مقالات وآراء سياسية

ماذا انجز العملاء، و العواطلية سوى الخزي، و الندامة

خليل محمد سليمان

الذي لا يختلف حوله اثنان هو عَبس النظام البائد بالاحزاب السياسية، و كيف تم تدجينها، و ترويضها، فاصبحت مفرزة متقدمة لتنفيذ اجندته بعد السقوط الذي كان يتحسب له، و خطط لذلك، و ما تمر به ثورتنا اليتيمة خير دليل.

فاجعة، ثم كارثة عندما يزور عضو المجلس السيادي دولة بصفته رئيساً لجمهورية السودان المحررة بإرادة، و سيادة الشعب، و يستقبله موظف بوزارة الخارجية، و في اليوم التالي للزيارة يقوم بلقاء وزير الخارجية السعودي، و تنويره بالوضع في حدودنا مع الشقيقة اثيوبيا، و ما تمر به بلادنا من ازمات داخلية تخصنا كسودانيين فقط، فشلنا في حلها ثم خرجنا بها لتقاطعات المحاور، و اطماع اجهزة المخابرات، و كأننا لم ننجز شيئ بعد ثورة عظيمة، و دماء غالية، لنظل في ذات مربع الخزي، و العار، حيث العمالة، و الإرتزاق، و الدونية.

آنه محمد الفكي سليمان الذي جاءت به الثورة عبثاً، حاملاً لجينات النظام البائد، و صفاته في الدناءة، و الوطوء، الذي لا يشبه سيادة الشعب السوداني العظيم، و الإنتهازية التي مارسها المخلوع، مهندس المليشيات، و الاجهزة الامنية التي صنعت الفكي، و عملاء قحت التي اصبحت عار علي الثورة، و عقبة في طريق التغيير.

ذات ثقافة المخلوع، و كهنته تجار الدين الفاسدين، حيث همهم العطايا، و مقاصدهم إرضاء الاسياد، فالغايات بيع السودان في سوق النخاسة.

بذات المنهج المعطوب زارت وزيرة المالية المكلفة دولة البحرين للبحث عن وظيفة بعد التقاعد الذي اصبح قاب قوسين او ادنى.

في الوقت الذي يتهاوى الإقتصاد، و اطلق الجنيه العنان لنفسه دون لجام، و توقفت مظاهر الحياة بشكل شبه كامل في طول البلاد، و عرضها، و وزيرتنا الهمامة تزور مبنى جديد للسفارة السودانية توقف العمل فيه منذ سقوط النظام البائد الذي كان يقوم سدنته بمثل هذه المشاريع لأجل السمسرة، و السرقة، و التكسُب.

لا ادري ما العلاقة بين وزارة المالية، و مبنى لسفارة تحت التشييد متوقف العمل فيه، في دولة بحجم جزيرة توتي، إلا كعلاقة صورة احد عواطلية مكتب حمدوك بين شوالين قطن، و يخطط لينهض بالزراعة في السودان بلجنة إعلامية عقور.

ام المصائب الميزانية التي فضحها الاصدقاء قبل الاعداء، فهي صورة بائسة توضح فقر حكومة الثورة للإبداع، و مواكبة مطلوبات التنمية، و الاولويات، في بلد شبه منهار يعاني اهله الفقر، و الجوع، و المرض، و الفاقة.

ميزانية تعتمد علي جيب المواطن الذي اصبح جثة هامدة لتزيد حكومة العار الصرف علي الجهاز الحكومي بشكل مفضوح، و وقح.

ظلت يد حكومة الإنقاذ في جيب المواطن، و لا تزال بعد الثورة ذات اليد النجسة في بلد تُهرب ثروته المعدنية من الذهب فقط بنسبة 80%، ما قيمته عشرات المليارات من الدولارات، و بمطار الخرطوم، و بحراسة اجهزة الدولة..إنه غول الشركات، و المافيات التي يذهب خراجها إلي إسطنبول، و قادة المليشيات.

