مقالات سياسية

قصة الريد القديمة

قال الفنان في سالف العصر والأوان( قصة الريد القديمة ..بسألوني عليها ديمة)،وحتى نهاية الأغنية لم نعرف نهاية القصة،وعما اذا كانت المياه قد رجعت لمجاريها أم أن الفراق لا زال سيد الموقف .
وقصة الريدة المستمرة بين النظم العسكرية التي حكمت بلادنا والبنك الدولي تحكي عن الفقر المتفشي والعطالة والخصخصة.
وخلف شروط البنك الدولي مؤامرة دولية لاغتيال الأمم وسلب إرادتها السياسية والاقتصادية،بهدف الهيمنة الرأسمالية على ثروات الشعوب.
وقصة الريدة القديمة التي ترددها حكومة ما بعد الثورة تقول أن سعر البنزين مدعوم وأن هذا الدعم يستفيد منه الأغنياء .
وهذه الجملة تخفي أكذوبة كبيرة تريد أن تعقد مقارنة بين سعر اللتر في دول أجنبية وبين سعره بالخرطوم ..لكنها لا تتحدث عن تكلفة اللتر الواحد من البنزين بمصفاة الخرطوم ..
ولو سلمنا جدلا بأن الأغنياء فقط هم الذين يمتلكون عربات تعمل بالبنزين،فهل لا يمتطي الفقراء حافلات أو بكاسي أو رقشات أو تكتك تستخدم كلها البنزين!! وهل زيادة سعر البنزين تؤدي أو لا تؤدي لرفع قيمة تذاكر المواصلات ؟ وهل هذا يعني المزيد من ارتفاع تكاليف الحياة أم لا ؟!دعك من الناس أوليست الطماطم تحمل على بكاسي إلي حيث الملجة أو السوق !! وكذا اللحمة والعجور والبطاطس والبامبي !!
أوليس زيادة سعر الوقود ستؤدي لزيادة تكلفة النقل ..ومن ثم ستزداد أسعار هذه المنتجات !!
ومعروف أن الارتفاع المضطرد في الأسعار يعني زيادة في معدل التضخم،ويعني تآكل الدخول الحقيقية للأفراد،ويعني زيادة معدل الفقر .
والأخطر من هذا أن زيادة كلفة الانتاج المحلي تطيح به من واقع هذا السوق المفتوح أمام الواردات،فالبرتقال المصري أرخص من السوداني،والطماطم الأردنية أرخص من السودانية،والملوخية السعودية أرخص ..وهكذا يتحطم الانتاج المحلي ليتوسع السوق الرأسمالي وهذا هو الهدف الأساسي للامبريالية العالمية .
يريد البعض للثورة السودانية أن تركب قطار التبعية في عربية الفرملة وليست عربة النوم ..
ولكن شعار لجان المقاومة أصحى يا بريش ..
من يتحدث عن رفع الدعم .. عليه أن يتخلى عن كرسي الثورة ..وأي كوز مالو ؟

كمال كرار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..