مقالات وآراء

“إلى البرهان والأنصار”

محمد حسن مصطفى 
 
“و ما للظالمين من أنصار” .

*
الدم قصادو الدم .
يمكنك أن تكذب ثم تصدق الكذبة والحماقة بعدها أن تسوّق كحقيقة الكذبه لكن قمة الغباء أن تفترض أن غيرك واجب عليه أن يصدقك! .
حتى الذين يحاولون أن يخادعوا أنفسهم بتكذيب الحقيقة الماثلة أمامهم هم أغبياء واهمين إذا صدقوا أن على الغير أن يتقبل في قناعة خداعهم.
و في السودان ينقسم الناس إلى قسمين قسم مع الحقيقة وقسم ضدها.
*
الحقيقة أن هناك شهداء ومفقودين ومغيبين وأسرى وضحايا عنف واغتصاب لا مبرر له ضد ثورة سلمية من أولها لآخرها ! والحقيقة أن هناك قتلة ومجرمين ومغتصبين يأتمرون بقيادات ما بل ومنها وينفذون كل التعليمات وبحذافيرها .
ثم نجد من يخاف تلك الحقيقة أو يخادع نفسه في تصديقها وتقبلها ومن يبرر لها ويحاول التعذر والتملص منها بل وأعظم من بقوة عين ينفيها ويدلسها ويكذبها! .
*

عندما يتفاصح بيننا مجموعات تتهم الثوار بأنهم مخدوعين ومغشوشين وتابعين ومساقين أمام قوى ما تريد بهم السوء لخدمة مصالحها حتى إذا ما تم الغدر بهم تبجحوا دون خجل ولا رحمة نازعين عنهم شرف الشهادة واصمينهم بالقتلى والموتى! .
أي فجر هذا الذي يدفع بقسم ينتمون لهذا الشعب مهما كانت ميولهم واتجهاتهم وأحزابهم بل وعقيدتهم أن ترخص أرواح ودماء وأعراض إخوة لهم في الوطن وأخوات بل ولأجل ماذا؟! .
حتى بعض التابعين لنظام الكيزان الساقط أو المحسوبين عليهم عندما يتطاولون على الثوار والضحايا والشهداء تجدهم يفقدون المنطق ويكشفون سواءتهم وحقدهم ورخصهم وعمالتهم بل ونجسهم!
فالشباب اليافع الذين خرجوا ومازالوا يدافعون عن الثورة بأجسادهم و أرواحهم من القوة فيهم أنهم خرجوا عزلا  لم تخيفهم ولا أساليب النظام الساقط ولا الحالي ولا القادم في التصدي والبطش والفجر بهم . فالسلمية التي حافظوا عليها وتنادوا بها بل تبايعوا كوصايا من بعدهم لإخوتهم وأهلهم وشعبهم هي ما جعل كل أولئك الجبناء من سدنة الأنظمة وتباعها وكلابها يحقدون عليهم ويتربصون بهن وبهم .
*

و للتنبيه أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها ومن يشاركونها من مليشيات نظام الإخوان وعصابات الدعم السريع وحركات الإرتزاق المسلحة من قمع للشعب السوداني في ثورته هو الأية على مقدار ضعفها وهوانها.
ففي وجه الثوار العزل نجدهم يسترجلون بجموعهم وآلياتهم وأسحتهم وكأنهم يخوضون حربا ضد جيش مدرب مسلح . بل وحتى في غدرهم بالثوار فهم يغدرون ويبطشون في جماعات وليس كأفراد من جبنهم وحقرهم وضعفهم .
ويظل شباب السودان اليافع البطل الباسل يتصدى في حماية ثورة أهله وشعبه في سلمية حيرت العتاة من قادة العسكر ومليشياته في طبيعة أصلهم وفصلهم .
وهم معذورون أولئك القتلة الخونة فمن أين لهم معرفة شرف الأصل والأهل والعرض والأرض .
*

ومازال منا من يكتب ويندب ويتفلسف ويتعجب! .
ومازال المغتصبين منا والقتلة في غيّهم وجبروتهم وكفرهم !
ومازال الثأر للعرض والروح والدم قائم بيننا وهو الحكم وحده الذي بيننا.
فليحتفظ الثوار بسلميّة ثورتهم ولا يخافوا الخونة فللقصاص يستعد الآن رجاله . بيان الحرب قادم سيسبقه أصوات القنص ورصاصه .
و أبشر يا شهيد

[email protected]

تعليق واحد

  1. يا هذا ليس هكذا يكون الإنصاف فالناس ليسو قسمين كما تدعي بل هم اقسام عدة وهكذا وصفهم رب العلمين بأنهم لا يذالون مختلفين… العاقل لا يدعي امتلاك الحق كله لكنه يسعى لتفهم حق الآخرين ويسعى لخلق درجة من التراضي تسمح بالتعايش المجتمعي مع وجود الاختلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..