مقالات سياسية

الرزيقي وعودة (الإسلاميين) الى السلطة !

أحمد الملك

 

قبل يوم واحد من بدء الحرب العبثية التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء في الخرطوم كتب الصادق الرزيقي في موقع الجزيرة فيما يشبه التمهيد لعودة الاسلامويين الى المشهد (وكأنهم قد ابتعدوا عن ذلك المشهد أصلا) واصما بالفشل كل العملية السياسية فيما بعد سقوط نظامهم وانها ستقود الى الانقسام وتلاشي الدولة ، وان كل ذلك استفز التيار الإسلامي وهو بحسب وصفه (أكبر التيارات السياسية واقواها) كان لافتا أيضا قوله ان التيار الإسلامي استفاد من أخطاء خصومه في الحرية والتغيير واصفا تلك الأخطاء انها : أخطاء فادحة لا يمكن إصلاحها ! وكأنّ أخطاء المؤتمر الوطني هينة وبسيطة يسهل إصلاحها ! .

انه ليس فقط استمرار لخطاب الكذب والتدليس الذي ادمنه منسوبي هذا التنظيم الفاسد ، بل أنه يأتي أيضا ضمن الحملة الضارية التي شنّها التنظيم لتهيئة الجو لمنسوبيه في الجيش لبدء الحرب وتهيئة الناس لقبول عودة النظام السابق! .

كأنّ الحرية والتغيير هي التي شنت الحرب التي أدّت الى فصل الجنوب ، أو انها هي التي مزقت أجزاء واسعة من السودان بالحروب وقامت بتدمير التماسك المجتمعي بالفتن وإنشاء المليشيات وتسليح مكونات ضد أخرى. كأنّ الحرية والتغيير هي التي قتلت الناس في الجنوب ودارفور والنيل الأزرق وبورسودان وكجبار ، واغتالت طلاب العيلفون وعّذبت الناس واغتصبتهم وقتلتهم في بيوت الاشباح.

التنظيم الذي (يستفيد) من أخطاء الآخرين والذي يصفه الرزيقي بأنه يملك (رؤية شاملة لمعالجة الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ، ووقف التدهور المريع في مختلف مجالات الحياة وانتشال البلاد من هوة التمزق والاختلاف السياسي الحاد) لم ينجح في الواقع في شيء سوى في تدمير هذه البلاد ، نهب ثرواتها ، بيع مؤسساتها التي ضحى شعبنا من أجلها ، ونشر الفتن والحروب بين ربوعها ، التنظيم نجح في تقديم ثلاثة من أبرز قادته ليس لجائزة نوبل للسلام بل للمحكمة الجنائية الدولية مُتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق شعبهم ، تهمة تكفي ليتوارى خجلا حتى من لا يملك ذرة حياء واحدة ، لكن الحركة الاسلاموية (بأسمائها المتعددة) تّصر على أنها معصومة من الأخطاء بل وتستفيد من الأخطاء التي يرتكبها كل الاخرين! .

وعن الاطاري يقول الرزيقي : (بات ما يسمى بالاتفاق الإطاري أو حتى الإعلان السياسي النهائي المزمع توقيعه أكبر معول لهدم الوفاق السياسي ، وأداة للإقصاء وتفريق القوى الحزبية والكيانات السياسية والعسكرية) .

وكأنه حريص على الوفاق! وهو الذي ينتمي لتنظيم سعى لبث الفتن حتى داخل البيت الواحد ، وفق القانون الاستعماري فرّق تسد ! وفي جملة الرزيقي أعلاه يكمن سر الحرب التي يدفع ثمنها الأطفال والابرياء ، فوقف التسوية السياسية كان الهدف الاسمى الذي سعت له الحركة الإسلامية هربا من المحاسبة من جرائم ثلاثة عقود من القتل والنهب والتدمير الذي لم تشهد له تاريخ هذه البلاد مثيلا.

الهروب من المحاسبة وطرح أنفسهم باعتبارهم الاقدر على إدارة الازمات التي خلقوها بأنفسهم خلال ثلاثين عاما ، أو حتى في فترة حمدوك حين استغلوا سيطرة لجنتهم الأمنية وكوادرهم الموجودة في مؤسسات الدولة الخاضعة حتى اليوم لقانون التمكين، استغلوا كل ذلك لتدمير الاقتصاد ووضع العراقيل أمام الحكومة الانتقالية وتحريك المليشيات التي صنعوها في أجهزة أمنهم لتحدث الفلتان الأمني الذي شهدته العاصمة في الفترة الماضية.

أوقفوا صراع السلطة الذي يدفع ثمنه الأبرياء.

من دون تصفية ومحاسبة التنظيم الاسلاموي وكل تياراته وفروعه لن تشهد هذه البلاد استقرارا . التنظيم الفاسد مستعد لبيع هذه البلاد ومواردها لأية جهة من أجل استعادة السلطة.

 

 

‫8 تعليقات

  1. هو مين غير فاسد في كل السياسيين والأحزاب السودانية.. نحاسب مين ونخلي مين يا شيخنا ما كلهم نفس الطين ونفس العجين.. نسأل الله أن يهلكهم جميعا…هو الفساد بس في المال لا يا اخي فساد الأخلاق وبيع الأوطان من أجل مكسب شخصي أو حزبي هو الأسوأ.