ظلت الحكومة تبحث عن ايّ مليم في جيب المواطن المنهك في صفوف الوقود، و غاز الطبخ، و الخبز، في بلد تذهب ثروته الزراعية، و الغابية هدراً بين التهريب، و شركات الإنقاذ القابضة، حيث لا يدخل دولار واحد الي خزينة الشعب السوداني المغلوب علي امره من هذه الموارد المهولة.

ام المصائب تتصارع النُخب، و الاحزاب الخربة علي كيكة الوزارات، و تشكيل الحكومة، لا لخدمة الشعب، و العمل لأجل رفاهيته، بل من اجل المكاسب، و الإمتيازات، و إرضاء الذات المريض بكل قاذورات الماضي العفن، و ذلك تحت مرأى، و مسمع الشعب السوداني، و في حضرة ثورته اليتيمة التي مهرها بالدماء، و الدموع، و آلآلام، بمنتهى الوقاحة، و الصفاقة.

بعد كل هذا يخرج علينا العواطلية، و الإنتهازيين ليل نهار بفزاعة الإنقلاب علي المدنية.

فالإنقلاب الذي يخشونه علي هذا الوضع البائس فهو خوف علي المصالح، و الإمتيازات غير المستحقة التي حصلوا عليها في غفلة من الزمان، فاما الثورة، و مصالح الشعب فلا بواكي لها.

فليعلم الجميع ان الشعب الذي فجر ثورة ديسمبر، فتحرر من نظام شمولي تدعمه آلة الإرهاب في كل اصقاع الدنيا لا تخيفه فزاعة الكيزان، او الإنقلابات، فهو قادر علي ان يحرر نفسه، و ثورته من كل خائن، و عميل، و بئس الصانع الهالك الماجن اللص المخلوع بأمر الشعب العظيم، حيث يتوسد خيبته، فهل للغافلين من واعظ؟

خليل محمد سليمان

‫3 تعليقات

  1. والله يا خليل أفضل تشوف ليك مهنة تانية غير الكتابة . التفكير ذاتو ما هو مهمة العساكر .

  2. ماباقى ليك الا تقول لينا العساكر هم الانسب لحكمكم ! أكبر عميل فى السودان هو الجيش الذى ينفذ الانقلابات لصالح مصر الم ترى كيف البرهان الذى حسبناه رمز السيادة كيف يقف انتباه ويؤدي التحية للسيسى ! تخيل
    وكيف الضباط من الرتب العليا يؤدون التحية العسكرية ويعلقون الأوامر من ظابط لم يتخرج من الكلية الحربية ..

  3. ممتاز وكل ما يكتب من غير دسديه، فانه يفيد ولم يضرنا الا الدسدسه عندما قلنا في البدايات نفوت فرصه للكيزان ..
    لايصح الا الصحيح ويجب فتح كل الملفات بشفافيه وجرأه ..
    الثوره مستمره ..

    (كسرة ستزيد الاسعار حتي يصبح متوسط اقل وجبه ممكنه وغير مشبعه تماما 200 جنيه)
    ولابد من الوصول لاليه لتحديد الوطني من صاحب المنفعه .. تخيلت يوما انه سيكون لمبادرة الخرطوم ممثله في رئيسها شان، ولكني اصبت باحباط وانا اري ان انه انتفاعي ويلعب لمصلحته فقط .. وكيف انه بارائه الخربه اتي بكيزان تربعوا علي عرش الجامعه من عميد العلوم الرياضيه، الي مديرة الجامعه و وزيرة التعليم العالي .. مدير جامعة السودان انتفاعي .. حزب الامه يسعي للسيطره وقد يكون افضلهم في الاطلاق الشيوعي ولكنهم ايضا يبطشون عندما يتمكنوا ويطبقوا دكتاتوريه البشير

    عجزت رؤانا عن الوصول لحل للاسف حاي الان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..