مقالات سياسية

الترابي موديل 2014:”تبقي انت بالقصر رئيسآ..واجئ اليك مباركآ”!!

مقدمة:
——
***- عندما قام البشير بانقلابه الأبيض في يوم 9 ديسمبر من عام 1999 واطاح بحسن الترابي وجرده من كل صلاحياته الدستورية والحزبية وابقاه في الاعتقال الاجباري بقصره في المنشية، وعمل علي عزله تمامآ عن العالم، ومنع عنه الاتصال باي جهة داخل السودان او خارجه، وقتها سخرت الجماهير كثيرآ من تمثيلية الانقلاب المزعوم، من ماجري للترابي علي يد البشير!!، وان اخراج مسرحية الانقلاب قد تمت بصورة رديئة للغاية ومليئة بالعيوب الظاهرة للعيون!!..

***- ملايين المواطنيين لم يقتنعوا جملة وتفصيلا بقصة الانقلاب، وانه بعد عشرة اعوام (1989- 1999) قضاها البشير كمجرد سكرتير خاص لشيخه الترابي، ينتفض هذا السكرتير فجأة وبدون مقدمات مسبقة ويسترد ما اخذه منه الترابي عام 1989!!، اغلب السودانيين ظلوا علي رأيهم ان ماحدث بينهما ماهو الا تبديل للادوار باتفاق مسبق!..!( تبقي انت بالقصر رئيسآ واذهب انا للمنشية حبيسآ حتي اخطارآ اخر)!!…

***- سخرت الجماهير ايضآ حينها بشدة من تمثيلية الحرب الباردة التي اشتعلت بين البشير (جناح القصر) وخصمه الترابي (جناح المنشية) وماوقع بعدها من سباب وهجوم بين الطرفين وصلت الي حد ان المحطات الفضائية العربية -بصورة خاصة- قد اهتمت بها، وراحت تبث الغسيل القذر للجهتين!!…

***- راحت الجماهير وقتها وتتندر علي كل ماوقع بين البشير والترابي من تراشق بالكلمات والتهديدات التي وصلت الي حد ان البشير قد صرح في احدي المرات بانه لن يكون نادمآ لو قام بذبح الترابي!!،

***- وان مابينهما من قرف الكلام وغرابة التصريحات وبذاءات الالفاظ هي ايضآ اشياء متفق عليها (وضرب الحبيب زي اكل الزبيب)!!

***- كان هناك اعتقادآ- ومازال سائدآ- عند اغلب السودانيين ومنذ عام 1999 ، انه قد جري اتفاقآ مسبقآ بين البشير والترابي علي ذر الرماد في العيون الناس، وان الانقاذ قد قام بالفعل بانقلابه “التصحيحي” ضد الجبهة الاسلامية، وان مابينهما من حرب هي اشبه بتلك التي كانت بين داحس والغبراء !!

المدخل الأول:
———–
***- ظل الترابي ومنذ عام 1999 وحتي 13 فبراير 2014 ويعادي البشير وحزبه، ويكيل لهما الهجوم الضاري القاسي بلا كلل او فتور، وما مرت مناسبة وطنية او دينية في البلاد الا ووجدنا الترابي قد استغلها ليصب جام غضبه علي القائم، وسرعان مايجئ الرد علي كلامه من قبل المؤتمر الوطني بنفس القدر واحيانآ اكثر بذاءة!!، ماترك الترابي فرصة الا وراح يظهر فيها، ويصرح احيانآ تصريحات سياسية سحبت البساط من تحت احداث وطنية هامة!!…

***- واحيانآ كان يفتي بفتاوي غريبة مستهجة محليآ واسلاميآ يكون الهدف منها اولآ واخيرآ الShow والظهور الاعلامي!!..لم يسلم احد من لسان الترابي: فسمعنا بمئات التصريحات التي ندد فيها بالبشير وطالب بالقبض عليه وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية!!،

***- هاجم علي عثمان والنافع – بصورة خاصة- وانهما وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك-!!،

***- وشتم اعضاء الحزب الحاكم وانهم افسد خلق الله علي الأرض!!.. ولعن نسيبه في مرات كثيرة بثتها الصحف المحلية والمواقع السودانية ..وكنوع من الاحراج للمؤتمر الوطني راح الترابي ويعتذر عن انقلاب الجبهة الاسلامية في 30 يونيو 1989.. وان شهداء (ساحات الفداء) قد ماتوا فطائس!!

***- ولكن واقع الحال يؤكد ان كل تصرفات الترابي من تصريحات عدائية سابقة …وبذاءات …وهجوم ضاري علي البشير وحزبه…وسباب علي النظام وأهله………….كلها كانت اشياء متفقآ عليها، مسبقآ ومقبولة برضاء تام بين الانقاذ والجبهة الاسلامية (والغاية تبرر الوسيلة)!!..

***- كان الهدف من مسرحية الانقلاب، عام 1999، ان يبقي البشير رئيسآ للبلاد، وينزل الترابي كمعارض قوي للنظام، ويعمل علي تكسير مجاديف كل الانظمة المعارضة، ويستقطب المعارضيين ويشل حركتهم، والا يسمح ببروز اي قوة تعمل علي الاطاحة بالنظام!!

المدخل الثاني:
———-
***- نجح الترابي ومعه حزبه الهلامي (المؤتمر الشعبي) الذي أسسه عام 1999 بعد الاطاحة به، ان يقدما خدمات جليلة وكبيرة لحزب البشير وذلك بعد تحويل حزب المؤتمر الشعبي ليكون رافدآ سريآ من روافد حزب المؤتمر الوطني، وهو الحزب الذي ظل بلا توقف وطوال 14 عاما (1999- 2013 ) يطيل عمر النظام الفاسد ويملأ الدنيا ضجيجآ وصخبا ومارأينا طحنا: (زعموا ان الفرذق سيقتل مربعا..فابشر بطول سلامة يامربع ) !!…

المدخل الثالث:
———–
***- من عام 1999 وحتي اليوم مارأينا اي انجازآ وطنيآ حقيقيآ ملموسآ يكون محسوبآ علي حسنات الترابي او حزبه!!..وما قرأنا او سمعنا منذ عام الاطاحة به، ان الترابي قد قام بعمل يشكر عليه ويمسح ولو قليلآ من ذنوبه الكثيرة المهولة التي لا تغتفر!!…طوال ال14 عامآ الماضية ظل الترابي يمارس سياسة (التضليل)!! ويحاول ان يعمي عيون الملايين من بني جلدته عن مايقوم بها من تصرفات ابعد ماتخدم البلد المنكوب،

***- وضحكنا كثيرآ عندما رفض الترابي في يوم 31 ديسمبر 2013 وان يدخل قصر الشعب ليكرمه البشير بوسام من الدرجة الاولي…ولكنه دخل (بيت الضيافة) في يوم الجمعة 14 فبراير الحالي ليتناول طعام العشاء مع الذي اطاح به قبل 15 عامآ!!

