مقالات سياسية

مؤتمر الوزير (1)

كمال الهدي

تأملات
الوضع الأليم

. تابعت المؤتمر الصحفي الهام لوزير المالية وبعض مسئولي البنك المركزي والوزارة.
. وكالعادة سادت الفوضى وكانت العشوائية سيدة الموقف.
. خجلت حقيقة، وتمنيت لو أن القنوات الخارجية لم تسمع بالمؤتمر أو تنقل عنه كلمة.
. فقد قدمونا بأسوأ صورة.
. المحزن في الأمر أن المؤتمر نُظم تحت مظلة وكالة السودان للأنباء.
. منذ اللحظات الأولى، وقبل أن يتفوه الوزير بكلمة ظللت أردد في دواخلي السؤال:كيف يسمح هؤلاء المسئولون_ الذين عاشوا سنوات طويلة خارج الوطن ورأوا كيف ينظم الآخرون مناسباتهم_ بمثل هذه الفوضى!!

. إلى متي سيظل المكون المدني على ضعفه وتهاونه في وجه المخربين والمفسدين وأزلام نظام الكيزان الذين لا هم لهم سوى تخريب كل ما له علاقة بثورتنا العظيمة.
. المفارقة أن شباب الثورة قد تمكنوا من تنظيم أنفسهم بصورة راقية خلال أحلك الأيام.
. فكيف نقبل بأن تسود الفوضى والعشوائية بعد أن جيئ بالخبراء لكي يحكموا البلد!!
. وزاد عجبى واندهاشي حين سمعت دكتور البدوي يستهل حديثه الذي تأخر لنحو ربع ساعة بشكر المدير العام لسونا.

. تشكرونه يا دكتور على تقديم مؤسسته لكم في أقبح صورة!
. لو كنت مكان الوزير ومرافقيه لما قبلت أن أُستضاف بتلك الصورة المهينة، ولأعتذرت عن المؤتمر بسبب سوء التنظيم.
. أقول ذلك بالرغم من أنني لم أقض عقوداً كخبير أممي، أو أقض السنوات في بلدان العالم الأول.
. لكن لو حدثتكم عن تنظيم الناس هنا في بلد عربي هو جزء من عالمنا الثالث لمناسباتهم الصغيرة، دع عنك مؤتمرات الوزراء الصحفية فستفهمون لماذا أقول ذلك.
. فقد ظللت على سبيل المثال أرافق خبيراً أمريكياً يقدم لبعض موظفي وزارتنا محاضرات حول ظاهرة الإتجار بالبشر بمختلف أقاليم السلطنة، لكي أقوم بالترجمة الفورية لما يقوله.
. وبالرغم من أن حضور تلك المحاضرات لم يتجاوزوا الثلاثين إلى أربعين مشاركاً وأنها لم تكن منقولة عبر قنوات فضائية، إلا أننا لم يحدث أن انتظرنا ولو لخمس دقائق بسبب مشكلة في الصوت، أو عدم توفر مايكات.
. كما لم نكن نضطر للكتابة على الورق، فقد تواجدت أمامنا دائماً شاشة عريضة لتقديم الصور والشروحات اللازمة.
. كما لم يحدث أن (قام نفسي) بسبب تداخل عدد من المتحدثين في لحظة واحدة، أو وجدت صعوبة في إدارة الحوار بعد إنتهاء الخبير من محاضرته.
. فبكل السهولة والتنظيم ظللت أختار السائلين الواحد تلو الآخر لأنقل سؤاله للخبير ثم أعيد على مسامع الجميع الإجابة.

. ولم يحدث أن ردد أحد الحضور عبارة (الصوت ما واضح) لأن المايكات، هذا الإختراع البسيط وغير المكلف (على قفا من يشيل) وتعمل بكفاءة تامة.
. فكيف بالله عليكم لحكومة ثورة لا تستطيع إلزام وكالة الأنباء الرئيسة بتوفير مثل هذه المايكات، أن تؤمن مبلغ ال 28 مليون دولار لباخرة القمح التي تحدثوا عنها في المؤتمر الصحفي!!
. وحتى لا نرم باللوم دائماً على المسئولين وننسى أنفسنا لابد من التأكيد على أن غالبية الإعلاميين الذين حضروا اللقاء أثبتوا لنا أن أزمتنا ستتطاول، ما دام هولاء هم قادة الرأي المفترضين.
. إنفعالات وصراخ وخروج عن الموضوع وعدم تقيد بطرح الأسئلة بشكل مباشر ومقتضب.
. وهرجلة تعيدني دائماً لجملة ظللت أرددها منذ سنوات هي (لا يمكن لبلدنا أن يتقدم خطوة بدون إعلام محترم ونزيه وصادق يمارس رجاله ما يكتبونه كسلوك حياتي).
. فمن السهل جداً أن تتجمل من وراء الكلمات المعسولة وتزعم حرصك على المصلحة العامة، لكن مع أول محك تبين فشلك وعدم قدرتك على الإقناع أو غيرتك على البلد ومصلحته.
. أستغرب كثيراً لمن ينتقدون المسئولين بينما هم أنفسهم أولى بهذا النقد.
. حتى من أرادوا استعراض عضلاتهم لم يفعلوا ذلك بالشكل الملائم المقبول إلى حد ما.
. وقد اتضح جلياً أن غالبية الأبواق كان همها إفشال اللقاء.
. وتعجبت كثيراً لغياب من أثار لغطاً كثيفاً حول شركة الفاخر في اليومين الماضيين.
. غاب مزمل عن المواجهة، والأعجب أنه كتب _بكل قوة عين_  مقالاً عن فشل المؤتمر الصحفي.
. من ينشد مصلحة عامة بإثارة قضية بهذا الحجم كان من المفترض أن يكون أول الحضور ليواجه من اتهمهم.

