مقالات سياسية

لن يطربنا الا صوت الوتر القطري 

د. فراج الشيخ الفزاري

   يا أهلي في السودان، ولو تسافرون الي مشارق الأرض ومغاربها،أو تتسلقون قمم الجبال الشاهقة، أو تقطعون مسالك الدروب الوعرة، أو تتسلقون أشجار الباباي أو حشائش السافنا وغاباتها المدلهمة،أو تسمعون أهازيج الفرح علي صوت السامري والنهام الخليجي،أو حتي السوناتا الغربي عند( فاغنر) أو(سبستيان)أو ( باخ) و( موزارت) و( فيري) و(بيتهوفن)…..فلن يطربنا ويشجينا غير صوت الوتر القطري. ومن بين (360 ) صوتا ومقاما موسيقيا شرقيا، فلن نجد الراحة والاستراحة والرضا والسرور الا في مقام ( الصبا) القطري   حيث الحنين والحزن النبيل والشجن وكأنهم كانوا يدخرونه لمثل هذه الأيام التي يعيشها السودان.

أهل قطر ، أهل نخوة وكرم وجود ومروءة ومودة وصحبة كريمة ويحفظون الجميل مهما كانت درجته…ولهم حب ومودة خاصة لأهل السودان، كيف لا ونحن نقاسمهم الحياة…في المكاتب والمزارع والمدارس والمستشفيات وفي ملاعب الرياضة وعند كل باب من أبواب الرزق فهي مشرعة أمام كل السودانيين دون قيد أوشرط منذ بدايات أكتشاف النفط التجاري وما قبله.

وفي الدوحة…عطر فواح له خصوصيته لأهل السودان، وقد ( فضحته) حرارة الماساة الأخيرة التى اصابت السودان، ففي كل بيت قطري كانت هناك أهة وحسرة ورنة حزن مقرونة بالدعاء الصادق بأن يحفظ الله السودان…يقولونها بعفو الخاطر في المساجد وفي الأسواق والمتاجر وعلي اعلانات الشوارع

أنه شعب عظيم،وقيادة حكيمة لا تعرف الحقد أو الضغينة وتعرف كيف تتواصل مع الشعوب ومكان الكارثة.

لقد شعرنا بالعزة والكرامة والفخر ونحن نشاهد من خلال وسائل الاعلام القطرية ، التي تم تسخيرها بالكامل لتغطية ماساة السيول والامطار في السودان، تلك المساعدات الفورية المباشرة  التي تدفع بها دولة قطر لأهلنا في السودان ، وكذلك تلك الفزعة والنفرة و( سالمة يا سودان) بتوجيهات ورعاية كريمة من امير دولة قطر،سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، وفي ذلك أكرام ما بعده أكرام لأهلنا في السودان…وكذلك فعلت كل مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص وأهل قطر الخيرين.

أن ما قامت به دولة قطر الشقيقة ،حكومة وشعبا، لاغاثة أهل السودان وبتلك الاستجابة السريعة ، تؤكد من جديد عمق وقوة العلاقات والروابط الطيبة بين الشعبين….

كما تؤكد حميمية العواطف وخصوصيتها…فرغم الكم الهائل والمتنوع من المساعدات التي وصلت السودان، الا ان الشاهد فقد سعد المواطن السوداني البسيط بالاغاثة القطرية دون سائر المساعدات…وكأنه يقول: مرحبا بالاصدقاء والاشقاء..ولكن وجداننا ودواخلنا تقول..أنه لن يطربنا أو يشجينا أو يشنف أذاننا الا صوت الوتر القطري..فقد أصبح جزئا من مكونات أرثنا الثقافي وتوجهنا العربي الذي نعتز به.

د. فراج الشيخ الفزاري
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..