*** وبث موقع (الراكوبة) الموقر حفل العشاء:
(مائدة العشاء:
——–
اقتصر اللقاء على اعضاء الوفدين وتناول الترابي العشاء مع البشير، جلس الرئيس البشير في المنتصف وعلى يمينه د. حسن عبد الله الترابي ود. عبد الله حسن أحمد فيما جلس يسار الرئيس نائبه الاول الفريق بكري والبروفيسور غندور. القاعة التي اتسعت للوفد زودت بكافة الوسائل وبجانب عصائر البرتقال والكركدي وضعت امام كل عضو (مايك هوائي). ويبدو أن القائمين على امر اعداد المكان تحسبوا جيداً لاي طارئ فعمدوا إلى تهيئة مكان اللقاء بأفضل ما يكون.. فاتحة البرنامج كانت بتلاوة آيات من القران الكريم تلاها د. إبراهيم السنوسي الذي جلس في مقابلة علي عثمان طه.

ويمكن القول إن ابرز الملاحظات كانت في حصر الحوار على اعضاء الوفدين (فقط)، وعقب انتهاء الاجتماع الذي بدأ عند التاسعة وعشر دقائق وانفض في حوالي العاشرة مساء امس توجهت قيادات الحزبين لتلبية دعوة العشاء الذي اقامه الرئيس البشير، الملاحظة كانت في جلوس الوفدين الذي فيما يبدو اعد بطريقة مراسمية مقصوده حيث جلس قيادات (الوطني) و(الشعبي) مع بعضهما البعض.

المدخل الرابع:
——-
***- بعد المقابلة التي تمت مابين البشير في (بيت الضيافة) وحفل العشاء الذي اقيم خصيصآ علي شرف الترابي، يمكن ان نقول وبثقة تامة ان “المياة قد عادت الي مجاريها” بين الأنقاذ العسكري والجبهة الاسلامية، وان الترابي قد ادي دوره كاملآ في التمثيلية التي وقعت قبل 14 عامآ، وانه قد برع الي حد ما في توقيف عجلة المعارضة!!

المدخل الاخير:
————
***- ان زيارة الترابي للبشير امتداد للمقولة القديمة المعروفة:
(تذهب انت للقصر رئيسآ وانا للسجن حبيسآ)!!…

***- ولكنها وتبعآ للتطور الزمني فان المقولة اخذت شكلآ اخر اكثر (مودن):
(تبقي انت بالقصر رئيسآ..واجئ اليك مباركآ”!!

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. للتوثيق-
    حسن الترابي في عام 2014
    ——————-
    1-
    في أول لقاء يجمعهما منذ 15 عاما..
    . «البشير» يلتقي قائد المعارضة
    السودانية حسن الترابي في الخرطوم…
    2-
    الترابي والمهدي وغازي يلبون دعوة البشير
    الذي طرح أربعة مرتكزات أساسية للحوار حولها…
    3-
    الشعبي يقرر رسميا الدخول في حوار مع الوطني…
    4-
    بعد 15 عاما من القطيعة.. البشير والترابي يلتقيان بالأحضان…
    5-
    الترابي: خطاب البشير لم يحمل جديدا…
    6-
    وضحوا أسباب رفضهم..
    د. حسن الترابي وأسرة محمد ابراهيم نقد
    يرفضون تكريم رئاسة الجمهورية…
    7-
    نائب أمين عام حزب المؤتمر الشعبي في السودان لـ الزمان:
    البشير إتفق مع الترابي على وصف
    إطاحة مرسي بالإنقلاب وسد النهضة شأن أثيوبي…
    8-
    البشير والترابي :
    وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ان لا تلاقيا…
    9-
    حزب الترابي: خطاب البشير استُبدل في الساعات الأخيرة…
    10-
    البشير والترابي يتفقان على تسريع الحوار…
    11-
    حزب الترابي: نجاح الحوار مع البشير بمشاركة المتمردين…
    12-
    البشير يلتقي الترابي مساء اليوم في أول لقاء رسمي …
    13-
    الترابي يزور البرلمان بعد سنوات من
    الغياب القسري ويتجنب إنتقاد حكومة البشير…
    14-
    البشير والترابي: الحوار لا يستثني الأحزاب…
    15- لقاء البشير والترابي تثير مخاوف العلمانيين…
    16-
    حزب الترابي : سندخل في حوار شامل مع حزب البشير…
    17-
    هل يصطف «الصادق» و«الترابي»
    و«الميرغني» خلف «البشير» أم أمامه؟!…
    18-
    حزب الترابي : ” أبو القدح بعرف وين يعضي أخوه “…
    19-
    المهدي يرفض عودة البشير والترابي إلى ?التمكين?…
    20-
    وافق على دعوة “البشير” دون أي شروط
    …. السودان “الترابي” يجنح إلى الحوار…
    21-
    الترابي: خطاب البشير «لم يكن على مستوى توقعاتنا»…
    22-
    | لقاء البشير والترابي والحوار التائه…
    23-
    لقاء البشير والترابيّ محاولة لعودة عرَّاب النظام لواجهة الأحداث…
    24-
    مقولة الترابي بأن نافع كان وراء إستبدال خطاب البشير…
    25-
    الشعبي يعد بمفاجأة كبرى عقب لقاء البشير والترابي…
    26-
    حزب الترابي:
    قبولنا دعوة البشير للحوار لا تعني
    خروجنا عن تحالف المعارضة…
    27-
    الحوار مع النظام يهدد بانقسام المعارضة..
    حزب الترابي يقرر رسمياً الدخول في حوار مع حزب البشير…
    28-
    البشير يلجأ لصديقه اللدود مع تفاقم أزمة السودان…
    29-
    الترابى يتولى ملف ضم الحركات المسلحة للحوار…
    29-
    الترابي يتفاوض مع الحركات المسلحة للمشاركة في الحوار الوطني…
    30-
    الترابي يرفض مشاركة البشير في حكومة موحدة…

  2. عناوين مقالات حديثة سخرت من حسن الترابي…
    -***********************
    1-
    تضحك يا شيخ يا كبير!!
    2-
    فساد على المكشوف،، سمع وشوف !!!
    3-
    “قمة” البشير والترابي ..هل تطوي مسافات “الاحتقان” ؟؟!
    4-
    الترابي و المهدي غيرة تاريخية .. !!
    5-
    الترابي والبحث عن فرصة الثأر..!
    6-
    البشير للترابي ! جاي تترجاني أغفر ليك ذنبك؟!!
    7-
    لقاء الترابي – البشير .. والشر المستطير !
    8-
    حزب الترابي لن يشارك في ندوات المعارضة الجماهيرية!!
    المعارضة تخطر الجهات الرسمية بموعد ندواتها الجماهيرية…
    9-
    اعتبر أنّ الترابي والمهدي عملة انتهى تداولها!!
    مبارك المهدي :
    حوار البشير لا يقود إلى توافق..
    حزب البشير يعاني من انقسامات خطيرة ،
    وهو بلا رؤية و يعيش حالة انعدام توازن!!
    10-
    قال : الدائرة ستتسع لتشمل الحرب على الإسلام ككل ولن تتوقف عند الاخوان!!
    الأخوان المسلمين جناح الترابي :
    حالحرب الخليجية على الإسلاميين تسوية إسرائيلية..!!
    11-
    قال : نسعى لتطهير البلاد من الدبايب والعقارب التي صنعها حزب البشير!!
    حزب الترابي : لا نبحث عن مناصب في الحكومة الانتقالية والحوار مع حزب البشير ليس لإطالة أجل النظام…
    12-
    أمريكا تشكك في مشروعية نظامه..
    البشير يدق المسمار الأخير في نعش مبادرته ويحرج الترابي!!
    13-
    البشير ــ الترابى.. عودة بلا أفق…

