مقالات سياسية

مِحَن السلطة والسلام والعدالة في السودان.. مِحَنْ.. مِحَنْ.. مِحَن..!

عثمان محمد حسن

* إنهم يجرون جري الوحوش الكواسر.. يستعجلون تنفيذ مخرجات سلام الحكومة مع الحركات اللاهثة وراء المناصب..و(فوراً!).. مِحَنْ!
والجنرالات يستعجلون التطبيع مع إسرائيل، و (فوراً!) دعماً لترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. مِحَنْ!

* ويتحدث الجنرال حميدتي عن إنشاء العلاقات مع إسرائيل.. ويفْصِل بين العلاقات والتطبيع.. ويلمِّح إلى الضرورة الملِّحة للتعجيل بإنشاء (العلاقات)، وبعد ذلك يتم إستفتاء الشعب..
مِحَنْ.. مِحَنْ.. مِحَنْ.!

* وعند الطرف الآخر من المسرح يتم تقديم ناشطي وناشطات (مجموعة فيد للفنون) للمحاكمات.. و(فوراً!).. فتتم محاكمتهم بالغرامة والسجن، و(فوراً!).. بينما تتمدد محاكمات المتورطين في إنقلاب 30 يونيو 1989 لما يقارب العام.. وربما تمددت المحاكمات إلى الأبد.. جلسة تؤجَّل لجلسة أخرى في طي التأجيل.. والمحامون عن مرتكبي جريمة الانقلاب ينْفُذون من الثغرات التي طرزتها بدرية الترزية، وأزلامها من بني كوز، في القوانين..
فيؤجلون الجلسات تلو الجلسات ويبالغون في التأجيل..

* وأخيراً، وليس آخراً، جاء في صحيفة الراكوبة بالأربعاء 7 /١٠ /٢٠٢٠:- “وسط أجواء مشحونة، انسحبت هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول عمر البشير، وعدد من رموز نظامه، من جلسة المحكمة، أمس احتجاجا على ظهور النائب العام في الجلسة ممثلاً للادعاء”! مِحَنْ.. مِحَنْ.. مِحَنْ.!

* ويومياً تُعرض في المحكمة لقطات من مسرح العبث للكاتب صمويل بيكيت.. ويومياً نقرأ شيئاً من العبث المسطور في إحدى مسرحياته مثل: “Nothing happens. Nobody comes, nobody goes. It’s awful!”..
وكأن صمويل بيكيت كان يتحدث عن محاكمة المتورطين في انقلاب 30 يونيو 1989.. وكأن المثل العربي يعني تلك المحاكمات حين قال:- ” كأننا ياعمرو لا رحنا ولا جئنا!”

* وفي جهة اصرار أصحاب السعادة على التطبيق الفوري لكل ما جاء في اتفاقية سلام جوبا.. نراهم يتحاشون الإشارة إلى ما نصت عليه تلك الاتفاقية حول تقديم مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الانسانية لمحكمة الجنايات الدولية.. و النص يقرأ:- “… الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي ١٥٩٣……. بعد التوقيع علي الاتفاق النهائي مباشرة..”

* و الكلمة المفتاحية (مباشرةً) تعني و( فوراً).. وكان ينبغي أن ترِد كلمة الالتزام بتسليم المجرمين ضمن التصريحات (الفّوَّارَة) عن التنفيذات.. ولكنها لم ترِد..

* لماذا لم ترِد يا صاحب المعالي التعايشي؟

* ولا يهمك! الأمر يهمنا نحن.. وسوف نتابعه.. ونظل وقوفاً بالمرصاد ضد سلطتكم المرتعشة ما دمتم تواصلون ( كَلْفَتَة) القرارات المصيرية على عكس رياح التغيير الثوري المأمول.. وسوف تتواصل هتافات (تسقط بس!) التي أسقطت البشير.. وتتكاتف معها هتافات (تسقط تاني) التي أسقطت زين العابدين.. وتتشكل هتافات (تسقط تالت) الأشد ضراوة لإسقاط البرهان والمجلس السيادي الممسك بمِقوَد القيادة بيد مرتعشة..!

* إن كَلْفَتَة عملية السلام لن تأتي بالسلام المنشود.. وكَلْفَتَة التطبيع مع إسرائيل لن تقود إلى التطبيع الذي أسماه حميدتي ب(العلاقات).. ومرر التسمية على الكثيرين ممن في رؤوسهم (قنابير)..
لأنهم لا يعرفون كوعهم من بوعهم..

* أما الحصانة الأمريكية، الموعودة للجنرالات، فسوف تظل في انتظار بزوغ فجر (العلاقات) السودانية الإسرائيلية قبل يوم الانتخابات الأمريكية في 3 /١١ /٢٠٢٠..

* ولن يبزغ الفجر قبل ذلك التاريخ.. إن شئتم التنبؤ بالأحداث ارتباطاً بالوقائع..

* أيها الناس، إنهم يستعجلون (كَلْفَتَة) تطبيع العلاقات مع إسرائيل و(كَلْفَتَة) تنفيذ مخرجات إتفاقية السلام.. ولا يضعون في الحسبان أن ” النيئ للنار!”..
* .. مِحَنْ..مِحَنْ..!

عثمان محمد حسن
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لله درك استاذنا عثمان محمد حسن
    بوركت انت وقلمك السيف البتار
    قلم سيف على رقاب مدنيينا وللاسف (الثوريين) امثال المنبطح التعايشى

    كثر من جماعتنا فى قحت طلعوووووا ” مواسيررررررر” ضخمة ولكنها غير صالحة للاستخدام الثورى ….لان المجرررم القاتل حميرررتى الجنجويدى قد استخدمها وبالتالى استلكت فهى سكندهاند” إسكراب”

    تبا والخزى والعار والخيانة لكل مدعى الثورية ومنبطح من جماعتنا فى ” قحت” ولن نغفر لهم

  2. متعك الله بالصحة والعافية وانت تضع النقاط على الحروف و تنضح وضوح ودغرية في زمن حكومة الدغمسة الجد جد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..