مقالات وآراء

الجمهورية الي الامام .. هل هو الطريق الثالث ؟!

د. حامد برقو عبدالرحمن

 

(1) عندما وُلد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أواخر عام 1977 كان قد مرت على السيد محمد عثمان الميرغني أكثر من عشر سنوات على رئاسة حزبه وهذا ينسحب على قادة باقي الأحزاب الوطنية الكبرى في السودان (أمد الله في اعمار الاحياء ورحم الاموات منهم).

ماكرون الذي كان أصغر وزير إقتصاد يمر على الجمهورية الفرنسية ترك الحزب الإشتراكي الذي قاده الرئيس فرنسوا هولاند ليؤسس حركة الجمهورية الي الامام في عام 2016 ، كتيار ليبرالي يميل الي اليسار الوسط مع توجهات وحدوية أوروبية وبها يصل الي قصر إليزيه لدورتين متتاليتين. بينما واصل السودان في تدحرجه نحو الاسفل في كل مناحي الحياة لتبلغ الدحرجة ذروتها في اواخر عهد الإنقاذ حيث أرتهن القرار الوطني لكيانات لم تصبح دولاً عندما كان جنيهنا الوطني يعادل ثلاث دولارات أمريكية.

 

(2) عندما طرح كل من الصحفي عثمان ميرغني وسليمان الأمين وراشد دياب فكرة منبر السودان في مايو 2006 كنت ضمن المتحمسين وفي ذلك كتبت في موقع سودانيزاون لاين مرحباً بالمنبر، رغم توجس الكثيرون لخلفية الباشمهندس عثمان ميرغني (الكيزانية) – وهنا تكمن معضلتنا الوطنية. اي أننا ننظر الي الشخص الذي يقف خلف الفكرة أو المبادرة ونتجاهل جوهر الفكرة نفسها.

إنخفض صوت المنبر ثم توارى قبل ان يجد حظه من التداول والنقاش لجملة من الاسباب ؛ في مقدمتها الإستعداء البالغ الذي واجهه صاحب الفكرة من قبل المعارضة الوطنية والحكومة معا لدوافع تناقض بعضها البعض لكنها إجتمعت على وأد المنبر.

إلا ان إنحياز صاحب زاوية حديث المدينة لأحد طرفي الصراع الخفي بالقصر أنذاك، اي لصالح نائب الرئيس على عثمان محمد طه ضد الرئيس البشير هو ما عجًل بدفن منبره قبل ان يصبح منبراً لجميع السودانيين.

 

(3) عندما دُمر مصنع الشفاء للأدوية في عام 1998 من قبل أمريكا بصواريخ وصفها الرئيس المخلوع عمر البشير ب مائة وإليفين وكان يقصد (111) قالت إمرأة بحزن وهي تشاهد النيران التي تلتهم الأدوية تحت الركام: (نحنا بس ما محظوظين).

مرت أكثر من 24 سنة ليتأكد لي قول تلك السيدة و ذلك بسقوط حكومة الثورة التي قادها الدكتور عبدالله حمدوك بثقة ورؤية ثاقبة ومتسامحة ، رغم كل العثرات.

مازلت على قناعتي بأن إحجام الأحزاب الكبرى مثل الامة والاتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي عن الدعم الصارم لحكومة الثورة هو ما شجع العسكريين على الرجوع الي عادتهم القديمة في الحنث باليمين وسرقة السلطة المدنية بإعلان 25 أكتوبر المشؤوم.

ولمعارضة الحزب الشيوعي نصيب الأسد في إسقاط حكومة الثورة من قبل الإنقلابيين اللصوص القتلة.

 

(4)

نحن على أعتاب العقد السابع من عمر الدولة الوطنية ومازلنا تائهون سبب أنانية القوى السياسية وخيانة العسكر .

يظن البعض ان الحل بالهتاف أو الشعوذة السياسية (الحزبان الطائفيان) والبعض الآخر يؤمن بالمطرقة (حركات الكفاح المسلح) بينما يفضل الآخرون المفاتيح البالية(الحزب الشيوعي).

لكن ما تحتاجه نافذة السودان هو مجرد كلمة السر Password

يكمن في الطريق الثالث !!