  3. استاذنا بكرى الصائغ لم يحالفك التوفيق هذه المره زطاشت سهام كنانتك بعيداً ……….فالذى ذهبت اليه ياعزيزى هو جل مايتمناه اهل الانقاذ وفلولهم من ان كل الذى جرى كان ذرا للرماد فى العيون ………وانت بذلك توافق الشيخ المضل الضلالى اسحق فضل الله فى ماحاول ان يغبش به عقول اهالينا المساكين المحبوسين اعلامياً فى بوتقه اعلام البشير الذى يكذب كما ياكل ويشرب ويتغوط …….نربا بك ان تكون من هولاء …………فالذى جرى لايحتاج لتحليل وما المبادرات الاخيره الا دليل على صحوه هم يخشونها وقضت مضاجعهم كثيراً قد استعرت نارها ففضلوا هم بيد عمرو لا بايدى زيد ارحم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اترك للبيب حريه التاويل ……….؟؟؟

  4. تحياتي أخي بكري وأحييك على هذا السرد المتسلسل.ولكن،

    طبيعة الأشياء تقتضي أنه عندما لا يتفق طرفان على أمر ما فإما تعايش بمعروف أو فراق بإحسان وما حدث بين هذه الزمرة وصل إلى حد ينظر إليه الشخص الطبيعي بأنه فجور في الخصومة بلغ مدى لا يمكن الظن معه بأنه مسرحية ولكن للطبيعة الشاذة لهؤلاء القوم وما عايشه الناس ورأؤوه فيهم فلا يُستبعد أن يفعلوا الذي يجوز والذي لايجوز في سبيل إتحادهم سوياً بالرغم من ما كالوه لبعضهم البعض من أقبح الألفاظ والتُّهم لدرجة وصلت حد الأعراض وقتل المسلمين والرؤساء فلديهم قرون إستشعار كالرادارات سريعة الإلتقاط عندما تواجه مصالحهم المخاطر.

    ** خارج النص: إنني تعمدت تنوين بعض الكلمات في التعقيب أعلاه نظراً ،على ما أظن، لسوء فهم من جانبك لكلمة أوردتها أنا في تعقيبي السابق (إقتباس: التِّسيس بكسر حرف السين وسكون حرفي الياء والسين وهي تصغير لكلمة تُس بضم حرف التاء وسكون حرف السين ومعناها الهِويِّن وليست مشتقة من كلمة سياسة) وأنا كتبت أن الرئيس البشير وسط زملائه من الكيزان السياسيين مجرد تسيس أو تس لأنهم لايعيرون قراراته أي إهتمام ولذلك لا تُطبق ولاحظت أن ردك كان غير متسق مع المعنى الذي قصدته أنا وبالتالي رأيت أنه من الأفضل تنوين بعض الكلمات حتى لايُساء فهمها.

  5. اتشرف دائما بالتعليق على كتاباتك التي هي بمثابة وثائق للتاريخ فلك التحية استاذي بكري
    الكاتب اسحاق احمد فصل الله النعروف بعلاقاته بالاستخبارات و الأمن كتب في عموده في الانتباهة مقال بعنوان ( الخديعة ) وددت أن يكون هذا المقال إضافة لما كتبته استاذي بكري ولكن للأسف تم سحبه من ارشيف الصحيفة.

    عموما المقال بعنوان الخديعة وقد اكد فيه الكاتب أن موضوع المفاصلة وما تم فعلا كان محض خديعة
    ليس غريبا على الكيزان مثل هذه العمائل
    لك الله يا شعب بلادي

  6. 1-
    الأستاذ أحمد يونس نشر موضوعآ بجريدة “الشرق الأوسط” اللندنية وبثه موقع (الراكوبة) الموقر بتاريخ يوم الاثنين 03-17-2014، وجاء تحت عنوان:

    (كأن ممثلي المسرحية «منومين مغنطيسيا»… ثلاثة مشاهد متجاورة، لا تحدث إلا في الخرطوم عاصمة «الميلودراما» في ذروتها القصوى)…اكد فيه مامعناه ان ماحدث في العاصمة السودانية خلال الايام السابقة ماهي الا مسرحية بمعني الكلمة ولا تحدث في مكانآ اخر إلا في الخرطوم عاصمة «الميلودراما» .

    2-
    ورأيت ان ابث مقاله الرائع لعلاقته بالموضوع:-
    *****************************
    (ربما رسم الوجود الأمني الكثيف الذي شهدته الخرطوم بحري أول من أمس الصورة السودانية كما تبدو فعلا، وليس كما يتمناها معارضون قبلوا الحوار مع الحزب الحاكم وفقا لدعوة الرئيس عمر البشير، أو كما تريدها قوى المعارضة التي ترفض الحوار مع الرئيس وحزبه، إلا وفقا لشروط «بناء الثقة».

    الصورة التي رسمتها الحشود الأمنية، توضح بجلاء أن حكومة الخرطوم، وعلى علو صوتها الداعي للحوار تراهن على «إبراز عضلاتها»، أكثر من إبداء رغبتها في الحديث، وهو الأمر الذي أجمع عليه محللون وسياسيون تحدثوا مع «الشرق الأوسط».

    ثلاثة مشاهد في وقت متقارب أكدت لكثير من المراقبين أن «دعوة الحوار» مجرد محاولة لكسب الوقت، أولها تبدو فيه الخرطوم وهي تحاور الحركة الشعبية ? الشمال بوفد يقوده ياسر سعيد عرمان في أديس أبابا، وفي الأثناء تصدر محكمة في سنجة (جنوب الخرطوم) حكما بالإعدام ضد رئيس الحركة مالك عقار، وآخر ضد رئيس وفدها التفاوضي ياسر عرمان.

    وفي المشهد الثاني، يلتقي الرئيس البشير قادة أحزاب معارضة، أبرزهم حسن الترابي والصادق المهدي، لبحث حلول لأزمات البلاد من دون عزل أو استثناء أحد، وأثناء ذلك – وقبل خفوت أصوات الحوار – تمنع قوى معارضة من إقامة ليلة سياسية.

