مقالات سياسية

وقد ظهروا..!!

:: (فلنعبر النهر أولاً) أو (فلنصل إلى الشاطئ الآخر أولاً).. هكذا كان يرد الراحل الدكتور جون قرنق عندما يسألوه عما ستكون عليها مواقف الحركة الشعبية في الكثير من (القضايا الشائكة).. كان سياسياً بارعاً لحد كسب المجتمع الدولي ودول الإقليم لصالح قضيته، وكان دبلوماسياً ذكياً لحد التفاوض مع أشرس خصومه إلى أن حقق كل أهداف حركته.. وقرنق لم يكن من الذين يسبقون الأحداث بالأحكام (الشتراء)، أو كما يفعل – حالياً – محمد مختار الخطيب، السكرتير العام للحزب الشيوعي.

:: سألته صحيفة (الأخبار) عن موقف حزبه  وقوى المعارضة من الذين غادروا مركب الحكومة يوم الخميس الفائت (بعد أن سخنت)، أو كما وصف الرئيس البشير مناخ خروجهم، وهل يقبل بهم بحيث يكونوا في قيادة قوى المعارضة؟.. فبدلاً عن الترحاب بهم أو الصمت أو مقابلة موقفهم برد دبلوماسي ذكي من شاكلة ردود قرنق (فلنعبر النهر أولاً)، قطع محمد مختار الخطيب بأنه لا مكان للذين خرجوا من الحكومة – غازي، مبارك، وغيرهما – في هذه المرحلة وسط المعارضة.

:: إليكم الخبر والتصريح بالنص: (قطع السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب بأنه لا مكان للذين خرجوا من الحكومة في هذه المرحلة وسط المعارضة، وقال الخطيب  إن الذين انسحبوا من النظام كانوا جزءًا منه، ويتحملون معه مسؤولية الأزمات التي حلّت بالبلاد لاستمرارهم في الحكومة رغم علمهم بالفساد المستشري، وإن هذه مرحلة الذين ناضلوا وتضرروا من الإنقاذ منذ مجيئها وحتى الآن، وقد يُنظر في موقفهم في المستقبل).. تأملوا حجم الاستفزاز في عبارة (وقد يُنظر في موقفهم في المستقبل).

:: لو كان الخطيب صانع أحداث الشارع وقائده الأعلى، لما سألوه: من أنت لتقبل هذا السياسي معارضاً معك ومناضلاً ضد الحكومة وترفض ذاك؟ ثم من أنت لتنظر وتحكم لزعماء الأحزاب –  وتصحح كراساتهم – عاجلاً أو (في المستقبل) ؟.. وهكذا.. لا فرق بين معارض يُمارس الإقصاء حتى قبل أن يعبر النهر، ثم يوزع صكوك النضال كما يشاء ولمن يشاء، وبين حاكم يحكم بنهج الإقصاء ويوزع صكوك الوطنية والدين.. نعم لا فرق، (كلهم كدا).. فالاختلاف فقط في المواقع.

:: وكما رصدنا ذاك الإقصاء، نرصد الإنتهازية التالية: (رسالتي لشباب الثورة نحن – كقوى سياسية – نعترف بأن شباب الثورة غير المؤدلجين وغير المنظمين استبقوا القوى السياسية في حركة الشارع، وما قمنا به – في الجبهة الوطنية للتغيير وحزب الأمة – ليس سرقة للثورة ولا محاولة لاختطافها، وإنما هي استجابة موضوعية لنداءات الشباب الثائر، واستجابة سياسية لدماء الشهداء)، الدكتور محمد علي الجزولي، المنسق العام لتيار الأمة الواحدة، متحدثاً للصحيفة الإلكترونية (الراكوبة).

:: تأملوا تلك المزاعم المراد بها سرقة عرق ودماء البسطاء في رابعة النهار.. استجابة لنداء الشباب الثائر، وكذلك استجابة لدماء الشهداء، تقدم محمد علي الجزولي وآخرون لقيادة الثورة، ثم لتشكيل واقع ما بعد الثورة، أو هكذا الانتهازية في أوضح و أقبح مشهد سياسي.. وعليه، فالحال كما كتبت – في سبتمبر  2016 – بالنص: الدرس الأكبر هو أن الجيل الصانع لهذا الحدث لم يعد ينتظر حزباً أو حركة أو صحافة ليكون (تابعاً وإمعة)، كما الأجيال السابقة، بل هو متمرد بطريقته الخاصة والفريدة.. فاتركوهم و(حلوا عن سمائهم).

السوداني

‫3 تعليقات

  1. لم يخطئ السيد الخطيب إنما أمثالك من الجبماء ممن يبحثون عن موطئ قدم بعد نجاح الثورة لا مكان لأي إسلامي في المرحلة القادمة كفانا عبثا بافكاركم التالفة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..