رصد : السنوات التي انتهت بالرقم (5) كانت مليئة بالأحداث الكبيرة التي غيرت تاريخ السودان

بكري الصائغ

بمناسبة قدوم العام الجديد ٢٠٢٥م الذي ينتهي بالرقم (٥) ، اقوم في هذا المقال بتجميع ورصد بعض من الاحداث التاريخية الكبيرة والهامة التي وقعت في السودان في سنوات سابقة ، وهي احداث وقعت – تحديدا في السنوات التي انتهت بالرقم (٥) ، وبسببها تغير مسار البلاد.

اولا/- حصار سراي اللواء/ تشارلز جورج غوردون:- في يوم الجمعة ٢٦/ يناير عام ١٨٨٥م ، استطاعت جحافل جيش الانصار ودرايش المهدي أن تصل من امدرمان الي سراي غردون في الخرطوم ، وتدخله وتبسط كامل نفوذها بعد معارك ضارية مع الضباط والجنود الانجليز الذين كانوا داخل السراي ولم يستطيعوا حماية انفسهم ولا غردون ولا السراي.

ثانيا/- مصرع اللواء/ تشارلز جورج غوردون:- في صباح يوم ٢٦/ يناير ١٨٨٥م تمكنت قوات المهدية من قتل غوردون وجز راسه.

مقال سابق من مكتبتي في صحيفة

“الراكوبة”، وله علاقة بالمقال الحالي:

بعد مقتله وقطع راسه: هل دفن تشارلز جورج “غوردون” في بري؟!! .

https://www.alrakoba.net/31520021/——-/

ثالثا/- وفاة الامام/ محمد احمد المهدي:- توفي المهدي الكبير في أم درمان يوم الإثنين الموافق التاسع من رمضان سنة ١٣٠٢1302 هـ – الإثنين 22 يونيو ١٨٨٥م الساعة الرابعة مساء.. امر الخليفة/ عبدالله التعايشي ، والذي كان بقرب المهدي طوال فترة مرضه ولازمه بالليل والنهار حتى لحظة وفاته بتجهيز القبر ، وحفروا قبره في محل فراشه في منزله ، ثم صلي عليه امامآ وباقي الخلفاء والناس مؤتمنون به ، ودفن عند الظهر ولم يسمع لدفنه صوت. وبايع الناس الخليفة عبدالله التعايشي فقام بالامر وتحمل المسؤولية الجديدة.

وقد دار وقتها لغطآ شديدآ بين الناس وقتها في يوم وفاته وقبيل دفنه وان كان المهدي قد قتل ولم يمت ميتة طبيعية ، واتجهت الاتهامات والشكوك نحو السيدة “بنت ابي بكر الجركوك” وانها ربما قد دست السم في طعام المهدي انتقامآ لأبيها وزوجها الذين قتلا في معركة فتح الخرطوم ، ولكن الثقات من أهل السودان ينكرون هذه الاشاعة ويؤكدون ان “بنت ابي الجركوك” كانت تحب المهدي وكان المهدي يحبها ، وان اقارب المهدي قد شدوا شعر لحية المهدي قبل دفنه وتيقنوا انه لم يمت مسمومآ.

رابعا/:- محمد احمد المهدي تبرأ من أهله :- كتب نعوم شقير تحت عنوان “تبرؤ المهدي من أهله”:- (كان الاشراف أهل المهدي قد طغوا وبغوا علي الناس واسأوا السيرة ، فاستاء المهدي منهم. فلما كان يوم اخر جمعة في شعبان سنة ١٣٠٢ هجرية – ١٢ يونيو ١٨٨٥م ميلادية- وبعد ان فرغ من الخطبة في الجامع وهم الناس بالوقوف للصلاة اشار لهم بيده وقال اجلسوا ، ثم نادي باعلي صوته وقال : ” أيها الناس اني مللت من النصح والمذاكرة لاقاربي الاشراف الذين تمادوا في الطيش والغواية وظنوا ان المهدية لهم وحدهم”. ثم مسك ثوبه ونفضه ثلاث مرات وقال : “انا برئ منهم فكونوا انتم شهودآ علي بين يدي الله تعالي”، فنكس الأشراف رؤوسهم ولم يجبه احد بكلمة. ثم نزل المهدي من علي المنبر وصلي صلاة الجمعة وخرج. وكان هذا اخر عهده بالجامع).

خامسا/- الامام/ عبدالله التعايشي :- هو عبد الله التعايشي بن محمد التقي الجهني الشهير بعبد الله تورشين ، هو خليفة محمد أحمد المهدي زعيم الثورة المهدية في السودان وقد أعقب المهدي في حكم السودان بعد وفاته في ٢٢/ يونيو ١٨٨٥م وحتى تاريخ مقتله في معركة أم دبيكرات يوم الجمعة 24 نوفمبر ١٨٩٩م ساند المهدي وشجعه للخروج وإعلان ثورته.. سنوات حكمه كانت مليئة بالمجازر والاغتيالات ، وحكم البلاد بقبضة حديدة، شهد عصره مجاعة (سنة ستة) التي اودت يحياة نحو (١٠٠) ألف شخص.