    وفي المشهد الثالث، يذهب موالون للحكومة للعزاء في طالب جامعة الخرطوم الذي قتل برصاصة في الصدر، خلال مشاركة في تظاهرة سلمية كانت تود تسليم مذكرة للأمم المتحدة احتجاجا على تردي الأوضاع في إقليم دارفور، وقبلها بقليل فرقت الشرطة بالغاز المشيعين الغاضبين على مقتل الفتى بالغاز المسيل للدموع والهراوات.

    ثلاثة مشاهد متجاورة، لا تحدث إلا في الخرطوم عاصمة «الميلودراما» في ذروتها القصوى، وكأن الممثلين الذي يجسدون شخوص المسرحية «منومين مغنطيسيا».

    بلغت الميلودراما ذروتها مساء السبت الماضي، إذ دعت قوى معارضة لإقامة ليلة سياسية تخاطب فيها جماهيرها، وحددت زمانها ومكانها، وتقدمت بطلب نظامي للسلطات للسماح لها بإقامة المخاطبة السياسية، لكن السلطات أهملت الطلب.

    وبدلا من السماح لأحزاب شرعية ودستورية بالعمل، تحول المكان لثكنة عسكرية منذ منتصف النهار، واحتلت العشرات من «سيارات الشرطة والأمن ومكافحة الشغب» الميدان، وسدت الشوارع المؤدية إليه، ومنعت الراغبين في المشاركة في الليلة السياسية من الوصول.

    وحين لجأت القوى السياسية للخطة (ب)، وهي إقامة الليلة في دار حزب المؤتمر السوداني المعارض القريب من المكان، حاصرتها قوات الأمن والشرطة، وبنفس «السيناريو القديم»، فرقتها مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، وطاردت المشاركين فيها، وحاصرت بعضهم داخل الدار.

    وفي تشخيص «حمى ليلة السبت»، قال سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، لـ«الشرق الأوسط»، إن «على نظام الحكم إذا كان يريد حوارا فعليا دفع مستحقاته، وأن تعامله مع الليلة السياسية لأحزاب المعارضة، كشف لحزبه أن النظام لا يريد حوارا، وأنه فقط يشتري الوقت ليس إلا».

    وأضاف الخطيب أن شعار حزبه وتعامله مع النظام، الذي وصفه بأنه أدخل البلاد في الأزمة التي تعيشها، هو «إسقاطه»، وفي ذات الوقت طالبه بإيجاد «مخرج من الأزمة التي صنعها».

    وقال إن حزبه لم يتخل عن شعار «إسقاط النظام»، وإحداث تغيير جذري، وأن الحوار لن يجري إلا بعد إرجاع الحريات، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، ووقف الحرب، وأضاف: «لا يمكن أن نحاور وشعبنا يقتل بدم بارد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق».

    من جهته، وصف المحلل السياسي فيصل محمد صالح العنف الذي واجهت به السلطات الأمنية أحزاب المعارضة وجماهيرها، بأنه «مؤشر سيئ وسلبي» وضار بالحوار، وفي ذات الوقت يؤكد وجه نظر «قوى سياسية» تقول إن حزب المؤتمر الحاكم «لا يحترم ولا يحاور إلا حملة السلاح، رغم أنه يدعي في الظاهر عكس ذلك، ويستنكر حمل السلاح، ويدعو حملته لإلقائه والدخول في حوار».

    وأضاف صالح، أن سلوك الأجهزة الأمنية والحكومة يوصل رسالة عكسية تماما، توضح بجلاء أن أكثر الأحزاب رفضا للحوار الوطني الواسع، هو الحزب الحاكم نفسه، وفي ذات الوقت يثبت صحة مواقف القوى المعارضة التي رفضته الدخول فيه، ويبرر اشتراطها على الوطني تقديم «عربون» على رغبته وجديته في الحوار، عن طريق إتاحة الفرصة للقوى السياسية لتتحاور مع جماهيرها أولا.

    واستنكر صالح سلوك المؤتمر الوطني، وقال: «لو كان هذا السلوك من صميم سياسات المؤتمر الوطني، أو نتاج لصراع داخلي فهو صراع يخصه وحده. وفي كل الحالات هي مسؤوليته، وعليه أن يحسم هذا الصراع بما يهيئ الأجواء للحوار، عن طريق إطلاق الحريات العامة، وحرية حركة الأحزاب السياسية، وحرية الإعلام باعتبارها منابر حقيقة وأساسية للحوار، وليس لقاءات الغرف المغلقة فقط هي التي تسمى حوارات».

    هذا يحدث في الخرطوم، فالحزب الحاكم يحاور بيد، وباليد الأخرى يحمل مطرقة عنيفة يدق بها رؤوس من يدعوهم للحوار. ولعل الطرفة التي أطلقها ناشط في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تجسد «الميلودراما» في ذروتها، إذ يقول: «يبدو أن الأحزاب وجهت الدعوة للأجهزة الأمنية ونسيت دعوة جماهيرها، فجاءت وسيطرت على الميدان بأعدادها الكثيفة، ولم تترك مكانا لسيد الدار»، أو هكذا بدا المشهد عشية السبت في ميدان الرابطة بحي شمبات العريق في العاصمة الخرطوم).

  7. قصاصات قديمة حكت عن العلاقة بين البشير
    والترابي في زمان ماسمي كذبآ ب”الحرب الباردة” بينهما:
    *******************************

    1-
    الترابي لـ «الشرق الأوسط»:
    البديل لنظام «الشيكات الطائرة» سيكون إسلاميا!!
    ****************
    المصدر: جميع الحقوق لجريدة -الشرق الاوسط-
    السبـت 12 ذو الحجـة 1433 هـ 27 اكتوبر 2012 العدد 12387-
    —————–
    ***- حذر الزعيم الإسلامي السوداني المعارض الدكتور حسن عبد الله الترابي من انهيار مفاجئ لنظام الرئيس عمر حسن البشير، وما قد يترتب على انهياره من فوضى، داعيا قوى المعارضة للاستعداد لمنع تلك الفوضى التي قد تصاحب انهياره. وقال الترابي في حوار مع «الشرق الأوسط» بمقر حزبه «المؤتمر الشعبي» المعارض بالخرطوم، إنه يرى أن البديل المقبل في السودان سيكون إسلاميا، وإنه سيغير حزبه إلى حزب جديد حسب مقتضيات المرحلة.. «لن نصبح الاسم الفائت أو الحالي، أو الحزب القادم، نحن لسنا حزبا تاريخيا مربوطا بلغته واسمه وقياداته وميراثه. ووصف الترابي النظام الحالي في السودان بنظام «الشيكات الطائرة»، وقال: «أنتم ترمون دائما الحكومة بالفساد، وتنسون أن أغلب السوق (شيكاته طائرة).. سيسقط كل هذا الفساد بإرادة الشعب للحياة.

