مقالات سياسية

 احتلال الخرطوم (2 ) !

* من يريد أن يحكم بالانتخابات ويحتكم الى الصندوق لا يحتاج لإدخال آلاف القوات المدججة بالسلاح واحتلال الحدائق والمنزهات باسم الترتيبات الأمنية!

* ما علاقة الخرطوم بالترتيبات الأمنية حتى تتمركز قوات الحركات في الخرطوم بحجة انفاذ الترتيبات الأمنية .. وإذا كان المقصود بالترتيبات الأمنية هو الاندماج في القوات المسلحة، فهل الخرطوم والمدن والمنتزهات والأسواق هي المكان الصحيح للاندماج والتدريب أو أي عمل عسكري آخر؟!

* الجيوش مكانها المعسكرات بعيدا عن المدن، ومن يريد إنفاذ ترتيبات أمنية أو التدريب، فالمكان الصحيح هو المعسكر، وليس الاماكن التي يقطنها المدنيون (لذلك سميت بالمدن)، إلا إذا استدعى الحال فرض الطوارئ وحماية المدنيين، وهو النظام السائد في كل العالم الحر الذي لا يسمح بتجول الجنود بالزي  الرسمي في المدن، دعك من حمل السلاح والتمركز في الحدائق والمنتزهات بين الاسر والأطفال!

* لقد ظللت أتحدث ولن أكف عن القول بأن اتفاق جوبا العبثي ليس سوى مؤامرة للسيطرة على السلطة، وليس لتحقيق السلام  أو العدالة، كما يروج البعض، ولو كان ذلك صحيحا لما رفضها المقيمون في معسكرات النازحين بدارفور، وظلوا يعبرون عن رفضهم بالتظاهرات والاعتصامات حتى اليوم، وما زالوا يتعرضون حتى هذه اللحظة للاعتداءات، بينما تتجول قوات الحركات في حدائق وفنادق الخرطوم باسم الترتيبات الأمنية، فأي أمن وأي سلام يتحقق من اتفاق عبثي لا يعترف به اهل دارفور أنفسهم دعك من غيرهم؟!

* وكيف يتحقق السلام بالتغييب المتعمد لأكبر حركتين مسلحتين واكثرهما نفوذا شعبيا وتأثيرا في مناطق وجودهما، ولقد قلت من قبل وسأظل أكرر، بأن المكون العسكري لن يسمح أبدا بالوصول لاتفاق سلام مع هاتين الحركتين ومشاركتهما في الحكم خوفا على نفوذه وسلطته، لأنه يعلم تمام العلم بأنهما لن تنفذا أجندته ولن تخونا الشعب، لذلك آثر أن يخدع الناس باسم السلام بالاتفاق مع حركات هزيلة ليس لها وزن او نفوذ او مبادئ، وهو نفس ما كان يفعله النظام البائد !

* مرة أخرى أعيد نشر ما وثقته الأمم المتحدة من خيانة المتفاوضين في جوبا وتآمرهم على الثورة والثوار والحكم المدني الديمقراطي، في تقرير الخبراء الفنيين المعنون لرئيس مجلس الأمن 14 يناير، 2020 :

* “وفقا لما ذكره قادة متمردون، أجرى الفريق (حميدتى) مقابلات معهم، وكجزء من مفاوضات السلام في جوبا وأماكن اخرى حاول (حميدتى ورفاقه) اجتذاب قادة الجماعات المسلحة الدارفورية وغيرهم من القادة الدارفوريين ليكونوا في صفهم من خلال استخدام خطاب يركز على المصلحة الدارفورية، وفي هذا الخطاب ينبغي على جميع أهالى دارفور، العرب وغير العرب وحميدتي  والمتمردون، أن يتحدوا لتولي الحكم في الخرطوم، ضد نخب (الجلابة) التي هيمنت على السودان منذ الاستقلال، وذلك بغية وضع حد لعقود من تهميش دارفور”!

* تعنى هذه الفقرة أن “بعض متمردي دارفور قالوا لخبراء الأمم المتحدة إن حميدتي قال لهم خلال مفاوضات جوبا وفي اماكن اخرى إنهم يجب أن يتوحدوا ــ حميدتي والمتمردون وأهالي دارفور العرب وغير العرب ــ لتولى الحكم في الخرطوم ضد نخب الجلابة التي هيمنت على السودان منذ الاستقلال” .. هذا حديث حميدتي لمتمردي دارفور، وليس حديثي، فمن هو العنصري، ومن الذى يتآمر على من ؟!

* ويُحذر فريق الخبراء من أن هذه التعبئة السياسية (يقصد محاولات حميدتي) وإحداث انقسام بين أهالي دارفور ونخب الشمال، يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية في السودان، بما في ذلك دارفور” ــ أي ان محاولات حميدتي خطر على السودان بما في ذلك دارفور!

* من يريد أن يحكم بالانتخابات والصندوق، لا يجعل من المدن والحدائق والمنتزهات معسكرات للقوات المدججة بالسلاح باسم السلام، وينشر الرعب بين الاسر والاطفال والمدنيين !

