مقالات سياسية

حميدتي يسلم جبل عامر للحكومة 

يوسف السندي

اعلان تسليم قائد قوات الدعم السريع حميدتي مناطق التعدين بجبل عامر للحكومة خطوة مهمة في عملية إصلاح الدولة وإصلاح الأجهزة العسكرية وترسيخ ولاية وزارة المالية الاتحادية على كل أموال الدولة . هذه الخطوة فتحت من جديد الحديث عن الصراع العسكري المدني حول الحكم في السودان، وأعادت للواجهة أسئلة مزمنة تمثل محور أزمة السودان التاريخية .
بلادنا شهدت ثلاث ديمقراطيات انتهت جميعها بانقلاب عسكري شمولي ، لم يحرك الجيش و لا الشعب ساكنا في مواجهة هذه الانقلابات لحظة وقوعها ، ولم يقف امامها لمنعها من تقويض النظام الديمقراطي. الآن بلادنا تخطو نحو الديمقراطية الرابعة ، فهل القوات المسلحة السودانية مستعدة لحماية النظام الديمقراطي الدستوري ؟ هل الشعب جاهز للدفاع عن النظام الديمقراطي ؟ .
حماية الديمقراطية الرابعة تحتاج لوعي وتغيير في عقلية العسكر و المدنيين ، ينقلهما من موقف الرافض للديمقراطية او المحايد ، إلى موقف المؤمن بها والداعم لوجودها ، هذا الايمان بالديمقراطية يفترض فيه ان يكون دافعا ومحفزا لحماية الديمقراطية ، يدفع الشعب إلى الشوارع في لحظة الانقلاب ، ويحفز الجيش للتحرك سريعا بصورة مضادة تشل حركة الانقلابيين و تعيد السلطة للشرعية الديمقراطية .
اشاعة هذا الوعي ليست سهلة ، هناك عوائق تقف أمامها ، منها تفاوت الإيمان بالديمقراطية كنظام حكم أمثل بين فئات الشعب من المدنيين و العسكر ، الايمان الضعيف بالديمقراطية هو الذي قاد الجيش و الشعب إلى الخنوع والصمت والاستكانة في لحظة حدوث انقلابي مايو ١٩٦٩ و يونيو ١٩٨٩ ، هذه الحقيقة التاريخية تقود إلى حقيقة أن اي انخفاض في ايمان الشعب و الجيش بالديمقراطية في المستقبل سيعرض الديمقراطية الرابعة للسقوط .
الجيوش وظيفتها حماية النظم الدستورية، هذه العقيدة تحتاج لمزيد من الترسيخ بإزالة الشوائب التي تجعل النظام الشمولي في نظر بعض العسكر هو ايضا نظام دستوري ، فالنظام الدستوري هو النظام الذي ينشأ عن إجماع الشعب ، إجماع ناتج عن حرية وعن طوع واختيار وليس ايمان المكبلين المقهورين .
الشعوب وظيفتها ليست النوم والأحلام وإنما العمل والكفاح من أجل بناء دولتها ورفعة امتها ، ليس منطقيا ان يسقط شعبنا ثلاث ديكاتوريات ويفشل كل مرة في إقامة ديمقراطية مستدامة !! ، توق الشعب السوداني الفطري للحرية لا يمكن أن يتحول في كل مرة إلى الخنوع ومطاطاة الرأس أمام جلاد جديد، شعبنا عليه أن يعي أن ماانتزعه بالدماء والتضحيات الغاليات ليس مطروحا للاستلاب .
مهم إدارة حوار جاد و شفاف بين جميع فئات الشعب مدنيين وعسكر لتطوير حلف وميثاق وطني ، يتضمن قسم الجميع على الولاء الكامل للنظام الديمقراطي وحمايته ودعمه حتى يستوي على سوقه ويعجب الجماهير .
يوسف السندي

‫2 تعليقات

  1. ال حيحصل ببساطة انو حيتوقف الإنتاج من الجبل وحتفقد الاف الاسر مصدر دخلها لانو الحكومة فاشلة والوزارة فاشلة وما قادرين يديرو عملية حجر صحي ناهيك عن انتاج ذهب في مناطق ملتهبة وعالية الخطورة.

  2. حميدتي رجل به من الوطنية ماليس بغيره من من يسمون انفسهم قادة الطراز الاول لكن النفوس الحاقدة علي الرجل الطيب زعزعت ثقة الناس فيه فهو يوما بعد يوم يثبت حبه للوطن ولخير الوطن يستحيل ان نري رجل مثله يتمتع بنفوز كهذا ان يقدم مثل هذه التنازلات علي الشعب ان يغير نظرته السلبية تجاه حميدتي فالرجل اسهاماته الوطنية لاتحصي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..