. لكنني قلتها في المقال السابق وأعيدها هنا أن منطلقات مزمل دائماً شخصية وأجندته خاصة جداً.
. وليفهم من يفهم، وليكرر بعض السذج عباراتهم المحفوظة من شاكلة ( تحقدون عليه لأنه مجتهد ومقاتل من أجل المريخ) متى ما أرادوا، فهذه الزاوية لا تخاطب مغيبي العقول.
. الاجتهاد الحقيقي يفرض على صاحبه إستقاء المعلومة من مصادرها ومقارعة خصومه بالحجة.
. وقد أكد أحد مسئولي الوزارة أمام الإعلاميين  أنه لم يحدث أن زارهم صحفي بحثاً عن معلومة.
. وللحديث بقية بإذن الله.
كمال الهدي
[email protected]

تعليق واحد

  1. للتذكرة كيف كان يكتب لنا مزمل أبو القاسم في العهد المشؤم: **ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ*
    *‏( ﺃﺣﻤﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ‏)* *.. ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸِّﺪَّﺓ ﻭﺍﻟﻠﻮﻻﻱ ..**
    ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﺍﻷﺧﻄﺮ
    *
    ﻋﺠﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﻨﺎﻧﺘﻪ،* ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ **ﺳﻬﻤﺎً ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﺻﻠﺐ ﻣﻦ
    ﻣﻮﻻﻧﺎ* *ﺃﺣﻤﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ** ، ﻛﻲ ﻳُﺼﻮِّﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
    ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ، ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﺠﻼﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻀَّﻞ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻉ
    ﻋﺒﺎﺀﺗﻪ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ، ﻭﻳﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﻜﺎﻛﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻣﻜﺘﻔﻴﺎً ﺑﺼﻔﺘﻪ
    ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻟﻔﺘﺮﺓٍ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔٍ، ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻄﻰ ﺍﻷﻣﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ
    ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ .2020
    ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻬﺎﺭﻭﻥ ﻟﻢ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ، ‏( ﻓﺎﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤُﻜﻠَّﻒ ‏)
    ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺰﺍﻳﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓٍ، ﻭﺧﺒﺮﺍﺕٍ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ، ﻭﺧﻠﻔﻴﺎﺕٍ ﻣﺘﻨﻮِّﻋﺔ،
    ﺃﻫَّﻠﺘﻪ ﻟﻨﻴﻞ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ، ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔٍ ﻣﻔﺼﻠﻴﺔٍ ﺑﺎﻟﻐﺔ
    ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ .
    ﺗﺄﻫﻴﻠﻪ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺿﻠﻴﻊ، ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻓﻲ
    ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﻢ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ
    ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻭﻳﺘﺤﻮَّﻝ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺘﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ،
    ﻭﻳﺘﻘﻠَّﺪ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔً ﻋﺪﻳﺪﺓً، ﺗﻨﻘَّﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ
    ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻛﻮﺯﻳﺮ ﺩﻭﻟﺔٍ ﺃﺳﺒﻖ ﻟﻠﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻭﺍﻝٍ
    ﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ، ﺑﺨﻼﻑ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﻤﻨﺴﻖٍ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ
    ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .
    ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﻓﻲ
    ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺍﻛﺎﺕٍ ﻓﻌﺎﻟﺔٍ، ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺮﺑﺎﻁٍ ﻗﻮﻱٍ
    ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻋﺒﺮ ﺇﺩﻏﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ،
    ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ، ﺍﻟﺘﻲ
    ﺃﻋﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ‏( ﺍﻟﻨﻔﻴﺮ ‏) ، ﺑﺸﻌﺎﺭﻩ ﺍﻷﺷﻬﺮ ‏( ﻣﻮﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ
    ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ‏)، ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎً ﺑﻪ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺑﻴﺌﺔ
    ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﺑﺒﺮﺍﻣﺞ ﻣﺪﺭﻭﺳﺔ، ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ
    ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻜﻞ ﻓﺌﺎﺗﻪ، ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
    ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ .
    ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻬﺪﺕ ﻓﺘﺮﺓ ﻋﻤﻞ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺘﻲ ﺟﻨﻮﺏ
    ﻭﺷﻤﺎﻝ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً، ﻭﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ
    ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ، ﺗﻮﻇﻴﻔﺎً ﻟﺸﻌﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ
    ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ، ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ
    ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
    ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺩﻳﻲ ﻫﻼﻝ ﻛﺎﺩﻭﻗﻠﻲ ﻭﻫﻼﻝ ﺍﻷﺑﻴﺾ،
    ﻓﺤﻘﻘﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻻﻓﺘﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻟﺘﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ ﻭﻛﺄﺱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻧﺎﻻ
    ﺷﺮﻑ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎً، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺘﺎﻥ ﺗﺸﻴﻴﺪ
    ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻻﺳﺘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ،
    ﻭﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻠﻌﺐ ﻣﻮﺭﺗﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﺩﻭﻗﻠﻲ، ﻭﻣﻠﻌﺐ ﻗﻠﻌﺔ ﺷﻴﻜﺎﻥ،
    ﺍﻟﻤُﺸﻴَّﺪ ﺑﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕٍ ﺩﻭﻟﻴﺔٍ، ﻓﻲ ﺍﻷُﺑﻴِّﺾ، ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺷﻤﺎﻝ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ .
    ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﺨﻄﻰ ﺍﻟﺤﻴﺰ ﺍﻟﻮﻻﺋﻲ، ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ،
    ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻟﻠﻤﻨﺘﺨﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺑﻜﻞ ﻓﺌﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻓﻲ
    ﻋﻬﺪﻩ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻋﺎﺻﻤﺔً ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ،
    ﻭﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ
    ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻟﻴﻜﺘﺴﺐ ﺑﻬﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻜﺎﻧﺔً ﺳﺎﻣﻴﺔً ﻋﻨﺪ
    ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ، ﻭﺗﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻼﻳﻴﻦ .
    ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ
    ﻣُﺮﻛَّﺒﺔ ﻟﺨﻼﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ .
    ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﺎﺭﺯﻳﻤﻴﺔ، ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ‏( ﻛﻮﻛﺘﻴﻞ ‏) ﻣﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻫﻼﺕ
    ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ، ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ،
    ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺱ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺑﺸﻘﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ،
    ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ،
    ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
    ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
    ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺣﺰﺑﺎً ﻳﻤﺮ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﻄﺎﻡٍ
    ﺻﻌﺒﺔ، ﻳﻔﺎﺭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ، ﻟﻴﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ
    ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ، ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ
    ﺃﺳﺲٍ ﺟﺪﻳﺪﺓٍ، ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻘﻮﻱ، ﻭﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕٍ ﻋﺪﻳﺪﺓ .
    ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺑﻴﻦ
    ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ، ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺭﻛﺾ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﺿﻨﺔ
    ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﺮ، ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺗﺸﺎﻛﺲٍ، ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻻ ﺗُﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ .
    ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ
    ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻬﺎﺭﻭﻥ، ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻜﻠﻔﺎً ﺑﺮﺳﻤﻬﺎ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ
    ﻣﺆﺷﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺳﻴﺮﻫﺎ، ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ،
    ﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﻃﺮﻳﻖ ﺛﺎﻟﺚ، ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ، ﻭﻳﻮﻓﺮ ﻣﻠﻌﺒﺎً ﻣﻬﻴﺄً
    ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺳﻠﻤﻲ ﺑﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺟﺎﺫﺑﺔ، ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻃﺎﺕ
    ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ، ﺗُﻘﻨﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻔﻮﺍﺋﺪ
    ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، ﺗﻨﻬﻲ ﺣﺎﻟﺔ
    ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻨﺬ
    ﻓﺘﺮﺓ .
    ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤُﻜﻠَّﻒ ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ
    ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﻋﻠﻰ ‏(ﻗﺮﻧﻲ ‏) ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻧﻔﺴﻪ، ﺣﻔﻈﺎً ﻟﻜﻴﺎﻧﻪ
    ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻠﺖ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻭﺍﻟﺘﺸﻈِّﻲ، ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﺒﻮﺭ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻔﻄﺎﻡ ..
    ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸِّﺪﺓ .. ﻭ‏( ﺍﻟﻠﻮﻻﻱ !(

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..