وهو كيان وسطى يحتفظ  فيه كل فرد بأيديولوجيته ومذهبه ديني الخاص به لكن يجمعهم برنامج وطني مصمم على إنتشال البلاد على أسس وحدة وحرية وأمن السودان والسودانيين.

بصرف النظر عن الإسم الذي سيتواضع عليه الناس ؛ دعونا نعمل من اجل … حركة الجمهورية الي الامام أو … منبر السودانيين الي الأمام .

ذلكم هو الطريق الثالث  !!.

 

 

[email protected]

‫12 تعليقات

  1. لنجاح اي طريق يا سيدي الفاضل لابد اولا من هزيمة الكيزان واقتلاعهم من الجذور الي مزبلة التاريخ. مصالح الكيزان تحفظها السلطة التي لا زالوا يسيطرون عليها سيطرة كاملة وانتزاع السلطة منهم هو الذي سيفقدهم مصالحهم الهائلة التي سرقوها من اموال الشعب السوداني. وكما يفعلون الان في محاربة الثورة والتي تهدد سلطتهم.
    من دون هزيمة هؤلاء الأوغاد لن نتقدم شبرا واحدا

    1. الاخ خرباش
      تحية و سلام
      تنظيم صفوف الثوار تحت برنامج موحد هو ما يعزز تحقيق أهداف الثورة السودانية، و في مقدمتها إزالة جميع صور التمكين لنظام البطش الكيزاني.

  2. كلمة السر فى تقدم السودان هى ذهاب دارفور ومعها الحركات المسلحة وحميدتى ومعهم فكى جبرين ..

    1. الاخ سوداني طافش
      تحية و احترام
      يمكنك تحقيق ما تريد عبر الآليات المتعارف عليها دولياً في ظل الدولة المدنية و الأجواء الديمقراطية .
      لذا دعونا نعمل من أجل تحقيق الدولة المدنية اولا.
      لكن الذي يجب عليك إدراكه ان أهل طابت الشيخ هم من يقرر مصير بقائها ضمن الدولة السودانية من عدمه و ليس اهل السرحان من يقوم بذلك.

  3. حركة الجمهورية الي الامام ؟؟؟؟ ونلعب بين حبلي الكيزان واللصوص والثوار ونجمع فيها جميع المرتزقة والانتهازية وعاطلي المواهب هههههههه يا عزيزي القبلك كان اشطر السودان وصل لطريقين لا ثالث لهم احسم امرك زمن الرقص بين الحبال اصبح سيرك قديم لا جمهور له.

    1. الاخ Freedom
      تحية طيبة
      هي دعوة لشباب الثورة السودانية للانتظام تحت مظلة سياسية موحدة لإنتشال البلاد.

  4. لن يتعافى السودان او يخطو الي الامام في وجود الدارفوريين في بلادنا وبقاء دارفور جزءا من السودان…

    … لن يتعافى السودان او يخطو إلى الأمام وجنجويد الريزيقات وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه تقتل وتنهب وتغتصب دون رادع يردعها..
    ..
    .. لن يتعافى السودان او يخطو الي الامام وجنجويد الريزيقات يهربون الذهب الي روسيا والإمارات..

    … لن يتعافى السودان او يخطو الي الامام وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه تستورد المخدرات وتدخلها عبر مطار الخرطوم وتروجها وسط شباب بلادنا..

    … لا بد من فصل دارفور عن بقية السودان بالتي هي أحسن والا سيتم ذلك عن طريق السلاح والمعارك الداميه ضد الغزاة الدارفوريين…
    ..

  5. السلطان بحر الدين سلطان المساليت صرح مسبقا بأن غرب دارفور كانت جزءا من تشاد وأضاف متحسرا على انضمام غرب دارفور للسودان وليتها كانت تشاديه،،

    … ما ذكره السلطان بحر الدين يشمل كل دارفور التي ضمها المستعمر البريطاني قسرا للسودان في 1916 مكايدة للفرنسيين..
    … التحيه للسلطان بحر الدين،، يجب علينا تقديم كل العون والسند له حتى يتحقق مشروع فصل دارفور عن بقية السودان وضمها للبلد الام تشاد..

