مقالات سياسية

ما السبب وراء احجام الدول مساعدة السودان؟!!

بكري الصائغ

١-
لا يخفى على احد والجميع على علم تام، ان كل الوزارات والمؤسسات الحكومية في زمن الانقاذ البائد قد تعرضت لفساد كبير طوال الثلاثين عام الماضية من حكم هذا النظام، وما سلمت وحدة حكومية من النهب والسرقات المقننة والاختلاسات.
٢-
قمة الماسآة تكمن في ان وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، التي وقع علي عاتقها حماية الدين بحكم وظيفتها في جهاز الخدمة المدنية، دخلت (موسوعة الفساد السوداني)، تعرضت هي الاخري لفساد ممنهج برعاية شخصية من الرئيس المخلوع، الذي رفض بشدة في مرات كثيرة محاسبة كبار الفاسدين في هذه الوزارة علي اختلاسات فاقت جملتها ال(٣٠٠) مليون ريال واكثر من (٦٤١) مليار جنيه سوداني، بحسب تصريح صدر رسمي من  وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح في يوم الخميس ٢١/ مايو ٢٠٢٠، اكد فيه ضبط عمليات فساد في الأوقاف بمئات المليارات في الأعوام العشرة الأخيرة من عهد الرئيس المعزول عمر البشير!!، وأعلن ايضآ عن ضبط فساد اداري ومالي بهيئة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية حيث بلغ راتبه الشهري (٣٠) ألف ريال سعودي ما يعادل (٦٠٠ )الف جنيه!!، رفض البشير محاكمتهم لانه هو من قام بتعينهم في هذه الوزارة!!

٣-
رغم ان الفساد المالي قد ضرب كل الوزرات والمصالح الحكومية والبنوك بدون استثناء ، الا ان نسب حجم حصيلة الفساد قد تفاوتت ولم تكن كلها علي مستوي واحد، في زمن حكم الرئيس المخلوع كانت هناك اربعة مؤسسات لها النصيب الاكبر في (البلع) بلا حساب، هي مؤسسات كانت افسد من الاخريات
٤-
المؤسسات الاربعة هي:
رئاسة الجمهورية،
حزب المؤتمر الوطني،
وزارة الدفاع،
مطار الخرطوم!!

٥-
اولآ- رئاسة الجمهورية (القصر الصيني):
(أ)-
الكلام عن رئاسة الجمهورية في زمن البشير يذكرنا بالفريق أمن/ طه عثمان، الذي شغل منصب مدير مكتب البشير بدرجة وزير دولة، وعاث فساد زكم الانوف في رئاسة الجمهورية، وكانت جملة المبالغ المالية التي حولها للخارج قد وصلت الي (١٠٧) مليون دولار!!
(ب)-
نهب الفريق طه ومافيا البترول (١١٠) مليون دولار من وديعة قطرية وإشتروا نفطا مسروقاً بلا مستندات!!
(ج)-
الفريق طه حوّل (٤٠) مليون دولار من حسابه ببنك “نوفا سكوتيا” في دبي الي بنك “أكبكترس” التركي لتمويل صفقتين!!
(د)-
ليجاور الرئيس بكافوري ، الفريق طه دفع (٥،٥) مليون دولار فإمتلك هدية نميري لشيخ زايد ..!!
(هـ)-
طه المتصوف دفع (١٥)مليون درهم لفيلا نخلة دبي ، جاراته فاتنات هوليوود أنجيلينا ونيومي وديفيد بيكهام!!
٦-
ثانيآ – حزب المؤتمر الوطني البائد:
طوال الثلاثين عام الماضية كتبت الصحف المحلية والاجنبية الكثيرآ عن الفساد في حزب المؤتمر الوطني البائد، والغريب في الامر، انه منذ ان خلق الله السودان، لم يسمع اهله بفساد النساء الا في زمن الانقاذ، وهاهي وداد بابكر قابعة في سجن النساء بتهم فساد مالي وثراء حرام، وملكية اراضي بدون وجه حق!!

