مقالات سياسية

وراق بين الأيراق والتوريق

حسن جبورة

عكس التيار

عكس كثير من الولاة الذين تم تعيينهم مؤخراً، وجد الأستاذ إسماعيل وراق قبولاً حسناً من جماهير الولاية، بعد موقفه الشجاع، الذي قلب فيه مصلحة أهله على مصلحة حزب الأمة الذي وجه الولاة المنتمين إليه بالاعتذار عن قبول التكليف، وإن قيل إنه (عاد فيه) وبالتالي فإن هذا القبول هو أول سلالم النجاح، أعني السند الجماهيري..

٢. لكن هناك كثير من التحديات التي ستواجهه؛ سواء كانت سياسية، أو مناطقية، قبلية، أو من النظام البائد، وقد تضع أمامه كثيراً من العراقيل والعقبات، ولا بد له من مواجهتها بالحسم الثوري، والحركة الدؤوب، مستصحباًالحكمة والوقوف على مسافة واحدة من كل مكونات الولاية، وفي البال، الحساسية التي نشأت منذ أيام المرحوم السيد الشعار،

٣. الاهتمام والتركيز على معاش الناس، بالسيطرة على السوق المنفلت، مثلاً؛ يمكنه تكوين لجنة لدراسة السوق من لجان المقاومة والصحافيين والمختصين والغرفة التجارية، ووضع تسعيرة وفق نتائج هذه الدراسة، وتشكيل محاكم ميدانية إيجازية، بالمدن الكبرى، تحكم بالغرامات الكبيرة المتصاعدة لمن يعتاد خرق لائحة الأسعار، على أن تراجع الأسعار كل مدة، يحددها القرار.

٤. ضبط الوقود، فقد نشط السماسرة في أوساط المزارعين، و(أنا ما بفسر والناس ما تقصر).

٥. فرض رقابة صارمة على أصحاب الطلمبات، الذين ينسقون فيما بينهم لاستمرار التكدس، وافتعال أزمات الوقود، لا بد من تعيين شباب الثورة لضبط هذه الفوضى.

٦. التركيز على الإنتاج والاستثمار الزراعي والحيواني، والصناعي، فهذه الولاية، مواردها غير مقطوعة ولا ممنوعة، وتكاد تكون الولاية الثانية بعد الجزيرة، في الموارد الزراعية، يشقها النيل الأبيض من أدناها إلى أقصاها، وتمتاز بأراضٍ مسطحة، وخرائف تغمر المساحات بالمياه.. لكنها تكاد تخلو من المشاريع الاستثمارية، والقليل الذي نجح في تنفيذ البنيات التحتية لمشروعه، قتل طموحه في مهده بفعل فاعل، وعلى سيادة الوالي وراق، البحث عن أسباب فشل الاستثمار والمستثمرين في الولاية، قياساًعلى ولايات أخرى، تعرف كيف تصطاد المستثمرين، وتؤمن لهم الاستقرار، وتسهل لهم الإجراءات، وتغمرهم بالتقدير والاحترام. لا بد للوالي أن يسأل:

لماذا فشلت كل الاستثمارات الجادة في الولاية، هل السبب كان يكمن في النظام البائد، بكبار موظفيه، أم في التساهل مع المستثمرين الذين لا يملكون مقومات الاستثمار، أو يقدمون مشاريع وهمية لا يستطيع هؤلاء الموظفون تقييمها بشكل علمي، أو يكتشفون أن هذا المستثمر مجرد (جوكي)، يتعاقد ثم يبحث عن ممول كيفما اتفق، وبشروطه، أم بسبب سيطرة المجتمعات المحلية على القرار الحكومي، فلا يكاد المستثمر يبدأ عمله، حتى ينبري بعض ضعاف النفوس وسماسرة الوهم، فيجيشون الأهالي ضد المشروع الاستثماري، بأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، فيفاجأ المسؤولون والمستثمر بسيل من الوفود تترى، تقدم الشكوى تلو الأخرى، في ظل ضعف هيبة الدولة تجاه هؤلاء الأفراد الذين اعتادوا (الاستثمار) في المشاريع الاستثمارية.. كل الناس في الولاية يسألون ماذا هناك؟ وعلى الوالي البحث عن إجابة شافية، ثم تحريك ملف الاستثمار والإنتاج، لأن هذا هو الطريق الوحيد لتحرير الولاية من قبضة النظام البائد والمركز المهيمن.

٧. محاربة الفساد في أوساط الخدمة المدنية المنهارة تماماً، وإزالة التمكين، فالنظام البائد ما يزال يتغلغل في مفاصل الولاية.

٨. ضبط التهريب الممنهج الذي يشارك فيه نظاميون، وهو أساس الغلاء الموجود الآن، فمعظم السلع تهرب إلى دولة جنوب السودان عبر منافذ شتى، والحكومة طرشاء، عمياء، لا تسمع، ولا ترى.

٩. ووصيتي للوالي الجديد، الابتعاد كلياً عن المحاور ومراكز القوى في الولاية، فإذا اقترب منك هؤلاء، ابتعد عنك أولئك، والحقيقة أن هؤلاء وأولئك، هم أس البلاء، وسبب رئيس في فشل جميع الولاة الذين سبقوك، وبالتالي استمرار تدهور الولاية من سيء إلى أسوأ.

وأقول لأخي الوالي: أنت ابن الولاية، وسنقف معك بلا حدود، حتى تعلم مجرى الولاية ومرساها، فإذا أورقت شجرتها في عهدك، مجدناك وآزرناك وسندنا ظهرك، لا نريد منك جزاء ولا شكوراً، أما إذا (ورقتها – نتفت أوراقها)، فسنصليك ناراً، وقودها كلمات لا تبقي ولا تذر.

حسن جبورة / المواكب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..