  6. الرأي ان ناخذ زمام المبادرة و تطرح لجان المقاومة ردأ غلى خطابي البرهان وحميدتي مطالب محددة ومسببة تعيد الكره الى ملعب العسكر، وتتلخص في:
    1- سرد الاسباب التي جعلت الثقة معدومة في العسكر، وتفصيل ذلك في:
    فض الاعتصام واغلاق بوابات القيادة في وجه المعتصمين، وعدم التدخل طيلة خمس ساعات من الوحشية والقتل والسحل الذي كان يتابعه البرهان واعضاء المجلس العسكري وقادة الجيش، والاحراءات التي تلته المتمثلة في اعلان البرهان العزم على تكوين الحكومة والغاء الاتفاقات مع الحرية والتغيير. وما تلي من التضييق على حكومة الثورة وعدم تعاون الاجهزة الامنية خلال الفترة التي سبقت الخامس والعشرين من اكتوبر. واعادة الكيزان واموالهم بعد الانقلاب على حكومة الثورة والغاء قرارات لجنة ازالة التمكين.
    2- المطالب: وتتمثل في:
    2.1- الحقيقة والاعتذار والخروج من المشهد من جانب المجلس العسكري مقابل العفو من اسر الشهداء.
    2.2- تسليم كل شركات الجيش والاجهزة الامنية الى وزارة المالية.
    2.3- أعفاء كل الرتب في الجيش والقوات الامنية الاخري من رتبة عقيد فما فوق، وكذلك كل اصحاب الانتماء السياسي من الرتب دون ذلك. يمكن استثناء اصحاب الاعمال الفنية شرط عدم انتمائهم للحركة الاسلامية.
    2.4- البدء في دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، وتجميع الحركات المسلحة الحقيقية في معسكرات في دارفورللبدء في دمجها في الجيش القومي وفق المعايير المتعارف عليها ويمكن الاستعانة بالامم المتحدة.
    3- يلي ذلك تكوين حكومة من كفاءات فنية مدة عامين واهم مهام هذه الحكومة:
    3.1- تفكيك هيمنة الحركة الاسلامية علي مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وكذلك الاقنصاد، مع ضمان الاليات التي تمنع وقوغ الضرر والتجاوزات. مع اعطاء اهمية واولوية للقضاء والنيابة في عملية التفكيك.
    3.2- تبني سياسة اقتصادية متوازنة تعيد اندماج البلاد في الاقتصاد العالمي.
    3.3- أنتهاج سياسة خارجية تبعد عن التحالفات التي تضر بمصالح البلاد.
    3.4- وضع القوانين التي تضمن الممارسة الديمقراطية داخل الاحزاب السياسية، ومن ذلك تجديد القيادة بصورة دورية والشفافية في الجوانب المالية وتمكين الشباب من تولي زمام الامور والقيادة.
    3.5- تحديث المناهج الدراسية حتى تحفزالعقول علي الابتكار والابداغ والتفكير الخلاق.
    3.6- بناء الخطط اللازمة لبناء الدولة الحديثة.

  7. الأخ Man
    تحية طيبة
    شكرا على الإضاءة.
    أتفق معك في جل ما تفضلت به .
    لدي ملاحظة متواضعة حول فقرة إحالة ضباط الجيش الذين فوق رتبة العقيد للإحالة.
    برأيي البسيط فإن اجراء من ذلك النوع سيخلق فراغ و فوضى أمنية.
    تكفلت الدولة السودانية بتدريب هؤلاء الضباط . لديهم خبرة كبيرة، لذا من الضروري ان تستفيد الدولة من خبرات هؤلاء الضباط الذي فوق رتبة العقيد .
    و الأمر الآخر ؛فإن الاحالةالقسرية لذلك العدد الهائل من أصحاب الرتب العالية ستخلق فوضى عارمة و تمردات. و الحالة العراقية ابلغ مثال .
    لذا من الأفضل ان نبدأ بإدخال إصلاحات شاملة على المؤسسة العسكرية ( تدريب ، تأهيل ، تعزيز مواد حقوق الانسان ، القانون الدولي، تجديد العقيدة القتالية ، تحديث التسليح ).
    مع ترك الإحالة لتكون وفقا للضوابط العسكرية المتبعة
    بذلك يمكننا إحداث التغيير المنشود بشكل سلس خلال فترة لا تتجاوز العشر سنوات.

    تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..