مقالات وآراء سياسية

هل حقآ ندم البرهان علي تسليم السلطة لحميدتي” وتعيينه نائب ؟!!

بكري الصائغ
١- كل من رصد احوال الرئيس البرهان بدقة وتمعن في خفاياها واسرارها، يجد انه يعاني منذ اكثر من (٢٩) شهرآ مضت وحتي اليوم من هجوم جماهيري واحزاب كثيرة وشخصيات سياسية عندها وزن في الساحة السياسية ، وايضآ من منظمات متعددة واعلاميين ، شهدت البلاد عاصفة من الغضب الشرس هبت عليه من كل الجهات تزداد كل يوم اشد ضراوة وحدة ، هذا الهجوم بدأ تمامآ وبصورة عفوية – تحديدآ في يوم الاحد ١٤/ بريل ٢٠١٩- بعد قيامه بتعيين “حميدتي” في منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وهو اليوم الذي يمكن ان نطلق عليه “يوم بداية الكوارث السودانية”.
٢- تعيين “حميدتي” في منصب نائب رئيس المجلس الانتقالي كانت مفاجأة قوية وصادمة للحد البعيد لكل السودانيين بعد نشر خبر التعيين في الصحف المحلية والاجنبية ، بعض المواطنين ظنوا في البداية انه خبر كاذب ، وانها واحدة من الاعيب الفلول التي تحاول اثارة الرأي العام، ولكن ما ان جاء الخبر اليقين ان البرهان قد اختار – وتحديدآ “حميدتي” بالذات من بين كل القادة العسكريين الكبار في المؤسسات العسكرية-، حتي عم الاستغراب الممزوج بالغضب كثير من الناس الذين تساءلوا في حيرة ” هل يعقل ان البرهان الذي شارك في الاطاحة بعمر البشير واعتقله وسجنه يقوم بتعيين من هو لا يقل سوءا عن الرئيس المخلوع؟!!”.
٣- (أ)- بعد تعيين “حميدتي” تساءلت الجماهير وقتها: “هل حقآ وبالفعل كل القادة العسكريين والضباط الصغار والكبار في المؤسسات العسكرية يؤيدون البرهان في تعيين “حميدتي”؟!!،..
(ب)- ولكن واقع الحال في ذلك الوقت قد كشف بوضوح تام – وتحديدآ في شهر ابريل عام ٢٠١٩ بعد التغييرات التي جرت في البلاد، ان كل القادة العسكريين والضباط في المؤسسات العسكرية قد لزموا الصمت والسكوت المطبق خوفآ علي مناصبهم العسكرية وان يطالهم الطرد من الخدمة اسوة بضباط كبارعزلهم البرهان مثل :
الفريق/ أول كمال عبد المعروف رئيس الأركان ، ثم لاحقًا استقالة ثلاثي قادة المجلس العسكري الفريق/ أول عمر زين العابدين ، الفريق أمن/ جلال الشيخ والفريق أول شرطة/ الطيب بابكر، الفريق أول مهندس/ عماد عدوي المعروف ، الفريق/ محمد الحسن عبد الله ، وكل ذلك تم عقب أسبوعين من إطاحة البشير .. وفي نفس الوقت تمت إعادة اللواء عباس عبد العزيز للخدمة وترقيته إلى رتبة فريق أول ، وهو المحسوب على حميدتي كونه أبرز حلفائه!!
٤- منذ عام ٢٠١٩ ، جرت خمسة محاولات انقلابية، ورغم فشل كل هذه المحاولات الا انها اثبتت هشاشة السلطة التي آلت لبرهان وحميدتي ، هي محاولات في ظاهرها انقلاب ضد السلطة الحاكمة ، ولكن في باطنها  يلمس المرء غضب مكبوت في قلوب الكثير من القادة العسكريين والضباط في المؤسسات العسكرية علي تصرفات البرهان المتذبذبة وسلوكيات “حميدتي” المشينة ، واستفزاز ضباط  وجنود قوات “الدعم السريع” لبقية الجنرالات والعسكر في بقية المؤسسات العسكرية .
٥- (أ)- في السودان كله اليوم غضب عارم وشديد ضد البرهان ومطالبات جماهيرية ودولية بضرورة التنحي وتسليمه السلطة للجناح المدني في مجلس السيادة بموجب الاتفاق المبرم بين الجيش والشعب.
(ب)- اعود واقول، لو كان البرهان منذ لحظة استلامه السلطة  ذو “كاريزم” وحزم، وعنده الانضباط والضبط والربط، وما تهاون في تطبيق القوانين وعمل بها، والتزم بتنفيذ شعارات ثورة ديسمبر ، وقام بنفسه بالتحقيق في مجزرة “القيادة العامة” وما بعدها من مجازر ، واوقف “حميدتي” عن العمل وقدمه لمجلس تحقيق بتهم كثيرة منها ارسال مرتزقة و”شفع” الي ليبيا ، وحقيقة الاموال المليارية التي عنده وساله “من اين لك كل هذا المال ياحميدتي؟!!”، وقام بارسال البشير الي محكمة الجنايات الدولية ، وصدق علي احكام الاعدامات علي قتلة قابعين في سجن كوبر ، وحل قوات “الدعم السريع”.
(ج)- لو كان البرهان قد نفذ بكل جرأة وقوة كل هذه الاشياء المطلوبة شعبيآ والمفقودة في سودان اليوم، لكان البرهان محل رضا كل المواطنين الذين ربما طالبوا بقناعة شديدة بالاستمرار في السلطة حتي موعد الانتخابات عام ٢٠٢٣…ولكنه فضل ان يكون في الظل تاركآ السلطة باكملها ل” حميدتي” المكروه محليآ وعالميآ .
٦- البرهان اليوم في اشد حالات الندم علي تصرفه بتعيين الداهية “حميدتي” الذي قلب كل الموازين وبسببه انتكست الانتفاضة بعد ايام يغادر البرهان السلطة حاملآ معه ذكريات الاخفاق والفشل والسلطة التي ما كسب منها شيء !! .
[email protected]

