مقالات سياسية

المجتمع العاجز عن توفير احتياجات أفراده مجتمع مريض!

صديق النعمة الطيب

تتمثل أمراض المجتمعات في فساد أخلاق أفرادها! وفساد الأخلاق يعني بالضرورة فساد نمط تدين أفراده، الذي ينتظم كافة حركاتهم وسكناتهم، وبالتالي فالتدين الذي لا ينتج أخلاقاً اجتماعية تنظم الشارع العام، وتدعم روح العمل والنشاط واحترام الانسان والوقت والمحافظة على النظافة، وتنتهي بتوفير إحتياجات أفراده الأساسية من حرية ومأكل ومشرب وتعليم وصحة، فهي أخلاق عُهر وفسوق وبالتالي يصبح تدين زائف وأصحابه منافقون ومشركون ودجالون، رغم كثرة المآذن وجموع المصلين! (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُون).

الأخلاق لا تعني فقط  كل ما يتعلق بالجنس والخمر واللباس القصير والشعر المكشوف، الأخلاق مفهوم عام ينتظم كافة مناحي سلوك أفراده، ولا سيما تلك التي تطال الآخر إن خيراً أم شراً! من (تُفاف السفة) في الشارع والاماكن العامة، إلى ذلك المسؤول الذي يفشل في أداء مهمته، ويظل متشبثاً بها بحماية من رئيسه أو رئيس وزرائه، لانه يدمر المجتمع كله بتجويع أفراده وحثهم على العُهر والسرقة والرشوة واللجوء إلى المخدرات هرباً من جحيم الحياة!

الكفر والشرك في الاسلام لا يعنيان فقط الخروج من الملة الذي يستوجب القتل كما يروجون لنا في المنابر، فربما تكون مصلياً وصائماً ولكنك “كافر” بما انزل الله من أخلاق، تظلم الناس وتأكل حقوقهم وترمي بالأوساخ في الشارع العام (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُشْرِكُونَ)! الدين يا سادة هو المعاملة، وأي شيء لا ينتج معاملة حسنه فهو كُفرٌ بما يدعو إليه الاسلام.

هكذا يجب أن نفهم الدين في الحياة، لا ان نفهمه مجرد سلطة حاكمة بالإكراه، وأن من يخرج منه يقتل، إذن الوعي هو مخرجنا الوحيد من هذا العُهر الأخلاقي، والكفر بكل قيم الانسانية والحرية والعدالة والمساواة التي أنزلها الله تعالى لتستقيم حياة الناس (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)!

إذا لم ينظر المجتمع للمسؤول الفاسد بأنه زاني وعاهر وحرامي، وأن من يتف السفة ويرمي بالأوساخ في الأماكن العامة لا يقل سوءاً عن تاجر المخدرات إلا في الدرجة فقط، فلن ينصلح حالنا.

صديق النعمة الطيب <[email protected]>

‫2 تعليقات

  1. الدين تم تجريده من جوهره تماما على أيدي الكيزان على مدى ثلاثين عاما فأصبح مجرد تهليل وتكبير وشعارات كاذبة و مظاهر زائفة .. وأصبح هناك فصل تام بين الدين والأخلاق فلم يعد المتدين هو بالضرورة صاحب الاخلاق الفاضلة

  2. منذ مقتل الحسين بن علي،عليه السلام،انفصل الدين عن السياسة والدولة والمجتمع،،فنقض العهد والقتل دون تهمة شرعية،،وتشتيت ال البيت على اصقاع البلاد ،،كان بداية التعصب الاعمى،،والفصل بين الاخلاق والدين…وقد قال الحسين لقتلته ،الاتعلمون اني سيد شباب الجنة ..ورضي بالاياب والعودة من حيث اتى،،لكن التعصب .ادى الى انقسام الامة.الى يومنا هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..