مقالات وآراء

الأقباط (اهل ذمة) بحق.. او الجميل دكتور اميل بخيت

د. عبد الحميد مأمون الكامل

التقطت اذناي عبارة ( قالوُللنّا) النشاز عليها وهي اذنين( ود الخرطوم )فالتفت لاري منهذا الاقليمي (القح )….فاذا هو اكثر اناقة مني وابهي طلعة ولونه اصفر يسر الناظرين وما سائل في الخرطوم كلها خليك من احد اولادها الغبش امثالي وضربت اخماس في اسداس وقلت ربما يكون سوداني اقليمي (متنكر) وسالته محاولا ان أكون اكثر سودانية منه واستلفت عبارة( اللّخُو) من إحدي الدراميات التي سمعتها في الراديو… من وين … فاجاب ذلك القصير الشقي

من عطبرة بلد الحديد والنار وعندها بدات علاقتي به وكان حديدا ونار سيدنا ابراهيمالتي لم تحرقه … ونسمة خففت عني عناء الغربة بمصر….انه الجميل اخي دكتور اميل بخيت الذي شّكل حضورا لا زال في ذاكرة الكثيرين من الطلبة السودانين الذين درسوا في طنطا درة الدلتا المصرية. تمشي الكورة يكون لاعب رغم قامته القصيرة وكمان بيلعب كرة سلة وبحرفة عالية تحسده عليها لاعبات فريق الموردة لكرة السلة… اجتماعي من الطراز الاول بداخله كل مناطق السودان شرقه وغربه شارك جاليات كل الخرطة السودانية قبل قسمتها افراحهم واحزانهم وحمل دروع التكريم منهم جميعا عند تخرجه

كان مثل بركات الصالحين تلحقك دعواتهم اينما ارتحلت فاذا توجهت الي بيت الطالبات تمني نفسك (بخلطة) احدي الحسان السمراوات كحقول القمح كان هنالك وفشّل عليك مشروع ( الخلطة) وانحازت تلك السمراء للوجاهة و( الحنك)السنين

واذا (تشحّتفّت) روحك علي كوب سحلب دافئ في دار الاتحاد في مقهي ام سعيد كانت ضحكته تسبق احزان الغربة وتملا الدار فرحا وهو يلعب تنس الطاولة وينفرد بالنصر . وفي اركان النقاش وصراع السياسين كان صوته وضحكته هي الأسمع صوتا يجلل صداها في ليل طنطا الهادي و برئية كالاطفال براة الذئب من دم يوسف لا تدري الي اي الفئات السياسية تنتمي ولكن قطعا كانت رسول محبة بين اعداء السياسة تحتضن تلك المليون ميل التي نحب.

اشهد الله امامكم -أصدقائي- انني احب ذلك الود القصير (الشقي) دكتور اميل بخيت فيالله( فالرب واحد). وعلي ذكر اميل تاتي سيرة

( اميلين) اخرين كانوا معنا في طنطا سكنوا القلوب والارواح بلطفهم وجمالهم منهم اخونا صاحب الابتسامة التي ترد الروح دكتور اميل لويس الذي كان يحمل علبة حلاة ماكنتوش وهي العزيزة علي الطلاب الغبش أنذاك ويطوف علينا ايام الاعياد مهنئيا لايفرق بين عيد الاضحي وعيد الفطر او عيد الكرسماس وهنالك اميل اخر اكثر بهاءوسطوعا كشموس السودان الحارقة وهو الدكتور اميل فوزي الذي شكل سندا ودعماللجمعية الطبية الصيدلية للطلاب السودانين في جامعة طنطا وتمتدد سيرة ( الاميلات) الي شارع الاربعين حيث اميل صاحب صيدلية الاربعين في ابو كدوك وهو يطوف شوارع الحي بجلابيته الانصارية في الاعياد تعلو وجه ابتسامة كبيرة حاملا كعك العيدوالحلوي وعيدية الاطفال في العيدين…. وتجده في سرادق العزاء بيشيل الفاتحة واحتمال يكون يوم صلي علي جنازة زول في المقابر فدين اهل السودان ( أحمدي) دون تشّدّد وللذمة فيه نصيب كبير حتي عندما يحلفُوّن…. (بذمَتكُمّ ) ماجميلين اقباط السودان ديل ؟

ولاهلنا الاقباط سيرة عطرة في تاريخ السودان فكان جدودنا( مُكسرّين) في الحمرة الاباها المهدي فكانت ( لي في المسالمة غزال) و( في بننانك اذدهت الزهور) وغيرها من روائع اغاني الحقيبة. لم يكتفوا اهلنا الاقباط بهذا الجمال الذي عطروا به حياة اهل السودان أنذاك بل دعموا الاقتصاد ايضا وعلي سبيل المثال رجل الاعمال المعروف حجار وجورج مشرقي الذي كانت قهوته في امدرمان مركز للحراك الثقافي في ذلك الزمان وصيدلية ابونخلة في امدرمان بل هم اول من اسس لصناعة الدواء في السودان وكذلك لكثير من وظائف الخدمة المدنية في ذللك الوقت… ولاننسي العم ديمتري البازار الذي جلسنا اليه مع بعض الزملاء في منزله بحي بانت مع استاذنا الجليل عمر مودي مدرس ورئيس جمعية التاريخ في مدرسة المؤتمر الثانوية بامدرمان فوثق لنا العم ديمتري عندوره في تسجيل اغنية الحقيبة في مصر ونشرها في السودان وكان هو من اكتشف وتبني عصفور السودان الفنان التوم عبد الجليل واقنع اسرته بالسفر الي مصر لتسجيل اسطونات رغم صغر سنه

