أخبار مختارة

أملاك البشير !!

سيف الدولة حمدناالله

كلما إستمعت إلى قرارات إسترداد أموال جماعة الإنقاذ، تذكرت هذا المقال الذي يرجع تاريخ نشره إلى 08 نوفمبر 2013، ليت البشير وأعوانه كانوا قد إطلعوا عليه، وقد جاء فيه:

لا أدري لماذا يُجهد الرئيس البشير نفسه في جمع الثروة وإقتناء العقارات والمزارع، ولو أنه أحسن التقدير لإكتفى بغرفة وبرندة بمنزل والده في كوبر الذي خرج منه يوم قام بعمل الإنقلاب، فالواقع يقول بأن الرؤساء الذين يبلغون السلطة عن طريق الإنقلاب العسكري، وكذا أذيالهم وأعوانهم، ينتقلون من القصور إلى زنزانة متر في مترين، ومن فرش الحرير إلى برش الحصير، وليس هناك من سبيل يُمكِّنه من الإستفادة من الثروات التي يحققونها خلال فترة حكمهم.

هذه حقيقة حتمية يؤكدها الواقع ويشهد عليها التاريخ، وبحسب علمي، ليس هناك رئيس دولة من فئة البشير أمضى سنوات التقاعد بعد ترك السلطة بمنزله في سلام بين أولاده وأحفاده، والأمثلة على ذلك كثيرة ولا تُحصى، فقد أمضى الرئيس صدام حسين أيامه الأخيرة – قبل أن يتم القبض عليه – وهو في عرض موس حلاقة بقرش صاغ، وبعد أن كان لا يمضي ليلتين في قصر واحد من قصوره التي تنتشر على نهري دجلة والفرات، أمضى تلك الأيام في خندق حفره بيديه، وسمع من راديو ترانزيستور صغير خبر مصرع إبنيه وأحفاده لينقطع تربه الذي خرج من ظهره قبل أن يلحق بهم وبملايين من ضحاياه للدار الآخرة.

عائلة القذافي التي كانت تمتلك قصوراً في كل بقاع الدنيا، يتوزع الأحياء منها اليوم في مخابئ بثلاثة قارات ، وغاية ما يتمناه المفتري سيف الإسلام أن يحصل على محاكمة في لاهاي تعتق رقبته من الإعدام، وشيئ من هذا حدث للرئيس حسني مبارك، فقد قام من مقره بسجن مزرعة “طره” بالتوقيع على تنازل لوجه الله عن عدد من الفلل والعقارات التي كان قد إجتهد في الحصول عليها خلال فترة حكمه، وأقصى ما يصبو إليه اليوم أن يقضي بقية عمر في حرية بشقة تمليك في حي أمبابة.

الرئيس الباكستاني “برويز مشرف” أفضل حالاً من الذين ذُكروا، ذلك أنه يعيش اليوم رهن الإقامة الجبرية في منزل صغير بعد أن أمضى فترة قيد الحبس في زنزانة خضع خلالها لتحقيقات حول جرائم القتل والفساد التي إرتكبها أثناء فترة حكمه، وهو ينتظر اليوم موعد محاكمته عن تلك الجرائم.

بيد أن أسوأ مصير لرئيس سابق من هذا الصنف، فقد كان من نصيب “صمويل دو” وهو رجل دموي قام بتنفيذ إنقلاب (1980) على حكم الرئيس”وليام تولبرت” في ليبريا الذي قام بقتله برصاصة على رأسه بعد نجاح الإنقلاب، ثم ما لبث أن أطاحت به ثورة(1989) بقيادة وزيره السابق “تشارلس تايلور”، الذي قام بقطع أذنيه بسكين ثم أمر بربطه من ساقيه على عربة لانروفر طافت به شوارع العاصمة “منروفيا” وهو لا يزال قيد الحياة. (فيما بعد تمت محاكمة “تشارلس تايلور” نفسه بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وهو يقضي الآن حكماً بالسجن مدى الحياة صدر في حقه بواسطة محكمة الجنايات الدولية).

الإستثناء من هذه القاعدة هو الرئيس إبراهيم عبود (1958- 1964)، إذ لم تجد حكومة ثورة أكتوبر ما تأخذه عليه، ولم يخضع لتحقيق أو محاكمة، فقد خرج من الحكم دون أن يضيف “نِكلة” إلى ذمته المالية التي دخل بها للسلطة، فكل الحيلة التي خرج بها الرئيس عبود من الدنيا منزل 600 متر في “الدرجة الثانية” بالعمارات حصل على الأرض التي أقامه عليها في خطة إسكانية وهو يشغل منصب رئيس جمهورية.

نحن على قناعة بأن هذا النظام سوف يزول من الوجود في القريب، وبأن نار الثورة لم تنطفئ، ويُخطئ من يعتقد بأن الشعب قد (سبّل) شهدائه الذين سقطوا من أجله وإعتبر دمائهم ماء حنفية!! فالثورة قادمة لا محالة، وإذا كان هناك ثمة فائدة من تأخر نجاح الثورة، فهي أن ذلك قد أتاح للشعب الوقت الكافي بما يتيح حرق كل الذين خانوا الوطن ووقفوا ضده بعود ثقاب واحد.

