مقالات وآراء سياسية

قال إيه؟ عصابات!

الفاتح جبرا

العبدلله يملؤه الإستغراش الشديد ( إستغراب + إندهاش) لأي محاولات يبذلها أفراد المجلس العسكري بخصوص تبرير عدم معرفتهم بما تم في فض اعتصام القيادة العامّة الذي حدث في يومِ الإثنينِ الموافق للثالث من يونيو/حزيران 2019 حينمَا اقتحمت جحافل مزودة بكل أدوات القتل والتنكيل مقرّ الاعتصام مُستعملةً الأسلحة الثقيلة والخفيفة وكذَا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين السلميين مما تسبّبَ في مقتل أزيد من 100 متظاهر ومئات الجرحى، ولم تكتف هذه الجحافل بذلك فقامت برمي 40 جثة على الأقل في نهر النيل بغرض إخفاء (معالِم الجريمة) والتي تم إنتشال بعضها لاحقاً من النهر هذا غير أن أفراد تلك (الجحافل) قد قاموا باغتصابِ حوالي 70 شخصًا من كلا الجنسين بهدفِ ترويع المتظاهرين ومنعهم من العودة مُجددًا للاحتجاح !

تكمن الغرابة والإندهاش في الغياب التام (للقوات المسلحة) التي وقعت (المجزرة) أمام (مقرها) هذا غير غياب بقية القوات النظامية الأخرى (لساعات طوال) مما لا يدع مجالاً للشك بأن جميع القوات النظامية قد تركت عن (قصد وسبق إصرار) تلك الجحافل الغازية لميدان الإعتصام لتنفرد بأولئك المواطنين العزل .. (ودي ما عايزه ليها درس عصر) ، وعلى كثرة المقابلات التي أجريت مع أعضاء (المجلس العسكري) فلم يسأل أحد فيهم عن مسؤولية الغياب (وليس مسؤولية المشاركة) وفي نظري بأنه لن تكون لدى أي منهم أي إجابة مقنعة (وهنا مربط الفرس) !

نعم .. إن مسألة إشتراك قوات نظامية في فض الإعتصام مسألة يحتاج إثباتها إلى دليل (وكل الناس قعدت تتملص) وتنفي مشاركتها ولكن حقيقة الأمر أن السؤال الذي ينبغي أن يطرح ليس هو (المشاركة) ولكن (الغياب) فهو مشهود ومثبت ولا يحتاج إلى أي دليل ولا يستطيع أحد أن ينفيه حيث يبقى السؤال (طيب كنتو وين؟) !

الآن نشهد ذات المشهد وهو غياب و(إنسحاب) الأجهزة الأمنية في ظل تواجد كثيف لما يقال عنهم (عصابات متفلتين) تقوم بترويع المواطنين والفتك بهم في الشوارع والأسواق والكباري وهذا يشابه كثيراً ذلك السيناريو (بتاع المجزرة) وأكاد أبصم بالعشرة بأن مصدرهما واحد وهذا يدل دلالة واضحة على أن (جيوب الكيزان) لا زالت تعمل من أجل تشويه صورة الثورة حتى توصم الحكومة الحالية بالضعف وعدم مقدرتها على توفير الأمن للمواطن !

من عيوب هذه الثورة التي أشرنا إليها مراراً وتكراراً أنها لا تعي (قذارة خصمها) وإمكانية إتباعه لأكثر الأساليب دناءة و(خسة) وإنها تعاملت مع مسألة (نظافة) الأجهزة الأمنية بكثير من (الليونة) وإلا فما معنى أن يبقى جهاز الأمن فيها وشرطتها هو ذات جهاز الأمن والشرطة التي بطشت بالثوار ونكلت بهم؟ (حاجة تمرض) !!

يجب على (حكومة الثورة) وقبل أن تستفحل هذه الإنتهاكات وتتزايد في ظل وقوف الأجهزة المختلفة وقوف المتفرج أن تتم إقالة كل من شارك في قمع (الشعب) في هذه الثورة وكل من تعرف له إتجاهات في موالاة النظام البائد، فإن السكوت على هذا الأمر جريمة في حق هذه الثورة التي مهرها أبناؤنا بأرواحهم ودمائهم العزيزة وهو (لعب بالنار) وتا الله وبالله لو وجد (هؤلاء القوم) فرصة في هذا الشعب تاااني من فرط حقدهم (يعدموهو نفاخ النار) !

لقد عجبت لذلك الضابط العظيم (رئيس أحد أقسام الشرطة) الذي ذهب إليه بعض المواطنين وقد قبضوا على مجموعة من أفراد العصابات الذين يثيرون الشغب فعاملهم أسوأ معاملة وزج بهم في (الحراسة) بينما أطلق سراح (المتفلتين) وقام هو وقوته في القسم بإستفزازهم قائلاً:

• ما قلتو مدنية يلا خلوا (حمدوك) يحميكم!

نعم.. يجب إيقاف هذا المخطط (القميئ) ومحاسبة أي (نظامي) يتقاعس عن حماية المواطنين والدفاع عنهم ونتساءل وبراءة الأطفال في أعيننا أين تلك القوات والهراوات والتاتشرات والعربات (البدون لوحات) والتواجد الكثيف لكل القوات النظامية التي كانت تقوم بقمع التظاهرات.. أليس من المضحك أنها تقف عاجزة الآن عن التصدي لشوية منفلتين !!