الجريدة

‫10 تعليقات

  1. هذه القوات مكانها الطبيعي علي الحدود الأثيوبية وليس منتزهات العشاق والجكس

  2. الخرطوم عبارة عن كوشة كبيرة منذ سيطرة الانظمة الدكتاتورية و النخبة السياسية الاسلامية و اليسارية و ألان الدور علي القبائل المسلحة هذه الافرازات الطبيعة للأنظمة الدكتاتورية ٩٥٪؜من سكان الخرطوم مصابون بامراض الكبد والكلي و الرئة لذلك هذه الخرطوم هي المكان المناسب لكل هذه الافرازات المتخلفة.
    نهاية الخرطوم حرقة او غرقة هذا هو المصير الطبيعي لصاحب النظرية العنصرية و القبلية والدينية البغيضة.
    الجنوب الان عبارة قتال بين القبائل الجنوبية و الذين قتلوا في الحرب الاهلية بين الجنوبيين أكثر من الذين قتل بين الجنوب والشمال .
    الذين يلعبون بكرت القبلية ويمثلون دور الضحية فهم يلعبون بالنار التي سوف تحرقهم قبل الاخرين علمنا التاريخ الذي لايملك فكرًا ولا حضارة مصيره الفناء القبيلة و العنصرية امراض مثل السرطان.

  3. توجّه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، اليوم السبت، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة رسمية.

    وتأتي زيارة دقلو إلى الإمارات للمشاركة في معرض الدفاع الدولي “آيدكس” ومعرض الدفاع البحري “نافدكس”، اللذين تنطلق فعالياتهما خلال الفترة 21 – 25 فبرايرالجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض..

    وكان في وداعه بمطار الخرطوم الأمين العام للمجلس السيادي الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف والسفير الإماراتي بالخرطوم السيد حمد محمد الجنيبي.
    حكايات

  4. أولا : لا يوجد قانون متفق عليه في كل الدول يمنع تجول الجندي بالزي الرسمي في المدن،

    ثانيا : بالنسبة لتقرير الخبراء الفنيين في14 يناير 2020 , فالامم المتحدة كانت أداة لاحتلال العراق سنة 2003 وما يهم هؤلاء الخبراء هو السيطرة على السودان و ليس راحة المواطن السوداني

    ثالثا: الحل الامثل لهذه الفوضى و الشائعات و التجارة بقوت المواطن المسكسن غربا و شرقا و شمالا و جنوبا هو الانتخابات , أما التهامات و حكاية غرابة و جلابة فهذا من المكر و العمل ضد مصلحة المواطن و الوطن

    رابعا : لو كان اصحاب المناصب العليافي قحت و الذين يأخذون رواتبهم الشهرية بالاف الدولارات , لو قاموا بواجبهم لحل الامر .

    خامسا : بالمنايبة بامكان قوات جميدتي فعل ما تريد من ناحية عسكرية بحتة من دون قوات مناوي او جبريل ابراهيم , فقوات مناوي او جبريل لن تضيف قيمة مضافة للدعم السريع .

  5. في الأخبار ان حميدتي توجه الى الإمارات العربية وذلك لحضور معرض الأسلحة ايدكس الذي يقام هنالك تلك الزيارة التي كان يجب ان يقوم بها وزير دفاعنا والغرض من ذلك شراء أسلحة جديدة لقوات الدعم السريع يستطيع بها ترجيح كفته في مواجهة الجيش السوداني.

  6. ما لم يظهر مانديلا جديد لهذا البلد المتشاكس المتناقض فلا اعتقد بأنه سوف تقوم له قأئمة علي الأقل علي المستوي المنظور للأسف.
    ومع هذا الحمدوك وطاقم موظفي الأمم المتحدة تبعه فالأمر بالغ القتامة والتعقيد لحد بعيد. !

  7. ما لم يذكره كاتب المقال هو جانب قادة الجيش السوداني و قادة الاجهزة الأمنية , هل زهير السراج و خبراء الامم المتحدة يعلمون عن قوات الجركات المسلجة و قادتهم أكثر من الاجهزة الأمنية السودانية
    أيضا هل قادة الجيش و اللاجهزة الأمنية غرابة( من دارفور) مثل حميدتي ؟

    ألا تفتح مثل هذه المقالات لأهل الشرق و الجنوب الجديد التساؤلات و تثير المشاكل؟

    من الملاحظ انه كلما كانت هنك هبة مثل التي تحدث عن الان في مواقع التواصل عن سبب تدهور الاقتصاد الوطني و الاستغلال الممنهج للمنتجات السودانية و شراؤها بعملات مزورة و تهريب الذهب , يأتيك من بحاول تشتيت الوحدة الوطنية بمقالات من مثل هذا

  8. المخاوف التي بثها الاستاذ السراح في ثنايا مقاله طبيعية وهي تعبير صادق عن هذه الفترة الضبابية التي نعيشها الان. لقد خرج السودان للتو من تحت عباءة نظام ديكتاتوري غاشم عمل على زرع بذور الفتنة والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد حتي تفرق الناس ايدي سبا وصاروا يتوجسون خيفة من بعضهم البعض. ان اردنا للسودان الخروج من هذا المأزق يتوجب على جميع الاطراف العمل على تعزيز الثقة وتبني خطاب متوازن يبعث بإشارات ورسائل ايجابية لتكون ترياقا وبلسما شافيا لهذا الخرق والفتق الذى حل بالنسيج الاجتماعي السودانى. والعافية درجات.

  9. هذا ما حذرنا منه ..أن قواعد سلام جوبا هشة وضعيفة وتحمل بذور فنائها ..وان التعجل في إنشائه كان لتمرير أجندات إقليمية لنقل التجربة الليبية الى السودان للاسف .. لن يقوم سلام الا باعتماد جميع الفصائل المسلحة وتفكيك أسباب المشكلة واعادة بلورة دولة المواطنة ومن بينها الجيش الوطني والحياة المدنية .. منبر جوبا وُلد ميتاً ولهذا لن ينتج الا مثل هذه الظواهر المتفلتة التى نرى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..