‫11 تعليقات

  1. مقال من مكتبتي بصحيفة “الراكوبة”
    وله علاقة بالموضوع الحالي…
    أشهر (٢٥) اخطاء فادحة ارتكبها البرهان وقللت من مكانته العسكرية والسياسية…
    https://www.alrakoba.net/31573972/%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D9%A2%D9%A5-%D8%A7%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82/

  2. لعل السبب -والله تعالى اعلم- فى سر تمسك البرهان بحميدتى انهما دافننا سوي ايام المجازر فى دارفور!!!

    1. الحبوب،
      ود ام بعلو.
      تحية طيبة،
      احتمال كبير ان تكون هي الحقيقة كما كتبت في تعليقك عن “سر تمسك البرهان بحميدتى انهما دافننا سوي ايام المجازر فى دارفور!!!”…
      الصداقة بين الاثنين مريبة للغاية: واحد فريق اول خريج الكلية الحربية يضع كل اسرار الدولة في شخص اخر امي جاهل مكروه في كل مكان، حصل علي رتبه فريق اول بالقفز علي الزانة!!…
      علاقة البرهان بحميدتي مصيرها ان تنكشف بكل وضوح اجلآ او عاجلآ… ويحتمل ايضآ تكون العلاقة بينهما شخصية تتعلق بامور اقتصادية وذهب وجبل عامر… وملايين دولارات دبي التي لن ترجع للسودان!!

  3. الغالي / بكري – لكم التحية – لم يفعل البرهان صنيع دي كليرك في جنوب افريقيا ويسلم السلطة للمدنيين ويصبح هو نائب الرئيس، ادار المجلس الرئاسي كما فصل المشاغبين ، تلاعب في تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية ، لم يختط لنفسه طريقا يبعده عن ممارسات البشير.

    1. الحبوب، أسامة ضي النعيم محمد.
      تحية طيبة…
      المصريين عندهم عادة لما عايزين يقارنوا شيء بشيء مضاد يقولوا “ايش جاب لجاب!!”، واهل المغرب يقولوا “إيه لم المغربي على الشامي؟!!”، والمقولة المصرية والمغربية اتذكرتها بتعليقك الكريم وانت بتقارن بين دي كليرك في جنوب افريقيا ببرهان!!… البرهان ده زول لا يمكن مقارنته باي شخص اخر، هو ماعنده شيء يدخل في ميزان حسناته!! علي الاطلاق ماعنده انجاز ملموس يجعلنا نقارن عمله هذا بعمل اخر!!، اصلآ ماعنده شيء لا في العسكرية ولا في السياسية!!

  4. اختلف معك..الدعم السريع بقيادة حميدتي عقب الإطاحة بالبشير كان يخطط لحكم السودان فضغط على البرهان حتى يتم فض الاعتصام من يلاحظ وقتها ان الجيش سحب اغلب الأسلحة من أفراده حول الاعتصام حتى لا يحدث احتكاك مع الدعم السريع وقتها ..

    1. الحبوب، Omer
      تحية وجمعة مباركة باذن الله علي الجميع.
      والله اتوقفت طويل في تعليقك، وبعدها قلبت ملفاتي الخاصة بسيرة حميدتي فلم اي معلومة حول ما كتبت:(الدعم السريع بقيادة حميدتي عقب الإطاحة بالبشير كان يخطط لحكم السودان)!!، كل ماورد عن تصرفات حميدتي منذ عام ٢٠١٩، انه كان يسعي بعد تعيينه في المجلس العسكري الانتقالي تحسين صورته القميئة باخري جديدة فيها الكثيرعن دورة في اعتقال البشير ورفضه السير وراء مخطط تصفية المتظاهرين بحسب فتوي مالكية…اما عن تطلعاته ان يحكم السودان فهذه معلومة جديدة!!، ولكن كما هو معروف ان الفريق اول/ صلاح قوش كان يطمح بشدة الوصول لحكم البلاد.