سادسا/- نهاية مؤتمر الخرجين :- “مؤتمر الخريجين” كيان سوداني تم إنشاؤه إبان فترة الحكم الثنائي الاستعماري بالسودان على غرار المؤتمر الهندي الذي أتى بالاستقلال للهند. وكان ميلاد مؤتمر السودان في عام ١٩٣٨م على أيدي خريجي كلية غردون -جامعة الخرطوم حاليا ، وخريجي الكليات الاجنبية الأخرى. وقد كان السكرتير للسودان هو الزعيم إسماعيل الأزهري. بدء المؤتمر بهدف سياسي في المقام الأول تحرير السودان من بريطانيا ولما كانت ظروف الموظفين السودانيين لا تسمح لهم بالعمل السياسى جاءت فكرته كهيئة اجتماعية كانت هي النواة التي منها نال السودان استقلاله في١/ يناير/١٩٥٦م .. تفكفك المؤتمر وانتهي وجوده بسبب الخلافات بين الاعضاء وتدخل الحاكم العام البريطاني.

سابعا/ نشأة “حزب الامة”:- هو حزب سياسي في السودان (تأسس في فبراير ١٩٤٥م) ، وهو تكوين سياسي هدف به السودانيون الوطنيون الذين كونوه كأول حزب سياسي شعبي نحو تحقيق المطامح الوطنية في الاستقلال عن دولتي الحكم الثنائي ، وبناء الدولة السودانية المستقلة على أسس المساواة والحرية والعدل. كان حزب الأمة القومي السوداني يطالب باستقلال السودان عن بريطانيا ومصر رافعاً راية الاستقلال الكامل عن الدولتين وسمى مؤيدوه بالاستقلاليين.

ثامنا :- حوادث توريت :- في يوم ١٨/ أغسطس ١٩٥٥م ، وقعت في مدينة توريت بجنوب السودان مجزرة دامية دخلت التاريخ السوداني تحت أسم (حوادث الجنوب). حيث تمردت الفصيلة (اورطة 18) التابعة لقوة دفاع السودان ، وثاروا ضباطها وجنودها الجنوبيون علي قيادة معسكرهم ، واغتالوا غالبية من كانوا بها ، ثم زحفوا باسلحتهم وعتادهم الحربي الخفيف الحمل الي داخل المدينة توريت ، وراحوا يغتالون كل من هو ليس جنوبيآ ، وبلغت جملة الضحايا نحو (١٢٠) شماليآ .. ونحو (٤٠) اوروبيآ -اغاريق تجار .. وايطاليين رهبان.

تاسعا/- اخر يوم للاستعمار البريطاني والمصري في السودان:- كان يوم ٣١/ ديسمبر ١٩٥٥م يوما من اسعد ايام البلاد ، كان هو اخر (٢٤) ساعة علي بقاء الاحتلال في البلاد ، بعدها نزل العلم البريطاني والمصري من علي سارية القصر.

عاشرا:- اعلان استقلال السودان :-

مقال من مكتبتي بصحيفة الراكوبة وله علاقة بالمقال الحالي :

“حتي لاننسي : ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م وذكري إعلان استقلال السودان”

https://www.alrakoba.net/31352479/——/

احدي عشر/- بداية التصحر والجفاف:- في عام ١٩٧٥م وبدون سابق انذار او مقدمات لها علاقة بالطبيعة ، زحفت الصحراء بترابها وكثبانها العالية نحو القري والمزارع ، وبعدها جاء الجفاف وانعدام الامطار ، وحتي اليوم ما بارحت مساحات الصحراء مواقعها.

اثني عشر/- انقلاب المقدم/ حسن حسين:- في يوم الجمعة ٥/ سبتمبر ١٩٧٥م وقع اول انقلاب اسلامي بقيادة المقدم/ حسن حسين، وللمزيد من القاء الضوء علي هذا الانقلاب ، ارجع الي مقال سابق نشر في صحيفة “الراكوبة”:

٥/ سبتمبر ١٩٧٥م : والذكري ال٣٧ علي اول انقلاب اسلامي.. https://www.alrakoba.net/247092/—–/

ثلاثة عشر/- محاولة اغتيال/ حسني مبارك :- الترابي يعترف : نائبي هو الذي دبّر محاولة اغتيال الرئيس مبارك-

اربعة عشر/- ضياع حلايب :- بسبب محاولة اغتيال الرئيس السابق/ حسني مبارك في عام ١٩٩٥م ، التي خطط لها علي عثمان ونافع علي نافع وصلاح قوش ، قررت الحكومة المصرية كنوع من العقاب القاسي لنظام البشير الضالع في المؤامرة ان تضع يدها بالكامل علي منطة حلايب وشلاتين السودانية و(تمصيرها) بنسبة (١٠٠%) ، وتم لها ما ارادت.

خمسة عشر/ “التطبيع” مع اسرائيل:- شهدت اروقة حزب المؤتمر الوطني في عام ٢٠١٥م مناقشات حادة وجادة حول موضوع “التطبيع” مع دولة اسرائيل ، ظلت المناقشات مستمرة طال فترة طويلة بين المؤيدين للفكرة والمعارضين لها … تكللت المفاوضات بالنجاح بعد قيام الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان القيام بلقاء سري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي/ بنيامين نتنياهو في فبراير عام ٢٠٢٠م.

واخيرا/ نسال بقلق شديد ، يا تري ماذا يحمل لنا هذا العام الجديد ٢٠٢٥م من مفاجأت؟!! .

[email protected]