الغِل الذي أصاب الشعب من هذا النظام وأعوانه لن يتيح إفلات مجرم واحد مهما صغُرت جريمته، فالشعب – هذه المرة – لن يقبل بأن ينتهي مصير ثورته القادمة بمثلما حدث بعد ثورة أبريل 1985، فهناك بركان من الغضب سوف يكون من الصعب السيطرة عليه، سوف يجعل الشعب يجنح للقصاص من هؤلاء اللصوص بيديه وأسنانه، وهذا منحى لا نؤيده ولا نتمنى حدوثه، ولكنها حقيقة يدركها أركان النظام قبل غيرهم، فقد سعوا لتسريب أبنائهم وزوجاتهم خِلسة وفي سرية خلال الأيام التي إندلعت فيها المظاهرات من القصور التي يعيشون فيها والإختباء عند الأهل والأصدقاء بالأحياء الشعبية.

ما الذي يحمل هؤلاء المأفونين لإرتكاب كل هذا الظلم والجرائم في حق الشعب والوطن إذا كانوا يعرفون أنهم سوف يدفعون ثمن ذلك على داير المليم، وما الذي يحمل مثل هؤلاء العواجيز الذين أضحى أصغرهم سناً على فركة كعب من القبر، ما الذي يحملهم على التكالب على نعيم الدنيا بمثل هذه الشراهة وعلى حساب الغلابة والمساكين!! ولم يكن واحد منهم وش نعمة قبل إستيلائهم على السلطة، فالأكفان ليست لها جيوب، وسوف يأتي اليوم – وهو قريب – الذي يرجعون فيه للجحور التي خرجوا منها.

سيف الدولة حمدناالله
[email protected]

‫10 تعليقات

  1. لاسف الاسيف لقد فلت القوم بما سرقوا مع اولاد و بنات الهبوط الناعم و سلمية سلمية

  2. معلوماتك عن صدام والقذافي كلها من نسج خيال الدعاية الأمريكية والأوروبية

    1. عثمان
      العقل بغيب بعد الساعة عشرة
      لانهم كلهم صرعى يترنحون
      مع الكحول والغيد الحسان
      حسبي الله ونعم الوكيل

  3. السلام عليكم مولانا سيف الدوله ..
    انا من المتابعين لجميع مقالات مثل الكثيرين رغم اقلالك في الكتابه..
    الحقيقة مقالك ده كانك كتبتو بعد خلع البشير .. الحقيقه انت شخصيه ذو بصيرة وقراءة للمستقبل البعيد وكانك بتلعب شطرنج في قراءة المستقبل وتحدد نهايات الاحداث الراجحة وفق معطيات ثابته .. اذا كيف يموت الملك في الشطرنج..

  4. الأستاذ سيف الدولة انت من الكتاب القليلين في السودان الذين يستحقون الاحترام ورفع القبعات. اراك كاتبا نافذ البصيرة عميق الرؤية وتقرأ الأحداث بمهارة فائقة. أحزنني جدا زهدكم في المنصب في الحكومة الانتقالية رغم ان الذين رشحوكم كثر. وأيضا رفضتم العودة إلى السلك القضائي بعد اعادة الحق المسلوب إليكم مع آخرين، واكتفيتم بالحق الأدبي في قرار إعادة القضاة المفصولين تعسفيا.
    أراني اقترح عليكم التفكير، مع آخرين، انت ادرى بهم، في تكوين حزب سياسي يستهدف الشباب والجادين من أبناء هذا الشعب. وانا متأكد بأنكم لديكم القدرة على اختيار أصحاب الفطرة الوطنية السليمة لإطلاق الحزب. وهناك الكثير المفيد الذي يمكن أن تقدموه لهذه البلاد. الكتابة من على البعد لا تكفى، وانا ننتظر من أمثالكم الوعد الكثير فقد سئمنا من حال البلاد ومقدرة الساسة الموجودين على إعلاء شأنها.

  5. مشكلتنا الاحزاب السودانيه التى تعودت تسرق الثورات و تفنن فى ذلك و عبود لم يقوم بانقلاب و انما عبدالله خليل لما راى قباحة الاحزاب و الصادق المهدى و هو الطامه الكبرى فى فى افشال اى حكومه حتى يحكم سلم السلطه للجيش حتى يامنوا البلد من الفوضى و فى خضم الحرب الباردة بين الروس و امريكا و ذهاب عبدالناصر الى الروس ليبنوا له السد العالى ارسل الرئيس الامريكى جون كندى طائرة الى عبود و عمل له برنامج حافل لمدة اسبوع و قدمت له برامج تنمويه و خطط لبناء السودان كدوله زراعيه صناعيه من معهد الكليات التكنلوجيه و مصانع السكر مثل الجنيد و سنار و غيرة التى لم تنفذ بقيام الاحزاب بثورة ضد عبود و الطرق مثل طريق مدنى الخرطوم و كانت خطة الامريكان جعل السودان متقدما زراعيا و صناعيا على مصر اى ان يكون مثل كوريا الجنوبيه و لكن الاحزاب السودانيه تريد السلطه و غير واعيه و لو كان عندها وعى كان قيمة الموقف الامريكى و ساعدت عبود فى اكمال البرنامج الامريكى و لكن الصراع بين اليسار و اليمين ضيع البرنامج و عبود شخص ضعيف لما شاف الشارع بتاع الاحزاب طلع ضدة سلم السلطه و ثانى يوم نزل السوق يشترى لحمة و خضارة من السوق زى اى مواطن عادى و اندثر مشروع امريكا وسط تهافت الاحزاب على السلطه ( اكتب فى اليوتيوب زيارة عبود لامريكا ) اخر الزمن الشاويش عمر البشير يرقص و يقول امريكا تحت جزمتى و الشعب السودانى يدفع الثمن لحكم صعاليق ما عندهم مثل و لا اخلاق و يقول ليك المشروع الحضارى و شيخه وضع فى السجن جزاء ذلك و مات مغبونا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..