٧-
ثالثآ- وزارة الدفاع:
(أ)-
الفساد الذي استشري في وزارة الدفاع برعاية المشيرعمر البشير، وشمل ايضآ كل فروع القوات المسلحة، يذكرنا بمحاكمة العقيد “ود ابراهيم” في شهر مارس عام ٢٠١٣ بتهمة المشاركة في محاولة انقلاب عسكري في شهر نوفمبر ٢٠١٢، وما ان بدأت المحاكمة العسكرية، حتي فوجئوا اعضاء هيئة المحكمة بهجوم ضاري من “ود ابراهيم”، كشف خلالها عن فساد خطير للغاية قام به وزير الدفاع وقتها عبدالرحيم حسين، الذي تعاقد مع الحكومة في روسيا البيضاء واوكرانيا علي شراء اسلحة متنوعة ومعدات حربية انتهي عمرها الافتراضي، وكانت النتيجة بعد وصول هذه الاسلحة الفاسدة واستعمالها، ان تعرض عدد كبير من الضباط والجنود الي اصابات خطيرة، وحدوث وفيات بينهم، قام البشير بحماية عبدالرحيم، ورفض محاسبته.
(ب)-
من هو عبدالباسط حمزة؟!!
يقول عضو لجنة تفكيك نظام الإخوان وإزالة التمكين، صلاح مناع، إن عبدالباسط حمزة الضابط الصغير في القوات النظامية تغلغل في قطاع الاتصالات وتورط في بيع شركة موباتيل السودانية بمبلغ يساوي 10% فقط من قيمتها الحقيقية.كما تورط في نقل فرع لشركة سوداتل للاتصالات السودانية للخارج واستثمار أموالها لصالح نظام الإخوان ولم يعِدْ هذه الأموال للداخل، وأسس شركات وهمية نهب بموجبها أموال الشعب السوداني. وأشار إلى أن اللجنة استردت أراضي سكنية وزراعية من عبدالباسط حمزة تقدر مساحتها بمليون فدان، بجانب نحو 30 مليون سهم من شركة “إم تي إن” للاتصالات، وأسهم بمول عفراء وفندق السلام روتانا. ورغم ضخامة الأصول المستردة من عبدالباسط حمزة، فإن تقديرات غير رسمية تشير إلى امتلاك الرجل ثروة خيالية ورؤوس أموال بالداخل والخارج، ممن استأمنته عليها الجماعة الإرهابية. ويقول الناشط السياسي السوداني، خليل محمد سليمان، إن الفظائع التي ارتكبها عبدالباسط حمزة بحق ثروات البلاد يجب أن تقوده للمشانق دون مواربة، ولا ينبغي الاكتفاء باسترداد الأموال لخزينة الدولة.وأشار سليمان خلال منشور على صفحته بموقع التواصل “فيسبوك” الجمعة، إلى أن عبدالباسط حمزة وجماعته قاموا بتهريب الأموال التي نهبوها إلى الخارج، حيث يملك شركات اتصالات في دول أفريقية عديدة، تدر مليارات الدولارات، يمكن أن تُستخدم في تمويل الإرهاب، وعدم استقرار الوضع في السودان.

رابعآ – مطار الخرطوم:
(أ)-
مطار الخرطوم في زمن الرئيس المخلوع لم يكن مملوك للدولة، بل كان فرع من فروع حزب المؤتمر الوطني مثله المجلس الوطني وكل الوزارت والمؤسسات الحكومية في جهاز الخدمة والعسكرية، لم يهتم الحزب الحاكم بتحديث المطار وابقاه علي حاله القديم بلا تحسينات او تطور.
(ب)-
اهتم الحزب اهتمام كبير بتطوير”صالة كبار الزوار”، وتم فصله عن المبنى الرئيس للمطار، ومنذ عام ١٩٨٩ وحتى عام ٢٠١٩، كانت الصالة تحت رقابة جهاز الأمن وادارته!!، تم ابعاد مصلحة الطيران المدني تمامآ من مسئولية الصالة، وبعدها خرجت حقائق مخيفة عن ما جري في “صالة كبار الزوار” من عمليات تهريب واسعة شملت اطناناً من الذهب ، وعملات صعبة بملايين الدولارات، وحقائب مغلقة كانت تدخل الي الطائرات دون عرضها علي ادارة الجمارك!!

