مقالات سياسية

ما الذي يميز (حزب الثورة) عن غيره من الأحزاب؟

جعفر عبد المطلب

لأنه ليس حزبا سيكون كل همه اللهاث خلف السلطة!
بل هو مشروع ضخم للتغيير التنويري الثوري الذي سيحفر عميقا في بنية الوعي الوطني
ليدق مداميك الثورة و” يوهط ” متاريسها حتي تصبح الثورة وعيا مجتمعيا ،وثقافة شعبية، قادرة علي حماية سلطتها المدنية الديمقراطية الشرعية ضد اي إختطاف او إغتصاب او تقويض او إحتواء، في كل زمان ومكان، سواء ان كان الحزب في السلطة او في المعارضة.

بهذا الفهم العميق يكون حزب الثورة هو الماعون الذي نريده في حجم جغرافية السودان القارية، ومتوهجا كشمسنا الإستوائية، ومتدفقا تدفق النيل في بلادي في مشواره السرمدي من المنبع الي المصب .
مفتوحا علي مصارعه لكل الشرفاء البواسل من ابناء / بنات شعبنا الذين صنعوا ثورة ديسمبر العظيمة ،عدا الذين كانوا جزءا افرادا او احزابا في منظومة القتل والفساد التى إمتطت ظهورنا خلال ثلاثين عاماً.

مجرد ان تكتمل مرحلة التاسيس، سينسحب المؤسسون من المشهد إلا إذا إحتاجوهم لاحقا في مشورة او دراسة او امر يحتاج الي عصف ذهني( Think Tank) ويسلمون الراية للشباب / الكنداكات البواسل الذين كسروا حاجز الخوف وفتحوا صدورهم عارية للرصاص يطلبون الحرية والكرامة والعدالة فإستجاب لهم القدر بعد ان دفعوا الغالي والنفيس من الارواح والدماء حتي ظفروا بالحرية من براث نظام الإنقاذ الذي خر صريعا ورموا بقتلته ولصوصه في كوبر.

لقد منح الوطن جيل هؤلاء المؤسسين اكثر من مايستحقون من تعليم مجاني وحصول علي الوظيفة في اعقاب التخرج مباشرة حتي البعثات الي بلاد العالم المتقدم.

وكونوا مؤسساتهم الاسرية ، وحققوا غالب احلامهم في الحياة تحت ظلال دولة المواطنة في زمن السودان الطيب ،حتي جاءت قوانين سبتمبر 1983 سيئة السمعة ،لتقوضها وتقيم فوق انقاضها محاولة فاشلة للدولة الدينية!

بينما جيل الثوار حرموا من كل حقوقهم المشروعة في العمل والزواج حتي حقهم في الحياة ،واغلقوا في وجوههم ابواب المستقبل حتي تراكم إحساسهم بالظلم والغبن والحنق، فضلا عن ما مارسه ضدهم النظام من قتل وبطش وتنكيل وسجن وإغتصاب.

فهذا هو حزبهم مثلما هو حزب كل الشعب السوداني، لعلهم يجدون فيه كل احلامهم المجهضة ،ويكملون اهداف ومطالب ثورتهم العظيمة التى قطعوا عليها الطريق قبل ان تبلغ مداها الثوري.

نقول للذين لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، او الذين يرفضون كل جديد ويتوجسونه ، او الذين يقولون لماذا لا تدخلون في الاحزاب الحالية لان الساحة السياسية لاتحتمل مزيدا من الاحزاب؟

نقول لهؤلاء واولئك ،ان كل الاحزاب التى تعج بها الساحة الآن ،الجماهيرية والعقائدية منها للاسف ظلت تراوح مكانها منذ العام 1956 دون ان تقدم مشروعا وطنيا يستثمر موارد وتروات السودان المهولة ،او يستنهض قدرات الشعب السوداني في التنوع الاثني والثقافي والجغرافي من اجل قيامة دولة المواطنة التى يرتفع سقفها فوق الدين والعرق والقبيلة والجهويات والثقافات علي قاعدة من التنمية المستدامة التى تتقسم فيها السلطة والثروة بتساو و انصاف بين مديريات السودان التسع بما يزيل الركام المتراكم من الظلامات التاريخية من إجحاف المركز تجاه الاطراف.

هكذا يسعي ( حزب الثورة ) جاهدا ان يضع السودان لاول مرة في المكان الذي كان ينبغي ان يكون فيه منذ 1956 كاغني بلد بموارده وشعبه في هذا الجزء من العالم .

جعفر عبد المطلب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..