(توب الكرب ياالجابوك النقادة) صدح بها اسطورة الغناء في السودان من قبل ومن بعدمحمود في القلب عليه رحمة الله…. اغنية بنات تمجد للاقباط وامانتهم وشطارتهم في التجارة تذكرني بالعم عبد المسيح الذي كان تاجر ملابس في حي الموردة… واليكم هذا المثال علي امانة الاقباط في التجارة…

ذات يوم ساقني حظي العاثر لشراء توصيلات لحمام المنزل حسب طلب السباك الي احدالمغالق في حي بانت وطلبت مجموعة من تلك الوصلات فاخذت ما توفر عند صاحب المحل الشاب ودفعت بطيب خاطر دولارات الامريكان لتجري في دماء اقتصادنا المنهّك…. وابتسم حظي هذه المرة ونادراََ ما يحدث ذلك ودخلت الي مغلق اخر لاكمل العدد المطلوب فقابلني الشاب الوسيم صاحب المغلق بابتسامة عريضة ظننت انه احد المعارف( ما قلت ليكم شاطرين في التجارة) . احضر ما طلبت بنفس الابتسامة وعندما دفعت له الثمن ارجع لي مبلغ كبير فحاولت تصحيحه فرد هذا هو المطلوب منك لان سعر الوصلة الواحدةكذا….عندها تحسست (نيتي ) التي اعرف وسالته الا يوجد نوع اخر في السوق يكون سعره اعلي فرد بكل ثقة وامانة هو نوع واحد فقط وايطالي الصنع وهذا سعره…. وعندها ورغم حفظي لاغنية (انا امدرمان) و(جدودنا زمان )ونشيد العلم ذاتوووو اكتشفت ان ذلك الشاب الذي إتمّنتّه علي دولات عم ( ترامب) باعني في وضح النهار وباع اغنية (عازة فيهواك) ايضا بدون ان يرمش له جفن واكيد بيكون كِبَر واصبح احد تماسيح الكيزان وباع  نهر النيل ايضا ولم (يرمش )ضميره ابدا

حكيت لذلك القوي الامين حفيد (غزالة المسالمة) ما الم بي من ظلم…من ذوي القربي لم يذد علي جملة (ده السعر بتاعتا ) لم ينعت ذلك الشاب الاسمر مثلي باي صفة اقلها حرامي واكبرها بلغة اليوم ( كوز) وهنا تجلت الكثير من القيم الانسانية الجميلة……

حمل اهلنا الاقباط – رسل المحبة- عشق السودان معهم الي اقاصي الدنيا رغم هجرتهم باعداد كبيرة بعد عهد الكيزان وهنا في روشستر الباردة صيفا وشتاء حيث كان يقيم عمنا…. الذي تعرف اليه احد السودانين فساله ذلك العم أملا ان يكون احد (الاربعين) الذين خلقهم الله متشابهين بتعرف فلان الذي كنت اعمل معه في غرب السودان زمااااااان فاجاب ذلك الاخ بان ذلك (الفلان) هو والده وعندها بكي ذلك (الحنين ) …(الدرويش المتعلق في قدمي مولاه ) السودان….

هذا مقال للحب والعرفان لاهلنا الاقباط ….فشكرا لكم علي اغاني الحقيبة وشكرا لكم علي خدمتكم في الخدمة المدنية في مدن السودان البعيدة التي كان الكثيرين يرفضون الذهاب اليها وشكرا علي دعمكم الامين لاقتصاد السودان علي مر الزمان وهنئيا لكم مقعد مجلس السيادة فهذا دين مُسًتحق في ذمة السودان… وشكرا اخي وحبيبي الدكتور اميل بخيتمُلهّم هذا المقال بعد رسالته اليّ الفيس بعد سنين عددا حركت شجون

‫2 تعليقات

  1. التحايا الحاره
    اتفق معك تماما لاني كذلك عاشرت اصدقاء من الاقباط وجدتهم حلو المعاشرة
    اما مقالك عن الغربة وتداعياتها وخصوصًا للابناء
    فهو حلو الاسلوب جميل راقي معبر ومفيد
    د محمد خلف الله محجوب الكامل

    1. وعليكم السلام اخي د. خلف الله
      اسعدني مرورك وألف شكر وتقدير علي كلامك الطيب. وأسأل الله ان يجمعنا قريبًا.
      وافر الود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..