تعيين الولاة وحفظ معادلات السلام

• قضية تعيين الولاة هي قضية تعتمد بالأساس ليس على المصفوفة المتوافق عليها وحسب.. هي تقوم على معايير الأختيار، وعلى احترام رغبات جماهير الولايات في اختيار من يقود ولاياتهم..

• وهذا المبدأ لم يتم مراعأته في إختيارات الولاة إذ تم إهمال رغبات عدد من الولايات، وقامت على نفس الطريقة التي تمت بها من قبل.. وبطريقة غالبها شائه يقوم على مبدأ المحاصصة الحزبية، الذي لا يراعي اختيارات الأجسام الولائية بل أهملت رغبات غالبها.

• ولا تبدي هذه الطريقة إحتراما كافيا يتجاوز ضيق التصورات وإنعدام الخيال السياسي.. والشره للسلطة الذي وسم إختيارات الحكومة بمجلس وزرائها وسياديهاوإنعدام المعايير الواضحة، مثلما وسم اختيارات اللجان وغيرها.

• بالإمكان الوصول لتوافق ينهي هذه القضية التي تربك الساحة، لو ترفعت القوى السياسية عن رغبتها في السلطة ووضعت الكفاءة في المقام الأول وخيارات الناس..

• بالإمكان التشاور مبدئيا كما قلنا حينما أثرنا هذه المسألة من قبل حول المناطق ذات الخصوصية وتحديدها، والتشاور حتى مع الجبهة الثورية وحركات الكفاح المسلح حولها، وفتح مجال للتشاور بين مكونات الولايات وبينها..

• والإتفاق على وضع مؤقت انتقالي ينهي حكم الحكام العسكريين واولئك الموالين للنظام القديم، وينهى هذا الملف مؤقتا لحين التوصل للسلام، ويعاد النظر في كل الولايات من جديد، وقد يفضي السلام لتعديل ينهي وضع دستوري بأكمله ليعود للأقاليم الستة.

• حينما هاجمنا اتفاق اديس ابابا بين ندأ السودان والجبهة الثورية في مسألة الولاة هذي، وما تلاه بجوبا من رهن لقضية تعيين الولاة بالوصول لاتفاق السلام.. دافع عن ذلك الوضع الخاطئ، كثير من الذين يستنكرون تعطل تعيين الولاة اليوم.. وهو فعل أيديهم وهو فعلهم قصير النظر.. ودلالة عدم فهمهم لطبيعة النظام الإتحادي الذي يحكم البلاد.. فكيف يتصورون حكمها.. بينما كاد يمضي العام وما زالت الولايات تحكم بذات الوجوه التي جاء بها حكم النظام البائد..؟!

• يحق لرئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بموجب قانون الحكم الاتحادي تعيين جميع الولاة، بموجب المسئولية التي آلت اليه من ضمن مسئوليات رئيس الجمهورية المخلوع بالقانون، وعليه حسما لهذه القضية استلام قائمة قوى الحرية والتغيير وإدارة حوار مع المكونات الولائية، ومع الجبهة الثورية وحركات الكفاح المسلح وحسم هذا الملف، بما يعبر عن اوسع إرادة تعبر عن إجماع يحفظ معادلات الوطن والسلام.. وتلك مسئوليته التي فوض لها.

وائل محجوب