مطلوب لـ«الجنائية الدولية» يسلم نفسه إلى الجنود الأميركيين في أفريقيا الوسطى

كمبالا – لندن:

أكد الجيش الأوغندي أمس أن دومينيك أونغوين أحد أهم قادة «جيش الرب للمقاومة» التي يقودها جوزيف كوني استسلم إلى القوات الأميركية الخاصة في أفريقيا الوسطى، معتبراً أن هذه الخطوة تضع هذه الحركة المتمردة في «أضعف موقف». وقال المتحدث باسم الجيش الأوغندي بادي انكوندا إن «استسلامه يجعل جيش الرب للمقاومة في أضعف موقف»، موضحا أن دومينيك أونغوين استسلم لمتمردي حركة «سيليكا» السابقين في أفريقيا الوسطى ثم تم تسليمه إلى العسكريين الأميركيين.

وتتهم المحكمة الجنائية الدولية القيادي السابق في «جيش الرب للمقاومة» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وعمره غير معروف بدقة لكن يبدو أنه في نحو الخامسة والثلاثين من العمر. وكانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت أول من أمس أن رجلا قال إنه أحد قادة المتمردين الأوغنديين في «جيش الرب للمقاومة» ويلاحقه القضاء الدولي سلم نفسه لجنود أميركيين في أفريقيا الوسطى. ولم يعرف على الفور ما إذا كان الأميركيون سيسلمون دومينيك أنغوين إلى السلطات الأوغندية. وردا على سؤال في هذا الشأن، قال المتحدث باسم الجيش الأوغندي: «نقوم بتسوية بعض الإجراءات».
وكمبالا الموقعة للاتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية ملزمة بتسليمه إلى المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، لكن الرئيس الأوغندي يويري موسيفين دعا الشهر الماضي الدول الأفريقية إلى الانسحاب من المعاهدة، متهما المحكمة بأنها أصبحت «أداة لاستهداف» القارة. ولم تعلق المحكمة الجنائية الدولية على الفور حول الموضوع.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوغندي إن دومينيك أونغوين معتقل في مدينة أوبو في جنوب شرقي جمهورية أفريقيا الوسطى بالقرب من الحدود مع جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أعلنت أول من أمس أن «هذا الشخص عرف عن نفسه باسم (دومينيك) أونغوين وأكد أنه انشق عن جيش الرب للمقاومة»، لكنها لم تؤكد ما إذا كان المعتقل هو فعلا دومينيك أونغوين الذي يعد أحد القادة الرئيسيين للمتمردين الذين يقودهم جوزيف كوني.
ورحبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، باحتمال اعتقال أونغوين، معتبرة أنها «فرصة كبيرة لتنفيذ العدالة في مواجهة الحصيلة الفادحة لفظائع جيش الرب للمقاومة»، وطالبت بـ«الإسراع بإحالته أمام القضاء».
وما زالت مجموعات صغيرة من مقاتلي حركة «جيش الرب للمقاومة» تنتشر في مناطق الغابات في أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان. وتشير معلومات إلى أن زعيم الحركة جوزيف كوني الذي يدعي أنه يتمتع بقدرات روحية يتمركز في جيب كافيا كينجي الذي يسيطر عليه السودان. ويقود الجيش الأوغندي قوة إقليمية من الاتحاد الأفريقي بدعم من القوات الخاصة الأميركية، تلاحق المتمردين.
ورصدت الولايات المتحدة 5 ملايين دولار للقبض على زعيم المتمردين جوزيف كوني آخر قادة «جيش الرب للمقاومة» الذين ما زالوا أحراراً، كما قال المتحدث باسم الجيش الأوغندي. وقد أعلنت وفاة مساعده أوكوت أودياهامبو لكنها لم تؤكد حتى الآن. وقال انكوندا: «لم يعد هناك سوى كوني».
وتقول الأمم المتحدة إن متمردي «جيش الرب للمقاومة» قتلوا أكثر من مائة ألف شخص منذ 1987 في وسط أفريقيا وخطفوا أكثر من 60 ألف طفل. وكان «جيش الرب للمقاومة» أنشئ في شمال أوغندا في 1987 على أنقاض «حركة الروح القدس» بقيادة الكاهن أليس لاكوينا القريبة من زعيم المنظمة جوزيف كوني الذي أعلن نفسه نبياً.
وحركة التمرد التي طردت من أوغندا في 2006 إثر هجوم للجيش، انشقت إلى عدة مجموعات صغيرة في غابات الدول المجاورة.
وهي موجودة في الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان. ومنذ مطلع العام، شن جيش الرب للمقاومة أكثر من 150 هجوما وقتل 22 شخصا على الأقل، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة. وفي مناطق جمهورية الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى أو جنوب السودان حيث ينشط «جيش الرب للمقاومة»، طرد أكثر من 160 ألف شخص من ديارهم. ولجأ نحو 30 ألفا من بينهم إلى دول مجاورة.
الشرق الاوسط

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..