      بكري الصائغ
      [email protected]

  5. وصلتني ستة رسائل علقوا فيها اصحابها، وكتبوا.
    ١-
    (…- الضرب في الميت حرام!!.).
    ٢-
    (…- هناك شيء غامض وغير واضح في تعيين الرئيس البرهان ، فلا احد ملم بتفاصيل تعيينه؟!!، ولا احد يعرف كيف اصبح البرهان فجأة رئيس المجلس العسكري الانتقالي السابق في ابريل عام 2019؟!!، ولا نعرف لماذا اختاره ابن عوف بعد الاطاحة به ليكون هو الرئيس دون الاخرين من القادة العسكرين الكبار ؟!!)
    ٣-
    (…- من الله ماخلقنا ماشفنا ضابط ولا عسكري اعتذر او ندم علي شيء سيء عمله، ديل بدرسوهم في الكلية الحربية كيف يكونوا استفزازيين ومتكبرين علي المدنيين وخاصة ضد المثقفين!!، ستة وخمسين سنة احكام عسكرية شفنا فيها الويل والعذاب والاغتيالات بالجملة والفرادي والتعذيب والاغتصابات والاعتقالات والتهجير، من سنة ١٩٥٥ ليوم الليلة مااتغير حال العسكر رغم التغيير الحاصل في الدنيا!!.).
    ٤-
    (…- قال البرهان ندمان علي تسليم السلطة ل”حميدتي”؟!!، ياخي قسم بالله البرهان ده كل يوم بوسع في صلاحيات نائبه العسكرية والمدنية عن عمد اغاظة وتحقير في المدنيين وحكومة حمدوك!!، البرهان مبسوط ومستمخي من البهدلة الاحنا فيها، ولاندمان ولا عمره عرف الندم!!.).
    ٥-
    (…- لو تجرأ البرهان واعلن علانية انه ندمان ندم شديد علي قيامه بتعيين حميدتي ليكون نائبه في المجلس العسكري الانتقالي السابق وتعيينه للمرة الثانية نائب لرئيس مجلس السيادة، عندها سيلحق البرهان ابن عوف بقرار من نائبه!!، او يعتقله حميدتي مثلما اعتقل موسي هلال!!
    ٦-
    (…- بالعكس، البرهان ندمان اشد الندم انه لا يستطيع ترقية حميدتي لرتبة مشير!!.).

  6. وصلتني رسالة من صديق علق فيها علي المقال، وكتب:
    (…- حال البرهان هذه الايام يشبه الي حد بعيد نفس حال الفريق/ ابراهيم عبود في شهر اكتوبرعام 1964،
    حال سودان اليوم يحمل نفس ظروف وملامح وشبه اكتوبر قبل 47 عام مع فارق بسيط ان عبود كان برتبة فريق، والبرهان فريق اول!!، عبود في اكتوبر وقتها كان في مشاحنات مع جبهة الهيئات السياسة التي طالبته بالتنحي، واليوم البرهان مزنوق زنقة الحرامي في المولد بسبب مطالبة الجماهير له بالتنحي.

  7. مقسمنها وكل واحد فيهم راضي بي قسمتو والحقيقة الوحيدة في صورة علاقة البرهان وحميدتي هي الوئام والاتفاق الظاهر وشايفنه الناس باقي الصورة الظاهرة لفحوى العلاقة تاميه الشعب المخموم حسب رغبته

  8. الحبوب،
    حاتم.
    تحية طيبة.
    لقد اثبتت الاحداث التي وقعت بعد يوم ١٤/ ابريل عام ٢٠١٩ – وهو اليوم تم فيه تعيين حميدتي في المجلس العسكري الانتقالي، ثم رفع رتبته العسكرية الي فريق أول من قبل الرئيس البرهان والتي تمت دون اذن مسبق من بقية جنرالات المجلس العسكري الانتقالي ) -، ان البرهان كان يعرف قوة حميدتي الاقتصادية وانه من اغني اغنياء السودان بما عنده من ملايين الدولارات في الخارج بجانب نصيبه من استخراج ذهب جبل عامر، لذلك قرر البرهان منح حميدتي كل الصلاحيات والسلطات التي تمكنه من تثبيت قوته ومركزه في البلاد……وكل شيء بثمنه، لا يوجد شيء مجانآ!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..