الرجال البلهاء

كمال كرار

في نوفمبر 2012 وضع حزب المؤتمر الوطني مشروع موازنة 2013 ، وفي ديسمبر من نفس العام أجاز مجلس وزراء المؤتمر الوطني الميزانية ، ثم حولها لبرلمان المؤتمر الوطني الذي أجازها بدوره .

وعندما كان برلمان المؤتمر الوطني يناقش في موازنة المؤتمر الوطني ، كانت هنالك ( شكلة ) مفتعلة بين اتحاد العمال ? وهو مؤتمر وطني ? وبين وزير مالية المؤتمر الوطني بشأن عدم تضمين زيادة للأجور في الميزانية الجديدة .

وانتهت (الشكلة) بأن دخل الموضوع لمجلس وزراء المؤتمر الوطني في يناير 2013 الذي قرر تشكيل لجنة لبحث أمر الأجور وحدد لها موعداً أقصاه مارس 2013 لرفع تقريرها النهائي .

وبعد ذلك قال وزير المالية ? وهو مؤتمر وطني ? أن زيادة المرتبات غير ممكنة إلا بزيادة أسعار البنزين والجازولين عشان الميزانية تعبانة .

ومضي شهر مارس شهر الكوارث ، ومن بعده أبريل ومايو ويونيو ثم كاد يوليو أن ينتهي وإذا باتحاد العمال الحكومي يقول بأن هناك جهات تعرقل زيادة الأجور.

وستكتمل فصول المسرحية الهزلية ، بعد حين ، بإعلان مجلس الوزراء عن تسلمه لتقرير لجنة خبراء الأجور ، وسيحول الأمر لرئاسة الجمهورية ?وهي مؤتمر وطني ? للموافقة على زيادة( شمومة) في الأجور، وسيسبق ذلك إعلان برفع الدعم عن البنزين والجازولين وهي الزيادة في الأسعار التي قرر المؤتمر الوطني تنفيذها في الوقت المناسب.

وسينبري اتحاد العمال ? الحكومي ? بعد ذلك للحديث حول المكاسب الكبيرة التي نالها العمال بسبب زيادة الأجور ، وربما تطلب الأمر سلفية خروف يصرفها العمال قبل عيد ( الضحية ).

وتبعاً لما سيجري سيصل سعر الدولار إلى عشرة جنيه ، وكيلو اللحمة البقري إلى 60 جنيه ، وملوة البصل إلى 10 جنيه ورطل اللبن إلى 5 جنيه .

وكل 1% زيادة في الأجور ستقابلها 10% زيادة في تكاليف المعيشة ، والما قادر يأكل زي الناس سيستمتع بسوء التغذية .

وكل ما دارت فصول الكوميديا الأخوانية ، كلما تسربت الأنباء المضروبة بشأن تغيير وزاري قادم ، واجتماع مع مولانا لبحث حصته من المناصب ، وإشارات لبعض أحزاب ( الفكة) من أجل اللحاق بمولد المناصب والرشاوي من أجل إلهاء الناس عن زيادات الأسعار والوضع الاقتصادي( الحار) .

وشيئاً فشيئاً يتحرك الواقفون في الرصيف إلى نواحي كوبر والجريف ، وبيجي الخريف واللواري تقيف، ويركب السدنة التونسية بمن فيهم عبد اللطيف الذي يحب البلوبيف وما أدراك ما البلوبيف.

الميدان