    2-
    قصة ثورة تاكل أبيها ..
    الترابي والبشير صراع الشيخ
    والتلميذ وسيرة السجن الطويلة!!
    ******************
    المصدر: حول سودارس-
    نشر في الراكوبة يوم 27 – 01 – 2011-
    الكاتب:فائز الشيخ السليك-
    —————-
    ***- قلت للبشير “اذهب للقصر رئيسا، وأنا أذهب الى السجن حبيسا) ، والمتحدث هنا هو الزعيم الاسلامي حسن عبد الله الترابي، والبشير هو الرئيس السوداني المعروف الذي قاد تغييراً عسكرياً في الثلاثين من يونيو ” حزيران ” 1989، وكان قد خطط له الاسلاميون ، أو “الجبهة الاسلامية القومية”، وبالفعل؛ فإن العلاقة بين أكثر رجلين جدلاً خلال عشرين سنة بدأت بهذه المقولة الشهيرة ، وهي عبارة تعكس روح التعاون، وقدرة التخطيط ، فذهب البشير إلى القصر، وتولى رئاسة “مجلس قيادة الثورة، واقتيد الترابي إلى السجن، وكان قد قصد بذلك التمويه، وذر رماد على العيون كي يحجب عنها هوية التوجه السياسي الجديد في السودان، ليمكث في السجن أسابيع مع بقية المعارضين الآخرين. وبعد عشرة سنوات كشف الترابي السر، وفك شفرة “الانقلاب” كما يسميه المعارضون، “ثورة الانقاذ” مثلما أطلق عليها الاسلاميون، فقد حصلت المفاصلة الشهيرة في عام 1999، بين البشير وشيخه، وأطلق المراقبون على الصراع بين الشيخ وحواره لقب ” صراع القصر والمنشية”، في اشارة إلى القصر الجمهوري، حيث مقر البشير، والمنشية أحد أحياء العاصمة الخرطوم، حيث يسكن الترابي ، ولا يزال هناك.

    ***- ويقول القيادي الاسلامي عبد الرحيم عمر محي الدين في كتاب أطلق عليه اسم “القصر والمنشية / صراع الهوى والهوية ” على لسان وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين ” “قبل شهرين من التنفيذ قمنا باداء القسم، قسم تامين وولاء للحركة، وهو بان لانفشي السر ، وفي ذلك الحين قام العميد عمر حسن البشير بتوجيه سؤال للترابي:اذا نجح هذا الانقلاب فمتى تظهر علاقة هذه الحركة الانقلابية بالحركة الاسلامية؟ ويرى حسين أن السؤال عن هوية الحركة يظل أمراً وارداً ، ؟فرد الترابي بأنه حريص على عدم افشاء السر، ومعرفة العلاقة بين الاسلاميين والتحرك العسكري، ولو بعد 30 سنةً ، وكان وقتعها العميد عمر حسن البشير يحارب وسط أحراش الجنوب “، وكان الترابي وجماعته وقتها يخططون للاطاحة بالحكومة الديمقراطية التي كان يترأسها صهره الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، إلا أن الترابي وحه العسكريين بتخفيف تحركاتهم بعد مشاركة “الجبهة الاسلامية القومية ” في حكومة الوفاق في عام 1987 ، إلا أن العسكريين واصلوا ترحكهم وسط قواعد الجيش، لتتصاعد وتيرة التحركات بعد مذكرة قدمها قادة الجيش السوداني في عام 1989 لرئيس الوزراء الصادق المهدي؛ و تم بموجب المذكرة ابعاد الترابي من الحكومة، والتي كان يشغل فيها منصب وزير الخارجية.

    ***- وفي ليلة التاسع والعشرين من يونيو في عام 1989 أي عشية ” الانقاذ” نظم العسكريون حملة اعتقالات طاولت كل زعماء الأحزاب السياسية، وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي، بغرض التمويه على المعارضة الداخلية، والمجتمع الاقليمي، والدولي. وتؤكد مصادر “الشرق الأوسط” وجود عملية ترتيب دقيق بين الترابي وقيادة “الثورة” وهو داخل سجنه، حيت تتم اللقاءات بدقة متناهية، وحرص شديد، وتكشف المصادر “أن أحد حراس السجن ضبط مذكرةً في وسط كتاب كان مرسلاً للترابي ان، وعندما عثر عليها ضابط السجن ادخل الترابي للزنزانة دون أن يدرك الضابط صلة الحركة الاسلامية بالحكومة الجديدة “، ويقول “كنا نستعمل الحبر غير المرئي ونرسل به رسائلنا للترابي ونكتب به في احد الصفحات الفارغة ويعرض للشمس”، كما كان الترابي قدم مقترحاته للحكومة من داخل سجنه تحت غطاء ” التحقيق معه”.

    ***- وبعد سنوات ، ولأن الخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار، تسربت أسرار العلاقة بين الحركة الاسلامية ، والحكومة السودانية الجديدة ، ففضل مهندس النظام وعراب سياسته الظهور إلى العلن بعد ذلك، فتولى منصب الأمين العام للمؤتمر الشعبي العربي الاسلامي، وهي مؤسسة غير حكومية، لكنها تمثل حلقة الوصل بين الخرطوم والاسلاميين في تونس والجزائر، وفلسطين، وافغانستان، والصومال واريتريا واثيوبيا ومصر، ويؤكد محيي الدين أن ” المجلس كان يرعى المؤتمرات تحت غطاء الصداقة مع الشعوب لكنها كانت مؤتمرات لجماعات اصولية، وبعضها جماعات متطرفة ، مما كان سبباً لفتور ، وتوتر العلاقات الدبلوماسية بين السودان وتلك الدول، كما خلق الأمر ازداوجيةً في المواقف، وتناقضاً مع وزارة الخارجية، ثم انتقل الترابي بعد ذلك إلى رئاسة السلطة التشريعية في منتصف التسعينيات وانتخب رئيساً للمجلس الوطني “البرلمان”، كما شغل منصب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني حتى عام 1999، وهو عام المفاصلة الشهير بين الترابي والبشير، حيث استبق العاصفة عشرة من القيادين الاسلاميين بتقديم مذكرة أطلق عليها مذكرة العشرة في عام 1998 بغرض اصلاحات حزبية، وتقليص سلطات الترابي، وهو الأمين العام، ورئيس البرلمان، والأب الروحي الذي يوجه الأوامر للجميع بما فيهم الرئيس عمر البشير.

