مقالات سياسية

قليل من الضوء..!

من النماذج البشرية السيئة ــ في أيام الكوارث والضنك ــ لمسنا أن لقمان كأنه يكتب (ديباجاته) الحكيمة لهؤلاء؛ فقد سُئل: من أسوأ الناس حالاً؟
قال: من قويت شهوته؛ وبعدت همته؛ وقصرت حياته؛ وضاقت بصيرته.
ومما يُنسب له: الناس في الخير أربعة :فمنهم من يفعله ابتداء، ومنهم من يفعله اقتداء، ومنهم من يتركه حرماناً، ومنهم من يتركه استحساناً.
فمن يفعله ابتداءً كريم.
ومن يفعله اقتداءً حكيم.
ومن يتركه استحساناً غبي.
ومن يتركه حرماناً شقي.
(2)
أشقياء بلادنا بحاجة إلى تعلُّم (الحكمة) تجاه ما ينالهم من حرمان وتوهان.. إنهم يجيدون الفرجة على الآخرين؛ وتنفرج أسارير معظمهم لمجريات في بعض البلدان الحية؛ ومقاومة إنسانها المستميتة ضد أعداء الحياة.. لكن لو أننا (توهطنا) في كنبة (يقين) لاشتغلنا أكثر بدائرة الذات المحددة وهي تتوق للانتصار (دون مقدمات موضوعية)..! أعني الانتصار على (العدو) وهو ليس بشرياً فحسب؛ إنما (البؤس) عامة عدو… وقد رد حكيم بإيجاز على السؤال: بم ينتقم الإنسان من عدوه؟ فقال: بإصلاح نفسه.
(3)
نفوسنا رخيصة حين الأخذ.. فهل رسخت فينا متعة (العطاء)؟؟!
فقد سُئِل أحد العارفين: ما السخاء؟
قال: أن تكون بمالك متبرعاً، ومن مال غيرك متورعاً.
(4)
التورّع من الفشل؛ أو من الآثام؛ كلاهما يدفع طاقة وضيئة لك، وللآخرين.. لكنك مهما كنت حاداً في وعيك فأنت بحاجة إلى محيط (مخلص).. وفي هذا ثمة نموذجان من الأثر.. وعليك الاختيار..!
ــ سُئِل حكيم :كيف أعرف صديقي المخلص؟
قال: أمنعه وأطلبه، فإن أعطاك فذاك هو, وإن منعك فالله المستعان.
* قيل أيضاً: الرجال أربعة: جواد وبخيل ومسرف ومقتصد.
فالجواد: من أعطى نصيب دنياه لنصيبه من آخرته.
والبخيل: هو الذي لا يعطي واحداً منهما نصيبه.
والمسرف: هو الذي يجمعهما لدنياه.
والمقتصد: هو الذي يعطي كل واحدة منهما نصيبه.
(4)
نصِّب نفسك (مسؤولاً) عنها مستعيناً به (سبحانه وتعالى) فقط.. فقد جربتُ ذلك بضعة شهور فقط (لشقوتي).. فلم يحدث شيئاً سوى متعة (انتظاره).. كل الأشياء لو تركناها لصانعنا العظيم وانتظرناه (بعمق) فإن ذلّنا سيتحول ــ بعيداً عن الكيمياء والمادة ــ إلى عز..!
(5)
عزيزي القارئ: لأنك (فاهم) عليك أن تستزيد فهماً من (غابرات السطور).. فإن غلبتك الأمور الأربعة (أدناه) فحاول التجريب..!
قال حكيم :أربعة حسُن ولكن أربعة أحسَن:
الحياء من الرجال حسن، ولكنه من النساء أحسن .
والعدل من كل انسان حسن، ولكنه من القضاء والأمراء أحسن.
والتوبة من الشيخ حسن، ولكنها من الشباب أحسن .
والجود من الأغنياء حسن، ولكنه من الفقراء أحسن .
(6)
حسناً… إذا كنت فقيراً معدماً من أية (حاجة..!) فمؤكد أن لديك لسان؛ أو على الأقل بعض أسنان تبتسم بها.. رغم أن جذور (التصدُّق) والخير والمودة أبعد غوراً من ذلك..!!

عثمان شبونة
[email][email protected][/email]

ــــــــــــــــــ
الأهرام اليوم.

تعليق واحد

  1. ايها ألأخ(ألأبن) عثمان .. التحيات اليك تنداح والسلام من قبل اندياحها عليك يتنزّل ..”احسب انك قد اوتيت الحكمة وفصل الخطاب .. ولكن عبارة مكونة من اربع كلمات وردت عنك فى هذا المقال من بين اقوال الحكيم (قال حكيم :اربعة حسن واربعة احسن” احداهنّ ربما كانت “حمّالة اكثر من وجه حسب توجه قارئها”
    العبارة هى: “التوبة من الشيخ حسن” ..ربما قد يتساءل البعض عمن هو “الشيخ حسن” المشار اليه..!!!

  2. نصِّب نفسك (مسؤولاً) عنها مستعيناً به (سبحانه وتعالى) فقط.. فقد جربتُ ذلك بضعة شهور فقط (لشقوتي).. فلم يحدث شيئاً سوى متعة (انتظاره).. كل الأشياء لو تركناها لصانعنا العظيم وانتظرناه (بعمق) فإن ذلّنا سيتحول ــ بعيداً عن الكيمياء والمادة ــ إلى عز..!
    جميل الكلام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..