مقالات سياسية

“المؤتمر الاقتصادي..الناس مشتهية برلمان”

معمر حسن محمد نور

كدنا أن نظن اننا في إنتظار جودو ..ونحن نترقب انعقاد المؤتمر الاقتصادي بتأجيلاته المختلفة.وقادت تفاقمات الأزمة الاقتصادية الخانقة ، إلى ربطنا كل الحلول بانعقاده. مع ذلك ، كان الإحساس بأنه يمكن أن لا يحمل جديداً ،يخالج صدور الكثيرين . فما أكثر المؤتمرات وأطنان التوصيات دون أن يشعر الناس بأنها قد غيرت شيئاً. لكن ، رغم الدعاية الكثيفة ، والآمال العراض التي علقت عليه، صدم الكثيرون بأن الهدف المرحلي لفكرة المؤتمر ، كحل للخلاف بين الطاقم الاقتصادي للحكومة ، واللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير ، قد عبر عن نفسه بقوة داخل المؤتمر . ذلك رغم توسيع المشاركة بضم شرائح مختلفة . ورغم أن ذلك قد أدى إلى ظهور آراء مختلفة ، إلا أن المشاركات من قبل الحكومة والحاضنة السياسية ، بدت وكأنما كل طرف يريد تأكيد مواقفه ، والبحث عن دعم عبر المؤتمر لصحته.وحتى بعض الأحاديث عن تلاقي وجهات النظر في بعض القضايا مثل الاتفاق في وجهات النظر عن إمكانية رفع الدعم عن البنزين وتفادي ذلك في الجازولين ، من الأشياء التي تؤكد انه لا مناص من رفع الدعم في النهاية . وأن ذلك صار شراً لا بد منه للتعامل مع المؤسسات الدولية الاقتصادية والدول المانحة. فقد سبق المؤتمر ، إجازة صندوق النقد الدولي لبرنامج الحكومة لعام قادم. ما يعني أن هامش المناورة قد ضاق على الجميع مهما قرر المؤتمر. وأن الاجتماعات بين الطاقم الاقتصادي ولجة الحاضنة الاقتصادية ، هي من ستحكم الواقع . فقد أفاد عادل خلف الله في برنامج المشهد ، بأن الاجتماعات بين الطرفين ستتواصل بعد أن قطعها المؤتمر ، وأنهم ممهلون لأسبوع فقط من قبل رئيس الوزراء.
إلا أن الظاهرة الأساسية التي لازمت المؤتمر .هي التعامل مع المؤتمر كأنه برلمان أو ندوة سياسية . فالكل يريد أن يعبر عما يطقطق في جوفه من الكلام على تعبير شاعرنا الراحل الدوش. أياً كان . وقد انمحت الفواصل بين المؤهلات بكل أنواعها في ذلك.فمن وجد المؤتمر فرصة للوجود مع رئيس الوزراء ليصرخ بما ليس من المؤتمر . فبين من يعبر عن موقف سياسي يقابله أقرانه بالهتاف والتصفيق ، أو غضب من أداء الحكومة في أي مجال ، توالت الانفعالات . ما حدا بالدكتور إبراهيم الأمين ، باعتباره تهريجاً سياسياً لازم المؤتمر . وعبر الكثيرون عن صدمتهم بمستوى التداول بل حتى بعدم وجود جديد في الأوراق المقدمة.المؤتمر بكل ما لازمه في الواقع ، يعبر عن مدى اشتهاء الناس لمنابر يتحدثون فيها.فمواقع التواصل الاجتماعي ، قد رفعت كل الحصانات . ويالغاً ما بلغ شأو الشخصية ، فلن تسلم من الانتياش ربما بأقذع الشتائم مما لا علاقة له بما يطرحة.. عليه فليستعد الجميع إلى مؤتمرات ليس بلا متغنين بكيانات أو أفراد. بل بهيئات تشريعية أو لجان في الأحياء ، بل في كل المستويات بينها ، تتحلل اللغة من مهذباتها . فالكل حانق ، والكل يريد التعبير عن نفسه على أعلى من سجيته. فلتقم المجالس ، وتعمل اللوائح على منع التجريح والإساءة. لأن ما ينفع الناس ، لا يمكن أن يكون عبرهما.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..