مقالات وآراء سياسية

عن ” الكيزان ” أقول،

معتصم بخاري

لا يزال تساؤل الأديب ” العبقري ” الطيب صالح ، عليه رحمة الله، لا يزال تساؤله ” من هم هؤلاء و من أين اتوا ” يدور في الفضاء السوداني دون أن نحفل بإجابة عليه.. لا يزال أهل السودان يحاولون دون جدوي أن يحصلوا علي إجابة تشفي غليل روحهم المتطلعة لمعرفة كنه من تمدد في فضاءهم ثلاثون عامآ حسوما… الذين دخلوا عنوة في مسامهم و خلاياهم حتي كادوا أن يغيروا جيناتهم الوراثية..طوال هذه المدة لم ير أهل البلاد منهم خيرآ قط.. بل أورثوا البلاد و العباد البؤس و المسغبة.. و تركوا أهلها اذلة، و اذاقوهم ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر..

قد تبدو الإجابة في ظاهرها واضحة جلية، فهم من أصلابنا، من أهلنا و جيراننا، من أصدقائنا و زملائنا..  ممن عاملناهم و تعاملنا معهم، من صاهرناهم و تزوجنا منهم و بهم.. هم أبناء عمومة او خؤولة.. هم آباء و أمهات، إخوة و أخوات.. لكن سلوكهم لا يشبه سلوك من ربطك به رباط القربي او المعرفة او قل الإنسانية، بل و لا حتي سلوك من بينك و بينه ألد الخصام..  الأعداء لا يسلكون سلوكهم .. فحتي في حال الحرب هناك أخلاق تراعي و محاذير لا تتجاوز و مواثيق تحترم…

ما أن نزلت النازلة في الثلاثين من يونيو قبل نيفا و ثلاثون عاما، و الناس صرعي، و تراهم سكاري و ما هم بسكاري و لكن العذاب و الضيم شديد.. إنهارت القيم… تفككت الأواصر.. جاع الناس بعد شبع… خافوا بعد أمن.. أصبح عليَة القوم أسفلهم.. و أرازل الناس في نعيم يرفلون… فعلوا بالبلاد ما تفعله أسراب الجراد بالحقول اليانعة… قضموا جنوبنا، و أحرقوا غربنا، همشوا شرقنا و شمالنا و تركوا أهل الوسط يتسائلون هل وقعت الواقعة التي ليس لوقعتها رافعة؟.

إن الشر الذي مارسه هؤلاء الناس، شر مستطير.. و أكاد أجزم بأنهم لم يفعلوا خيرآ قط حتي علي المستوي الشخصي.. حدثني عن فرد واحد” منهم ”  جاء من قاع المجتمع،  أغبر أشعث.. لا يملك من حطام الدنيا شروي نقير، فأصبح بين غمضة عين و إنتباهتها يكنز الذهب و الفضة… و يتطاول في البنيان… ليس بجده و إجتهاده، و إنما بالفساد و “السرقة ” و التمكين و أكل السحت.. و لكم في رئيسهم  ” المدان ” و المحبوس و “إخوته ” المثل، و أرجو أن يكونوا لغيرهم العبرة.

حدثني عن واحد منهم ساعد او عطف علي أحد بما إكتنز من مال الفقراء و المعدمين.. حدثني عن واحد منهم دفع مصاريف المدرسة لطفل فقير، أو كفل يتيم… أخبرني أن كنت تعرف فرد منهم تكفل بمصاريف غسيل الكلي لمن حجبوا عنهم العلاج بمستشفيات الدولة.. قل لي إن كنت تعرف منهم من بني أو رمم مدرسة و لو من باب التباهي الكاذب… كلمني أن كنت تعرف من فك رقبة و سدد عنها دينها و أخرجها من محبسها إن كان من ذوي القربي او مسكينا ذو مسغبة..

أخبرني أستاذ جامعي أّعتقل و عذب في بيوت الأشباح لأنه كان ناشطآ نقابيا في بدايات ” الإنقاذ ! ” ، إن الألم الأكبر لم يكن ألم  الأذي الجسدي الذي تعرض له، بل كان جحيما نفسيآ من نوع آخر .. لقد إكتشف بأن من أخبر عن الإجتماعات “السرية ” التي كان يعقدها في منزله، هو إبن إخته… و لم يكن إبن إخته كأي إبن أخت… لقد كان يتيمآ توفي عنه والده و هو بعد في المهد صبيآ.. فترفق به ” خاله ” و جعله بمثابة إبنه، عاش في كنفه و ” بيته ” حتي بلغ الحلم و شب عن الطوق.. و عندما إلتحق بتنظيم ” الأبالسة ” في الجامعة، لم يعترض الخال علي إختياراته، و لكنه لم يكن يظن أن الطعنة النجلاء ستأتيه من لحمه و دمه، بل ممن أكرمه و أحسن اليه.. كيف تم غسل دماغ هذا الشخص ليشي بخاله و نحن نعلم ما يحوزه الخال لدينا من حب و توقير و إحترام.

أقول، إن أسوأ مظاهر سوء الخلق تتبدي في ” الشماتة” التي لا يخفيها هؤلاء منذ ان ” كنسوا ” من سدة الحكم.. فإذا فاض النيل و أغرق و جرف، إنقلبوا الي أهلهم فرحين.. و امتلأت أسافيرهم بالمقالات الشامتة.. و إذا نزلت الأمطار مدرارة فإنهارت بيوت البسطاء، صاحوا ” أهذه هي المدنية ” التي خرجتم من أجلها؟ !!. و يقيني بأنهم لن يهدأ بالهم حتي تشب النار و تحرق ما تبقي من البلاد و العباد.. و لا يسعدهم إلا أن تفشل الثورة و أهلها في تحقيق أحلام أهل السودان.. و أن أسوأ الكيد، أنهم ما زالوا يحلمون بالعودة ليواصلوا الدمار الذي أحدثوه، و لكن هيهات..

فأسألوا الله العافية و ترفقوا بثورتكم، فإما أن ننجح أو ننجح… و ما دون ذلك لن يسعد إلا الأبالسة.

تعليق واحد

  1. الاخوان المسلمين يجب أن يفهموا كل من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وليس هم لوحدهم العالم ليس للمسلمين وحدهم ولا ينبغي هذا ََوان كان ينبغي لجعله الله كذلك الله يقول وتلك الأيام نداولها بين الناس ويقول الكثير الكثير يكفي قوله إن أكثر شي جدلا في القرآن هو الإنسان هل ترخصوه وترخصوا كلام الله ثم تقولون مسلمون الإسلام يعني أن تسلم أمرك لله وتفعل الصحيح الحق المسلم من سلم الناس من لسانه ويده أين كل هذا تريدون خلافة لا نريدها لماذا لتعاقروا الخمر وتكتب ا الشعر واين يذهب الناس للقرون المظلمة مرة أخرى اختشوا ياخ بلا خلافة بلا قرف انتم تنظيم مشابه للماسونين فرقكم انكم مسلمين وفقط وهناك مليار وخمسمية مليون مسلم هل هم للنار وانتم للجنة اختشوا ياخي اتبعوا الحق واتركوا المتاجرة بالدين والناس لحساب امراضكم النفسية والوراثية. التطور الاجتماعي هو الحقيقة وسيأتي يوما يقول الجميع لا اله وتقوم القيامة افهموا مقولتكم أن المستقبل لهذا الدين يعني الإسلام فضحتكم فأنتم لا تقيمون وإنا لكلام الله أو رسوله يعني تشبيهكم بالماسونين صحيح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..