    1. تبا للكيزان المجرمين المكشوفين.. فهم، بطبعهم، من المستحيل عليهم التخفي.. و تلك حكمة الله فيهم. عليهم اللعنه

  2. تبا لعيال حاج نور و تنظيمهم المجرم ،،،، لا بد من اقامة المشانق في الميادين العاهة لهؤلاء المنحطين السافلين العواليق الصعاليك ،،،،

  3. قال الرزيقي قال تاني ما ح تشموها بإذن الله أيها الفجره الفي رمضان يا كيزان يا اولاد الحرام

  4. المهم الان هو حاجة واااااااااااااااااااحدة بس وهي:
    لازم كل الكتاب والاعلاميين والنخبة الشمالية نتبني برنامج واحد بس وننتظم في جبهة واحدة بس ونلتف حول راى واحد بس وهو: انه ان اوان فك الارتباط المصنوع بين وادى النيل (كوش قديما / مملكة سنار حديثا) وبين سلطنة دارفور و اقليم جبال النوبة،
    لانه ما يعرف حاليا بالسودان (وياله من اسم عنصري قبيح اطلقه علينا المحتل التركي في يونيو١٨٢١م فغير اسم دولتنا من سنار الى السودان التركي المصري لياتى المستعمر الانجليزى ويغيره الى السودان الانجليزي المصري) هو تجميع ل ٣دول ل٣ شعوب مختلفة لايوجد بين شعوبها اى رابط او حتى ثقافة او مزاج مشترك ومختلفين في كل شئ وهي كالاتي:
    ١. وادى النيل (او مملكة كوش قديما او سلطنة سنار حديثا بعد دخول الاسلام في ١٥٠٥م) وهي دولة وحضارة عمرها اكثر من ٧٠٠٠ سنة
    ٢. دولة دارفور سلطنة دارفور ضماها المستعمر الانجليزي لسلطنة سنار في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل سلطانهم علي دينار علي يد الانجليز في ٦نوفمبر ١٩١٦م ثم اعلن المستعمر الانجليزى ضمها الى سلطنة سنار او مايعرف بالسودان القديم
    ٣. اقليم جبال النوبة وضمه المستعمر الانجليزى لسنار في ١٩٠٠م بعد ان رسم الحدود بيننا وبين دولة سنار ودولة الجنوب حاليا. (ايضا في العام ١٩٠٠م ضم الانجليز دولة الجنوب الحالي لنا ثم انفصلت في ٢٠١١م وهو المطلوب وهذا هو الوضع الطبيعي والمفروض كان يحصل منذ ١ يناير ١٩٥٦م حيث كان مفروض الرجوع الى سنار/كوش ودارفور وجبال النوبة ودولة الجنوب وكان كفي الله المؤمنين شر القتال الحصل والحاصل دا)

    اذن الحل في الفصل الرجوع لجغرافية كل دولة الى جغرافيتها الطبيعية يجب علي الشماليين تقرير مصيرهم من دولة دارفور واقليم جبال والانعتاق من مشاكلهم القبلية وامراضهم المجتمعية المزمنة وكراهيتهم لبعض وعدم تقبلهم لبعضهم البعض واحتكار الاراضي للقبائل وانتشار ثقافة عدم قبول الاخر والسرقة والنهب والاغارة علي بعض طمعا في ممتلكات الغير. هذا غير كراهيتهم الغير مبررة لكل ماهو شمالى ووصفنا باوصاف عنصرية فجة والتحريض علي قتلنا وتهجيرنا من ارض النيلين مع ملاحظة ان كل ابناء الهامش العنصري هم ياتوا ويصنعوا الدكتاتور الجلابي في الخرطوم ويدافعوا عن الدكتاتوريات والدكتاتوريين زى البشير والترابي والطائفيين الرجعيين زى المهدى وحزب الامة وهم من شكلوا المفرخ الرئيسي للكيزان والداعم الاكبر لكتائب الكيزان المجرمة ودبابيهم ومليشيات الدفاع الشعبي التى ذهبت وقتلت الجنوبيين بدعوة الجهاد والدخول للجنة. وعندما يقتلهم الكيزان بيقولو ديل الجلابة الاونصريين ناس الشريت النيلي كما كان ينعتنا بها الفكى القاتل التعايشي الرجل الدموى صاحب ابشع المجازر والمذابح التى حدثت في وادى النيل (كوش قديما/ سنار حديثا).
    الحل في الفصل او تستمر هذه الحروب العبثية اللانهائية وتستمر تناسل وتكاثر هذه الحركات الدارفورية القبلية المسلحة المرتزقة الحاقدة.

  5. يا اخونا Theman انت شايت وين؟؟ الناس بتتكلم عن الكيزان اخوان الشيطان الضلاليين تجار الفتن والدين وهؤلاء موجودين في كل المناطق التي تتحدث عنها في السودان ، في الشمال ، في الوسط، في الغرب، في الشرق … دا تنظيم ارهابي عالمي… اذن انت تتحدث خارج الموضوع Off Point… كدي رتب افكارك بهدوء وخليك معانا في الموضوع…!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..