مقالات سياسية

أسبوع الترقب الحذر

عادل محجوب علي

يترقب الشعب السودانى  الأسبوع الأخير   من  شهر يونيو الجارى بكل  التطلع والحذر لأن به يومان  عظيمان..يتوقع أن يتداعى  أثر ما يحدث بهما.. على مجمل الأوضاع العامة بالبلاد..ابتدأ من مخرجات مؤتمر شركاء السودان  المزمع انعقاده  يوم ٢٥/يونيو الجارى ببرلين (المانيا )عبر تقنية الفيديو كونفرنس ..ويشارك فيه أكثر من اربعين دولة ومنظمة دولية و إقليمية..

وتأتى اهميته من كبر التعويل عليه لحل إشكالات الوضع الاقتصادى الراهن المتمثلة فى عجز الموازنة العامة لسنة ٢٠٢٠ والذى زاده ضعف الايرادات الفعلية بالنصف الأول من العام وزيادة الإنفاق الناتجة عن آثار جائحة كورونا والزيادة الكبيرة بالمرتبات والأجور والدعم الإجتماعى المزمع تطبيقه والصرف المتوقع على عملية السلام التى هى بمراحل الختام  وتتطلب الصرف على  إعادة توطين اللاجئين والنازحين وإعادة الدمج والتسريح والصرف على التنمية بمناطق النزاعات وفق مايتم من إتفاقيات..وأثرها على  زيادة معدل التضخم وأثرهما معا على  زيادة حجم الإنفاق.

ويتجاوز  تقدير الدعم الخارجى بالموازنة قبل المستجدات التى حدثت مبلغ الستة مليار،دولار وحتما بعد المستجدات المذكورة تضاعف الإحتياج..

ويعول على الدعم النقدى لسد الحاجة الملحة لبناء إحتياطى من العملات الحرة بما  لايقل عن ثمانية مليار،دولار لإحداث الإستقرار المطلوب لسعر العملة الوطنية عند مستوى عظمة الموارد وحقيقة هيكل الإقتصاد وبما ينهى   دوامات الحلقة الخبيثة للدولرة والبحث عن مخازن قيمة آمنة للعملة وتداعياتها على المستوى العام للأسعار  وما يتبع هذا الإنهاء  من  إستقرار إقتصادى  يمكن من الدخول فى شراكات إستثمارية كبرى مع دول شقيقة وصديقة وشركات وأفراد..

خاصة بالمجالات الزراعية والتعدين والبترول والغاز والصناعة والثروة الحيوانية.. وجميع هذه المجالات تعج بالموارد الكبيرة التى تحتاج للتمويل الكبير  والتقنيةالمتطورة. لصناعة النهضة المنشودة بأحزمة التنمية المقترحة ..

ولأهميةدعم المؤتمر  لإحداث الإستقرار الإقتصادى والسياسى والأمنى.وتدارك المخاطر التى تهدد حكومة الفترة الإنتقالية ومجمل إستقرار الوطن .ولأجل  التأكيد الحقيقى  لدعم الدول والمنظمات المعنية للأنظمة الديمقراطية الناشئة و لعمليات السلام المستدام  لدولة خارجة من  حروب نظام شمولى  منتهك لحقوق الإنسان..ومهدد للأمن والسلم ومدمر للبنية التحتية والإقتصاد.كهدف سامى وبذل مرغوب.بمثل هذه الحالات.. الأمر الذى يعضد قيم المشاركة الإنسانية التى تحول دون  الإنزلاق لحافة الإنهيار و عواقبه الوخيمة على الوطن و كل  الدول والمنظمات المعنية..فالتدارك مع التشارك..أكرم للجميع من الهبات والمعونات ما بعد النكبات…

واليوم الآخر المرتقب بتطلع  وتوجس..  هو يوم ٣٠/يونيو..هذا اليوم الذى يمثل ذكرى التناقض..ويوم دعاوى خلط الأوراق التى تسود الوسائط وتتطلب  التدبر..فمثل هذا اليوم من العام الماضى ظهرت مهابة إرادة الشعب السودانى  بهبة الملايين بكل مدن السودان والعديد من مدن الإغتراب لحماية الثورة  من محاولات الاختطاف التى كانت واضحة المعالم   بسير أمور ماقبل فض  الإعتصام وزادت وتيرة تكتيكاتها على نهج النظام الساقط بعد فض الإعتصام والتي تقوم على خداع المتاجرة بحشد البسطاء.وإستغلال العاطفة الدينية والبنية  الأمنية وقنوات إتصال النظام الساقط..

فكانت شوارع السودان مدهشة بردها مهيبة  بحضورها الثورى التلقائي  الفخيم الذى أعاد للثورة زخمها وللإرادة الشعبية مشروعيتها بالجموع الهادرة كالسيول ..والتى بذت مجموع كل الحشود  المجلوبة بطول سنوات أعياد الإنقاذ.و من سخرية القدر أن تعود ذكرى هذا اليوم بخليط الذكرى العجيب،وخلط الأوراق المريب..والذى يمكن أن يستغل من قوى الشر المتربصة بالوطن والثورة فضلا عن المحاذير الصحية المعلومة…

فى ظل هذه الأجواء الملغومة ..يتطلب الأمر أقصى درجات الوعى الثورى والحرص الوطنى على إبعاد كل ما من شأنه تعكير صفو سير حياة الوطن..وذلك بالمحافظة على سلمية الثورة العظيمة وفضح كل أساليب إدعاء الثورية المخادع  من قوى الشر   لأجل جر الوطن لمتاهات الفوضى ..وشق صفوف قوى الحرية والتغيير.. تطلعا لعودة كذوب..لحكم أنقاض وطن..
غاية الثورة والثوار
صلاح حال وطن مكلوم
ودم الشهداء كان مهر الخلاص
من حافة ضياع محتوم
والوهج  البينبض خير
وصحى شوارع الخرطوم
وكان ممتد سلمية هتاف
على كل  المدن بتحوم
مغبونة من ظلم  السنين الطال
والروح الوصلت الحلقوم..
وكان الإعتصام معلم
من علامات الوعى المهضوم
وكانت  مجزرة الإعتصام
وكسة وجرم معلوم.
وجذوة لى روح  ثورة
تتجدد دوام وتدوم

عادل محجوب علي.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..