مقالات سياسية

لا تجعلني شبه مواطن

محمد حسن شوربجي

” هل انا شبــه مواطــــن”؟
ففي الوقت الذي تقدمت فيه المجتمعات على كل المستويات،
مازال الانسان السوداني يبحث عن ذاته وقد ضاع في تصنيفاته الطبقية.
فهل نحن في السودان مواطنون حقا.
وهل نتمتع بكل حقوق المواطنة التي تنص عليها المواثيق الدولية؟
كالحق في التعليم
والحق في الصحة .
والحق في السكن.
والحق في حرية التعبير.
والحق في العيش في بيئة سليمة.
وهل نلتزم بواجبات المواطنة الحقة تجاه الدولة.
وبكل صراحة أجزم بوجود تقاسيم طبقية خطيرة في حياتنا السودانيه.
فهناك مواطن ولن نسميه درجة اولي .
وهناك شبه مواطن.
فالمواطن هو ذلك الذي يحصل علي كل الحقوق التي يمنحها له القانون.
وهنا أتحدث عن ذلك المواطن التي يستأثر بكل خيرات الدولة .
من امتيازات واراضي ومصانع ووحدات إنتاجية و كهرباء وماء بأثمان تفضيلية،
زد علي ذلك حصوله علي البنزين بأثمان منخفضة،
فهذا النوع من المواطنين يعرفون كل طرق التهرب الضريبي.
وهم بارعون في سرقة أموال الدولة بالقانون عبر محامو الشيطان.
وهؤلاء هم الذين يخرقون القانون ولا يمتثـلون له.
وحين يرتكب الواحد منهم مخالفة سير ويوقفه عسكري المرور تجده يشهر في وجهه هاتفه المحمول ويتصل بفـلان وعـلان وقد تجده يحشر ورقة ماليه في جيب الشرطي ليشتري بها ضميره.
اما شبه المواطن فهو ذلك المسكين الذي يفتقد الكثير من حقوقه.
وهو ادني مستوي من ذلك المواطن الاول.
وغير مسموح له حتى الجلوس في مقاهي أو ملاهي المواطن الاول وبالأحرى السكن بالقرب من قصره
وشبه المواطن المسكين اخوتي انسان محروم .
لا حق له في الصحة
ولا حق له في العمل
ولا حق له في التعليم
ولا حق له في الكهرباء والمياه
ولا حق له في مسكن .
وقد اقتلع المواطن الاول كل امتيازاته
وإذا أراد الحفاظ على صحته فيجب عليه أن يدفع.
وهذه هي الطبقة الفقيرة والمهمشة التي تعاني كثيرا و تشعل الثورات.
فالأمر هو أكثر تعقيدا وهذه الطبقة تعاني كثيرا. وكل طموحاتها ومطالبها وحاجاتها في تناقص،
وهي في النهاية تعامل كطبقة هلامية يظل تصنيفها نسبياً حسب الزاوية التي يُنظر منها اليها ..
وهي مرشحة دوما عند أول هزة اقتصادية للالتحاق بالفقر المدقع ومادون خط الفقر.
ويظل حلمها وردي وهي تمني النفس بالالتحاق بالأغنياء.
فالسودان اخوتي حاليا تتقاسمه هذه الطبقات.
احداهما فقيرة عريضة وكبيرة جدا ….
والاخري ميكروسكوبية جلها من الأثرياء وقد لا تصل إلى 2 ٪ وتهيمن على كل ثروات البلاد،
ولا وجود اطلاقا لطبقة وسطي والتي يصنفها عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر بأنها الطبقة التي تأتي اقتصادياً واجتماعياً بين الطبقة العاملة والطبقة الغنية.
وحقا فهذه الطبقة قد تلاشت وقد كانوا في ازمان متفاوتة يحصلون على نسب من الشهادات الجامعية من تلك الموجودة في الطبقة العاملة.
ولديهم دخل أكبر .
وغالبًا ما يتم توظيف الطبقة الوسطى كمحترفين ومديرين وموظفين مدنيين.
وقد انزلقت بقوة الي الطبقة الادني لتنضم مع شبه المواطن.
وهذا في حد ذاته خطر عظيم حيث تزداد قوة شبه المواطن وتكثر فرصه في خلخلة الانظمة القائمة.
وان كان هذا نذير انهيار للمجتمع كله.
لذا فلابد ان يكون هناك حوار مجتمعي جامع لهذه الطبقات.
وان تكون هناك عدالة وتوزيع ثروة مرضي للجميع.
فالجميع شركاء في الوطن .
ولابد ان يعملوا سويا حتي لا تغرق السفينة .

محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..