    ***- لكن مظاهر خلافات بدت تظهر رويداً رويدا، ويؤكد الاسلاميون أن البشير الذي جاء عسكريا مبتدئا في علم السياسية ومناوراتها مسنودا بقواعد الحركة الاسلامية التي تقدم ولاءها لقائدها ومرشدها ؛ لم تكن تنقصه من الفطنة والذكاء حتى يبدي مبكرا تضايقه من هيمنة الزعيم الكبير ، فقد قام الترابي في عام 1994 باعلان حل مجلس قيادة الثورة قبل صدور القرار بواسطة الرئيس ، وان قبل البشير على مضض حل المجلس العسكري، لكن البشير بعد ذلك رفض مقترحاً بالتقاعد من الجيش، وتمسك بأن وجوده في الجيش يشكل ضمانة لتامين الثورة، كما رفض البشير تعيين الترابي نائباً أولاً له في الحكومة بعد اقتراح تقدم به بعض الاسلاميين بعد وفاة نائب البشير ورفيق دربه الزبير محمد صالح في حادثة سقوط طائرة في فبراير ” شباط ” 1998، وتضمن المقترح ثلاثة أسماء ؛ هي الترابي، علي عثمان محمد طه، وعلي الحاج محمد، ويقول مقربون من البشير أن الرئيس قبل ترشيح طه، ورفض الترابي بحجة أنه لا يمكن أن يكون أعلى من شيخه مرتبةً.

    ***- وبعد ذلك دفع مناوئون للترابي بالمذكرة الشهيرة ، وهي مثل قشة قصمت ظهر البعير، فسارت المياه تحت الجسر، وظهر فوق السطح ما كان يسكن في الصدور، ويتقلب بين الريبة والتردد، والخوف والهواجس، فقرر البشير ” بعد تقدير للموقف، وقراءة عسكرية للمعركة، وأمنية للأوضاع” الاطاحة بالترابي وتجريده من كل أسلحته بحل المجلس الوطني، ثم أعقب ذلك بتجميد منصب الأمين العام في حزب المؤتمر الوطني الحاكم،وأمانته العامة ، فترك الترابي الحزب والحكومة، وسلك طريق المعارضة ليكون الحزب الشهير “المؤتمر الشعبي، ليطبع علاقة الرجلين حالات الشد والجذب، وسبق الاصرار والترصد في نسف كل ما جمعهما في السابق من ود، واحترام، ويصبح الترابي أكبر الزعماء معارضةً للحكومة التي ولدت من افكاره، وتغذت بمشروعه الاسلامي، ونسج لها الخطط، وعمل على تمكين سلطاته فوق الأرض، ليتغير الموقف، فصار الترابي هو أكثر المعارضين ذهاباً لسجون البشير، حيث ذهب للسجن للمرة الثانية في عام 2001 بعد أن وقع حزبه مذكرة تفاهم شهيرة مع الحركة الشعبية بزعامة جون قرنق، وهي كانت متمردة، ويعتبر الاقتراب منها ” خيانةً” و” مروقاً” لكن الترابي بجرأته وقع المذكرة، والتي ذهب على أسرها إلى السجن، ليقضي قرابة الثلاثين شهراً، ثم عاد إلى السجن للمرة الثالثة في عام 2004 ، وربط بين سجنه وتحركات لحركة العدل والمساواة المتمردة في اقليم دارفور المضطرب، وشارإلى أن زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق سأل في احدى المرات أحد مساعدي الترابي عن صحة الشيخ الكبير، وهو في السجن حبيساً، فرد ” ان الشيخ يكتفي بالأسودين (الماء والتمر)، وهو في صحة سيئة، فرد قرنق بسخرية ( سمعنا أن الثورات تأكل بنيها، لكنها المرة الأولى التي نسمع فيها بأن الثورات تأكل أبوها).

    ***- وهي حكاية معقدة ، وفصولها طويلة ، ليخرج الترابي من سجنه عام 2005، مع تباشير اتفاق السلام الشامل، واصرار زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق على اطلاق سراح صديقه الجديد قبل وصول قرنق إلى الخرطوم بعد توقيعه اتفاق السلام الشامل، ليمضي الرجل ثلاثة أعوام دون أن يقرب من السجن حتى عام 2008 حين شنت الحركة هجوماً على العاصمة في مايو ” أيار ” 2008 ، إلا أن مدة الاعتقال لم تتجاوز ساعات قليلة، لكن تعود فصول الحكاية من جديد لتعلن السلطات عن اعتقال الترابي في عام 2009 بعد اعلان دعمه لتقديم الرئيس البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب اتهامات بجرائم حرب ارتكبت بدارفور، ليطلق سراحه بعد أكثر من شهر مايو ” ايار ” 2010، وللمرة السابعة في شهر ” يناير ” الجاري، وقدمت الحكومة تفسرين لاعتقال الترابي في المرة الأخيرة ففيما أكدت مصادر أمنية ” أن الأجهزة المختصة حصلت على وثائق ومعلومات تؤكد علاقة حزب المؤتمر الشعبي بحركة العدل والمساواة وذلك بعد الإفادات التي أدلى بها قادة الحركة الذين تم أسرهم بغرب دارفور مؤخراً. وكانت السلطات قد أوقفت عدد من قادة الحركة المسلحة بدافور الأسبوع الماضي، وقال المصدر إن الإفادات والوثائق أكدت دور المؤتمر الشعبي في توجيه وتمويل أنشطة حركة العدل والمساواة بالإشراف المباشر على عملياتها العسكرية بدارفور لإثارة التوتر دون أدني مراعاة لمعاناة أهل دارفور” في وقت اتهم فيه مساعد الرئيس السوداني ونائبه في الحزب الحاكم نافع علي نافع الزعيم المعارض بالتخطيط لتنفيذ أعمال تخريبية واغتيالات لسودانيين عاديين لتحريض الناس على الثورة ضد البشير، وكان الترابي قد صرح قبل اعتقاله بساعات بأنه ” يشتم رائحة الثورة التونسية في السودان”، وتوعد الحكومة بتحريض السودانيين عليها للاطاحة بحكومة الرئيس البشير، واللافت أن الترابي ظل يستبق اعتقاله بتصريحات “ساخنة”، وكأن الرجل يود استفزاز دوائر صناعة القرار لاعتقاله، حيث أدمن اللعبة، وصار محترفاً لها منذ عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، والذي سجن الترابي لمدة سبع سنوات.

    ***- ويقول مدير مكتب الترابي الساق، والذي لازمة لقرابة العشرين عاماً عوض بابكر “للشرق الأوس”، اعتقالات الترابي تربط دائماً بدارفور وحركة العدل والمساواة، لكنهم لم يقدمونه للمحاكمة ولو مرة واحدة”، ويفسر “الاعتقالات ” بخوف تلامذته من شخصية الترابي، حيث عرفوا الرجل، وأدركوا ذكاءه، وقدرته على صناعة الأحداث، وهو ما قد لمسوه بانفسهم خلال فترة التخطيط لتنفيذ انقلاب الحكومة الحالية”.