(ج)-
اسوأ ما جرى في مطار الخرطوم في السابق ، عمليات النهب التي طالت المعونات الدولية التي ارسلتها دول كثيرة لمساعدة المتضررين بالامطار والسيول، وقامت جهات امنية تابعة للنظام وقتها بسرقة الادوية والمعدات الطبية ، والخيام، والسلع الغذائية ، والمولدات الكهربائية، والملابس، والبطاطين، ورغم ان الصحف المحلية والاجنبية نشرت الكثيرعن (الهمبتة) التي طالت كل المعونات المرسلة للمتضررين، فلم يهتم احد من المسؤولين بهذا النهب المقزز!!
(د)-
ما ان يجي اغسطس، شهر الفيضانات والسيول وسقوط الضحايا وهدم القري والمنازل، كانت الدول في كل تساهم بشدة في اغاثة المواطنين، ولكن في هذا العام الحلي نجد ان حجم المعونات الدولية قد خف الي حد كبير، ورفعت كثير من الدول يدها عن نجدة المتضررين كما كان في السابق بسبب ان الحال في مطار الخرطوم مازال على حاله القديم المزري، ومازالت الصحف تكتب عن “مآفيا” مطار الخرطوم، وسرقات ما في حقائب المسافرين… فهل الفساد في مطار الخرطوم وراء احجام الدول مساعدة السودان هذا العام؟!!

بكري الصائغ
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. مع التسليم التام بفساد النظام البائد ولكن هذا التحليل فطير جدا، ويجب الا نظل نخدر الناس بمثل الكلام السطحي، النظام المباد مات وشبع موت، يجب أن يكون هناك عمق يساعد الناس على فهم هذا العالم الذي يعيشون فيه، طيب ليه أصدقاء السودان خذلوه، ليه الامريكان ظلوا على مكرهم القديم ولم يرفعوا العقوبات ويبتزوا الحكومة رغم ما تعيشه من ضوائق، ليه استراتيجيات الإقليم من حولك لم تعد كما كان قبل سنوات و و و و و؟ اما ان يكون التبرير ان النظام السابق كانوا يسرقوا الإغاثة فهذا صحيح بس مش تبرير، في خريف 88 أي قبل الحكم المباد استاء اليمنيون جدا من حقيقة ان الدقيق الذي كانوا يرسلوه للسودان يذهب للسوق السوداء، فاهتدوا الى فكرة ارسال خبز طازج بطائرة يومية من صنعاء للخرطوم وقالوها بصريح العبارة أنهم فعلوا ذلك حتى يضمنوا وصول الغذاء للمتضررين. ولذلك يأخي يجب أن تكون هناك تحليلات عميقة لمثل هذه الأسباب أما ان يكون السبب في احجام الدول عن إغاثة البلاد في كارثة بهذا الحجم أن السرقات لا تزال في المطار الخرطوم وان المسافرين يشكون من حرامية الجوالات في سير الامتعة، فهذا تحليل واعتقاد بصرحة في غاية السطحية!!

  2. احجام الدول (عن) مساعدة السودان؟!!هل هذه حقيقة مسلم بها ؟!! الاستاذ بكري بارع في أرشفة المعلومات ولكن متواضع القدرات التحليلية!

  3. والله يا استاذ بكري عنوانك والموضوع متشاترات.
    ذكرتني الطالب في امتحان الشهادة السودانية الحفظ سياسة بسمارك الداخلية صم، وفي الامتحان جابوا ليه سياسة بسمارك الخارجية، قال وبما أن سياسة بسمارك الداخلية هي مصدر سياسته الخارجية فدعونا نتحدث عن سياسته الداخلية، وراح مفرغ ليهم السياسة الداخلية بي ضبانتها!!
    وظاهر عليك عافرت شديد عشان تربط الموضوع ببعضو
    الغريبة دا ما اسلوبك

  4. سبب الاحجام عن مساعدة السودان المحور الذى لجأ اليه السودان لا يريد حكم ديمقراطي ودولة مدنية فى المنطقة تؤلب عليهم شعوبهم لذا نراهم يخنقون السودان ليضيق الحال بالشعب ويرضخ للقبول بحكم عسكرى بمفهوم جوع كلبك يتبعك انهم فقط يريدون تكرار تجربة مرسى والسيسى بالسودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..