مقالات وآراء سياسية

هل السودانيون شعب فاشل ؟

ياسر عبد الكريم

مقتطفات من روايتي – نهاية أمنجي –
لم اعرف لأهل مدينة بوكيت تينجى اليابانيه مثيل على وجه الأرض .. وصلوا لصيغه مجتمعيه مثاليه خارج طموح واحلام البشر فى دول الشعوب الفاشلة التعيسه
يخرج سائق التاكسى ليعمل فى مدينته 6 ساعات ويضع لنفسه مبلغ محدد يتناسب مع جهده وتكلفة سيارته والضرائب المفروضه عليه .عندما يقوم بتحصيل المبلغ الذى خطط له يخفض فورا تعريفة الركوب لسكان مدينته بما يساوى التكلفه فقط دون أرباح ..
مطعم يضع لنفسه مبلغ يومى يبيع به الوجبات … يبيع وجبته بما يعادل 9 دولارات .عندما يصل للمبلغ المحدد يقوم بتخفيض سعر الوجبه ألى سعر التكلفه فورا .. فتنخفض إلى مايعادل 6 دولارات .
وعلى هذه الطريقه جميع مشروعات مدينة بوكيت تينجى التابعه لولاية باهنج … وسألتهم باعجاب شديد لماذا تفعلون هذا .
فقال احدهم :دولتنا دوله غنيه وإن عملت بمبلغ أعلى من هذا سيذهب الزياده للضرائب لارتفاع الشريحه .. وتذهب معظم ضرائبنا للعاصمة ..ونحن اخترنا أن يذهب جهدنا الزائد لمدينتنا ..
وقال آخر :هذا واجبى نحو أهل مدينه استخدموا سيارتى فحافظوا عليها وأعطونى المال .
وقال آخر :لايعنينى موضوع الضرائب بقدر ماتعنيينى سعادتى وأنا أفعل لهم ذلك ..
وقال صاحب المطعم … تعجبنى ملامحهم وهم سعداء بما أقدمه لهم وأسعى جاهدا لرسم الإبتسامه على وجوههم .
وقال الأخير .أنا حققت خطتى ولا مانع لدى أن يحقق الجميع خططهم  هذه هى الرحمه وهذا ماتعنيه كلمة مجتمع

قصة المهندس (تاكيو) الذي ادخل التكنولوجيا الى اليابان :ابتعثت حكومة الميكادو اليابانية مهندس لنيل الدكتوراة من جامعة هامبورج بالمانيا …وبعد فترة وصل الى قناعة بأن هذه الدراسة لن تأتي له بما يريد وكان يريد ان يأتي بقلب الصناعة وليس دراستها فقط ..وبحث عن معرض للمحركات فوجده واشترى محركا قام بتفكيكه ثم تجميعه مرة اخرى … وأبلغ رئيس بعثته وفرح له كثيرا وشجعه
واشترى له رئيس البعثة محركا اخر لا يعمل وطلب منه ان يجتهد في اصلاحه وبعد عشرة ايام اصلح العطل بعد ان قام بخراطة القطع التي تنقص المحرك
وقرر تاكيو طالب الدكتوراة ان يتعلم صناعة القطع فانخرط في ورش ومصانع وعمل خادما للعمال في وقت الوجبات وبعد ثمانية سنوات تعلم كيف يصنع القطع …إرادة وطموح
وسمع بقصته الامبراطور الميكادو فبعث له بمبلغ كبير فإشترى به مصنعا صغيرا ومعدات وعشرة محركات وشحنها الى اليابان وعند وصوله اليابان طُلب منه مقابلة الميكادو فرفض المقابلة وقرر ان يقابله بعد ان يقوم بصناعة هذه المحركات بايدي يابانية …ذوبان في الذات الوطنية
وبعد سنوات قابل الامبراطور وذهب اليه بالمحركات وقام بتشغيلها امام الامبراطور وقال الميكادو :هذا اعذب صوت اسمعه في حياتي
هذا الرجل لم يات بشهادة الدكتوراة ولكنه اتى بتكنولوجيا نهضة بها اليابان وبارادة سياسية ودعم كامل من رئيس بعثته واهتمام لا محدود من الامبراطور الياباني فكان همه مجد الامة ومجد اليابان .. وليس مجد الفرد وبمثل هؤلاء تقلع الامة حضاريا باشخاص فنوا او كادوا عن انفسهم في سبيل امتهم والان كثيرين من الفاشلين والانانيين لديهم استعداد ان يفنوا امتهم من اجل مصلحتهم الخاصة