    ***- ويقول المراقبون إن “الترابي وهو يتقدم نحو التاسعة والسعبين من العمر بعد أيام ظل مثل طائر الفينيق” كلما ظن البعض انه احترق عاد مرةً أخرى نجماً على الساحة السياسية، تطارده الأضواء وعدسات المصورين، ويظل رقماً مهماً في معادلة السياسة السودانية منذ أن عمل مع الرئيس الأسبق جعفر نميري ، والذي قام بسجنه قبل أشهر قليلة من سقوط نظام مايو” أيار” في انتفاضة أبريل ” نيسان” 1985 ليكون أقوى المعارضين للحكومة الديمقراطية، قبل أن ينقلب عليها عبر ” ثورة الانقاذ”، والتي انقلبت عليه، أو انقلب عليها ليتحول إلى أكبر معارض لحكومة الرئيس البشير، ويؤكد أن خلافه مع الحكومة منذ البداية كان حول الحريات، وانتخاب ولاة الولايات، وهو ما رفضه الجناح الحاكم على حسب تصريحات الزعيم حسن الترابي.

  8. تاريخ ماأهمله التاريخ في
    العلاقة بين البشير والترابي!!
    —————–
    هذه بعض من الأقوال والحوارات
    التي تمت في مختلف وسائل الإعلام
    لممثلي الحركة الاسلاموية السودانية
    في فترات مختلفة، وحالها يغني عن
    التعليق عليها. فالي أقوالهم:
    (المصدر: موقع سودانيز اون لاين-
    31-07-2009-
    ******************
    1-
    عمر البشير:
    وصف في مخاطبته لقوات الدفاع الشعبي توقيع مذكرة التفاهم بين مؤتمر المنشية و”الحركة الشعبية لتحرير السودان” بأنها اتفاق تكتيكي واستراتجي يهدف لإسقاط الحكومة، وأعلن براءة الحركة الإسلامية من المؤتمر الشعبي- (صحيفة الأنباء: 28 فبراير 2001)-،

    وكشف البشير ان حسن الترابي كان وراء قرارات إعدام داؤود يحيى بولاد -(صحيفة أخبار اليوم 28 فبراير 20019)-

    وقال زعيم مؤتمر القصر ان الترابي بتوقيعه مذكرة تفاهم مع قرنق يكون قد تنازل عن ثوابته ومبادئه، واتهمه “بأنه طابور خامس و عميل للعدو-” -(صحيفة الوفاق 12 مارس 2001)-

    2-
    قال الرئيس البشير: ”
    أنا إذا أصدرت قراراً بقطع رأس الترابي… أفعلها وأنا مطمئن لله سبحانه وتعالى.-.”. 2004 سبتمبر27 الشرق الأوسط-

    3-
    البشير: ( ان مجاهدات الترابي و قيادته للحركة الإسلامية في السودان جعلت الحركة تنمو بفعالية و تتبوأ مكانة رائدة مقارنة بمثيلاتها في دول المنطقة) -الحياة اللندنية 10 يناير 1999-

    4-
    عندما قامت الإنقاذ، في يونيو 89.. كانت أولى تصريحات الدكتور حسن الترابي: (البشير هو هبة الله، لأهل الأرض) !!عادل سيد احمد – صحيفة الوطن-

    5-
    قال البشير: ( أوكد لك انه لم تكن هناك في بداية الأمر أي علاقة لثورتنا الإنقاذية بالجبهة الإسلامية أو قادتها أو عناصرها) -مجلة الوسط- 13 مايو 1996-

    6-
    الدكتور حسن مكي: ( انتبهت الحركة الإسلامية إلى أنه غير مسموح لها الوصول للسلطة السياسية، لذلك لجأت إلى استلام السلطة السياسة في 30 يونيو 1989م بانقلاب عسكري اعتمد على عنصري المباغتة والمفاجأة والخديعة، وحينما وصل الإسلاميون إلى السلطة لم تكن لهم رؤية سياسية واضحة، هل يريدون نظاما شموليا إسلاميا؟ أم يريدون نظاما إسلاميا على أساس التعددية والمدافعة والمنافسة الحرة؟) -مجلة أفكار جديدة العدد التاسع 2004-

    7-
    (اذهب إلى القصر رئيسًا وسأذهبُ إلى السجن حبيساً) هكذا قال السيد د. حسن الترابي للعميد عمر البشير عشية الانقلاب او فجره – نجم الدين محمد نصر الدين ? الصحافة 18 مارس 2003-

    8-
    البشير: (لقد حشدوا الشباب في المؤتمر العام لإطلاق الهتافات ضدنا باعتبار أننا عملاء لأمريكا وهتفوا ضد أمريكا وعملاء الـ C.I.A وأطلقوا شائعات حول علي عثمان محمد طه درة شباب الحرة الإسلامية الذي شفعوا له صقور وشيوخ الحركة الإسلامية ليتبوأ منصب نائب الأمين العام .. علي عثمان وصفه بأنه عميل أمريكي وعلي عثمان لدى جميع الذين يعرفونه رجل زاهد وبالرغم من ذلك اتهم زورًا وبهتانًا بأكل أموال الحركة الإسلامية وهذا الكلام نسب بكل أسف للأمين العام-) القدس العربي 30 يناير 2002 –

    9-
    حسن الترابي: أنظر إلى العساكر( يقصد البشير) في تاريخ الإسلام وفي تاريخ العالم ماذا فعل العسكري ستالين بالمفكرين في روسيا؟ ماذا فعل عساكر العرب بالمفكرين البعثيين والإسلاميين؟ أنا شخصاً لم أتعرض للتعذيب لكن أسمع حولي التعذيب وأرى آثار التعذيب على المسجونين معي أراه بعيني.

    7-
    في أوج صراعه مع الرئيس عمر البشير، شكك الترابي في إطلاق صفة الشهيد على من قتلوا في الحرب في جنوب السودان، أما بالنسبة لـ “عرس الشهيد”، فقال الترابي: “ليس من أساس للقول بأن الشهيد تنتظره عروس أو حورية فنحتفل به نحن هنا في الدنيا.” وعلق رجل دين آخر، وهو الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري، فقال: “أتعجب حينما يقول الترابي شيئاً ًحول عرس الشهيد.. لقد كان من أوائل الذين يشهدون عرس الشهيد معنا!” -صحيفة الوطن السودانية-

    8-
    فاطمة احمد ابراهيم: (قبل أن أنتقل لاعتقال الترابي ، لا بد أن أتعرض لانقلابه العسكري وتسلّمه السلطة. وهنا أستعيد ما نشره حسن ساتي بجريدة «الشرق الأوسط»، بعد الانقلاب مباشرة، إذ ذكر أن أحد رجال الخارجية الأمريكية؟ سأله رأيه قبل الانقلاب، في أن يحكم الترابي السودان ـ وكان ذلك و نميري ما زال في قمة السلطة ـ وهذا يؤكد أن حكومة الترابي جاءت للسلطة بتدبير أمريكي، وأعلن الترابي الدولة الإسلامية (الأمريكية)! وواصل الحرب في الجنوب تحت شعار جديد (الجهاد الإسلامي المقدس)، وأخذ يرسل الشباب والطلاب للحرب، بدون استشارتهم واستشارة أهلهم، وبدون تدريب كاف. وقتل عشرات الآلاف من الناحيتين، وابتكر فكرة عرس الشهيد على بنات الحور، وبهذا وضع نفسه مكان القدرة الإلهية، لأنه ذكر أن الزواج يتم في الملأ الأعلى، ووجهوا أسر الشهداء بإقامة الفرح بدلاً عن المأتم والبكاء) -الشرق الأوسط 17 أكتوبر 2003-