الشعب يراقب بذكاء هذا التخاذل والوقوف السلبي لمن مناط بهم السهر على أمنه وحمايته وعليهم أن يعوا تماما أن هذا الشعب هو من يصنع أجهزته التي تحميه وتذود عنه وعلى كل (نظامي) موكول له حماية المواطنين وممتلكاتهم وأرواحهم أن يعلم بأن (المحاسبة) سوف تطوله إن خان القسم الذي قام بأدائه وإن هذا الشعب لن تهتز ثقته أبداً في ثورته، ولتقف اليوم قبل الغد مثل هذه المؤامرات الدنيئة والأفعال الخسيسة فإن الشعب لها بالمرصاد وحقو الناس دي بعد ده تعرف بأن (الحكم) قد فارقهم (فراق الطريفي لي جملو) !!

كسرة :

قال إيه عصابات ! وين مكافحة الشغب و(الملثمين) والتاتشرات ديك؟

كسرات ثابتة:

  • أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
  • أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
  • أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
  • أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ).

 

الفاتح جبرا

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. شكرا لك يا استاذنا الفاتح جبرا ، لقد عهدناك و لم نذل بانك الكاتب السوداني المغوار الوحيد اللي بيزود بقلمه عن مصالح الشعب السوداني بكل جساره و بقوه تعادل اكثر من ما يبذله الجيش نفسه و القوه الامنيه بذاتها ، الذين لم نعهد لهم غير نهب أموال الشعب و السحل به و إهانته و ابتذاذه ايما ابتذاذ و استغلاله شر استغلال، رغم ان هذا الشعب هو ولي نعمته الذي يبذل لهم من نصيب علاجه و تعليمه و عيشه و استقراره و نماءه و ازدهاره بكل كرم لينفق هولاء الاوغاد في مخاصصاتهم و حوافذهم و كورساتهم و تدريبهم و نياشينهم و أسلحتهم و عتادهم و مركباتهم و تموينهم رغم جوعه من اجل ان يوفروا بعض الحمايه لهذا الشهب و ارضه و بما تقتضيه كرامه الانسانيه ، فإذا بهم و بكل بجاحه و وقاحه يكونون هم أنفسهم من ينتهك حرماته و يسفك دمه و يهدر ماله و يبيع ارضه و عرضه و كبرياءه لاعداءه بكل صفاقه و قله أدب و نكران جميل ينافي كل قيم و أخلاق هذا الشعب العظيم المعروف بسجاياه بين الأمم او يسكت و يبلم و يجبن عن زمره من الملاقيت ينتهكون كرامته في عقر داره و يصمت . الا يكفيكم نهبكم لسيادته يا هولاء لذهاء الستين سنه من عمر الشعب و تتسيدون عليه بالباطل في حقه حتي وصل بكم الوقاحه بان تنون استعباده بعد اغراكم سكوته و صبره لكم فانتفض عليكم و اجلسكم في مجلسكم و اظهر لكم حجمكم الحقيقي بان لا تتعدي حجم خادم ارض الشعب و حراسه و حتي هذه الشرف قد فقدتموهو بدليل ذهاب أراضي الشعب شمالا و جنوبا و غربا و شرقا ممزقا . و ما امر الحلايب و الشلاتين منكم ببعيد .
    قد ان الأوان بان لا يحمي ظهر هذا الشعب خائن العهد ، كذوب و منتهك الأمانة ، ظالم و لئيم . هذا الشعب لهو الجيش بنفسه فبإمكانه تقديم قاده من صلب ثورته لحمايته و السهر من أجله و تنظيف جسمكم الوسخ هذا ليليق بمقام هذ الشعب . ، أما اان لهذا الشعب بان يضع علي حراسه ظهره بمن يطمئن اليه .

  2. لجنة البشير الآمنية ومن قتل اخواننا في الغرب وكبار الرتب ( كلنا يعلم كيف استمروا ووصلوا لتلك الرتب والمناصب بعد فلم الصالح العام في عهد الكيزان…)، هم من اشركتهم قحت مناصفة فى الحكومة المدنية واوكلت لهم كل امر القوات النظامية…!!!
    حاليا الكباتن مشغولين باخفاء أدلة تورطهم في المجزرة وممتلكاتهم واسقاط حكومة التغير…!!!
    الكوز مستحيل يتعلم او يُرجى خير منه للبلد…!!!

    كسرة
    الا تعتقد ان من الأفضل حل كل القوات النظامية وتوجيه ميزانياتهم للصحة والتعليم والبنية التحتية ؟
    لاتنسى ان كل منتسبيها عُينوا في العهد الفاسد…!!!

  3. فعاملهم أسوأ معاملة وزج بهم في (الحراسة) بينما أطلق سراح (المتفلتين) وقام هو وقوته في القسم بإستفزازهم قائلاً:

    • ما قلتو مدنية يلا خلوا (حمدوك) يحميكم!
    ****************************************************************************
    اذا كان مثل هذا الوقح بعد كل هذا ما زال في الخدمة فكيف ينصلح حال البلد وكيف تنزل اهداف الثورة علي الارض؟ اكنسو مثل هذا الوسخ والقاذورات المشابهة من الطريق لتنطلق الثورة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..