مقالات وآراء

جات سلامة

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
جات سلامة

للسودانيين (حاجة عجيبة) يمكن أن تسجل لهم حصريا وهي القدرة على تبسيط المأساة والعمل على إراحة المتأسي نفسيا وجعله متعائشاً مع مأساته وراض عما أصابه وكما يقولون … قدر أخف من قدر ، فبعد معاناة و(شلهتة) وإتصالات وإستدانات وعرضحالات من أجل جمع إيجار المنزل الذي يهددك صاحبه بالإخلاء لعدم السداد وبعد ركوبك في إحدي حافلات (الشهداء) متجهاً إللى بحري لتسليم صاحب المنزل (قروشو عشان تتحلا) تتفاجأ بان يدا قد عبثت بجيبك وأفرغته تماماً من محتوياته فتجلس على الرصيف واضعا يديك على رأسك في إنهيار تام وأنت تصيح (يا جماعة قروش الإيجار .. يا جماعة أنا إتنشلتا) حيث يبدأ الذين يشاهدونك وأنت في تلك الحال يساهمون معك بالأسطوانة أياها :
يا حاج الجاتك في مالك سامحتك
– تستيقظ أسرة عمك عوض صباحا لتجد أن المنزل (مقلوب) رأساً على عقب حيث محتويات (الدواليب) متناثرة والفوضى تعم المكان وسرعان ما يكتشفون بأن جميع الأجهزة الكهربائية والأليكترونية قد إختفت من رسيفر وشاشة وموبايلات ، يستيقظ الجيران على أثر (الجوطة ) فتلفح جارتهم (سعاد) ثوبها
إن شاء الله مافي عوجة يا نفيسة
فتجيبها نفيسه في أسى : والله الحرامية ما خلو لينا أي حاجة شالو الموبايلا ت والملايات والشاشة والرسيفر والبلى إستيشن بتاع حمادة وو
يا زوله قولي الحمدلله الما شالو (الدهب) وللا ضربو واحد فيكم بي سيخة قدو ليهو عينو
– بينما عباس يخرج فجراً لأداء صلاة الصبح والدنيا شبه ظلام يقوم (بعفص) أحد كلاب الحي فيجفل من هول المفاجأة وتنزلق قدماه و(يضرب الواطه) ، يحمله المصلون وهو مسجى على ضهرية بوكس عمر (سيد الدكان) ، بعد أن يتم الكشف عليه وهو يتلوى من الألم ينصحهم الطبيب بعمل (صورة أشعة) وبعد أن يقوم بفحصها يخبرهم بأن عباس عندو كسر في عظمة القدم
– والله جات سلامة الحوض الما جاتو حاجة وللا المخروقة
– ياخي مش كويس كلب ناس (عباس) ده الما عضاك قالو (سعران) كان تكون مشكلة
كثير جداً من (المواقف) هي التي تتجلى فيها (عبقرية) الشعب السوداني في التعامل مع (الكوارث) من منطلق (كان ممكن يحصل الأسوأ) وقد طافت هذه العبقرية بذهن العبد الله حينما كان ضمن (ثلة) من القوم يتحدثون عن أوضاع البلاد وما فقدته من أرواح لشباب (يسدو عين الشمس) فقام أحد (الجماعة) الذين تبدو عليهم علامة (الترطيب) والراحات معلقاً :
– والله جات سلامة لو ما (قوش) ده عمل التغيير كان ماتو (آلاف) وكان الدم ح يكون (للركب) !!

كسرة :
قيل أن أحد (عباقرة) التخفيف هؤلاء سأل صديقه الذي لم يراه منذ فترة
– وين يا أبوالشباب ليك فترة ما باين؟
فأجابه صديقه : والله الوالد إتوفي تعيش إنتا
فلم يكن من صاحبنا إلا أن قال له :
– والله إرتاح من قطع الكهرباء والسخانة والبلد الما معروفه ماشه وين دي !!

كسرة ثابتة:
فليستعد حرامية هيثرو وبقية القتلة واللصوص
• أخبار التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..