مقالات سياسية

تنهيدة البامية… وعطسة طماطم!

كما للحكم صولجان… أيضا للسوق صولجان ودكتاتوريات غريبة… كل ما في جمهورية السوق… في ظل الحظر  ارتفع سعره  ارتفاعا جنونيا ، كل شيء قفز إلى الأعلى  اضعافا مضاعفة… فالليمونة طغت وتجبرت وصارت كالعروس ذات المهر الغالي! .. وما أكثر شجر الليمون في هذه البلاد… نعم طغى فصيل الليمون وتجبر وازداد غطرسة..! عندما صاح الذين يبيعونه… ينعتونه  بأنه قاهر الكورونا وصدق الناس… واقبلوا عليه بشراهة علهم يجدون فيه الشراب  اللذيذ والمنعش بعد نهار حار  في رمضان ويجدون فيه الدواء لهذا المرض العضال دون حظر أو تدوين أنفسهم في عداد المصابين…

أما عن  طغيان  الموز  فحدث  عنه ولا حرج… فاكهة المساكين كما كانت تسمى من قبل… صار يرفع راسه متبخترا يحركه البائع  ذات اليمين وذات الشمال بكبرياء كأنه ملك الدنيا وما فيها وهو يدري ان عمره لايزيد أكثر من ثلاثة أيام بعد عرضه لاندري لماذا سعره غالي لهذه الدرجة؟ فهو منتج محلي وشجرة الموز تنتج طوال السنة لا تتوقف عن العطاء فهي شجرة تعطي بسخاء فليس لها ذنب  فالذنب ذنب  الوسطاء كفانا الله شرهم..

البامية زعيمة عظيمة هذه الأيام يشار إليها بالبنان فهي تجلس في برج عاجي عالي تبتسم لحظة السؤال عن سعرها لكنها تكشر أنيابها وتتنهد غضبا عندما تترك لغلاء ثمنها… تنهيدة تشتط فيها غضبا حتى تكاد أن تننفجر وتتطاير حباتها التي بالداخل.. فتنهدي فلن ينفعك التنهيد إن مكثتي أياما سوف تنشفين وتسحقين وسوف تصيرين في عداد( المسحونات) غبشاء  اللون بعد ماكنتي خضراء جميل لونك…!

وعن الطماطم الغالية الحروف، جميلة الشكل والمنظر … تارة يتدني سعرها فتكون وجبة المساكين ووجبة يشتهيها البعض مع (الكسرة الرهيفة) فما أجملها وما أحلاها وما اطعمها… لكن الآن صارت صعبة المنال سعرا والكل ينفر منها عندما يسأل عليها ويكتفي بالبديل.. عصيرها الذي يباع في البقالات… وهكذا تظل الطماطم مفروشة على جوال مبلل تنتظر وتنتظر ولا أحد ياخذها وتبقى هكذا تستنشق غبار الأرجل وغبار لساتك العربات التي تمر بالقرب منها… وتعطس كل لحظة وأخرى! … فالغالي متروك وانصحها أن تلبس كمامة…!

ياسر الفادني
[email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..