية (وأكرر كلمة مسؤولية) والى واقعنا …………….. لقد صدقنا أنّها في خيط سيرها الذي اوضحته الخريطة لم ترصدها خلاله جميع الدول الشقيقة.”
    السلام عليكم أخي منصور،
    إن واقعنا في السودان يقول إن هؤلاء ليسوا أشقاء لنا، أو لأغلبنا، ما لكم كيف تحكمون؟ إن أشقاءنا “الجد جد” هم الأفارقة شاء من شاء وأبى من أبى. ولا يريد قادتنا أن يعوا الدرس. تنازل السودان عن حلفا التاريخ وهجر أهلها المظلومين “للأشقاء” في مصر، فما جنى السودان ؟ هل التزمت “الشقيقة” مصر بالإتفاق وزودت شمال السودان بالكهرباء؟ دعونا من هذا الوهم؟

  23. مهمشو الهامش رفعوا السلاح ضد الانقاذ فكان مصيرهم الابادة والتطهير والملاحقة خور خور ..جبل جبل ..كركور كركور …فالمهمشين داخل الانقاذ قاموا باعمال تخريبية فما مصيرهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..