    9-
    الترابي في ندوة نيالا: ( إن السلطة ليست هماً بالنسبة لنا لان الناس في السلطة أصبحوا يبيعون الذمم بالمال مما افسد أخلاقياتهم )…
    قال الترابي: (على السودان تقبل قرارات المنظمة الدولية (الأمم المتحدة) ما دمنا أعضاء فيها، وأضاف: إن “ثمة ظُلامات كثيرة وقعت هنا وهناك” في إقليم دارفور) في تصريح لقناة “الجزيرة” الفضائية، الاثنين 14-7-2008، في تعليقه علي مطالبة المحكمة الدولية باعتقال البشير.

    10-
    قال الرئيس السوداني عمر البشير: ان الحكومة السودانية «قررت ردع حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي المعتقل منذ مارس (آذار) الماضي بعد ان تكشف لي انه يخطط لأعمال تخريبية بشعة في الخرطوم، وذلك حتى لا يقوم الآخرون بتكرار ما قام به الشعبي».-الصحافة، 12 مايو 2008-

    11-
    قال الدكتور حسن عبد الله الترابي، زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض،( إن ما تعلنه الحكومة حول الفساد لا يساوي «ربع عشر» حجمه الحقيقي ، مؤكدا ان حزبه لا ينوي الدخول في أية حكومة مقبلة، باعتبار ان «السلطة تفسد 9 من بين كل 10 مسؤولين» -الصحافة-

    12-
    وقال الترابي، لدى مخاطبته مؤتمرا لحزبه في مدينة عطبرة شمال الخرطوم: ان «جل من في السلطة في السودان فاسدون، الا قليلا»، وأضاف ان نسبة الفساد التي كانت فقط نحو 9% في السنوات الاولى لحكم الانقاذ، بلغت الان اكثر من 90%-

    13-
    الدكتور حسن عبد الله الترابي شن هجوما عنيفا على حكومة خصمه اللدود الرئيس السوداني عمر البشير. وقال: «إنها قدمت نموذجا سيئا للإسلام»، كما اتهمها، مجددا بالفساد، وقال في هذا الخصوص «لقد أصبح الفساد يمارس جهارا نهارا»، ووصف بيعة القبائل للرئيس البشير بأنها «تلاعب صريح بالدين» قال إن الحكومة صارت تمارس الفساد مثل «الغنماية في العيش»، -الشرق الأوسط، 13 يناير 2008-

    14-
    البشير ( استقالة عبد الرحيم محمد حسين من الداخلية استراحة محارب) -الصحافة 16 يوليو 2005-
    البشير:(إن تحقيق العدالة والمحاسبة على التجاوزات يظل شأنا وطنيا تلتزم به مؤسسات العدالة الوطنية والتي شهد لها العالم بالكفاءة والنزاهة والخبرة) -من نص خطابه امام الهيئة التشريعية القومية في دورة انعقادها الرابعة-

    15-
    احمد خليل: ( ما أن بدأت الانقاذ بفرض سياستها في ملء الوظائف في الخدمة العامة التي أطلق عليها آنذاك سياسة التمكين بفصل اكثر من ثلاثين ألف موظف سياسياً من الخدمة العامة فيما عرف بالصالح العام آنذاك أكثر من (18) عاماً مرت على ما يسمى بثورة التمكين التي لم يراعى فيها المنفذون سوى الرغبة الحزبية الضيقة ضاربين بعرض الحائط مؤهلات وكفاءات المفصولين مما اعطى القضية بعداً آخر فالفصل لم يكن بسبب تجاوز المفصول لقانون الخدمة العامة من تسيّب، عدم كفاءة، فساد اخلاق أو فساد مالي.ولكن بسبب الانتماء السياسي ليؤدي في النهاية حتى الأخير إلى تشريد آلاف من الموظفين مدنيين وعسكريين من وظائفهم في سابقة خطيرة وكبيرة) -الايام 1-

    16-
    كارلوس: (فكرت أن العدالة يمكن أن تتحقق في إشكال غير متوقعة وضحكت كثيراً. وكان الدكتور الترابي أعلن شخصياً أنه اصدر أمر تسليمي الى الشرطة الفرنسية في مطار الخرطوم – يليه في المسؤولية عن تلك الخيانة الرئيس البشير .) -في حوار مع صحفية الحياة ، ايلول 2002-

    17-
    الترابي: (اننا بلا شك سندعم مساعي السلام لأن مجموعة المؤتمر الشعبي هي اكثر المجموعات السياسية في السودان تفاوضا مع الحركة الشعبية عندما كنا في السلطة. وكذلك عندما خرجنا من السلطة وقعنا معهم مذكرة تفاهم ايمانا منا بأن قضية الجنوب قضية سياسية لا يمكن معالجتها بالحلول العسكرية)-الشرق الأوسط : الاربعـاء 19 شعبـان 1424 هـ 15 اكتوبر 2003 العدد 9087-

    -الأيام- ( الترابي في القاهرة يدعو الي حل مشكلة الجنوب حلا عسكريا، و يقول غياب الإمداد العسكري المصري قوي من شوكة قرنق الذي تدعمه قوي أجنبية-) 2/7/1987، عليش-

    18-
    الترابي:( والان بعد أن رسخنا العقيدة في المجتمع علينا ان نفتح الباب لمن يرفضون الانضمام الينا وتركهم ينضمون الي الاحزاب التي يريدونها(…) وان احزاب الشيطان عندما تظهر ستجد في وجهها بلدا موحدا يصون العدالة ويدافع عن الاستقامة في الحكم-) الراية القطرية 20/9/1998 –

    19-
    قال الرئيس السوداني عمر البشير:
    ان الحكومة السودانية «قررت ردع حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي المعتقل منذ مارس (آذار) الماضي بعد ان تكشف لي انه يخطط لأعمال تخريبية بشعة في الخرطوم، وذلك حتى لا يقوم الآخرون بتكرار ما قام به الشعبي»- الشرق الأوسط 24 أغسطس 2004-

    20-
    البي بي سي (اتهم الدكتور حسن الترابي، الأمين العام المخلوع لحزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم، الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير بخيانة الحركة الإسلامية وهدد باتخاذ إجراءات مضادة لقرار الرئيس بمنعه من العمل السياسي، وقال الترابي إن البشير يريد أن يسعد الغرب والعرب بتقويض دين الله. معتبرا أن الحركة الإسلامية مجردة من القوة التي يسيطر عليها عملاء الغرب، على حد قوله ) -05/08-

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..