النبي عليه الصلاة والسلام انجز مشروعه بالانصار وكانت المدينة مهجره فقال الله في الانصار (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) وصف الرسول الانصار بانهم يقلّون عند الطمع ويكثرون عند الفزع…
لكن الامة المتوقفة الفاشلة تجد حديثها لا ينتهي عن الحقوق في حين يغيب الحديث عند الواجبات ويهربون من واجباتهم .. فكونوا أنصارا لأمتكم

ياسر عبد الكريم
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. عزيزي لا يوجد شعب فاشل أو ناجح يوجد مثل يقول عز نفسك توجدا عندما يتطاول السفهاء علينا امامنا اننا زبالة ماذا نفعل ويعيشون كملوك وسطنا المشكلة في هويتنا نحن أفارقة وفقط لا نشحت نعمل ونهضنا بدول كثيرة حولنا وخدمناهم وبنينا بلادنا رغم ما يحاك لنا انسوا أن يحضنكم احد احضنوا أنفسكم بأنفسكم وجلد ما جلدك حكوا في الشوك وشهر ما فيو نفقة ما تحسبوا وشكرا

  2. الشعب السودانى ليس فاشلا كما ضربت مثلا بالمهندس تاكيو هوندا اول من صنع محرك يابانى مائة بالمائة فإننى اذكر برجل سودانى لا يقل عن تاكيو هذا باى حال من الاحوال إنه الطبيب زاكى الدين حسين وقصته المشهورة مع مستئفى إبن سينا بالعمارات ولك ان تعرف ان أمثال البروفيسور زاكى حسين كثر فى السودان وفى كل المجالات ولكنك لم تبحث وتدقق وياليتك بحثت عنهم وقدمتهم نماذج للاجيال القادمة ولهذا الجيل حتى توقد شمعة لهم بدل تلعن الظلام ، وشباب شارع الحوادث هم نمودج آخر ومثال عظيم واعمال الخير والمنظمات السودانية الانسانية غير الرسمية والنفير تستحق ان ترويها فهى عظيمة وأثرها بائن ، هناك كثير من الافذاذ فى السودان نقلوا لنا تكنلوجيا ونقلوا لنا علوم وخبرات استفاد منها الوطن ، سببا تأخرنا هو سوء إدارتنا والتأثير الخارجى وقذارة معارضتنا فالمعارضة السودانية من اجل ان تركع الحكومة التى تعارضها تهد المعبد على رؤؤس كل السودانيين وتذبح الثور فهم كالبصير ام حمد ، المعارضة السودانية تقدم للخارج من التقارير والتوصيات ما تخنق الوطن وتخنق الشعب وآخر من ما تخنقه هو الحكومة كما حدث مع حكومة الكيزان اولا حصار السودان ثم حصار الشعب واخيرا سقوط الحكومة ولكن بعد خراب سوبا ، والأن الكيزان فى المعارضة يمارسون دور آخر حسب قوتهم وهو قفل شريان الحياة عن الشعب وسجنه فى الازمات الاقتصادية لتركيع وإفشال الحكومة ، والحكومات همها قبل الوطن المحاصصات وتقسيم السلطة والثروة والتمكين والحزبية الضيقة وآخر همها الوطن فهل تريدنا أن ننجح بعد ذلك ، احزابنا يجب ان تضع الوطن اول اجندتها وليس الجرى وراء الحكم والسلطة اول الوطن وبعد ان يسلم الوطن ويتقدم فلتسعى للحكم كيفما شاءت بدون ان تهد الوطن او تدكه فوق رؤؤسنا جميعا إذا فشلت فى الوصول .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..