مقالات سياسية

حديث الثوار مع البرهان ….. لم نفترق لكننا لن نلتقي ابداً

مبارك همت

نصيحة للسيد القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان ، مالاَت ما بعد الخامس والعشرون من اكتوبر ستعود بالضرر الكبير لبلادنا ،فما سميتموه تصحيح مسار الثورة قد يكون تصحيحاً بوجهة نظركم ونظر من تقبل هذا الامر من شعبنا ومن المحللين الاستراتجيين الذين ملأوا الاسافير فجأةً واصبحنا نشاهدهم في القنوات الفضائية ونتوارى خجلا من احادثهم حينما يتم استضافتهم فيها وهم يتحدثون عبر اعلام يشاهده العالم ويغطي الاحداثة لحظة بلحظة ويراها بأم عينيه ومراسليه وكمراته التي لا تكذب ولا تتستطيع ان تدلس الحقائق وليس من يرى كمن يسمع ، ولكن اكثرهم يتحدث عن ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر الا على قلب …….. ،فالهراءاً من السنتهم وعقولهم ينضح ،ولا نستطيع ان نقول شي سوى انه حرية الرأي وحقهم في التعبير ؟؟؟؟؟؟

والشعب هو الحكم.فالان العالم كله يرى والعين لا تكذب ما تراه ،فيا سيادة البرهان ان تصحيح مسار الثورة عند اخرين يمثل تعقيد وتشتيت لملامح الثورة وما جاءت به الثورة ،وقد عبر عن ذلك جموع الشعب السوداني التي خرجت بالامس والتي خرجت بالثلاثون من اكتوبر والتي خرجت يوم الخامس والعشرون وخرجت في الحادي والعشرون من اكتوبر ، فيجب أن نؤمن أن ما نراه صحيح قد يكون في نظر الاخرين خطأ وأن ما يراه الاخرون خطأ قد يكون في نظرنا صحيحاً .. فالان حقيقةً لا يهم من كان صحيحاً ومن كان على خاطئاُ ،فالوضع لا يتحمل والضغوط كثيرة فيجب علينا التشاور والتحاور والتنازل ، ويجب علينا أن نتحقق وأن نتلمس خطوات الشارع وتطلعاته والا سنجني المزيد من الاحتقان ومزيد من الدماء الغالية كما حدث بالامس نسأل الله ان يتغمدهم جميعاً برحمته وان يصبر اهلهم و ذويهم وأن يشفي جرحانا .و لن ندعي ان السودان ملكاً لمن خرجوا بالامس ، ولكن ايضاً ليس ملكاً للغيرهم ولا للذين تجمعوا بالقصر وتغذوا من وجباتها الدسمة من شحومها ولحومها ومحاشيها وموزها ومائها النظيف النقي ، فعلينا ان نصدق الوعد والقسم وان نصدق انفسنا وان نلتزم بالعهود والمواثيق ، ولا نود ان يصبح ما بيننا وبينكم مقولة ” لم نفترق لكننا لن نلتقي ابداً ” …..

لا ننكر ان هنالك اخطاء وتشاكس صاحب كلا الجانبين المدني والعسكري ولا نستطيع ان ننكر ان هنالك الكثير من الاخطاء التي صاحبة الفترة الانتقالية التي مضت ولكن الخطأ لا يعالج بالخطأ فرؤيتك التصحيحية لا يراها الاخرون تصحيحية ولا نود الحديث عن النوايا لان من يعلمها هو رب كريم عادل يعلم ما تخفي خائنة الاعين وما تخفي الصدور ،ولكننا كبشر نفسر النوايا بالافعال والفعل يدل على فاعله ويدل على مقاصد الامور وكفى ، ولكن الان اصبح السودان في مفترق الطرق ،ان خرجت لتصحيح المسار للثورة وتصحيح المسار بين فئات المجتمع المدني والذي هو ادرى بحاله واعلم ببواطن الامور فان الحوار كان ازكي وانفع ، وان سعيت لتصحيح مسار الثورة كما ذكرت في خطاباتك وسعيك فلك الشكر ،ولكن هذا التصيح يحتاج لتصحيح الان ،فالان السودان سيواجه عزلة عالمية ستضر بمكتسبات البلاد وتضر بكل مكونات المجتمع وسيتضرر منها الفقير والغني المدني والعسكري والبلاد لا تحتمل والمواطن لا يحتمل والاعداء كثر ،وان كانت هنالك خلافات بين المكونات فتصحيح المسار لم يحلها بل ذاد الطين بلة واصبحت الهوة اكبر وأعظم ، وكلما يمضي يوماً تزداد الهوة ويزداد الوضع اكثر تعقيداً،فعلينا جميعاً ان نراجع انفسنا واعمالنا واولهم انت يا سيدي البرهان فالكرة الان في ملعبك ،والشعب والعالم ينظر اليك والقرارات بين يديك ،فان كنا نعمل من اجل بلادنا حقاً ، وانا كنا حريصين على وحدة البلاد والمكونات الداخلية ،فالحديث حديث مواقف والتاريخ يشهد فيجب ان يكون تركيزنا على المصلحة العامة والولاء والإنتماء والوفاء للوطن وشعبنا الأبي وثواره الاحرار والعاقل من اتعظ بغيره والاحمق من اتعظ بنفسه،وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، والدروس المستفادة من ثورة ديسمبر المجيدة وما تلاها كثيرة وعميقة ومفيدة لمن تمعنها بعين الاعتبار ، بغض النظر عن مقدار الرضى عنها، وبغض النظر عن مقدار ما توصلت اليه الثورة خلال الاعوام التي مضت ، فالدرب مازال طويلاً ، والاحلام مازالت باقية بقاء الروح في الجسد ، وغافلاً من ظن أن الثورة قد خمدت في قلوب الثوار ،فالثورة مستمرة ومشتعلة في قلوب كل من هتف وخرج وناضل من اجل ان تسود البلاد الحرية والعدالة والسلام ،ومشتعلة في قلوب كل من خرج من اجل ان يقتلع الاستعباد والازلال والقهر ،والثورة رغيبة على كل المكونات ، والثورة مستمرة بوعود الثائرون لشهدائهم ، ولسان حال الثوار وافعالهم تقول كما قال الشاعر ” الوحش يقتل ثائراً، والأرض تنبت ألف ثائر، يا كبرياء الجرح، لو متنا لحاربت المقابر”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..